IMLebanon

مداهمة إستباقية في الروشة تحمي أمن بيروت من الإنكشاف

مداهمة إستباقية في الروشة تحمي أمن بيروت من الإنكشاف

مقتل إنتحاري واعتقال آخر وتوقيف إثنين في الماريوت ليلاً .. وإصابة 3 من الأمن العام

شربت القوى الامنية «حليب السباع» وتمكنت من ضرب «الارهاب»، مسجلة نجاحاً ملموساً في «حرب الاستخبارات» او الحرب الاستباقية، وفقاً لبيان الامن العام اللبناني.

عند السابعة والنصف من مساء امس، شهدت شوارع بيروت وضعاً ضاغطاً، تبين انه ناجم عن معلومات سرعان ما تأكدت، من ان تفجيراً حصل في احد فنادق الروشة، بطله انتحاري، حضرت قوة مشتركة من الامن العام والجيش لاعتقاله ففجر نفسه بحزام ناسف داخل الغرفة، مما ادى الى مقتله، في حين تم توقيف شخص آخر بالتهمة نفسها، اصيب بجروح ونقل الى المستشفى للمعالجة، في حين كشف بيان الامن العام ان ثلاثة من عناصر النخبة في هذا الجهاز اصيبوا بجروح وتم نقلهم الى مستشفى الجامعة الاميركية.

وحضر وزير الداخلية نهاد المشنوق الى مكان الانفجار، كما حضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، حيث وضع القضاء العسكري يده على الملف مع الموقوف الثاني الجريح، في وقت تفقد فيه مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم جرحى الامن العام في المستشفى، مؤكداً ان المستهدف هو الامن في لبنان، و«اننا نقوم بعملنا ونعرف ما نفعل، ولا نحتاج الى دروس الى ما يعلمنا».

وفي معلومات «اللواء» ان وحدة المداهمة تحركت قبيل السابعة تجاه الروشة، واحيط وزير الداخلية والاجهزة الامنية علماً بها، والتي جاءت اثر تأكد الاستقصاء في الامن العام من وجود الارهابيين في فندق «دو روي» في شارع اوستراليا في الروشة والغرفة التي يقطنان فيها، وكامل المعلومات عن الهوية الظاهرة لهما.

ووفق المعلومات، فإن وحدة مشتركة امنية، بدعم من الجيش اللبناني قطعت الطرقات في المنطقة ضمن تنسيق محكم بين الاجهزة لاعتقال الانتحاريين بهدوء دون خسائر، إلا ان احد الانتحاريين بلغته معلومة من ان قوة امنية في الطريق لاعتقاله، فجهز حزاماً ناسفاً لتفجير نفسه بالمجموعة عند مدخل باب غرفته الكائنة في الطبقة الثالثة من الفندق.

وبدأت عمليات بحث، عمّا إذا كان أبلغ بواسطة شخص أم هاتفياً بأن وحدة أمنية في الطريق لاعتقاله، وان الفندق محاصر والطرق مقطوعة.

ونجم عن التفجير الارهابي، وهو الثالث منذ يوم الجمعة الماضي، عشرة جرحى، بمن فيهم جرحى الأمن العام الثلاثة، واندلاع حريق وتحطيم زجاج وخراب في الفندق ذي الأربعة نجوم والابنية المجاورة.

ولاحظ مصدر أمني رفيع أن غرفة العمليات المشتركة تمكنت من توفير إمكانيات الدولة في كشف هذه الشبكات وملاحقتها والقضاء عليها قبل أن تتمكن من القيام بالمهام الإرهابية الموكولة إليها، فارهابي ضهر البيدر فجر نفسه عند حاجز قوى الامن بعدما انكشف امره، وكذلك ارهابي مقهى «ابو عساف» في الطيونة، والذي كشفه المفتش الأوّل في الامن العام عبدالكريم حدرج الذي قضى شهيداً وشيّع امس، وارهابيا فندق الروشة احدهما انتحر والثاني اصبح في قبضة القوى الأمنية، والمواجهة مفتوحة في ملاحقة الارهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم في ضرب استقرار لبنان وجره إلى الفتنة، وفقاً لبيان الأمن العام.

وليلاً داهمت قوة من الأمن العام فندق «الماريوت» في بئر حسن وأوقفت اثنين، أحدهما من الجنسية السعودية والآخر سوري.

وعلى هذا الصعيد، قال وزير بارز لـ «اللواء» أن المواجهة الأمنية على اهميتها غير كافية، إذ أن البلاد بحاجة إلى تحصين سياسي، عبر وحدة المجتمع السياسي والمجتمع الأهلي، والتنسيق بين القوى الأمنية، فضلاً عن إطلاق عجلة الحكومة، حيث ستشكل جلسة مجلس الوزراء اليوم محكاً جدياً للنيات لجهة وضع منهجية عمل الحكومة لملء الشغور الرئاسي موضع التنفيذ، والحرص على التوافق في اتخاذ القرارات، وعدم تعريض الحكومة للتعطيل او التصدع تمهيداً للانتقال إلى وضع مسألة انتخاب الرئيس على طاولة العمل الجدي.

