IMLebanon

الديار: الحريري المحاصر بالتشدد السعودي: العهد انتهى «مش شغلتي تعويم باسيل»

نصائح فرنسية بعدم انتظار استراتيجية بايدن… وبكركي ترفض «المغامرات»
تمديد الاقفال العام بعد خروج «كورونا» عن السيطرة… وسلامة الى سويسرا 

تواصل جائحة «كورونا» تحطيم الارقام القياسية في لبنان، بعد 8 ايام من الاقفال سجل بالامس 4594 اصابة جديدة و67 حالة وفاة، وهكذا يمكن الحديث عن دخول البلاد في مرحلة الخروج عن السيطرة حيث يدفع اللبنانيون ثمن استهتارهم «وتذاكي» معظمهم، وثمن ارتباك السلطات المولجة مكافحة «الوباء»، بعدما وصلت «متاخرة»، وبعد فوات الآوان، بفعل الصراعات، والمناكفات، وتضارب المصالح، وقلة الكفاءة، حيث تحول لبنان من مستشفى الشرق الى «بؤرة» وبائية ادت الى انهيار النظام الصحي. وخوفا من «الآتي الاعظم»، مدد مجلس الدفاع الاعلى الاقفال العام حتى 8 شباط المقبل، دون اي تعديلات، بعد سقوط اقتراحين لاستثناء المصارف، والسوبرماركت، والاستثناء الوحيد منح فقط لفتح قطاعات محدودة، لتأمين مرافق مستثناة من الاقفال لتسيير قطاعات حيوية، وتتم بعد موافقة الوزير المختص ورئيس حكومة تصريف الاعمال، ويقدم الطلب عبر الموقع الالكتروني المخصص للاستثناءات.

هذا الانهيار الصحي، يترافق مع استمرار التعثر السياسي، وسط اتساع الهوة بين بعبدا وبيت الوسط، وفيما نقل زوار الرئيس المكلف سعد الحريري عنه رفضه «تعويم» رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سياسيا، معتبرا ان عهد الرئيس عون قد انتهى، جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان الذي اعتبر ان لبنان يمتلك مقومات النجاح، مشددا انه لن يزدهر بلا اصلاح سياسي ونبذ حزب الله، لتزيد من تعقيدات المشهد الداخلي، حيث بات الرئيس المكلف اسير التشدد السعودي، من جهة، وانتظار «المؤشرات» الاميركية من جهة اخرى، فيما علمت «الديار» ان الفرنسيين نصحوه بعدم انتظارها، لان الوقت ليس في صالح لبنان، والامور في واشنطن تحتاج الى مزيد من الوقت قبل اتضاح «الصورة» حول كيفية التعامل مع ملفات الشرق الاوسط، وابرز دليل على ذلك الارباك الاسرائيلي في التعامل مع الادارة الجديدة.

الحريري: العهد انتهى
فعلى وقع اخفاق الوساطات الداخلية والخارجية في تحقيق اي اختراق جدي في الملف الحكومي، وفي كلام يعكس عمق الهوة مع الرئيس ميشال عون، نقل زوار «بيت الوسط» عن الحريري تاكيده ان عهد عون قد انتهى، واتهامه «بالمراوغة» لتعطيل ما تبقى من ولايته كلام في غير مكانه، لان الله وحده «يحيي العظام وهي رميم»، فما فشل رئيس الجمهورية في تحقيقه خلال 4 سنوات من السياسات الخاطئة لن يحققه فيما تبقى له في بعبدا، ولذلك ليس هناك من صراع يدور حول التعاون مع العهد او المناكفة معه لانه عمليا دخل في حالة من الشلل وهذا الامر يدركه الرئيس وكل «الحاشية» المحيطة به.
ولذلك، فان كل الاخفاقات السابقة ومحاولة اتهام الاخرين بعدم افساح المجال «للعهد القوي» بالعمل، شعارات في غير مكانها، لان المشكلة في مكان آخر، بحسب الحريري، وهي ترتبط بفشل «توريث» جبران باسيل الذي انتهى به المطاف وحيدا دون اي شريك او حليف موثوق بعدما اهتزت علاقته ايضا بحزب الله حيث يخضع اتفاق «مار مخايل» للمراجعة…

الخطوط الحمراء
ووفقا لمعلومات «الديار»، ابلغ الحريري زواره ان المشكلة ليست في انعدام الثقة بينه وبين رئيس الجمهورية، فالطرفان يعرفان جيدا بعضهما البعض وليس هناك اية امور من «تحت الطاولة» و«اللعب» يجري على المكشوف، ولا يمكن لاحد ان يلغي الاخر مهما جرى الحديث عن صراع على وزارتي العدل والداخلية، فثمة «خطوط حمراء» لا يستطيع احد تجاوزها، واذا تجاوزها ستصل الى «حائط مسدود».

