IMLebanon

الديار: هل ندم الحريري على اعتذاره وهل سيتمّ السماح بتشكيل حكومة دون عرقلة ؟

هل ندم الحريري على اعتذاره وهل سيتمّ السماح بتشكيل حكومة دون عرقلة ؟

جنبلاط وجعجع والكتائب لن يشتركوا في الحكومة إذا كانت أكثريّة وفرنجية أيضاً

سمير اسحاق

 

هل ندم الرئيس سعد الحريري على استقالته او تسرع في الاستقالة او ان الفريق الذي حوله قال له لقد سقطت في شعبيتك السنية نظرا لسيطرة الوزير باسيل عليك ولضعفك امام الرئيس عون، فرأى ان استقالته ستجعله قوياً ويعارض مدة سنتين حتى الانتخابات القادمة ومن خلال المعارضة يستعيد شعبيته السنية وتزداد قوة كتلته النيابية. اما هو فيبدو انه ندم قليلاً واعتبر ان حكومة تكنوقراط غير ممكن تشكيلها الا اذا استقال على أساس انه يعرف ان حكومة تكنوقراط غير مقبولة وعندئذ يكون لديه عذر للاستقالة.

 

القوات اللبنانية قررت عدم الاشتراك في الحكومة، وحزب الكتائب قرر عدم الاشتراك في الحكومة، وهما اكبر حزبين مسيحيين، وسيغطي الفارق حزب التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل. ولكن في المقابل العميد المغوار شامل روكز مع الوزير القواتي ملحم رياشي يقلقان جدا الوزير باسيل وحتى رئيس الجمهورية الذي بات لا «يمون» على النائب شامل روكز، بل هنالك بينهما محبة واحترام. ولكن النائب شامل روكز اخذ موقفا مغايرا لمسيرة العهد، واذا تحالف النائب شامل روكز الذي يملك شعبية عونية خاصة عسكرية من عناصر موجودة داخل الجيش وخاصة من المتقاعدين وعائلاتهم واولادهم فإنه سيضعف التيار الوطني الحر اذا تحالف مع جعجع، وأصدر بياناً بعدم المشاركة في الحكومة. كما ان الوزير فرنجية اذا رأى ان الحكومة هي حكومة أكثرية فإنه لن يشارك، ولكن سيعطيها الثقة نظرا لأنه حليف لحزب الله ولكنه لن يشترك في الحكومة. وهكذا يكون 70 الى 75% من المسيحيين خارج الحكومة شعبيا وحزبيا وسياسياً، ويبقى التيار الوطني الحر وحده في الحكومة. ويعتبر الوزير جبران باسيل بالنائب اسعد حردان وزيرا، وبذلك فانه قد يكون اعطى التمثيل المسيحي قوة مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولكن الوزير حردان لا يمثل شيئاً في الحزب بل هو منبوذ من القاعدة الحزبية، وكلهم باتوا يعرفون ما فعل في وزارة العمل والثروة والقصور التي يملكها، واصبح بعيد كليا لا بل طلق فكر أنطون سعادة، ولذلك تكون محاولة باسيل عبر حردان فاشلة.

 

اما الوزير وليد جنبلاط الذي تنازل عن المقعد الدرزي في المرة السابقة فلن يتنازل هذه المرة عن المقاعد الوزارية الثلاثة، وحتى لو طلب منه رئيس الجمهورية وحزب الله منه ذلك، ولن يعطي الوزير طلال أرسلان المقعد الوزاري كما فعل سابقا بإعطائه مقعداً للوزير صالح الغريب.

 

وهنالك من يقول انه اذا خرج الوزير أرسلان من كتلة الوزير باسيل والسير وراءه وانتقل للتحالف مع كتلة الوزير جنبلاط، فانه قد يعطيه مقعداً في الحكومة، الا انه لا مجال ابدا طالما انه مع باسيل لن يحصل على مقعد في الحكومة

 

اذا تحالف الوزير جنبلاط والدكتور سمير جعجع والوزير سامي الجميل والفئات المسيحية التي تؤيدهم ولكنها غير حزبية، فإن عهد عون سيشبه عهد الرئيس بشارة الخوري بشكل المعارضة التي ظهرت يومذاك في أيام بشارة الخوري عبر قيادة جنبلاط وشمعون والان الكتائب مع القوات وجنبلاط، إضافة الى الرأي العام المسيحي الذي انتقل من تأييد التيار الوطني الحر بشعبية كبرى والناس لا يريدون ان يسمعوا بأخبار الوزير جبران باسيل، وهنالك كره كبير للوزير باسيل في صفوف الأكثرية المسيحية، وأن اخر استفزاز قام به التيار الوطني الحر بموكب سيارات الى بكفيا هو من عمل الوزير باسيل وترك في بكفيا وقرى المتن الشمالي عداء كبيرا ضد

