IMLebanon

عقدتان أخّرتا التأليف.. فرنجية و«الشيعي» الخامس  

علمت «الشرق» في ساعة متأخرة من ليل أمس أنّ لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ليلاً توقف عند نقطتين عرقلتا تأليف الحكومة حتى الآن أولاهما عقدة الوزير سليمان فرنجية الذي يصر على أن يتمثل في الحكومة بحقيبة أساسية: الأشغال أو الاتصالات أو الطاقة، وهذا لم يتيسّر حتى الآن.

والعقدة الثانية رفض الرئيس نبيه بري أن يكون وزير شيعي من حصة رئيس الجمهورية.

وكان الرئيس الحريري وصف الجو بعد لقائه عون بأنه ايجابي.

يصر على توزير حليفه تيار المردة

بري يأمل بولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال

والمطلوب حاليا خطاب سياسي هادئ ومتفق عليه

مجلس النواب – هالة الحسيني

لا تزال عقدة تشكيل الحكومة قائمة حتى الساعة وهناك من يعتقد ان موضوع التشكيل سيذهب الى نهاية السنة او بين فترتي  عيدي الميلاد ورأس السنة نتيجة التباينات القائمة حولها من كل حدب وصوب ومن كل الافرقاء. وفيما اشيعت اجواء ايجابية من عين التينة انه اذا تم تذليل العقبات فان الحكومة من  المتوقع ان تبصر النور قبل عيد الاستقلال، لكن هذه الاجواء لا تزال بعيدة نوعا ما، اذ ان هناك من يعتقد ان الامر يتوقف على الاتفاق الثنائي المكتوب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والتباين الحاصل بينهما، وشدد هؤلاء على ضرورة ايجاد حل لهذا الموضوع في حين اكد زوار عين التينة ان الرئيس بري لن يتخلى عن تيار المردة وهو حليف اساسي ولن تسير الحكومة من دونه.

وفي هذا الاطار ترى مصادر سياسية بارزة ان العقد لا تزال  في مكانها  ولم تتم حلحلتها خصوصا ان الخطاب السياسي لدى البعض ما زال على حاله، او يأخذ المنحى  نفسه والوتيرة نفسها في ظل تغييرات اقليمية ودولية بارزة، والمطلوب  وفق تلك المصادر تغيير الخطاب السياسي لدى كل الاطراف والافرقاء السياسيين في لبنان وضرورة الوصول الى خطاب هادئ في ظل هذا العهد الذي يجب ان يبدأ باقرار قانون جديد للانتخابات النيابية وهو الامر الذي ما زال موضع خلاف لدى كل الاطراف، ففي حين يرى البعض السير بقانون الستين، يرى البعض الاخر ان التأخير في تشكيل الحكومة له علاقة واضحة بموضوع قانون الانتخابات النيابية اذ تسعى اطراف معينة لاجراء قانون الانتخابات   على اساس القانون الحالي اي قانون الستين وهو الامر الذي يتم بحثه خلال المفاوضات الجارية حول تشكيل الحكومة وعملها ونهجها  اضافة الى البيان الوزاري الذي سيوضع كل هذه الاسباب ما تزال قائمة ولم يتم تذليلها لاسيما اذا ما تم اجراء الانتخابات على اساس قانون الستين فذلك يعني عودة الحراك الشعبي الى الشارع وهذا لن يفيد الجميع.

هذا ونقل نواب لقاء الاربعاء عن الرئيس بري ان الامور المتعلقة بتشكيل الحكومة تسير في اجواء ايجابية وان بعض العقبات يجري تذليلها ونأمل بأن تكون الولادة قريبة وقبل عيد الاستقلال.