لا لتعويم باسيل سياسيا
وبحسب هؤلاء، فان ما يرفضه الحريري هو لعب اي دور في اعادة «تعويم» رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سياسيا، وهو الهدف المركزي والرئيسي وربما الوحيد لدى الرئاسة الاولى التي لم تعد تبحث عن ناجاحات فيما تبقى من ولاية للعهد، وانما تريد اعادة احياء مشروع «التوريث»، وهو الامر الذي يرفضه الرئيس المكلف، وقال صراحة امام بعض من التقاهم «لست جسر عبور سياسي لاحد» «ولن اسمح باعادة تاهيل باسيل على حسابي» حتى لو كان الرئيس عون يضعنا امام خيارين اما الانهيار او القبول بشروط «باسيلية» لاعادة تلميع «الصورة» من خلال «شراكة» وهمية تسمح لفريق الرئيس بالامساك بمفاصل اساسية في السلطة ليعيد انتاج باسيل وتسويقه كواحد من الأرقام الصعبة في المعادلة الداخلية. ويختم الحريري كلامه بالقول: «بعتذر لن العب هذا الدور، هيدي مش شغلتي يدبروا حالهم».

عون مستاء وهذا ما يريده؟
في هذا الوقت، تشير اوساط سياسية بارزة الى ان الرئيس ميشال عون «مستاء» من الحلفاء قبل الخصوم لانهم فرضوا عليه معادلة سعد الحريري «او لا احد»، بعدما تم منحه «ورقة» التكليف مجانا دون اتفاق مسبق على برنامج عمل الحكومة التي يفترض ان تبقى حتى نهاية عهده، وليس كما يقال انها حكومة مهمة، ولهذا فهو مصر على حصة وازنة في الحكومة تمكنه من ضبط ايقاعها، لان الاكثرية في المجلس النيابي ليست في «جيبه»، وليس صحيحا انه بامكان اسقاط الحكومة في المجلس الذي يتحكم بادارته الرئيس نبيه بري الذي لا تربطه علاقة «ود» مع بعبدا، ولهذا لا بد من حصول شراكة حقيقية في الحكومة مع الحريري الذي يريد الاحتفاظ «بورقة» التعطيل لنفسه، مع العلم ان حكومته قد تتحول الى السلطة التنفيذية الوحيدة في البلاد في ظل مصير مجهول للانتخابات النيابية المقبلة في العام 2022 وكذلك مصير الانتخابات الرئاسية بعد خمسة أشهر ونصف على انتهاء ولاية المجلس النيابي، ولهذا يبحث العهد عن ضمانات تخوله القدرة على التأثير في القرارات التنفيذية فيما يريد الاخرون استسلاما مبكرا، واقرارا بالهزيمة قبل عام وثمانية اشهر، وهذا لن يحصل.

الراعي والتمسك بالطائف
وفي سياق متصل، زار مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي بكركي حيث استقبله البطريرك بشارة الراعي في إطار استكمال مساعيه للاسراع في تشكيل حكومة، ووفقا للمعلومات، قدم جريصاتي بعض الايضاحات والتفاصيل في شأن نقاط طلبها البطريرك في عظته الاخيرة، لكن المحادثات تجاوزت الملف الحكومي الى مسألة دعوة النائب جبران باسيل الى ميثاق جديد، حيث اصر الراعي على التمسك بتطبيق الطائف وعدم الذهاب الى «مغامرات» غير محسوبة تكون على حساب المسيحيين. من جهته كشف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ الهدف من الاتصالات التي تقوم بها «القوات اللبنانية» في الوقت الحاضر، هو تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة كلها وفي طليعتها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة إنقاذ طال وطال انتظارها.

