IMLebanon

خير خلف  لخير سلف

غيّب الموت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في وقت تواجه الأمة العربية والإسلامية تحديات كثيرة وخطيرة، وهي في أمسّ الحاجة إلى وجوده حارساً أميناً لهذه الأمة وشعوبها، وعاملاً مخلصاً من أجل إعادة لملمة صفوفها، وتوحيد جهودها في مواجهة التحديات، صفاً واحداً، وقلباً واحداً، فكان رحيله موجعاً لهذه الأمة، وللعالم أجمع الذي كان ينظر إليه قائداً وداعياً للسلام في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع، وكانت خسارة لبنان وشعبه لهذا القائد، والأب الرؤوف، شأنه شأن المملكة العربية السعودية وشعبها الذي ينظر إليه كأب رؤوف قدّم له خلال وجوده على رأس المملكة الكثير الكثير من مستلزمات التحديث والتطوّر والتقدّم المطرد حتى أصبحت المملكة العربية السعودية محط نظر العالم المتقدّم، فهي شهدت في عهده نهضة كبيرة في كل مجالات العصرنة والحداثة ومجالات التقدّم والإنفتاح على العالم.

وما أصاب لبنان وشعبه من مكرمات الملك عبد الله بن عبد العزيز، لا يقدّر بثمن، ولا يمكن لهذا الشعب أن ينساه في زحمة الأحداث التي يعيشها والتي كانت تحزنه أشد حزن، فهو القائد الذي مدّ لبنان وشعبه بكل العون للنهوض من كبواته ومآزقه كمثل إعمار كل المدن والقرى والبلدات التي تهدمت أو تضررت من العدوان الاسرائيلي في العام 2006، وهو الذي أنقذ خزينة الدولة من الإفلاس بالودائع التي تجاوزت المليار دولار كوديعة، وهو الذي بادر إلى مساعدة الجيش والقوى الأمنية بمكرمة الثلاثة مليار دولار في المرة الأولى ومكرمة المليار دولار في المرة الثانية، وهو الذي كان يحتضن لبنان، كل لبنان، من دون أي تفريق بين مسلم ومسيحي، وسنّي وشيعي، وعمل لكي يتجاوز هذا البلد الحبيب على قلبه كل الأزمات والمصاعب والمحن التي تعصف به بسبب قصور قياداته وعجزهم وتأليب مصالحهم ومصالح طوائفهم علي مصلحة بلدهم ووطنهم لبنان.

إن الشعور بهذه الخسارة الفادحة والموجعة والأليمة لا تقتصر على المملكة ولبنان بل هي كذلك خسارة مؤلمة لكل الأمة العربية والإسلامية لأنها خسرت قائدها العربي والإسلامي، وخسرت كل الآمال التي علّقتها على دور هذه القيادة الحكيمة في تسيير شؤونها ودعم دولها والسهر الدؤوب على وحدتها وتعاونها لدرء الأخطار التي تواجهها.

نعم، غاب المرشد والموحّد وهمزة الوصل العربية والإسلامية وخسرت الأمة العربية والإسلامية قائداً كبيراً، إلا أن الله العلي القدير عوّضها بأخيه عاهل الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز صاحب الرؤية البعيدة، الذي يسير على خطى ونهج شقيقه الراحل، سواء على صعيد المملكة العربية السعودية وشعبها المكلوم، وسواء على صعيد الأمة العربية والإسلامية، فهو القائد المجرَّب، والحكيم العادل الذي تتوفّر في شخصه كل المواصفات التي تؤهّله لقيادة هذه الزمة والدفاع عن وحدتها وتضامنها وتقدّمها بين الأمم.

إن الأمة العربية والإسلامية تتوسّم كل الخير في الملك سلمان بن عبد العزيز، وفي قيادته لهذه الأمة، فهو خير خلف لخير سلف.