 

الوزير باسيل، ولولا لم يتدخل الجيش لبقي موكب التيار الوطني الحر محجوزا في بكفيا، اذ نزل الكتائب بسياراتهم واغلقوا الأبواب وعادوا الى منازلهم ولم يستطع موكب التيار التحرك، ذلك ان اكثر من 1000 سيارة من بتغرين وبكفيا وبسكنتا أوقفوا السيارات وبقي الجيش اربع ساعات يعالج لفتح الطرقات بصعوبة كبرى.

 

حتى الآن، لم يعلن جنبلاط مشاركته او عدم مشاركته في الحكومة، ولكن الذي يفهم عقل جنبلاط سياسيا يقول ان جنبلاط ســيشارك في الحكومة وانه سينتظر انتهاء السنة الرابعة وفي منتصف السنة الخامسة من عهد الرئيس عون سيبدأ المعارضة العنيفة، اما الان فلن يعارض وخاصة ان معارضة جنبلاط ستؤدي الى اشتباك اشتراكي مع حزب الله.

 

جعجع يعطي اذنه للاميركيين كما قال المندوب الفرنسي في اخر زيارة له للبنان، وان جعجع يعطي اذنه للاميركيين والدليل على ذلك دعمه الرهيب لاتفاق الطائف وعمله مع السفير الأميركي لاقناع البطريرك صفير ضد فخامة الرئيس العماد عون ثم باعه الاميركيون لجعجع وتركه للسوريين في زنزانة لـ 11 سنة و3 اشهر بدل إخراجه بعد شهرين لان الاميركيين قادرون على ذلك، لكن الاميركيين يبيعون حلفاءهم كما باعوهم في أفغانستان وليبيا والعراق وفيتنام ولبنان الى ان تحرك التحالف الصهيوني – الخليجي -العربي وعاد ليتدخل في لبنان. ولكن الان لم تعد السعودية مهتمة في الشأن اللبناني بل تركز على خسارتها في اليمن وصرف اكثر من 500 مليار دولار في حرب «عاصفة الحزم» التي خسرتها وربحها الحوثيون وايران ولم يفعل الاميركيون أي شيء وتركوا السعوديين يواجهون صواريخ ايران على أرامكو وابها دون ان يردوا على ايران بقذيفة. ولذلك جنبلاط سيدخل الحكومة ولن يعطي اذنه للاميركيين كما يفعل جعجع بل سيكون داخل الحكومة انما معارض وخاصة معارض لسياسة الوزير باسيل، وسيكون الوزراء الثلاثة من الطائفة الدرزية المتصدين بالدرجة الأولى للوزير جبران باسيل على طاولة مجلس الوزراء وكل قرار يطرحه باسيل سيعترضون عليه بقوة ويعطلون جلسة مجلس الوزراء وينسحبون من الاجتماع، وبذلك يسقط مبدأ التعايش المشترك ويتعطل اجتماع الحكومة.

 

المرشح سمير الخطيب

 

هنالك ارتياح كبير لدى الناس والأحزاب من اقصى اليمين واقصى الشمال من اقصى البحر الى البقاع لترشيح رجل الاعمال سمير الخطيب لأنه معتدل نظيف، كفه نظيفة و«شفاف» ولم يأخذ موقف طائفياً في تاريخه كله. ولذلك لديه خبرة اقتصادية كبيرة تسمح له بالعمل على انقاذ لبنان اقتصاديا ومالياً شرط ان لا يطلق عون باسيل على المرشح سمير الخطيب ويقوم باسيل بتعطيل اعماله. ولكن اللواء عباس إبراهيم سيكون بالمرصاد، ولن يسمح لباسيل بتعطيل عمل رئيس الحكومة سمير الخطيب ليس لأن رئيس الحكومة قريب من اللواء إبراهيم بل لصفات الخطيب وللمصلحة الوطنية، ولأن الأكثرية تؤيد سمير الخطيب، خاصة حركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر والقوى السياسية في البلاد.