النصيحة الفرنسية
وفي هذا الاطار، علمت «الديار» ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي سيزور باريس قريبا، سمع خلال الساعات القليلة الماضية نصائح فرنسية بضرورة التحرك على خط تشكيل الحكومة في الوقت الاميركي «المستقطع» لان انتظار انتهاء ادارة الرئيس جو بايدن من ترتيب «اوراقها» قد يستغرق وقتا، ولبنان لا يملك ترف الانتظار في ظل الازمة الصحية والاقتصادية والمالية، ووفقا للمعلومات، فان زيارة الرئيس المكلف لفرنسا معلقة على الاتصال الاول المرتقب بين الرئيسين الفرنسي والاميركي، وبعدها سيكون متاحا بلورة غطاء دولي لتسوية داخلية تحتاج جهدا مكثفا لتفكيك «الالغام» من الطريق بين بعبدا وبيت الوسط.

الاتعاظ من القلق الاسرائيلي!
وفي هذا السياق، تحذر اوساط دبلوماسية من خطورة ربط الحلول الداخلية بالسياسة الاميركية الجديدة في المنطقة لانه قد يمر وقت غير قليل قبل تبلورها، والمثال على ذلك ما يحدث في اسرائيل من بلبلة ازاء تقييم العلاقة مع الادارة الجديدة، مع العلم، ان الحديث يدور هنا عن حليفين وثيقين لا وجود للخصومة بينهما. فعلى الرغم من ذلك، تفاوتت التقديرات الإسرائيلية حول السياسة التي سينتهجها بايدن تجاه إسرائيل في الملفين الايراني والفلسطيني، رسميا وفيما التزم رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو الصمت حيال هذه المداولات قال موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، «يعاني كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وقادتهم حاليا من أعراض مدمني المخدرات في عملية إعادة التأهيل، بعد تدليلهم لمدة أربع سنوات مع دونالد ترامب، وأضاف الموقع: قلق نتنياهو مفهوم وليس مفاجئا، تبذل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جهدا لتهدئة هذه المخاوف قليلاً، ولكن ليس من المؤكد أن تنجح في ذلك، وأشار إلى أنه في جلسة الاستماع في الكونغرس، حاول وزير الخارجية المكلف توني بلينكن إرسال رسائل مطمئنة بشأن الملف الإيراني، لكن ليس من المؤكد أن كلام بلينكن يطمئن نتنياهو وفريقه، فالمرشح الرئيسي ليصبح المبعوث الأميركي إلى إيران هو روب مالي، الذي كان مستشار أوباما للشرق الأوسط خلال الاتفاق النووي مع إيران، إذا ما تم تعيينه، فسيكون الشخص الذي يدير المفاوضات نيابة عن الولايات المتحدة، ويتمتع مالي بعلاقات جيدة مع الإيرانيين وعلاقة باردة مع نتنياهو. وفي السياق نفسه، اكدت الاذاعة الاسرائيلية أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي، أمام مجلس الشيوخ، أثارت قلقا في إسرائيل ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يدركون أن هذه هي الرسالة التي تصلهم في الشهرين الأخيرين من واشنطن فيما يتعلق بحل الدولتين والاتفاق النووي مع إيران…

واذا كان هذا الحال في اسرائيل، فالامور في الملفات الاخرى لن يكون اقل سهولة، ولذلك نصحت الاوساط الدبلوماسية المسؤولين اللبنانيين بضرورة المضي قدما في تسهيل الولادة الحكومية وعدم الانتظار لان لبنان لن يكون على رأس جدول اعمال الادارة الجديدة.

سلامة الى سويسرا
قضائيا، استمع النائب العام التمييزي غسان عويدات لنحو ساعة من الوقت إلى حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، بشأن مضمون مراسلة سويسرية تسلّمها لبنان قبل أيام تطلب مساعدة للتحقيق حول تحويلات مالية تخصّ سلامة وشخصين مقربين منه، ووفقا لمصادر قضائية ابلغ عويدات سلامة فحوى كتاب المدعي العام السويسري. وقد قرر الحاكم التوجه إلى سويسرا للدفاع عن نفسه ضد التهمة الموجهة إليه.وتتطرق المراسلة إلى تحويلات بقيمة 400 مليون دولار، تخص سلامة وشقيقه ومساعدته ومؤسسات تابعة للمصرف المركزي؛ بينها «شركة طيران الشرق الأوسط» و«كازينو لبنان».

