IMLebanon

فتفت لـ«اللواء»: على رئيس الجمهورية الاستقالة بعد العقوبات على باسيل

 

الحريري ملتزم ببنود المبادرة الفرنسية والتصعيد بوجهه لتحسين الشروط

 

يبدو ان قدر لبنان وشعبه هو العيش باحباط مستمر في ظل تدهور غير مسبوق للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية، وحتى الامل بتشكيل حكومة اصبح شبه مستحيل في بلد اصبحت فيه اولوية مسؤوليه هي المصلحة الشخصية على حساب مصلحة البلد ومستقبل ابنائه، فبعد مضي ثلاثة اشهر بالتمام والكمال على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، وبعد تكليف الدكتور مصطفى اديب تشكيل الحكومة واعتذاره ومن ثم الرئيس سعد الحريري لم يتم حتى اليوم تأليف اي حكومة، مع العلم ان الازمات والمشاكل اصبحت تسابق حياتنا يوميا، وكلما لاح الامل بولادة حكومية قريبة توضع العصي في الداوليب وتتشدد بعض الاطراف في مطالبها على الرغم من ان الرئيس الحريري كان ساعيا منذ تكليفه لولادة طبيعية وسريعة. ولكن مستجدات وضع العقوبات على رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل رفعت سقف المطالب لديه وهو استغل مؤتمره الصحافي الاخير لتوجيه رسائل مشددة بشأن تشكيل الحكومة. وحول هذا الموضوع تحدث النائب السابق الدكتور احمد فتفت «للواء» معتبرا ان ما قاله باسيل في مؤتمره الصحافي هو عملية ابتزاز واضحة حيث راوغ الاميركيين بمطالبته «حزب الله» بتغيير منهجه من جهة، و هو تحدث لاول مرة عن اسرائيل ووجودها وامنها من جهة ثانية، وهو امر يتناقض كليا مع موقف الحزب كما يقول فتفت الذي يوضح ان باسيل حاول الاستفادة من موضوع العقوبات لابتزاز الحكومة وللعودة الى شروطه الاساسية التي تسمح له بالهيمنة عليها، بحيث تكون مؤلفة على الاقل من 24 وزيرا رفضا مبدأ المداورة، ويرى فتفت ان ما يقوم به باسيل يصب في خانة عرقلة تشكيل الحكومة وهو نوع من التصعيد لتحسين شروطه، رغم ادعائه انه لا يتدخل في مفاوضات التأليف زاعما ان الامر يعود لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون رغم ان تصرفاته وكلامه يدل على انه هو من يفاوض بطريقة غير مباشرة.

 

وحول ما اذا كانت الامور في ملف تشكيل الحكومة عادت الى المربع الاول بعد تصعيد باسيل، يقول فتفت» ليس بالضرورة ان نكون عدنا الى المربع الاول مع قناعتي ان لدى الرئيس الحريري تصميم لتشكيل حكومة وفق مقتضيات المبادرة الفرنسية، مع تمسكه على ان لا يتجاوز عدد اعضائها 18 وزيرا، وان لا يكون لدىهم اي ارتباطات سياسية وان يكونوا مستقلين، معترفا بعدم سهولة الامر في المرحلة الحالية، ولكنه يعتبر انه في النهاية لا يمكن تشكيل اي حكومة مهما ارتفعت المزايدات الا من خلال اقتراحات الرئيس الحريري وموافقة رئيس الجمهورية، داعيا الرئيس عون لاتخاذ القرار بمشاركة الرئيس الحريري، مشيرا الى انه في حال لم يكن الاول يريد تشكيل حكومة فاعلة وانهاء عهده بطريقة اسوأ من السنوات الاربعة الماضية التي مرت، عندها يمكنه ان يُكمل بنفس الطريقة التي يتبعها.

 

واوضح فتفت انه في الوقت الراهن ليس هناك سوى المبادرة الفرنسية الذي لا بديل عنها، غامزا من التسريبات التي تصدر عن اجواء «حزب الله» بضرورة تشكيل حكومة تكنوسياسية، معتبرا ان مثل هكذا حكومة فشلت واوصلت البلد الى مزيد من العزلة والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والذي قد ينعكس امنيا حسب ما قال، واعتبر بانه بعد صدور العقوبات الاميركية على باسيل و لو كان مكان الرئيس عون لكان استخلص العبر واستقال. وراى ان المنطق الديموقراطي يقول ان المطلوب هو استقالة رئيس الجمهورية، خصوصا بعد ان كان وعد انه في حال صدور اي امر يتعلق بفساد احد المقربين منه فهو مستعد للاستقالة ولكن لم يستغرب فنفت استمرار عون في موقعه وهو الذي وعد بامور كثيرة لم ينفذها.

