IMLebanon

هل يكشف أوباما عن وجه جديد في سوريا ؟

من يتابع الخطّ البياني لمواقف الرئيس الأميركي باراك اوباما في الأشهر الأخيرة، لا يحتاج إلى سماع خطابه المرتقب اليوم في قاعدة «وست بوينت» العسكرية، فالحديث عن «استراتيجيته» السياسية والعسكرية الجديدة هو المتوقّع، بعد سلسلة الإجتماعات والمراجعات التي جرى الحديث عنها مراراً في الآونة الأخيرة، خصوصاً تجاه الأزمتين السورية والأوكرانية.

لعلّ العناوين التي كشفها نائب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي بن رودس لصحيفة «نيويورك تايمز» هي تفصيل بسيط، فيما كثير من التسريبات التي تحدّثت عن هذا الموضوع، تُوِّجت في زيارة رئيس «الإئتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا الأخيرة لواشنطن قبل أسبوعين.

هناك من يقول «إنّ استخدام روسيا والصين حقَّ النقض ضدّ قرار إنسانيّ حول سوريا في مجلس الأمن الدولي قبل أيام، كان «القشّة» التي حسَمت اعتماد واشنطن سياسات مختلفة تجاه التحدّيات المرفوعة في وجهها».

ولا يقتصر الأمر على محاولة اوباما الردّ على انتقاد ما اعتُبر «أخطاء» في سياسته الخارجية، بل هناك من يقول إنّه «مع اقتراب دخول ولايته الثانية عامها الثالث، تُصبح رؤية سياسات أكثر حدّة وهجومية أمراً معهوداً، فيما حرصُه على تأمين تقدّم لحزبه السياسي، سواءٌ في الإنتخابات النصفية لمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، أو استعداداً لانتخابات الرئاسة الجديدة، يجعله في حلّ من ضغوط كثيرة.

فبعدما اطمأنّ أوباما إلى «إنجازاته» في ملفّ السياسة الداخلية، بات عليه إنجاز استحقاقات خارجية لن تواجهه فيها صعوبات كبيرة، خصوصاً أنّها ستنسجم مع انتقادات كثيرة موجّهة ضدّه في هذا المجال، سواءٌ من حزبه الديموقراطي أو من الحزب الجمهوري.

وتؤكّد أوساط أميركية مُطّلعة «أنّ قرار رفع وتيرة تدريب المعارضة السوريّة المأمونة وتسليحها، ستتولّاه وزارة الدفاع ووكالة الإستخبارات المركزية مباشرة». وتقول «إنّ تدريبات «الأسد المتأهّب» التي ستجري في الأردن، فضلاً عن الإجراءات السياسية الأخيرة التي اتّخذتها عمّان عبر طرد السفير السوري منها، تحمل رسائل مزدوجة الأبعاد. فالأردن لا يتواجه مع «نظام الأسد» على رغم كلّ «مظاهر القوّة» التي يبدو عليها اليوم. والزمن الذي كانت فيه عمان تأبى جانب «الأب» قد ولّى. سوريا لم تعُد تُخيف أحداً، على الرغم من أنّ عملية تغيير الواقعَين الميداني والسياسي فيها قد تأخذ وقتا».

وتؤكّد تلك الأوساط «أنّ قرار توجُّه قيادة المعارضة السورية إلى الداخل لممارسة دورها ميدانياً، معطوفاً على تسريبات عن معاني لقاء الجربا بزعيمة «مجاهدي خلق» الإيرانية مريم رجوي، وسط تصاعد الحديث عن إمكانية نقل مخيّم «أشرف» من العراق الى سوريا، يكشف أنّ قرار حماية هذا الدخول سيُترجَم عبر تأمين وسائط الحماية الجوّية وتعزيز القدرات الإستخبارية والحمايات الأمنية في المناطق التي ستعود إليها قيادة المعارضة».

وترى تلك الأوساط «أنّ تشديد أوباما على ضرورة مواجهة الإرهاب، لا يمكن تحقيقه إلّا عبر آلية سياسية فاعلة ونشطة، تعيد خلق الظروف السياسية الملائمة للحديث عن تسوية سياسية جدّية ومُجدية في آن معاً في سوريا». وتشير إلى «أنّ الملف السياسي قد استحوذ على القسم الأكبر من زيارة الجربا إلى واشنطن، وليس الملف التسليحي، فالأخير قد يكون من باب تحصيل الحاصل»!

فإذا كان الهاجس هو عدم تحوّل سوريا ليبيا أو يمَناً آخر، فلا يمكن أن يستقيم الوضع من دون التشديد على مستقبلها، في ظلّ التأكيد على الحفاظ على بنية الدولة ومؤسساتها».

هذا ما ناقشَه الجربا في كلّ من واشنطن ولندن وباريس، في الوقت الذي ينتظر الجميع خطاب «وست بوينت» ليُبنى على الشيء مقتضاه.