IMLebanon

عندما يساوي السيد 127 نائباً بحسابات الحريري

 

 

يختصر الفريق المعارض للائحة ائتلاف حزب الله وحركة أمل في البقاع الشمالي، معركته بعنوان واحد: إسقاط جميل السيد.

هذه المعركة أولاً، مباشرة، وثانياً، تجند لها إمكانات، وثالثاً، تحرّض لأجلها سفارات غربية وعربية، ورابعاً، تجنّد أدوات محلية، وخامساً، تحاول الاستفادة من مناخات اعتراضية أو احتجاجية ضمن البيئة الحاضنة للائحة الائتلافية نفسها.

 

لعل الأكثر تعبيراً في مرحلة ما بعد إعلان نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، عن أسماء اللائحة، هو ما أفضى به الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في جلسة مغلقة ضمته، أول من أمس، مع عدد من رؤساء البلديات والناشطين في تيار المستقبل، في المقر الجديد لاتحاد بلديات الضنية في بخعون. قال الحريري، كما نقل عنه الحاضرون، إن التيار الأزرق سيخسر في بعض الدوائر من رصيده الحالي، لكنه سيعوض في دوائر جديدة بفضل القانون النسبي، وأعطى مثالاً على ذلك، ما سماها الفرصة المتاحة للمستقبل ليس للفوز بمقعد سني وآخر مسيحي على الأقل في دائرة بعلبك ــ الهرمل، بل الفوز بمقعد شيعي في تلك الدائرة، وقال إن حصولنا على هذا المقعد «يساوي بالنسبة إلينا فوز 127 نائباً، وخصوصاً إذا كان هذا المقعد هو مقعد جميل السيد”.

وقد سارع اللواء السيد، أمس، إلى الرد بتغريدة صباحية قال فيها: ”أولاً، شكراً أحمد، على هذا الغباء والدعم. ثانياً، أفضل الشهادات على قوتك وهيبتك ونزاهتك هو ما جاء على لسان أعدائك».

واللافت للانتباه أن ما جاهر به أحمد الحريري، كان يردده في أكثر من محطة بقاعية، بعض المرشحين الشيعة في لائحة قوى 14 آذار، وهم أشاروا إلى أن «الانتصار» لا يكون بالفوز بمقعد سني أو مسيحي، بل بمقعد شيعي «يكسر هيبة حزب الله»، وروجوا إلى أن بعض البيئة الحاضنة للحزب يبدي تذمره من نقل ترشيح جميل السيد من البقاع الأوسط إلى البقاع الشمالي!

«هي أجواء من التضخيم الإعلامي لا علاقة لها بالواقع ولا بالناس»، يقول أحد القياديين المعنيين بالماكينة الانتخابية لفريق 8 آذار في البقاع الشمالي، ويضيف «نحن ندرك المعنى السياسي لترشيح اللواء السيد، وكذلك يدرك ذلك الفريق الآخر. فإذا كان المدير العام الأسبق للأمن العام، ومن دون أي حصانة، وفي عز اندفاعة فريق 14 وداعميه الإقليميين والدوليين، قد أقلق بال خصومه، سواء وهو قيد الاعتقال السياسي، أو بعد الإفراج عنه، فكيف سيكون الأمر مع حصانته النيابية، بعد الانتخابات المقبلة، أخذاً في الحسبان ما يملك الرجل في جعبته من معطيات، تتصل بمرحلة ما قبل شباط 2005 وما بعدها»؟

وجود جميل السيد تحت القبة البرلمانية «ستكون له رمزية سياسية معنوية، تفوق كل الأبعاد الأخرى»، يردد القيادي نفسه، مشيراً إلى أن السيد كان يمكن أن يكون مرشحاً بالسياسة عن أي مقعد في الجنوب أو البقاع أو العاصمة، «وبالتالي، من حق الآخرين أن يقلقوا وأن يحسبوا له كل هذا الحساب»، ويشير إلى أنه ليس صحيحاً كل ما يروّج عن تذمر أو احتجاجات، وخصوصاً أن البيئة الحاضنة للسيد وباقي رفاقه في لائحة بعلبك ــ الهرمل، تدرك الأبعاد السياسية للترشح، وهو ترشح يكتسب أهميته من الخيارات الاستراتيجية التي دفع ويدفع ثمنها أهل البقاع مئات الشهداء في مواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري».