IMLebanon

مياومو الكهرباء والقلوب المليانة بين الرابية وعين التينة

لم يكن اللبنانيون في حاجة الى المؤتمر الصحافي الذي عقده، أمس، الوزير السابق سليم جريصاتي ليدركوا عمق الأزمة (والخلاف) بين العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري. إضافة الى أنّ المؤتمر الصحافي المشار اليه أعلاه جاء ليشير أو ليوحي، من دون أن يقول ذلك مباشرة، بأنّ حركة المياومين في شركة كهرباء لبنان ليست لتبلغ مداها لو لم تكن مدعومة من الأطراف السياسية البارزة. ولم يغب عن الذاكرة بعد ذلك الحراك الذي حمل فيه المياومون على وزير الطاقة السابق، وزير الخارجية والمغتربين الحالي جبران باسيل.

والذين يعرفون أسلوب الجنرال ميشال عون في السياسة قرأوا في البيان الذي تلاه جريصاتي، أمس، رسالة ذات صلة بالمعركة الرئاسية، وذات تماه مع مشروع إنتخاب الرئيس من الشعب مباشرة… ومقدمة الى سلسلة تحركات من المنتظر أن تتصاعد اسبوعياً من الآن فصاعداً… وربما كانت الغاية منها تحصين الموقف الشعبي للجنرال والتيار الوطني الحر في أي إستحقاق قد يطرأ في الآتي من الأيام.

لا شك في أنّ الجنرال يعتبر أن تياره وتكتله هما المقصودان بهذا الذي يجري في باحة مبنى مؤسسة كهرباء لبنان، وداخلها وعلى أدراجها، بما في ذلك «تهجير» مدير عام المؤسسة (رئيس مجلس إدارتها) كمال حايك وأعضاء مجلس الإدارة بل وسائر الموظفين ايضاً. ليس فقط لأنّ الوزراء الذين توالوا على حقيبة الطاقة والكهرباء في السنوات الأخيرة، هم من التيار الوطني الحر أو من حلفائه، بل أيضاً لأنّ في التيار من يعتقد جازماً بأنّ هناك من يستحضر مسألة المياومين كلما أريد حشر الجنرال عون في مسألة سياسية ما. واستطراداً: يعتقد هؤلاء بأن ذلك ليس مجانياً إنما هو محصلة مخطط سياسي ممنهج.

الى أي مدى هذا الإعتقاد صحيح؟

يصعب الجزم. إلاّ أن مسألة المياومين تسببت غير مرة بصب الزيت على نار التوتر بين الرابية وعين التينة، خصوصاً وأنّ هناك مجموعة من المتطوعين الذين ينقلون الى الرابية كلاماً سلبياً مما درج الذين «يزقون الصحون» على نقله.

وفي المقابل هناك من يهمس في أذن عين التينة أنّ وراء عدم حلّ مسألة «مياومي الكهرباء» اسباباً قد تكون طائفية ومذهبية أيضاً وأنّ التيارين («الحر» و»المستقبل») اللذين قلما يتوافقان على الأمور والقضايا العالقة، هما متفقان حول موضوع المياومين.

«لا تحرجونا» قالها العماد عون، أمس، في المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير جريصاتي…

فماذا ستكون الخطوة التالية؟

إنتظر…ترَ.