IMLebanon

قراءة أوروبية في مهمة عبد اللهيان

 

 

يخالف الديبلوماسي الأوروبي الغربي قراءات عديدة تناول أصحابُها زيارةَ وزير خارجية الجمهورية الإيرانية الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة الى بيروت التي وضعتها في إطار التصعيد، وعلى العكس تماماً فهو يرى إليها على أنها «خطوة أكيدة على طريق التهدئة في المنطقة». بل يذهب الى الأبعد فيقول في لقائنا، شبه الأسبوعي، عن بعد،  أنها تُجرى بالتنسيق المباشر أو غير المباشر بين الدول الأربع (الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والدوحة والقاهرة) التي تسعى بقوة الى عقد هدنة طويلة في غزة على أن تصبح، في ما بعد، وقفاً ثابتاً لإطلاق النار، وعلى أمل التوصل الى إعلان وقف ثابت لإطلاق النار على جانبي الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة، أمّا بالتوازي في التوقيت مع غزة أو بعده بوقت «يجب» ألّا يكون طويلاً، فلا يتجاوز الأسبوع أو العشرة أيّام في الحدّ الأقصى.

 

وقبل أن يشرح الديبلوماسي الأوروبي الغربي نظرته المتفائلة الى زيارة الوزير الإيراني الى لبنان قبل بضعة أيّام، يؤكّد على أن التوصل الى وقف النار في «حرب المشاغلة والإسناد» هو، هذه المرة، أصعب منه في غزة. اذ في  الهدنة الأولى تجاوب حزب الله تلقائياً والتزم بوقف القتال ما بقي ساري المفعول في غزة، أمّا هذه المرة فالوضع مختلف كليّاً، «حسب التقارير التي بين أيدي إداراتنا الرسمية في بلدي»، فحزب الله دفع الكثيرين من خيرة شبابه في هذه الحرب، وبدا من تهديدات الاحتلال اليومية له، وربّـما على امتداد الساعة، أنه تجاوز «مرحلة الإشغال والإسناد»، الى مرحلة مرشّحة الى دورة جديدة من الحرب والمعارك الأكثر ضراوة، وبخصوصية مختلفة لما سيظهر فيها من أسلحة لم يستخدمها الحزب حتى الآن.

 

وفي تقدير الديبلوماسي الأوروبي الغربي ومعلوماته أن عبد اللهيان حرص على أن يبلغ الى السيد حسن نصرالله ما توافر لطهران من معلومات مستَجَدّة حول مفاوضات الهدنة كما تنقلها الى إيران بتفاصيلها كلٌّ من باريس والدوحة بموافقة أكيدة من واشنطن والقاهرة، وأنه حرص على نقل هذه المعلومات والتفاصيل الى حزب الله على قاعدة «التشاور والاستئناس بالرأي».

 

وفي الختام يجزم الديبلوماسي إياه بأن أمين عام حزب الله لا يريد الحرب ولا يسعى إليها، أمّا إذا فرضتها الدولة العبرية فعندئذ لن يكون ثمة مفرٌّ منها.