IMLebanon

التأليف والبيان والثقة فيلم سريع لم ينتجه لبنان منذ عقود

وفي قراءة لمسار المستجدات، لاحظت اوساط سياسية تطورات لافتة بعد التعقيدات التي تحكّمت بتشكيل الحكومة، اذ شهدنا فجأة ولادة سريعة للبيان الوزاري ولنيل الثقة وانطلاقة متجددة للوضع في شكل عام. وقالت  ان الامور سلكت هذا المسار منذ لحظة ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للعماد عون في 18 كانون الاول الماضي ثم تأييد الرئيس الحريري فانتخاب الرئيس مع استمرار دعمه من حزب الله وتشكيل الحكومة حتى لحظة نيلها الثقة، بحيث شهد لبنان وثبة نوعية على مستوى استعادة الدولة دورها، وهو مشهد افتقده لبنان منذ العام 2005، وكأن الجميع بات يقّر بأن لا أحد يمكن ان يلغي الاخر والوقت حان لاعادة تفعيل مشروع الدولة في لبنان، اذ نعاين للمرة الاولى وجود مختلف المكونات السياسية داخل مجلس الوزراء ومتجهة كلها نحو المشروع الواحد تحت شعار كانت تبنته قوى 14 آذار «العبور الى الدولة». هذا العبور يكون من ممر انتخاب رئيس يقف على مسافة واحدة من اللبنانيين، مجلس وزراء يجمع الجميع ولديه النية والعزم على العمل الفعلي وقادر على ممارسة دوره ومجلس نيابي يستعيد فاعليته بعد تعطيل قسري.

مبدئيا … هذا معناها

وكانت جلسة التصويت على الثقة بالحكومة، عقدت قبل الظهر حيث رد الرئيس الحريري على النواب في ما خص البيان الوزاري قبيل التصويت، وقال: «ان الحكومة وضعت في بيانها الكلام الذي ينعكس داخل مجلس النواب من اجل الوصول الى قانون جديد للانتخاب». وحيا «الجيش والقوى الامنية»، مؤكدا أن «الحكومة ستتابع قضية الأسرى من اجل عودتهم إلى أهاليهم».

وأضاف: «سنأخذ بالجزء الأكبر من ملاحظات النواب وهواجسهم التي نقلوها امس. اما في ما يتصل بالمحكمة الدولية التي بدا مستغربا بشدة سقوط بندها من البيان الوزاري تحت راية الـ»سهوا» كما اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى جانب بند المقاومة، المعلوم انهما اساسيان لا بل جوهريان في اي بيان وزاري، فأشار الرئيس الحريري الى اننا « اكدنا التزامنا بالمحكمة الدولية، لكن هناك مشكلة في فهم كلمة مبدئيا والمقصود منها هو ان المحكمة انشئت من حيث المبدأ». ونالت الحكومة الثقة من مجلس النواب بـ87 صوتا، من اصل 92 مقترعا، فيما حجب عنها الثقة 4 نواب وامتنع واحد.

الدعم للجيش والقوى الامنية

الى ذلك، وبعد معارضة عونية طويلة للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، ركن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الايجابية التي تطبع عهده، واعرب عن كامل دعمه للمؤسسة العسكرية، بقوله امام وفد من قيادة الجيش برئاسة العماد جان قهوجي الذي زاره مهنّئاً «انتم رمز السيادة والإستقلال، والجيش يقمع الشغب ولا يقمع الشعب. وراءكم شعب يدعمكم وإلى جانبكم قيادة سياسية توفر لكم الحصانة والدعم اللازم».

وتوجّه على التوالي ايضاً الى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة الذين زاروه مهنّئين على رأس وفد من مديرياتهم، بالقول «تضحياتكم آمنت الأمن والإستقرار، وسنوفر لكم الدعم اللازم لتطوير إمكاناتكم، والاستقرار اكبر رأسمال لنا». وفي موقف لافت من ازمة جهاز امن الدولة، قال الرئيس عون للواء قرعة والوفد «سنوفر لكم كل الامكانات لتكونوا جهازاً امنياً فاعلا».

بين الديكتاتورية والارهاب

في الاثناء، وفي سياق الحركة الديبلوماسية الاجنبية في اتجاه لبنان، وفي اطار جولة في المنطقة، وصل الى بيروت مساء وفد نيابي من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي للقاء قوى سياسية عدة واستطلاع ارائها في التطورات الحاصلة في المنطقة، وتحديداً في سوريا، واوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني ان «نواباً من التيار يلتقون الوفد الروسي مساءً في بيت الوسط للتشاور والحوار في قضايا عدة مرتبطة بالاوضاع اللبنانية والاقليمية، اضافة الى العلاقات الثنائية»، مؤكداً «ان الازمة السورية لن تغيب عن اللقاء، اذ سنركّز على ان الارهاب والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة. فنحن من جهة ضد الارهاب والتطرّف، لكننا في الوقت نفسه ضد الديكتاتورية في الحكم وما ترتكبه من جرائم في حق شعبها».