تغريدات درزية حول «السيادية»… و«الكتائب» و«القوات» من رحم واحد

مساعي ربع الساعة الاخير تتقدم

يكثف الرئيس المكلف سعد الحريري ومستشاراه نادر الحريري وغطاس خوري اتصالاتهم لمعالجة عقدة مطالب «القوات اللبنانية» التي اقتربت وفق ما تفيد المعلومات من الحلّ، حيث يتردد أنه سيتم تعويض معراب عن «السيادية» التي كانت تطالب بها، باعطائها وزارتي العدل والاعلام وربما التربية، اضافة الى منصب نائب رئيس الحكومة، على أن يتمّ إسناد حقيبة «الدفاع» الى شخصية أرثوذكسية مقرّبة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و»القوات»، ويُتداول في هذا السياق باسم الوزير الياس بو صعب والسفيرين السابقين وليام حبيب وأنطوان شديد. في الموازاة، أفيد أن حقيبة الشؤون الاجتماعية قد تسند الى «تيار المردة» الا ان الاخير يطالب بوزارة أساسية كشرط للمشاركة في الحكومة العتيدة. وعليه تشير المعطيات المتوافرة الى ان الثنائي «أمل – حزب الله» أبدى استعداده للتنازل عن حقيبة من حصتهما، قد تكون «الاشغال»، وتجييرها الى حليفهما، اذا لم تُسند اليه «الطاقة» بشخص بسام يمين.

ليس حبا بل رفض ..

وجددت أوساط قواتية تمسّك معراب بالحقيبة السيادية، ليس «حبّا» بها، انما رفضٌ  لتكريس منطق فرض «الفيتوات» من قبل بعض الفئات السياسية على أطراف أخرى، مؤكدة انها «مع ابصار الحكومة النور اليوم قبل الغد، لكن «ليس على حساب حقوقنا». وليس بعيدا، أشارت مصادر سياسية الى ان «القوات تحاول اليوم انتزاع ضمانات يتعهد بها الاطراف السياسيون كلّهم مسبقا، الاقرارَ بمبدأ المداورة في الحقائب في الحكومة التي ستشكَّل بعد الانتخابات النيابية المنتظرة في الربيع المقبل، التزاما بدستور الطائف، وبأن تَسقط الفيتوات التي تُفرض من البعض، ذلك انها تطاول اليوم «القوات» الا انها قد تطاول فريقا آخر في المستقبل».

… إذا ذُللت

وفي اطار المناخات التفاؤلية السائدة، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء أن «الأمور المتعلقة بتشكيل الحكومة تسير بأجواء إيجابية وبعض العقبات يتم تذليلها ونأمل أن تكون الولادة قريبة قبل عيد الاستقلال»، مشيرا الى ان «هناك رغبة في تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن للمباشرة في معالجة القضايا»، ومعتبرا ان «الانصراف إلى درس واقرار قانون الانتخابات يجب ان يكون في مقدمة الأولويات المطروحة». أما النائب قاسم هاشم، فأشار بعيد اللقاء الى ان «الحكومة قد تبصر النور خلال 48 أو 72 ساعة اذا ذللت آخر العقد القائمة».

تغريدات درزية

وما رست عليه معالم «اللوحة» الحكومية حتى الساعة، يبدو لم يرض أركان البيت الدرزي الذي أنطلقت منه امس صرخات اعتراضية عالية. فرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، رفع الصوت عبر «تويتر» قائلا «كل فريق ينتزع ما يريد بالقوة وممنوع حتى التلميح الى وزارة سيادية. هي ملك لكبار القوم، وبعدما أفرغت وزارة الشؤون الاجتماعية واغرقت تعرض علينا، أعلم ان كلامي قد يعكر مزاج البعض في هذا النهار الجميل، لكن للاحكام اضطرار». وأضاف «أفضل عدم تحجيمنا وابقاءنا في الصحة المستدامة و‏أعهد الى الوزير وائل ابو فاعور والنائب مروان حمادة مهمة إعادة تصويب الامور واعطائنا الحد الادنى من الحقوق»… مواقف جنبلاط استدعت ردا من رئيس «حزب التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب الذي قال: «‏بفضل سياستك يا وليد بك أصبحنا طائفة هامشية في المعادلة ومنذ الطائف حتى اليوم سمحت أنت بتهميشنا ومنعنا من الوزارات الكبرى». أما رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان، فساند زعيم المختارة قائلا «نؤيد ما يقوله وليد بيك ولا يجوز التسليم بأن هناك مذاهب فئة أولى ومذاهب فئة ثانية ونقولها بالفم الملآن للدروز فضل على هذه الدولة، وما يسمى بوزارات سيادية ليست حكراً على احد».

