IMLebanon

الديار: مُفاوضات بومبيو لم تنجح في تغيير موقف الرؤساء عون وبري والحريري والوزير باسيل

 

ناطق رسمي بريطاني : نعتبر الجولان مُحتلاً ولم نعترف بضمّ إسرائيل له

اذا كانت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب متحالفة مع اسرائيل، لا بل موحدة الموقف بهذا الشكل، فان اي تسوية في الشرق الاوسط لم تحصل بل ان المنطقة ذاهبة الى تصعيد.

 

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي ترامب تحدث انه حان الوقت لاعلان سيادة اسرائيل على الجولان، فان ذلك يدعم رئيس وزراء العدو نتنياهو في الانتخابات في 7 نيسان لمقعد رئيس الحكومة ونواب الكنيست الاسرائيلي.

 

انما الامر ابعد من ذلك، فإن واشنطن واسرائيل في موقف موحّد وخالفت واشنطن القرارات الدولية التي صوّتت عليها خاصة بالنسبة للجولان السوري المحتل.

 

اما تصريحات وزير خارجية اميركا مايك بومبيو فجاءت عنيفة جدا ضد حزب الله، لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل دافعوا بقوة عن ان حزب الله يملك جمهورا كبيرا ويمثل جزءاً كبيراً من طائفة اساسية في لبنان، وانه اشترك في الانتخابات النيابية ديموقراطيا وحصل على كتلته النيابية ودخل الحكومة ديموقراطيا.

 

اما بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري فكان اقل حدّة او معتدلا في حديثه مع وزير خارجية اميركا بومبيو فشرح الوضع اللبناني وتركيبة النظام السياسي اللبناني وانه لا يمكن تشكيل حكومة من دون حزب الله.

 

تصريحات وزير خارجية اميركا بومبيو لم تؤثر في الدولة اللبنانية، بكل سلطاتها على مستوى رئيس جمهورية او السلطة التشريعية او السلطة التنفيذية وبالتحديد الحكومة التي ستستمر في عملها، رغم الاتهامات الخطرة التي وجهها بومبيو ضد حزب الله.

 

ووزير خارجية اميركا بومبيو معروف بأنه اقرب المقرّبين للرئيس بوش الذي عيّنه مديرا للمخابرات الاميركية المركزية خلفا لمديرها السابق الجنرال باتريوس ثم جاء به وزيرا للخارجية الاميركية وهو ملتزم مع الرئيس الاميركي ترامب بتنفيذ كل التزامات الرئيس ترامب اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، وهو من المتشددين وهو يعتبر يمينياً متطرفاً جدا.

 

لكن بومبيو ابلغ البعض وفق مصادر مطلعة ان مفاوضاته لم تكن ايجابية مع 3 من المسؤولين اللبنانيين في شأن حزب الله وان بومبيو اعتبر ان الرئيس الحريري لا يستطيع الخروج عن دوره كرئيس لمجلس الوزراء ودخول حزب الله في الحكومة واشتراكه بها، كونه اشتراكاً ضمن آلية ديموقراطية، مع ان الرئيس الحريري لا يوافق على نقاط كثيرة يقوم بها حزب الله، والرئيس الحريري قال لبومبيو انه مع سياسة النأي بالنفس للبنان عن كل التطورات خارج لبنان.

 

بومبيو الذي اجتمع ايضا مع الوزير وليد جنبلاط وتناول العشاء على طاولة النائب ميشال معوض الذي دعا أكثر من 50 شخصية الى هذا العشاء، سيستمر في نقاشه بعد ان زار قبل العشاء الدكتور سمير جعجع قائد حزب القوات اللبنانية في معراب، وموقف الدكتور جعجع معروف بأنه لا يقبل سلاح حزب الله وانه مع عدم تدخل حزب الله في أي شأن خارج لبنان.

 

اما على طاولة العشاء في دارة النائب ميشال معوض فالاكثرية قريبة من حركة 14 اذار رغم ان النائب ميشال معوض انضمّ الى التكتل النيابي الذي اجتمع مع نواب حزب التيار الوطني الحر وغيرهم.