واصدر سلامة بيان اكد فيه انه قدم الى عويدات كل الأجوبة عن الأسئلة التي حملها بالأصالة كما بالنيابة عن المدعي العام السويسري. وأضاف: «جزمت له بأن أي تحاويل لم تحصل من حسابات لـ(مصرف لبنان) أو من موازناته. واشار سلامة الى انه أكد للرئيس عويدات انه جاهز دائماً للإجابة على أي أسئلة، كما احتفظ لنفسه بحق الملاحقة القانونية في وجه جميع الذين يصرّون على نشر الإشاعات المغرضة والإساءات التي تطاله شخصياً كما تسيء إلى سمعة لبنان المالية.

وبحسب مصادر قضائية،أبلغ سلامة عويدات أن «مجمل التحويلات التي أجراها لا تتعدى 240 مليون دولار، وبدأت منذ العام 2002 لتمويل شركة أسّسها مع شقيقه رجا في سويسرا قبل 20 عاماً، وتمت من حساباتهما الخاصة، ومن المقرر أن يطلب عويدات، مستندات توضح كيفية حصول التحويلات وقيمة كل حوالة وتاريخها، على أن يرد على طلب المساعدة القضائية السويسرية بعد استحصاله على المعلومات المطلوبة. وتجدر الاشارة الى ان الجانب السويسري طالب بأجوبة عن مجموعة أسئلة ينبغي طرحها على سلامة والشخصين المذكورين، لكنها لم تتضمن أدلة أو مستندات تثبت أو تعزز الشبهات التي تتحدث عنها!.

تمديد الاقفال
صحيا، وفيما واصل كورونا حصد المزيد من الارواح والاصابات، خصص البنك الدولي مبلغ 34 مليون دولار في إطار مشروع تعزيز النظام الصحي الحالي للمساعدة في توفير اللقاحات للبنان، أعلن المجلس الاعلى للدفاع بعد اجتماع طارئ برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا «تمديد العمل بقرار الإغلاق الكامل لغاية الساعة 5 من صباح يوم الإثنين الواقع فيه 8/2/2021 وتم الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية التشدد في تطبيق القرار المحدد والصادر بموجب الموافقة الاستثنائية». واذ اوضح ان «الاجراءات مستمرة على حالها خلال الاسبوعين الممددين للاقفال»، اشار الى ان «في حال ورود أي استثناء سيعمم على الجميع» والى ان «الاقفال لـ10 أيام لم يكن كافياً والمستشفيات وطاقمها الطبي مرهقون والاصابات والوفيات الى ارتفاع.

وفي حين سجل لبنان امس رقما قياسيا جديدا في عدد الوفيات بكورونا، بلغ 67 وفاة و 4594اصابة جديدة، اعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي بعد اجتماع اللجنة العمل للحصول على ما مجموعه 6 ملايين لقاح لتلقيح نحو 3 ملايين بين لبنانيين ومقيمين ولاجئين. كاشفا ان وزارة الصحة ستطلق منصة لتسجيل اسماء من يريدون الحصول على لقاح. واضاف «على كل شخص أن يتلقى اللقاح مرتين والهدف هو الوصول إلى مناعة جماعية وسنعمل على استقدام لقاحات أخرى غير فايزر». وتابع «كمية من اللقاحات ستصل في بداية شباط لتصل الأخرى تباعاً بشكل اسبوعي».

كورونا المتحور
وفي سياق متصل، وبعدما تم اعطاء أكثر من 51 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في كل أنحاء العالم، أظهرت النتائج الأولية لدراستين أن لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا المستجد، يبدو فعالاً ضد النسخة المتحورة منه التي اكتشفت في بريطانيا، وتثير قلق العالم بسبب قدرتها العالية على الانتقال، وقال فريق دولي من باحثين في جامعات بريطانية وهولندية ان «غالبية العينات» كانت قادرة على «إبطال مفعول» الفيروس المتحور.