IMLebanon

مشهد معراب المتكرّر… جعجع: مستعدّ لسحب ترشيحي

تابع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع مجريات جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في معراب، والتي بدت تكراراً للجلسات السابقة نتيجة مقاطعة رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون وفريق

«8 آذار»، باستثناء كتلة «التنمية والتحرير».

كعادته وكما في كل جلسة، دخل جعجع القاعة المخصّصة لمتابعة مجريات العملية الانتخابية وصافح الجميع وتقبّل التعازي بوفاة والده، وفي الوقت عينه كان يتابع بدقة وصول النواب ويستمع الى كلماتهم ويدوّن ملاحظاته، فهو يصرّ على متابعة الجلسات على الرغم من انه ليس واثقاً من فوزه على عكس البعض الذين يرفض المشاركة في هذه الجلسات إلّا في حال ضمان الفوز.

لم تغب معراب عن تصريحات رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون خصوصاً لجهة مطالبته بإجراء الإنتخابات النيابية قبل الرئاسية، وقد استغرب جعجع الكلام عن إجراء انتخاباتٍ نيابية «علماً أنه يجدر بنا انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، داعياً عون الى اتخاذ قرار «اذ لا يمكن الاستمرار في التعطيل لما يحملهُ من خطورة على لبنان».

وأوضحت مصادر قريبة من «القوات» لـ»الجمهورية» أنّ «عون لن ينتصر في الانتخابات النيابية واستطلاعاتُ الرأي الخاصة بـ»التيار الوطني الحر» تؤكّد هذا الامر»، مشددةً على «أننا لن نقبل بإجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية لأننا نرفض أن يجرّنا عون كل مرة الى ساحة معركة يختارها هو فتؤدّي الى اعادة تكوين السلطة في لبنان».

ورأت المصادر أنّ كلام عون «لا يليق بزعيم مسيحي، ولا يجوز تقديم التنازلات على أبواب الرئيس سعد الحريري ثم الادعاء او الاستكبار عليه تحت عنوان أمنه في حمايتنا، وكأنّه شريك بتحمل مسؤولية أمنه حتى لا نقول شيئاً آخر»، مشيرةً الى أنّ «الأسلوب الذي اعتمده عون طوال أشهر مع الحريري أساء إلى الموارنة كطائفة عريقة في لبنان عبر استرضاء زعيم، أيّاً يكن هذا الزعيم، بحثاً عن موقع على رغم أنّ الحريري نقيض عون في المشروع السياسي».

وعن قوله إنّه كان سينسحب لو عرض عليه مرشح يمثل أكثر من 5 في المئة من المسيحيين، شددت المصادر على أنّ «عون لا يمثل المسيحيين مثلما يدَّعي لأنه نجح في جزين وبعبدا وكسروان وجبيل بالصوت غير المسيحي، وأكبر دليل الارقام الدقيقة لدى المسيحيين وسواهم. أما كلامه عن أنّ البلد يتعرّض لمأساة حقيقية في حال لم يُنتخب رئيساً للجمهورية، فهذا الكلام مردود لأنّ البلد دخل أساساً في مأساة حقيقية عندما كان عون رئيساً لحكومة انتقالية وأدخل المسيحيين في حال تدميرية كبيرة، وأوصلهم الى اتفاق الطائف ورفضه فيما بعد». وأضافت المصادر: «بعد إقصاء المسيحيين 15 عاماً عن السلطة بسبب معارضته اتفاق الطائف، نراه يمارس السلطة بموجب قانون الطائف ودستوره»، سائلاً: «ماذا قدَّم عون إلى الّلبنانيين سوى الدمار، ومأساةً للمسيحيين وهجرةً لهم، إضافة إلى الكلام والديماغوجيا الفارغة التي لم تؤدِّ ولن تؤدي الى شيء، وهو خَلَق لنفسه كاريزما شعبية وسياسية وتمكن من القبض على عقول بعض المسيحيين وغشّهم وهم يستمرون في قبول الغش حتى لا يقولوا إنهم أخطأوا وهذا ما ندفع ثمنه يومياً نتيجةَ عدم التراجع عن الخطأ».

الى ذلك، أسف جعجع في مؤتمر صحافي، لقول البعض بضرورة اجتماعه وعون للانتهاء من هذه القصة، مؤكداً «استعداده للقاء عون، ولكن ما الجدوى؟ فقد طرحتُ اكثر من مبادرة ولم ألقَ ردّاً، فأصحاب هذا القول يحاولون تعطيلَ البوصلة وحرفَ الانتباه عن المشكلة الأساسية وكأنها فقط لقاء عون- جعجع بينما تكمن فعلياً في تعطيل جلسات الإنتخاب»، وأضاف: «لا أحد يُحمّل الجنرال مسؤولية أمن الرئيس سعد الحريري الذي لم يطلب منه ذلك، فالأمر ليس مطروحاً من الأساس».

وعن موقف بكركي حيال التعطيل القائم، قال جعجع: «الله يساعد بكركي، فأكثر شخص يبكي دماً هو البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ولكن في الوقت عينه لا يمكن تحميل البطريركية المارونية اكثر ممّا يمكنها تحمّله، فهي تعطي أكثر ممّا عندها وفي النهاية تقع المسؤولية على عاتق النواب والكتل النيابية، وانتخابات رئاسة الجمهورية تأتي قبل أيّ شيء آخر».

وأعرب جعجع عن استعداده لسحب ترشيحه «في أي وقت من الأوقات إذا ما توافرت خيارات أخرى، والبحث في مرشحين آخرين يحملون حداً أدنى من اقتناعاتنا».

ويبقى السؤال هل سيكون مصير الجلسة الثامنة في 2 تموز المقبل مشابهاً للجلسة السابعة، أم أنّ التطورات العراقية ستدفع القوى السياسية نحو التوافق الرئاسي لإقفال أيّ ثغرة سياسية يمكن أن تدفع لبنان إلى الفوضى؟ وهل قرّر عون وضعَ نفسه خارج هذا التوافق بإصراره على أن يكون مرشحاً لا ناخباً، علماّ أنّ كل المعطيات تؤكد أنّ ترشيحه غير قابل للترجمة الرئاسية؟