 

وزير خارجية اميركا بومبيو سيكمل اليوم السبت بعض المشاورات وقد لا يكون عنده اي موعد آخر، انما سيعود الى واشنطن ليبلغ الرئيس الاميركي ترامب نتائج زيارته الى بيروت التي بحث فيها وضع حزب الله التي تعتبره الولايات المتحدة ارهابياً وسيطلعه على مواقف المسؤولين اللبنانيين التي جزء كبير منها لم يكن ايجابياً برأي بومبيو.

 

ويبدو انه بعد اجتماعات مع الرئيس الاميركي ترامب في واشنطن ستحصل مفاوضات بين البيت الابيض والكونغرس الاميركي والمعلومات التي وردت الى الديار ليلا من واشنطن ان الادارة الاميركية اي الرئيس الاميركي ترامب والكونغرس الاميركي يتوجهون الى اصدار قرار من الكونغرس الاميركي بوضع عقوبات ضد اسماء من جمهور حزب الله اضافية، لكن هذه المرة لن يقتصر الامر على جمهور حزب الله بل سيشمل قوى متحالفة مع حزب الله، بيد ان المصادر في واشنطن لم تستطع ان تحدد كيفية تفسير القوى الحليفة مع حزب الله.

 

كان السؤال في بيروت قبل مجيء بومبيو وبعد وصوله ومفاوضاته في لبنان : ماذا سيحصل اثر هذه الزيارة؟ والواقع هو ان السلم الاهلي في لبنان سيستمر وان الحكومة والسلطات اللبنانية كلها ستستمر في عملها ولن يتغير شيء، رغم حدّة خطاب بومبيو ضد حزب الله، وخصوصا ان الوزير بومبيو ركز على حزب الله مع انه حصلت مفاوضات في شأن الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل والوساطة الاميركية وفي شأن النازحين السوريين في لبنان وعودتهم الى سوريا، وطلب لبنان مساعدة واشنطن على عودة النازحين السوريين الى بلادهم، لان وجودهم يشكل عبئاً كبيراً على لبنان ولا يجب انتظار الحل السياسي في سوريا.

 

لكن في المقابل وزير خارجية اميركا بومبيو سيعود الى واشنطن لاطلاع الرئيس الاميركي ترامب وتحريك الكونغرس الاميركي لاتخاذ قرار جديد سيصدر خلال شهرين وهذه المرة ضد حلفاء لحزب الله، دون تحديد هوياتهم. لكن العلاقة بين الدولة اللبنانية والولايات المتحدة لم تعد ايجابية او باردة مثلما كانت، بل اصبحت متصادمة بين موقف الدولة اللبنانية والادارة الاميركية.

 

لكن الولايات المتحدة التي تدعم الجيش اللبناني قد تفكر كثيرا رغم قرارات الرئيس الاميركي ترامب الانفعالية والسريعة والمتحالفة مع الصهيونية ومع اسرائيل، ستؤدّي الى اتخاذ القرار في الكونغرس الاميركي ضد مكوّنات سياسية في لبنان، ومنها عقوبات ضد اشخاص حلفاء لحزب الله.

 

لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية اكدت ان الرئيس الفرنسي ماكرون سيتشاور مع الرئيس الاميركي ترامب للحدّ من اي نزعة او قرارات تقوم بها الادارة الاميركية مع الكونغرس الاميركي تؤثر سلبيا في لبنان والاستقرار فيه وحكومة الوحدة الوطنية واعادة بناء البنية التحتية في لبنان، كما قررت الدول المانحة في مؤتمر سيدر-1 منح لبنان قروضاً بـ 11 مليار ونصف مليار دولار.

 

وزير خارجية اميركا بومبيو ركز كثيرا على ان تقوم الدولة اللبنانية بالفصل بينها وبين حزب الله على صعيد سلاحه، وضرورة نزع سلاح حزب الله عبر موقف مبدئي من الدولة اللبنانية، وقال ان الصواريخ التي يملكها حزب الله تشكل خطرا كبيرا على اسرائيل وهذا لا تسمح به الادارة الاميركية.