رسالة تضامن مصرية

أما في السياسة، فاستأثرت جولة وزير الخارجية المصرية سامح شكري على القيادات اللبنانية، بالنشاط المحلي وقد تنقل امس بين بعبدا وعين التينة وقصر بسترس وبيت الوسط وكليمنصو على أن يزور معراب عصرا، ناقلا دعمَ بلاده لانطلاقة العهد الجديد بعد انتخاب العماد عون رئيسا. الديبلوماسي المصري حمل الى الرئيس المنتخب رسالة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي موضحا انها «رسالة تضامن واهتمام باستقرار لبنان، تؤكّد مصر فيها الوقوف إلى جانب لبنان لاستكمال المسار السياسي وتحقيق الاستقرار»، مشيرا الى انه أودعه «دعوة رسمية لزيارة مصر»، هي الاولى التي يتلقاها عون. أما عون فلفت أمام ضيفه الى ان «لبنان تجاوز الظروف الصعبة التي مر بها وهو يستعيد اليوم دوره وحضوره انطلاقا من التلاقي الذي برز بين اللبنانيين حول خطاب القسم». وقال «ان التفاهم الذي تحقق نعمل على ترسيخه، ونحن نعتبر ان كل بلد يترسخ استقراره يكون سندا للآخرين، ولبنان هذا البلد الصغير بمساحته هو سند للأخوة العرب طالما هو ارض وئام وسلام وضيافة». وأعرب الرئيس عون عن أمله «في ان يتم التوصل الى حل سياسي للازمة السورية، نظرا لما يتركه هذا الحال من انعكاسات ايجابية خصوصا بالنسبة الى مأساة النازحين السوريين».

عون ملتزم بمضمون خطاب القسم

وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مجلس المفتين أنه ملتزم تنفيذ ما ورد في خطاب القسم تنفيذا كاملا وسيواجه العقبات، مضيفا «يدي ممدودة للجميع لنستطيع تحقيق ما نراه ضروريا لمصلحة اللبنانيين وفي مقدمة ذلك الاستقرار ومكافحة الفساد واصلاح القوانين». بدوره، أعرب دريان عن تعويله على هذا العهد، متمنيا أن يحقق آمال اللبنانيين.

الى جانب لبنان

وبالعودة الى جولة شكري، فقد أكد بعيد لقائه نطيره في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، أن زيارته هي لتهنئة عون والإعراب عن مدى إرتياح مصر لانتخاب رئيس للجمهورية والعمل على تشكيل حكومة وطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية»، مشددا على أن «مصر تقف الى جانب لبنان وتدعم ارادة الشعب اللبناني ونتطلع لاستمرار التعاون بين بلدينا». أما باسيل، فأعلن أن «لبنان عبّر من خلال خطاب القسم إتباعه سياسة خارجية مستقلة تقوم فقط على مصلحة لبنان»، لافتاً إلى أن لبنان اصبح له رأس ورئيس بدأت معه مسيرة التلاقي والتعافي من خلال قرار لبناني ميثاقي جامع». وأمل بـ»تشكيل الحكومة قريبا واقرار قانون انتخاب واجراء الانتخابات النيابية».

بين القوات والكتائب

على صعيد آخر، وغداة الكلام التصالحي الذي أطلقه الرئيس أمين الجميل من بعبدا الثلاثاء في اتجاه «القوات اللبنانية»، أجرى رئيس حزب القوات سمير جعجع اليوم اتصالاً هاتفياً بالرئيس الجميّل أثنى خلاله على كلامه من القصر الجمهوري، مشيراً الى ان «العلاقة الطبيعية بين القوات والكتائب هي القاعدة والخلاف هو الاستثناء». وأكد جعجع خلال الاتصال «ان المنطلقات الفكرية والوطنية التي تجمع القوات والكتائب هي واحدة ويجب أن نحاول دائماً ترجمتها في حركتنا السياسية». واتفق جعجع والجميّل على التواصل الدائم بينهما.