IMLebanon

مقايضة سعودية بين حكومة العراق ورئاسة لبنان!

«حزب الله» يشترط التفاهم المسبق مع عون

مقايضة سعودية بين حكومة العراق ورئاسة لبنان!

كان جميلا أن يمني اللبنانيون أنفسهم بـ”لبننة” استحقاقهم الرئاسي للمرة الأولى في تاريخ جمهوريتهم، بعدما تلقوا الكثير من النصائح الخارجية في هذا الاتجاه، غير أن واقع الحال يشي بعكس ذلك، بسبب تخمة المرشحين المنتسبين إلى “نادي الأقوياء” وصعوبة التوفيق بينهم، فضلا عن الانقسام السياسي الذي يعطل الحياة السياسية منذ العام 2005 حتى يومنا هذا، والصراع الإقليمي الذي جعل الملفات مترابطة في معظم الساحات.

بهذا المعنى، صار المشهد الانتخابي في مصر ولبنان وسوريا والعراق واحدا. السعوديون يعولون على الاستحقاق الرئاسي في مصر من أجل اعادة الامساك بورقة مصر الاقليمية، والروس والايرانيون يشجعون الرئيس السوري بشار الأسد على المضي في خيار الانتخابات الرئاسية ترشيحا وانتخابا… ولسان حالهم أن الأميركيين لن يستطيعوا تغيير حرف واحد في هذا المسار في ظل انشغالهم بالملف الأوكراني. الايرانيون وبالتفاهم مع الأميركيين يدفعون باتجاه اعادة فوز نوري المالكي في العراق… أما في لبنان، فان عنصر التفاهم الوحيد، اقليميا ودوليا، هو تحييد لبنان عن النيران الاقليمية المشتعلة خصوصا في سوريا.

واذا كان الفوز بالنقاط صار واضحا في مصر وسوريا، فان السعوديين “يريدون جعل الانتخابات الرئاسية في لبنان ورقة في التفاوض حول مستقبل الوضع السياسي في العراق، وثمة عرض قدموه للايرانيين مفاده انه ايا كانت نتيجة الانتخابات النيابية العراقية وايا كان حجم الكتلة التي سيفوز بها رئيس الوزراء نوري المالكي، لن تقبل الرياض في أن يكون المالكي على رأس الحكومة العراقية الجديدة، فاذا وافقت طهران على ذلك، يمكن للسعوديين تسهيل وصول رئيس للجمهورية في لبنان يحظى بموافقة “حزب الله” وحلفائه، غير ان الجواب الايراني كان حاسما بالتمسك بالمالكي على رأس الحكومة العراقية اذا “ضمن نتائج الانتخابات” على حد تعبير مصدر متابع.

ويضيف المصدر: “ان ما رفضته دمشق وطهران في زمن اختلال موازين القوى لمصلحة المحور الاقليمي الآخر لن تقبلا به في ظل الوقائع الاقليمية والدولية المتدحرجة لمصلحتهما حاليا”. ويشير الى أن المنطقة مقبلة على مرحلة انتقالية لا بد منها وقد تستمر سنوات، لكن الوجهة العامة ستؤدي الى انكفاء مشروع اقليمي وتقدم مشروع آخر.

يشير المصدر الى ان الجلسات التي حصلت بين العماد ميشال عون والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، قبيل انتهاء العام 2013، ظلت نتائجها ملك الاثنين، خصوصا في ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، وكان لافتا للانتباه إحجام الحزب في كل مواقفه ومناسباته وخطاباته عن تسمية مرشحه للرئاسة والاكتفاء بالقول: “قررنا اسم مرشحنا وسنعلن عنه في الوقت المناسب”. وهذه الاستراتيجية متفاهم عليها بين الجانبين، خصوصا في ضوء رفض “الجنرال” أن يكون مرشح “8 آذار” بوجه مرشح آخر من “14 آذار”، مما يؤدي إلى الإتيان برئيس لا يملك اية حيثية مسيحية”.

وبطبيعة الحال، فان “فريق 8 آذار”، وخصوصا “حزب الله” يعتبر أن وصول عون “هو أقل الوفاء له”، واذا تعذر ذلك، فليكن عون شريكا اساسيا في تسمية الرئيس المقبل، وفي كل الأحوال، لن يدخل هذا الفريق في أية مساومة تحرج عون أو تخرجه أو تجرحه، لذلك اذا لم يكن عون هو الرئيس العتيد فسيعطى حق “الفيتو”.

ويشدد المصدر على انه مهما كانت نتائج المشاورات الجارية، محليا واقليميا، “فلن يكون هناك خلاف بين “حزب الله” و”التيار الحر” لأن العماد عون يعرف ان السيد نصرالله لن يقرر الانخراط في أي مسار رئاسي خارج التفاهم المسبق معه”.