 

وحول امكانية بقاء وزارة الطاقة بيد التيار الوطني الحر بعد صدور العقوبات بحق الوزير باسيل يبدي فتفت استغرابه بتمسك فريق التيار بهذه الوزارة الذي استلمها منذ العام 2008 حتى اليوم، وهي تشهد انهيارا مستمرا، لذلك يقول فتفت كيف يسمح هذا التيار لنفسه ومن دون اي خجل المطالبة باستمرار اسنادها له، بعد تسجيله فشلا على مدار السنوات الماضية، ومعتبرا ان هناك حد ادنى من الاخلاقيات في السياسة بغض النظر عن موضوع المداورة وا لفساد والعمالة لايران وعلاقة هذا الفريق بـ«حزب الله».

 

ويكشف فتفت انه يملك معلومات تؤكد ان الرئيس الحريري لن يتراجع عن شروطه، مبديا اسفه لعدم اقتناع رئيس الجمهورية بكل الارتكابات التي قام بها صهره، مشيرا الى انه اذا استمر الرئيس عون بتمسكه بعناده يكون هو من يفجر عهده نهائيا .

 

واعتبر فتفت ان الرئيس الحريري يتبع سياسة جيدة وذكية من خلال التمسك بالصمت خصوصا ان كل التسريبات لا تؤدي الى اي نتيجة، ويقول» هناك من يحاول رمي قشر الموز للرئيس المكلف من اجل استفزازه»، وما يحصل هو مجرد هرطاقات سياسية ومحاولات لتحسين الشروط ولزر الرماد في العيون، ومواقف باسيل الاخيرة هي محاولة لاستيعاض الخسائر الكبيرة الذي وقع بها.

 

وعن امكانية تحالف التيار الوطني الحري والقوات اللبنانية ضد الرئيس الحريري يعتبر فتفت ان هناك اخطاء ومعارك تشن في غير محلها، ويلفت الى ان ما حصل من سجال يوم الاحد بين القوات وامين عام المستقبل احمد الحريري كان خطأً بدأه نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني حين سمح لنفسه ان يقول للرئيس الحريري «ان الناس لا تريدك» وفي المقابل ليس لدى حاصباني الجرأة والارادة السياسية لان يقول للرئيس عون «الناس لا تريدك»، ولكن بالطريقة الذي اعلن فيها ان الناس لا تريد سعد الحريري يكون استفز الناس سياسيا وطائفيا.

 

ويقول قتفت»لا اعرف ما اذا كان حزب القوات اللبنانية يدرك الى اين يتجه فهل يريد السير اكثر باتجاه الرئيس عون وهل لديه مصلحة بذلك، خصوصا انه كان لديه تجربة معه بعد الحرب الاهلية كذلك من خلال اتفاق معراب ولكن الى اين وصل؟ وهو الذي ذبح من قبل عون، فهل الحزب على استعداد لاعادة تجربته مجددا؟

 

وعما اذا كان لوصول الرئيس جو بايدن الى البيت الابيض انعكاس على الساحة الداخلية يقول فتفت» بكل صراحة اعود دائما للعام 2005 وتحديدا بعد مرور 13 يوم من اغتيال الرئيس الحريري حين اتى ديفيد ساترفيلد ونصحنا بان ليس هناك مستقبل لثورة الارز، وطلب منا التفاهم مع السوريين ومع حكومة الرئيس عمر كرامي، ولكن في اليوم التالي وتحت ضغظ الشارع والمجلس النيابي استقالة الحكومة، عندها غيّير ساترفيلد والسياسةالاميركية رأيهما لتيتحدثا عن الانسحاب السوري من لبنان، مما يؤكد ان القرار لا يكون في الخارج بل في الداخل من خلال اللعبة السياسية والضغط السياسي وتأثير الخارج هو من خلال مصالحه، لذلك فان بايدن لا يهمه لا مصلحة عون ولا سعد الحريري وتيار المستقبل، بل لديه خصومات معينة في السياسة على الصعيد الاقليمي والدولي يتعامل معها، فاذا كنا طرف قوي يتعامل معنا ،اما اذا كان غيرنا هو القوي فيتعامل معه لانه يبحث عن مصلحة بلاده وليس عن مصلحتنا.