IMLebanon

من “معجم” عين التينة: “المرابعة” تنضم إلى الميثاقية والمثالثة والمداورة

 

سجلت المواقف والمعلومات المتعلقة بملف تشكيل الحكومة خلال الساعات الماضية، تقاذفاً للمسؤوليات التي ربما تُمهد لعمل ما كي ينفض الجميع يده من “دم هذا الصديق”. وبينما كانت بعض التسريبات تتحدث عن إستياء رؤساء الحكومات السابقين من إتهامهم بعرقلة تشكيل الحكومة ورمي المسؤولية عليهم بعد تأييدهم المبادرة الفرنسية، نقلت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه ما زال يُحبذ عدم حصر المواقع الوزارية بأي فئة أو طائفة وأنه لن ينتظر ملف تأليف الحكومة طويلاً وأن المشكلة ليست في القصر الجمهوري بل في مكان آخر وهو مستعد للتسهيل ولم يطلب شيئاً من الرئيس المكلف.

 

وفي هذا السياق، سجلت أجواء مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، أن “كل ما في لبنان ثابت لا يتحرك منذ عشرات السنين، فإما أن يتحرك الجميع عبر الدولة المدنية وإما أن يبقى كل شيء على وضعه، وهذا ما لا نتمناه، فتفضلوا إلى الدولة المدنية”. والرسالة الأقوى لأجواء عين التينة كانت باختيار تعبيرجديد من معجمها من خلال القول: “لمن يقولون هذه مثالثة!! نقول إذا كانت هذه مثالثة.. فما هي المرابعة؟ الطاقة؟”.

 

واستتبعت علامات التعجب التي رافقت أجواء عين التينة، بمجموعة من المواقف، حيث استغرب عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي خريس في حديث لـ”نداء الوطن”: “محاولة الربط ما بين مطلب التمسك بوزارة المالية والمثالثة المرفوضة جملة وتفصيلاً من قبلنا، والتي تطرح علامات إستفهام كبيرة حول محاولات الربط هذه”، مؤكداً أن “مناقشات الطائف التي لم تُكتب والتي تم التوافق عليها شفهياً حول موضوع توقيع المراسيم أعطت الحق بالمالية للطائفة الشيعية بسبب التركيبة الطائفية”.

 

وذكّر بأن “الرئيس بري وقبله الإمام السيد موسى الصدر طالبا بالدولة المدنية ونحن ككتلة كنا عمليين في الترجمة وليس من خلال المواقف فحسب بل تقدمنا بإقتراح قانون إنتخابي على أساس لبنان دائرة واحدة وخارج القيد الطائفي على أن يكون هناك مجلس شيوخ طائفي”.

 

وجدد “التمسك بوزارة المالية من أجل الحفاظ على ميثاقية توقيع المراسيم كما نُطالب بتسمية وزرائنا ونقترح على الرئيس المكلف من الأسماء حتى ما يزيد على عشرة ليختار من بينهم، فنحن كنا وما زلنا ممن يسهلون ويتنازلون من أجل المصلحة العامة وتشكيل الحكومة، وما زلنا نعتقد أن العرقلة من الداخل وليس من الخارج والفرنسي لا يتدخل بينما هناك عدد محدود لا يتجاوز 3 أو 4 أشخاص يُحاولون تشكيل الحكومة في غرف مغلقة بلا تشاور مع أحد”.

 

ولم ينف خريس أن الرئيس سعد الحريري هو أحد هؤلاء الذين يشتغلون بهذا الأمر ولكنه في المقابل يأمل ألا تُعطى زيارة النائبة بهية الحريري إلى عين التينة ولقاء بري أكبر من حجمها، فهي إتصلت بخريس كزميل وعضو في لجنة التربية لكي يرافقها في اللقاء لكنه لم يستطع القيام بذلك، لكن السيدة بهية، حسب خريس إتصلت قبل الظهر وطلبت الموعد وحصلت عليه في اليوم نفسه وكان مضمون اللقاء تربوياً يتعلق بملفات وتحضيرات مرتبطة ببداية العام الدراسي وبعض حاجيات مدارس الجنوب.

 

رغم ذلك، وصف متابعون اللقاء بأنه، حتى لو كان تربوياً، فهو يحمل دلالات في توقيته وإشارات إيجابية ترد على بعض المحاولات التي توحي بأن الخطوط والعلاقة ما بين بيت الوسط وعين التينة قد إنقطعت رغم ما شابها من توتر في الأيام الأخيرة.

 

ويؤكد العارفون بطريقة عمل بري ودوره أن محاولة اللعب على تحريك الفتنة السنية – الشيعية لا تمر وهي تُعتبر من المحرمات التي لم ولن يسمح بأن تحصل، فالأجواء ما زالت إيجابية ولا إنقطاع في التواصل والمشكلة في مكان آخر.

 

وقد واكب الأمر أيضاً المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي حذر من “لعبة الفوضى وأخذ البلد إلى حرب أهلية”، مؤكداً “أن قصة المداورة في ظل نظام طائفي بإمتياز هي كذبة موصوفة، فإما أن تكون في كل المناصب والمواقع في إطار دولة مدنية، دولة مواطن، وإلا فمن له حصة فليأخذها، طالما بقي هذا النظام المهترئ قائماً، وإلا هلموا إلى تغييره”.

 

خلاصة القول أن هناك من يُحاول تصوير المشكلة بانها في حقيبة المالية والمثالثة ليُبرر لنفسه “المرابعة” والمطالبة بحقيبة الطاقة وقد برز ذلك عبر بعض الأوساط والمصادر التي تحدثت عن ميثاقية ومثالثة وشراكة ومداورة بعد المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية والتلميح إلى “دوحة 2” وغير ذلك من التلميحات التي تُحاول حصر المسألة في مكان محدد ومحاولة التملص من المسؤوليات أو أقله “تبيض الوجه” أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحرص على إنجاح مبادرته.