 

لكن جواب مسؤولين كبار في الدولة اللبنانية قالوا ان حزب الله لم يبدأ يوما بحرب صاروخية على اسرائيل، بل قام بتحرير الجنوب الذي احتلته اسرائيل ولم تنفذ القرار 425 واستعمل صواريخه في حرب تموز 2006 والان حزب الله لا يزمع اطلاق صواريخه على اسرائيل لان بعض اهم اركان الدولة اللبنانية ابلغوا بومبيو انهم يعرفون ان حزب الله لن يبادر الى حرب ضد اسرائيل، وان السلاح الذي معه هو للدفاع والردّ على اي حرب تشنّها اسرائيل على حزب الله.

 

ولم يقتنع بومبيو بهذه الردود، ويبدو انه سيعود الى واشنطن كما ذكرنا سابقا وسيبلغ الرئيس الاميركي ترامب النتائج السلبية التي حصل عليها من مفاوضاته في لبنان من بعض المسؤولين وان الكونغرس الاميركي يجب ان يفرض عقوبات اكثر على اسماء من جمهور حزب الله والاهم هذه المرة على حلفاء لحزب الله، وفق مصدر اميركي مطلع في واشنطن.

 

كان امام الدولة اللبنانية وكبار المسؤولين خياران، اما الحصول على عاطفة واشنطن والتجاوب معها بالنسبة لسلاح حزب الله واما ادخال لبنان في انقسام داخلي خطر مثل الذي حصل قبل 40 سنة، لكن المسؤولين اللبنانيين على اختلاف مستوياتهم، حتى حلفاء الولايات المتحدة لم يذهبوا الى مذهب التصادم مع حزب الله او ان اي حزب من تيار 14 اذار قد ينسحب من الحكومة، بل الجميع متفقون على الاستمرار في الحكومة وتنفيذ مقررات اصلاح والاستفادة من قروض 11 مليار ونصف مليار دولار لبناء البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد اللبناني والمعيشي وان لبنان بعد زيارة بومبيو سيطلق حملة ديبلوماسية هامة لدى الاتحاد الاوروبي بكامله، وخاصة فرنسا، كذلك مع روسيا والفاتيكان ودول هامة لمنع تصعيد اميركي من قبل ادارة الرئيس الاميركي ترامب والكونغرس الاميركي ضد حزب الله وحلفاء له على الساحة اللبنانية، مما سيؤدّي الى تعرض الوحدة الوطنية اللبنانية وتعريض السلطات في الدولة اللبنانية لخضّة هامة، لكن لبنان وكبار المسؤولين فيه، وحتى الرئيس سعد الحريري الذي هو على خصام مع حزب الله ومع الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد بعداء وليس خصاماً كان معتدلا في حديثه مع وزير خارجية اميركا بمبيو، وقدم له تطمينات بأن الحكومة اللبنانية لن تسمح لا لوزير الصحة من قبل حزب الله ولا لاي وزير باستعمال اموال وزارته لمصلحة الحزب الذي يمثله، بل ان الاصلاحات والشفافية في تنفيذ المشاريع ستكون هي الاساسية في عمل الحكومة.

 

وحدة لبنان الوطنية والحفاظ على الاستقرار والسلم الاهلي في لبنان هو اهم شيء حاليا، وان تركت زيارة بومبيو سلسلة تصريحات متصادمة بعد ايام، الا انها ستكون عابرة وتنتهي وتكمل الحكومة عملها في مجال الاصلاحات والتحضير لاصدار الموازنة والاستعداد للحصول على قروض الـ 11 مليار ونصف مليار دولار من مؤتمر سيدر – 1.

 

موقف بريطاني بشأن الجولان

 

هذا وعند التاسعة ليلا بتوقيت بيروت اعلن ناطق باسم الخارجية البريطانية ان بريطانيا لم تعتبر يوما الجولان السوري الا منطقة احتلتها اسرائيل، كما ان بريطانيا لم توافق ولم تعترف بضم اسرائيل الى هضبة الجولان السورية بعد احتلالها لها في حرب 1967.