IMLebanon

مصادر بكركي تحذر من التأقلم مع الشغور.. «فهو أخطر من الفراغ »!

جنبلاط يلتقي الحريري في باريس «برعاية» سليمان مصادر بكركي تحذر من التأقلم مع الشغور.. «فهو أخطر من الفراغ »!

  

تعيش الملفات السياسية اللبنانية المختلفة، من الاستحقاق الرئاسي مرورا بالصراع النقابي – النيابي وصولا الى التجاذب الحكومي حول آلية عمل مجلس الوزراء واتخاذ قراراته وتوقيعها، على رف الانتظار اللبناني والاقليمي، في ظل تسارع الاحداث الدراماتيكية غير المنتظرة في المنطقة، تاركة مئات علامات الاستفهام حول حقيقة ما يجري واهدافه، حيث بات الوضع اللبناني برمته تفصيلاً صغيراً على رقعة شطرنج كبيرة تتساقط احجارها راسمة جغرافيا سياسية جديدة مسقطة للحدود بين الدول لاول مرة منذ حرب احتلال نظام البعث للكويت.

من هنا يبدو ان الملفات الساخنة، الواقفة على رصيف الحل لم تعد ذات اولوية، تقول مصادر في 14 آذار، ومرشحة للارجاء والتمديد، مع تحكم بعض القوى بغالبية امور البلاد وشؤونها، وممارسة «المراهقة» في مقاربتها السياسية ، بعد انقشاع غبار معركة «داحس التربية وغبراء التنسيق» التي بينت بوضوح وقوف جهات فاعلة خلفها تدفع نحو خلق حالة معينة تساعد على تعميم الفراغ، استباقا للتطورات الاقليمية المرتقبة، من خلال تفريغ المؤسسات في ظل الفراغ الرئاسي وشل الادارات العامة وانطلاقا من محاولة ربط الملفات بعضها ببعض، وصولا الى تهيئة الارض الخصبة لاقتراح اعادة النظر في تكوين السلطة عبر المؤتمر التأسيسي، بغطاء مسيحي.

انطلاقا من ذلك، تؤكد مصادر مسيحية على ان وفد المؤسسات المارونية جمّد تحركه، بناء على طلب البطريرك الماروني ، الراغب بابعاد بكركي حاليا عما قد يفسر في غير محله او وجهته ،في ظل العلاقة المتردية بين الصرح وبعض القيادات المسيحية على خلفية التسريبات المتزايدة عمّا اصطلح على تسميته «لائحة بكركي الرئاسية»، التي لم يتورع اكثر من سياسي عن كشف اسمائها، الذين لن يكون آخرهم رئيس حزب القوات اللبنانية الذي سبقه في ذلك الوزير وئام وهاب، ما ازعج البطريرك واضطره الى اصدار بيان نفي، رغم اجماع زواره على وجود افضليات لديه، وخشية من سعي الكثيرين الى احراق الاسماء التي يخفيها، في ظل انتقاد مصادر كنسية لدعوات رئيس المجلس النيابي المتباعدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشددة على وجوب تحولها إلى يومية حتى لو كانت الجلسات غير منتجة والسيناريوهات متكررة، لانه «على الجميع ان يعوا اننا في أزمة والبلد مش ماشي»، محذّرة من تأقلم لبنان مع الشغور الرئاسي، لافتة الى أن ذلك قد يكون أخطر من الفراغ نفسه.

اما بيك المختارة «المتفائل»، كما تقول مصادر مقربة منه بعد تحوله من «بيضة قبان»الى «حسكة»، حسب تعبيره، قال كلمته التي شرعت له الابواب الباريسية للقاء الرئيس سعد الحريري مطلع الاسبوع، ربما بحضور الرئيس ميشال سليمان، محددا خياراته بوضوح عبر اطلالته الاعلامية الحبلى بالرسائل «النارية» الساخرة في اغلب الاحيان، قاطعا الطريق على محاولة الضغط عليه من اكثر من جهة لحمله على تغيير خياره الرئاسي لمصلحة هذا او ذاك، مذكرا بـ«جنبلاط مضى» يتحين الفرصة لتنفيذ انقلاب جديد اقتربت ساعته، يعيده الى حضن 14آذار، في ظل تعويل بطريركي وحريري على الموقف الجنبلاط للانتقال إلى الخطة «ب» التي لا امكانية لخوضها دون دعمه والا كان مصيرها الفشل تماما كما الخطة «ا»..

مواقف قرأتها مصادر في الثامن من آذار، في سياق التطورات التي بدأت مع فوز الرئيس الاسد، وزيارة الوزير كيري، وخطاب السيد نصر الله، وما رافقها من تسريبات عن الحوار الجاري بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» ولاسيما في الشق المتعلق بالانتخابات النيابية وما يتفرع عنها من تحالفات، حيث التقطت اجهزة استشعار البيك ذبذبات التقارب العوني – الحريري والتي دفعته، خوفا من خسارته لاي من المقاعد التي تشغلها كتلته ،الى توجيه رسائل بالجملة الى سعد الحريري في محاولة لاسترضائه وارسال تطمينات نيابية ورئاسية.

على الضفة الاخرى تقول مصادر في 14 آذار، يقف رئيس تكتل الاصلاح والتغيير، الذي جمد كل «لقاءات خرق جدار الازمة» بعد فشل مساعي التقريب بين الرابية والمختارة عشية الرحلة الفرنسية بناء على نصيحة «الاستاذ»، محددا ساعة الصفر لكشف موقفه من التواصل مع المستقبل وفقا للتقويم الباريسي، رغم الاشارات الملتقطة تردداتها من اثير التلفزيون البرتقالي، الذي عاد الى الاستعانة بمفردات «الابراء المستحيل»، حيث تؤكّد المعلومات أنّ حزب الله نصحه بعدم المغامرة كثيراً في موضوع صلاحيات رئاسة الحكومة، كي لا يظهر بمظهر المعرقل الوحيد لعمل الحكومة بعد تعطيل عمل مجلس النواب، اقله في الوقت الحالي ابقاء لشعرة معاوية الحكومية ولو شكلا، طالما ان لا قرارات ستصدر عنها، علما ان اجواء جلسات مجلس الوزراء ليست كما تبدو عليه من الخارج، إذ يسودها التشنج منذ فترة في حين يسعى الوزراء الى عدم تظهير هذا الواقع واضفاء الايجابيّة على ما يُسرّب عن الجلسات الى الإعلام، في ظل الانقسام العوني حول إجراء الانتخابات النيابية قبل تلك الرئاسية، رغم أن الاشكالية أبعد من توقيت إجراء هذين الاستحقاقين وترتبط مباشرة بعدم القدرة على إجرائهما.

بين اعتبار نظرية الرئيس المسيحي القوي وفق المفهوم الشائع «غلطة»، واعتباره لبنان في محور السوري – الايراني، رافضا انتخاب قهوجي او سلامة، وبين كلام الرئيس السوري الداعم صراحة لوصول العماد عون الى بعبدا، في اول تدخل مباشر وصريح على هذا المستوى، يشهد الملف الرئاسي حركة، وديناميكية جديدة قد تؤشر باتجاه معين للاحداث ارتباطا بما يجري في المحيط؟ هل اراح بيك المختارة العماد عون من حصاني قهوجي وسلامة محولا اياه الى ناخب قوي؟ وحدها الايام المقبلة تحمل الجواب.