IMLebanon

14 آذار: بكركي مُستاءة من «الوطني الحرّ» بتهديده تعطيل مجلس الوزراء

إن اللغط الدائر منذ فترة حول الحوار القائم ما بين الرئيس السابق سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون قد أغرق الوضع في حالة من الإبهام و«الضعضعة» مردّها إلى عدم وضوح الموقف على مستوى تيار «المستقبل»، هل أن كلمة السرّ لم تأتَ بعد، أو أن نقاشاً ما يحصل داخل تيار «المستقبل» وعلى مستوى قيادته الأساسية، لا سيما ما بين الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة؟ أم أن هنالك عملية توزيع للأدوار ما بينهما بانتظار أن يتبلور الموقف الدولي من الإستحقاق الرئاسي في لبنان؟

على هذه الأسئلة، ردّت مصادر نيابية مسيحية في 14 آذار مواكبة للحراك الحاصل على خط الإستحقاق الرئاسي، فكشفت أن الموضوع مرتبط أولاً بالمفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، والمعاهدة التي ستوقّع الشهر المقبل بالأحرف الأولى بين الطرفين. ولعلّ للإنتخابات في سوريا والعراق تأثيراً مباشراً على الإستحقاق الرئاسي اللبناني، وأي تنازل للمملكة العربية السعودي في العراق لا بد وأن ينعكس إيجابياً في لبنان، وأي استبعاد للمملكة على المستوى العراقي والسوري سينعكس سلباً في لبنان. وعلى هذه الخلفية، يأتي إصرار البطريركية المارونية على إجراء الإستحقاق في مواعيده الدستورية، شعوراً منها أن هذا الإستحقاق الرئاسي مؤجّل، أو بعبارة أخرى معلّق بأكثر من عامل داخلي من جهة وإقليمي من جهة أخرى.

وأشارت المصادر نفسها الى أن هذا الواقع أثار أكثر من خشية لدى بكركي، وخصوصاً لجهة الخوف من أن تتم إدارة الشأن العام اللبناني من دون الرئيس المسيحي، وفي غياب طائفة أساسية عن الموقع الأول، الأمر الذي يشكّل سابقة دستورية خطيرة ستؤدي في المرحلة المقبلة إلى زيادة شعور المسيحيين بالإجحاف، خاصة وأن الأقطاب المسيحيين الأربعة ما زالوا يطرحون شعار الرئيس القوي والقادر على إعادة المسيحيين إلى الصيغة اللبنانية بصفة «شريك كامل» وليس تابعاً سنّياً أو شيعياً. ويشار في هذا المجال تقول المصادر إلى أن الطريقة التي يقارب بها مسيحيو 8 آذار الإستحقاق الرئاسي تقترب كثيراً من نزع موقع الرئاسة من يد المسيحيين إلى يد شركائهم في الدولة، وبالتالي، جعل القرار الأخير في يد غير المسيحيين، وذلك بصرف النظر عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية.

وكشفت المصادر نفسها، أن حالاً من الحيرة والغضب تسيطر في بكركي وفي أوساط مجلس المطارنة جراء مواقف مسيحيي قوى الثامن من آذار، ومقاطعتهم لجلسات الإنتخاب الرئاسية، وخصوصاً الكتلة الأكبر في المجلس، أي كتلة «التغيير والإصلاح» تحت عنوان «الحق الدستوري». وأكد أن البطريرك الراعي يشعر بالمرارة جراء نكث هذه الكتلة بوعودها، كما يشعر بالغضب بسبب تهديد هذا الفريق بتعطيل مجلس الوزراء وليس فقط الإنتخابات الرئاسية، وهو ما أبلغه الوزير جبران باسيل للبطريرك خلال لقائهما الأخير في بكركي، بحيث جاءت ردة الفعل عنيفة من البطريرك على باسيل، وقد حضر هذا اللقاء إلى جانب البطريرك الراعي والوزير باسيل،كلاً من الرئيس إيلي الفرزلي والوزيرين السابقين عبدالله فرحات وروجيه ديب، إضافة إلى المطرانين بولس صياح وسمير مظلوم.

وأشارت المصادر الى أن «التيار الوطني الحر» يفكّر جدياً في تعطيل المؤسّسات الدستورية الأخرى كمجلس النواب بعد 25 أيار، وذلك في حال لم يتم انتخاب الرئيس العتيد، وذلك تحسيناً لظروف انتخاب النائب ميشال عون. ولفت إلى أن هذا الواقع دفع بالسفارة الأميركية إلى الإتصال ببكركي للإستفهام حول هذا الموقف المستجدّ من قبل «التيار الوطني الحر».