IMLebanon

“#أناــأعلن”… شجاعة المواجهة!

 

نقابة الإعلان” ورسائل بألوان “قوس قزح

 

 

ماذا عنكم؟

مرّ أسبوع على إطلاق “أنا أعلن”. كثيرون تفاعلوا مع الفكرة وكثيرون غضوا النظر وكثيرون ما زالوا يسألون، حتى اللحظة، هل هكذا نواجه؟ هل يكفي أن نعلن “أنا أعلن” لتكون ثورة ونحقق تغييراً وقيامة؟ “أنا أعلن” ثورة من نوع آخر، لوّنت فراغات وسائل الإعلام بألوان قوس قزح وبعض الفرح والأمل والإبداع… إنه نضال إختاره أصحاب نقابة وكالات الدعاية والإعلان “على طريقتهم” المبتكرة ليعيدوا بعض أنفاس الحياة الى قطاع آخر يحتضر.

 

نُشر الاعلان اللبناني الاول، في العام 1886 في صحيفة “لسان الحال”. ويملك قطاع الإعلان في لبنان، سجلاً حافلاً بالانجازات في المنطقة، خصوصاً أنّ بعض القنوات المحلية هي الأكثر مشاهدة في العالم العربي، إلا أنّ واقع هذا القطاع لم يستمر على حاله كما سائر القطاعات في بلدنا، وقد تكون اللوحات الاعلانية الضخمة، التي لا تحمل اي اعلان والتي عمد اصحابها الى ازالة ما تبقى عليها من إعلانات قديمة خير دليل على وضع سوق الاعلانات الذي لطالما عرف بازدهاره وابداعه ليس فقط في لبنان بل في دول العالم العربي وشمال افريقيا.

صرخة وطن

أسباب كثيرة أدت الى تراجع سوق الاعلانات في لبنان، ما أجبر شركات الإعلان على صرف موظفين وصولاً الى الاقفال القسري. ويظهر تقرير أنجز في العام 2017 أن التلفاز لا يزال يمثل الوسيلة الإعلانية الرئيسة في لبنان، حيث تعد الصناعات المصرفية والغذائية والمشروبات الأكثر إنفاقاً في مجال الإعلانات التلفزيونية. وجاءت اللوحات الإعلانية في المرتبة الثانية. على صعيد آخر، فقد الإعلام الورقي زخمه بسبب ارتفاع المنصات الرقمية وانخفاض مستويات القراء، وتزامن كل ذلك مع إغلاق بعض دور النشر في البلاد.

ثورة من نوع آخر

 

في الأعوام الثلاثة الاخيرة، تبدل وضع القطاع الاعلاني في لبنان، خصوصاً بعد ثورة “17 تشرين”، حيث تراجع القطاع بنسبة 30 في المئة، وصولاً الى العام 2020 حيث لم يعد الامر يقتصر على التراجع، لا بل أصبح ركوداً لم يُعرف له مثيل نتيجة وضع البلد المتردي. فالوضع الاقتصادي عصف بميزانية المعلنين، لا سيما منهم المصارف واصحاب المنتجات المستوردة والقطاع الصناعي.

طاقة إيجابية

 

بالتزامن، تعاني مختلف القطاعات من ازمات مستفحلة، لذا قررت نقابة الاعلان في لبنان ” Advertising Association ” أن تحول هذه الأزمة الى فرصة، بدل ان تقف عاجزة، فوحدت جهودها ورفعت صوتها، بهدف إعادة إحياء المشهد الاعلاني عبر اطلاق أكبر حملة ومشاركة وطنية. من هنا اتت فكرة حملة “أنا أعلن” التي اجتاحت لبنان الأسبوع الماضي، واستبدلت “المساحات الفارغة” بالابداع. لم تقتصر الحملة على الإعلانات على الطرقات، بل شملت مختلف وسائل الاعلام الشريكة (المرئية المسموعة والمكتوبة) واختارت كل وسيلة اعلامية نشر رسالة مليئة بالأمل والفرح بعيداً من الصور السوداء التي تسيطر على البلد ككل، في محاولة منها لمواجهة الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تضرب البلاد، وأضرّت كذلك بقطاعات حيويّة عدة من ضمنها قطاع الإعلانات. “نداء الوطن” مثلاً اختارت شعارها “#أنا_أعلن عن صرخة وطن”، لتكون شريكاً اساسياً في الحملة. وعن تفاصيل الحملة يقول رئيس نقابة أصحاب وكالات الدعاية والإعلان جورج جبور: “أطلقنا من خلال هذه الحملة صرخة من مؤسسات اعلانية واعلامية، رحبت بالفكرة وتجاوبت سريعاً معنا، ما جعلنا نشعر بالوحدة الحقيقية بين “الاعلان والاعلام”.

