IMLebanon

ليتها تكون دورة جمْع المحمدْين والسيسي بتميم

ثمة بضعة أسابيع بيننا وبين الدورة السنوية العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي أبلغ الرئيس ترامب لمناسبة الذكرى السادسة ﻟ «11 أيلولها الأسود» قبل أمس أن أميركاه «لن تنسى ولا يمكن ترهيبها».

ومنذ الآن بدأ وزراء الخارجية في دول العالم ومنها الدول الأعضاء في الجامعة العربية يتشاورون في الأمور التي سيعرضها الحكام المشاركون في الدورة، أو مَن يمثّلهم، وكذلك تحديد الموضوعات التي سيتم بحثها في اللقاءات الثنائية التي تجري عادة وبالذات بين الدولة الغارقة في الأزمات والمستغرِقة في التفكير حول سُبل إيجاد الحلول لها.

في دورات مضت لم نقطف كعرب نتائج من الدورات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يجعل دول الأمة تعيش حالة من الإستقرار. وحتى الموضوع الفلسطيني بقي غصة في الحلْق. ومع ذلك فإن دول الأمة مستمرة في تعليق الآمال على تبدُّل نوعي في الرؤية الدولية يمكن في حال حدوثها الإنتقال من التشاؤم إلى التفاؤل.

الأحوال المواكِبة لإنعقاد الدورة الجديدة لا مثيل للتشابك والتعقيد اللذيْن تتسم بهما هذه الأحوال. كنا منشغلين بالموضوع الفلسطيني، فبوغتنا بموضوع داعش. وكنا منشغلين بالذي يجري في سوريا وكيف غاب الوعي عن المنتفضين والنظام على حد سواء، فبتنا بعد خمس سنوات نخشى إنفراط الكيان السوري.. تماماً مثل خشيتنا من إنفراط الكيان العراقي والكيان اليمني والكيان الليبي. وكنا نرى في مجلس التعاون الخليجي أنه الجسر الذي تعبر بعض دول الأمة عليه من حالة الفوضى وعدم الإستقرار التي تعيشها إلى ما هو كفيل بإبقائها في منأى عن المخاطر، ثم إذا بالأزمة مع دولة قطر تنخر في كيان هذا المجلس وتجعل دوله في حالة إنشغال بأمور في الشأن الخاص على حساب الشأن العربي العام.

من المؤكد أن أطرافاً كثيرين سيغتنمون مناسبة إنعقاد الدورة ويبذلون كثير السعي لتحقيق ما إستعصى تحقيقه في سنوات مضت. ومن باب التفاؤل بالخير نجده نتوقع أن تكون الدورة مناسبة يجمع فيها الرئيس ترامب الشتييْن أمراء الأزمة الخليجية الحادة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وتميم بن حمد، وتشمل المناسبة مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي خصوصاً أن الرئيس ترامب يريد محو العتب المصري الناشىء عن حجب المساعدات الأميركية إلى مصر. ونقول ذلك على أساس أنها الدورة الأُولى للجمعية تنعقد في ولايته الرئاسية ويهمه أن يقول ما هو مستحسَن سماعه وإسماعه، علَّه يترجمه إلى ما يفيد. وليس أيسر لذلك من الخطوة التي نشير إليها، ذلك أن إنهاء أزمة قطر وليس فقط تبريدها بإرسال الوسطاء والتواصلات الهاتفية على مستوى أهل القمة، وإنما بإطفاء جمرها، يتيح المجال أمام التعاطي بجدية مع قضايا كثيرة عالقة.

كما ومِن باب التفاؤل نتوقع أن تكون الدورة مناسبة لجمع الرأسيْن الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي نتنياهو، على صيغة خالية من التدليس الأميركي لموضوع الدولتيْن.

لكن يبقى أن المهم ألا يباغت زعيم كوريا الشمالية الدورة بصاعق هيدروجيني أقوى تأثيراً من سابقه. وفي هذه الحال تتبخر التوقعات ونبدأ منذ أيلول 2017 وضْع النفوس في دورة 2018 للجمعية العامة. وما دمنا إعتدنا على التحمل فإن سنة جديدة لن تغص بعد نصف قرن من تعليق الآمال التي تنتهي سراباً. أعاننا الله على التحمل.