IMLebanon

انفتاح سعودي على عون والهبة عائدة

 

تقترب  عملية تأليف الحكومة من حصر العقد الاخيرة ومحاولة حلها بإيجاد مخرج لها في الايام القليلة المقبلة، ما لم تبرز عقبات طارئة لا يمكن اسقاطها من الحساب حتى اللحظة الاخيرة، بما يحقق تطلع اركان العهد الى مشاركة كاملة للسلطة في ذكرى الاستقلال. ومع ان بعض غلاة التفاؤل تحدث عن ثلاثة او اربعة ايام للتوصل الى صيغة نهائية للحكومة العتيدة مستندين الى عبارة الرئيس الحريري قريباً جداً، فإن هذه التوقعات تبقى رهن نتائج الاتصالات المتسارعة لتذليل عقدتي «السيادية» القواتية او ما يوازيها، والمالية لرئيس مجلس النواب نبيه بري المصّر على تسليمها للوزير علي حسن خليل.

رسالتان سعوديتان

وفي مؤشر انفراجي واعد بعهد مثمر، كشفت مصادر ديبلوماسية في اعقاب استقبال لقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل امس القائم بالاعمال السعودي وليد البخاري الذي نقل له رسالتين، واحدة من السلطات السعودية والثانية من نظيره وزير الخارجية عادل الجبير، واجتماع باسيل – البخاري يأتي في ما يتم التحضير لزيارة يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وباسيل الى السعودية متوقعة بعد اخرى مرتقبة لموفد سعودي الى لبنان لتهنئة عون سينقل خلالها دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الى الرئيس المنتخب لزيارة المملكة. ولم تستبعد المصادر ذاتها  ان تفرج المملكة عن الهبة السعودية للجيش اللبناني التي جمدتها منذ اكثر من سنة، خلال وجود الوفد الرئاسي اللبناني في الرياض.

مشاورات الاسماء

واشارت المعلومات الى ان الحريري لن يزور القصر الا بعدما يزيل العقد القائمة ويتمكن من توزيع الحقائب على القوى السياسية، بحيث يتداول مع الرئيس عون بالصيغة التي اعتمدها ويطّلع منه على مطالبه وملاحظاته، ليبدأ بعد ذلك مشاورته لاسقاط الاسماء على الحقائب، وفق التوزيع الذي تم وضعه، توقع مصدر سياسي معنّي، ان «يزور الرئيس المكلّف قصر بعبدا مطلع الاسبوع المقبل لوضع الرئيس عون في اجواء التشكيل»، مشيراً الى « مساعٍ ونيّات جدية لتبصر الحكومة النور قبل عيد الاستقلال».

نحو الصيغة الوسطى

واذا كانت ابرز العقد تتمثل في رفض الثنائي الشيعي اسناد اي حقيبة سيادية أو أساسية كالاتصالات والعدل الى القوات اللبنانية، في مقابل مطالبة فريق التيار الوطني الحر – القوات باعتماد المداورة في الحقائب غامزين من قناة اصرار الرئيس نبيه بري على ابقاء وزارة المال من حصته، اشارت مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية على خط التشكيل، الى ان الرئيسين عون والحريري يقفان أمام تحدي التوفيق «الصعب» بين التحالفات الثنائية «المضادة» القائمة، بين «التيار» و»القوات» وبين «التيار» و»حزب الله» وبين «المستقبل» و»التيار»، والتوصل الى صيغة «وسطية» مقبولة من الجميع، تفرج عن التشكيلة وتنهي الفيتوات والقيود الموضوعة. ولفتت الى ان التصور الحكومي الذي يَعمل لوضعه ركنا العهد الجديد عون – الحريري، يقوم على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، وينسحب عليه مبدأ المساواة الذي قامت عليه في الأصل التسوية الرئاسية، ذلك انهما يريدان «أكل العنب لا قتل الناطور». وعلى هذا الاساس، فإن بعض المخارج المطروحة لتذليل العقد القائمة، ينص على اسناد حقيبة المال الى «أمل» لكن شرط الا يتسلمها الوزير خليل. مع تعهّد مسبق من رئيس المجلس باعتماد المداورة في الحقائب في الحكومة المقبلة بعد الانتخابات النيابية، في تدبير يمكن اعتباره نصف انتصار لبري ولحلف التيار – القوات.

متانة تفاهم معراب

واعربت أوساط معراب عن ثقتها بمتانة الاتفاق العوني – القواتي الذي سيتجلى وزارياً، على رغم محاولات «حزب الله» دق اسفين بيننا، حيث لا تستبعد تسلمها وزارة سيادية. وفي السياق، اشارت المعلومات الى ان القوات قد تعُطى حقيبتان أساسيتان احداهما «العدل» بدلا من الحقيبة السيادية، كحل «وسط» لمطالبها.

من جهته، غرد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «بعض الطفيليين يعرقلون مسيرة التأليف لكن يجري التعامل معهم».

بيت الوسط – عين التينة: سالكة

في غضون ذلك، يبدو ان الاجواء الايجابية المُخيّمة على البلاد منذ انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس الحريري، إنسحبت على جلسة الحوار الثنائي التي عُقدت الاربعاء الماضي في عين التينة بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، خصوصاً ان البند الاوّل من جدول الاعمال التقليدي للحوار اُنجز مع انتخاب عون في 31 الفائت، بحسب ما اوضح عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر لافتاً الى ان «تشكيل الحكومة وكيفية ازالة العقبات من طريقها كان الطبق الرئيسي على طاولة عين التينة، من باب مبدأ تمثيل القوى السياسية كافة، من دون الدخول في الاسماء وتوزيع الحقائب». اما بالنسبة لمسألة تنفيس الاحتقان المذهبي، البند المتبقي على جدول اعمال الحوار، فأشار الجسر الى اننا «لم نتطرّق اليه، باعتبار ان تشكيل حكومة جامعة لا تستثني احداً من شأنه «إراحة البلد» وبثّ اجواء ايجابية فيه»، نافياً «وجود مساعٍ لترتيب لقاء قريب بين الرئيس الحريري والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله»، وهذه المسألة لم تُطرح على طاولة الحوار الثنائي»، مؤكداً ان «الاجواء على خط «بيت الوسط»-عين التينة جيّدة». واعلن ان «الجولة 37 من الحوار الثنائي ستُعقد الثلاثاء 29 الجاري في عين التينة».