وأضاف الوزير انه صحيح أن لبنان هو أقل البلدان تأثراً بما يجري حوله من حروب وصراعات وتصفيات، الا أن الأمور لا تقف عند اعتقال إرهابي هنا أو احباط عملية إرهابية هناك، بل هي تحتاج إلى شبكة أمان وطني، وإلى سقف سياسي يحمي القرار الأمني بالمواجهة، ويبقي المجتمع متماسكاً لمواجهة جيوب الإرهاب التي لا هوية ولا صفة ولا مذهب لها سوى الإرهاب، على حد تعبير الرئيس سعد الحريري الذي أعلن، عبر تغريدة له على موقع «تويتر» عن كامل تضامنه مع الأجهزة الأمنية، داعياً هذه الأجهزة الى أعلى درجات التنسيق وضرب جيوب الإرهاب أينما كانت.

ولاحظ الوزير لـ «اللواء» أن الإرهابيين يستغلون الانقسامات في صفوف اللبنانيين للنفاذ الى داخل المجتمع اللبناني، وعلى القوى السياسية الانتباه الى هذا الأمر لتسارع الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والسعي مع «حزب الله» الى سحب مقاتليه من سوريا، لافتاَ النظر الى أن أي تقصير في أي مجال، سواء على صعيد التحصين السياسي أو الاجتماعي، ندفع ثمنه غالياً في الأمن.

أما وزير الثقافة روني عريجي، فدعا بدوره الى الارتقاء الى مستوى المسؤولية في ظل الخطر الداهم على لبنان بفعل تداعيات الوضعين العراقي والسوري، رافضاً عبر «اللواء» تشبيه ما يحصل على الساحة اللبنانية بما يجري في سوريا والعراق.

وقال: في لبنان، هناك حكومة تقوم بواجباتها، كما أن القوى الأمنية على اختلافها متماسكة وتمارس مهامها على أكمل وجه.

وإذ أعرب عن قلقه حيال ما يجري، أكد أهمية عدم فرض حال من التشاؤم.

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك من مجال لمناقشة منهجية عمل الحكومة في جلسة اليوم لمجلس الوزراء في أعقاب عملية الروشة، أكد عريجي أن الوضع الأمني سيفرض نفسه، نافياً وجود أي مشكلة في موضوع آلية عمل الحكومة. مشيراً الى أنه زار الرئيس تمام سلام الذي أظهر حساً وطنياً عالياً وانفتاحاً وتجاوباً، مشدداً على أهمية قيام التوافق قبل أي أمر آخر. وتحدث عن طرحين في الإمكان مناقشتهما داخل المجلس بخصوص هذه المسألة دون الكشف عنهما.

ومن جهته اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن ما جرى أمس في الروشة، إضافة الى المحاولتين الإرهابيتين الفاشلتين في الطيونة وضهر البيدر، من شأنه أن يقوي وضعية الحكومة، مشدداً على نظرية عدم وجود بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان.

ونفى الوزير درباس لـ«اللــواء» ما يتردد عن حكومة مصغرة داخل الحكومة، أو لجنة وزارية لتوقيع المراسيم والقرارات الخاصة بتوقيع رئيس الجمهورية، مؤكداً وجود تفاهم بين كل الكتل السياسية الممثلة في الحكومة للتوقيع وكالة. مشدداً على ان تعبير آلية هو اسم لغير مسمى، لأن الآلية بدعة دستورية، وقال: «طالما ان الدستور أعطى مجلس الوزراء صلاحيات التوقيع عن رئيس الجمهورية، في ظل الشغور الرئاسي، فإنه (أي المجلس) يستطيع أن يفوض بعض أعضائه بتوقيع هذه المراسيم.

وكشف درباس انه زار أمس وزير الداخلية في شأن الوضع الأمني في طرابلس، ونقل عنه ان معركة الشمال كسبناها ولن نخسرها، لكن علينا ان نتنبه من محاولات تجري في عاصمة الشمال، على الرغم انها ليست من بنات المجتمع الطرابلسي، وبالتأكيد هي لن تنجح.

وتجدر الإشارة إلى ان الحديث عن وضع طرابلس تزامن مع إعلان قيادة الجيش، عن توقيف شبكة ارهابية كانت تخطط لإغتيال أحد ضباط الجيش، تردد انه رئيس فرع مخابرات الجيش العميد عامر الحسن، لكن قناة «المنار» قالت ان المقصود هو العميد خطار ناصر الدين.

وأكد الوزير المشنوق ان الموقوفين من أفراد الشبكة اعترفوا بالتخطيط لاغتيال أحد الضباط من دون أن يذكر اسمه.