 

عروض تحفيزية مميزة

 

ارتكزت الخطوة الاولى على إطلاق هذه الصرخة وتعبئة الفراغات، على أن تدوم الحملة طوال شهرين بهدف إعادة الثقة واستعادة الحركة في القطاعين الإعلامي والإعلاني. ولكن، عملياً، كيف ستساهم هذه الخطوة في تحفيز القطاع الاعلاني؟ يجيب جبور: “شكلنا “Packages” تحفيزية مميزة، تسمح للمعلنين باستعمال المنصة نفسها للحملة، للاعلان عن منتجاتهم في كل وسائل الاعلام المشاركة، بملبغ رمزي مقارنةً بحجم الحملة، ويقدر بنحو 60 مليون ليرة، شرط تسجيل هذه الاعلانات تحت العلامة التجارية: “أنا أعلن”، مع إعفائها من رسوم الأمن العام”.

 

توأمان لا ينفصلان

 

وبحسب جبور “تؤمن منصة “أنا اعلن” 18 إعلاناً، واستفاد 13 معلناً من هذه الحملة حتى الساعة. وستساهم هذه الخطوة بازدهار القطاع الاعلاني طبيعياً، لكن للاسف نحن نعلم جيدّاً أننا لن نحقق نتائج سريعة في ظل أوضاع كهذه”، تابع “تعتبر هذه الحملة فرصة مميزة لتذكير اللبنانيين بأهمية أعرق صناعة في لبنان، صناعة الاعلان، التي ستعيد، بما تملك من إبداع، إحياء لبنان من جديد. فلبنان والإعلان توأمان لا ينفصلان، وهذه الحملة ستؤكد أنّ لبنان ما زال حيّاً نابضاً وقادراً على الحياة والعطاء حتّى في أحلك الظروف”. ويأمل جبور أن “ينضم الجميع الى هذه المبادرة، التي أنعشت القطاع أقله معنوياً”.

 

قطاع الاعلانات في لبنان هو القطاع الأول، في هذا الزمن الصعب، يبادر الى خطوة أمل فيها ألوان وحياة وإصرار… فلنتفاءل.

إلى الوراء سرّ

 

بيّن مسح السوق الإعلاني في لبنان، في الأعوام القليلة الماضية، بعض النتائج المقلقة. ودلّ على أن هذا السوق قد انخفض العام 2017 ( 160 مليون دولار أميركي) بنسبة 8,1 في المئة عن 2016 (174,1 مليون دولار). في المقابل، سجّل الإنفاق الإعلاني الحقيقي في لبنان انخفاضاً بنسبة 8,4 في لبنان في العام 2016، في حين لم يكن هناك أي تغيير ملحوظ في العام 2015، وارتفع بنسبة 1,9 في المئة في كل من العامين 2013 و2014، و4,5 في المئة في العام 2012، وتراجع بنسبة 3 في المئة في العام 2011، وارتفع بنسبة 15,4 في المئة في العام 2010 و18,5 في المئة في العام 2009. حاز البث المتلفز على 50 في المئة من إجمالي الإنفاق الإعلاني أو ما قيمته 80 مليون دولار، واللوحات الإعلانية على 21,3 في المئة أو ما قيمته 34 مليون دولار، والمطبوعات على 11,3 في المئة أو ما قيمته 18 مليون دولار، والانترنت على 10,6 في المئة أو ما قيمته 17 مليون دولار، ومحطات الراديو على 6,3 في المئة أو ما قيمته 10 ملايين دولار، والسينما على 0,6 في المئة أو ما قيمته 1 مليون دولار. وقد ارتفع الإنفاق على الانترنت بنسبة 21,4 في المئة في العام الماضي، في حين تراجع الإنفاق على المطبوعات بنسبة 37,9 في المئة، وانخفض الإنفاق على السينما بنسبة 37,5 في المئة، وعلى محطات الراديو بنسبة 28,6 في المئة، وعلى اللوحات الإعلانية بنسبة 4,2 في المئة. ولم يسجّل الإنفاق على الإعلان التلفزيوني أي تغيير في العام 2017.