IMLebanon

حوار «المستقبل» و«حزب الله» ماشي… وحوار عون – جعجع على «نار هادئة»  

كتب عبد الامير بيضون:

بعيداً، من الأزمة – الأزمات اللبنانية البالغة التعقيد، ابتداءً من الشغور الرئاسي الذي دخل يومه الثالث والثمانين بعد المئتين، مروراً بشلل مجلس النواب الموقوف عن العمل، الى تعطيل «حكومة المصلحة الوطنية» بسبب الخلاف حول آلية العمل واتخاذ القرارات… فإن الأنظار اتجهت من جديد الى الخارج، وتحديداً الى المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وايران، حيث من المقرر ان يلتقي في جنيف اليوم وزيرا خارجية أميركا جون كيري، وايران محمد جواد ظريف… بالنظر لما يمكن ان يترتب على هذا اللقاء من تداعيات ومواقف لم يعد لبنان والمنطقة برمتها بمنأى عنها…

الحوار في جولته السابعة

وفي وقت يشهد الحراك على خط ملء الشغور الرئاسي، استراحة لافتة، وسط تنصل كل فريق من الافرقاء المعنيين من المسؤولية ورميها على الآخرين، على غرار ما أكده «حزب الله» أمس، الذي رمى التوافق في مرمى «الحوار مع الجنرال ميشال عون…» فإن الحراك على خط التوافق على آلية عمل الحكومة يسير بخطى ثابتة، بالتقاطع مع جلسة الحوار السابعة بين «المستقبل» و«حزب الله» التي عقدت كسابقاتها في عين التينة مساء أمس، وبحضور كافة الذين حضروا الجلسات السابقة… حيث تمت مقاربة الملف الأمني من زوايا عدة، من بينها النجاح الذي تحقق في «تنفيس الاحتقان المذهبي» كما على مستوى الخطة الأمنية في طرابلس وفي البقاع… علماً ان بيان جلسة الحوار هذه يقول انه استكمل النقاش وسجل تقدم جدي في الملفات الامنية والسياسية.

مع اشارات لافتة تتعلق بالاستحقاق الرئاسي وعمل الحكومة…

آلية عمل الحكومة تنضج تباعاً

وإذ يستعد رئيس الحكومة تمام سلام، لزيارات خارجية عديدة، من أبرزها حضوره «القمة العربية» المتوقعة في 28 آذار الجاري، في شرم الشيخ، فقد واصل اتصالاته ونقاشاته، عاملاً على «تذليل العقبات» من أمام انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، او مطلع الاسبوع المقبل، على أبعد احتمال…

وقد أكدت مصادر متابعة لـ«الشرق» ان الرئيس سلام «حزم أمره، وحسم خياراته، وهو يتجه نحو انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع (…) على ان يبقى موضوع آلية عمل الحكومة وكيفية اتخاذ القرارات قيد المتابعة والبحث…» خصوصاً وأن «الاتصالات التي قام بها، أظهرت ان البعض من مكونات الحكومة باقٍ على مواقفه».

وفي هذا، رأى وزير الأشغال العامة غازي زعيتر «ان التوافق في عمل الحكومة قبل التصويت هو في الأساس نص دستوري… ولكن اذا لم يتم التوافق لاتخاذ القرارات في مجلس الوزراء فلا بد من تطبيق الدستور باللجوء الى التصويت… وهو أمر الزامي…».

من جهته أعلن عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب فؤاد السعد «ان الخلاف حول آلية عمل الحكومة يهدد بتمدد الفراغ الى المؤسسات الدستورية، وينبىء بسقوط البلاد في الهاوية، نتيجة عدم الاحتكام الى المادة 65 من الدستور…» لافتاً الى ان «صيغة الاجماع داخل مجلس الوزراء مخالفة دستورية فادحة واختراع سياسي باطل، وذلك لعدم ائتلاف هذا التصرف مع المبدأ الدستوري القائل «كما تعمل الحكومة بالاصالة عن نفسها تعمل نيابة عن رئيس الجمهورية…». ومؤكداً ان «ليس بالضرورة ان تكون صيغة الاجماع عن قرارات مجلس الوزراء هي الوسيلة الصحيحة لتذكير اللبنانيين بأن هناك شغوراً في رئاسة الجمهورية».

نشاط عين التينة ودعم مصري للحوار

وفي السياق، فقد تابع الرئيس نبيه بري مع زواره من مقره في عين التينة أمس، «الأولويات اللبنانية»، وفي مقدمها «الاستحقاق الرئاسي والحوار وقانون الايجارات…» حيث التقى وفداً من «اللقاء الارثوذكسي» برئاسة أمينه العام (النائب السابق) مروان ابو فاضل، الذي أكد على «أهمية الوحدة الوطنية كسد منيع في وجه دخول الارهاب» مشدداً على الحوار للوصول الى قواسم مشتركة منها قانون انتخاب والتوافق على انتخاب رئيس الجمهورية…».

وكان الرئيس بري استقبل السفير المصري في لبنان محمد بدر الدين زايد الذي عبر عن «دعم مصر القوي» للدور الكبير الذي يقوم به بري في رعاية الحوار… آملاً في «ان يسفر هذا الحوار عن نتائج ايجابية وان ينتهي الفراغ الرئاسي في لبنان…» مؤكداً حرص بلاده على دعم الاستقرار في لبنان.

وكانت جولة في «الأوضاع الاقليمية وتوافقنا على أهمية دعم الاستقرار الاقليمي ودعم المشروع العربي في الاقليم…» كما جرى عرض للجهود التحضيرية لمؤتمر شرم الشيخ والمعركة التي يخوضها الجيش المصري للقضاء على الارهاب….

«حزب الله» – «الطاشناق»: لا مصلحة بالشغور الرئاسي

إلى ذلك، فقد حضرت عناوين الانتخابات الرئاسية ووقف تعطيل العمل الحكومي والحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، حاضرة في اللقاء الذي تمّ بين وفد قيادي من «حزب الله» و«حزب الطاشناق» في مقر الأخير في برج حمود… حيث أكد رئيس المجلس السياسي في «حزب الله»  السيد ابراهيم أمين السيد «ان لا أحد من مصلحته تأخير انتخاب رئيس للبلاد…» موضحاً ان «النقاش في هذا الموضوع يحصل للأسف في الاعلام، والمفترض ان يتم النقاش في مكانه المناسب والحزب مع الحوار الجدي والفاعل حول موضوع انتخاب الرئيس الى نتيجة ايجابية، والمكان الجدي لملف الانتخاب هو الحوار مع النائب العماد ميشال عون…

وعن الحوار مع «المستقبل» قال السيد ان «نقاط الحوار ليست بسيطة، وهي مهمة على رغم اننا لا نتوقع ان تصل بسرعة الى نتائج قريبة جداً… لكن المهم هو الارادة، ونحن مرتاحون، وهم يعبرون عن ارتياحهم».

بدوره لفت النائب بقرادونيان الى «ان الاراء كانت متطابقة حول الأمور التي طرحناها على صعيد انتخاب الرئيس او الملف الحكومي» ودعا الى «الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد…» ومشدداً على «وجوب وقف تعطيل العمل الحكومي على قاعدة التوافق…».

حوار التيار – القوات… غموض

وليس بعيداً من «سياسة الانفتاح والتواصل»، بين الافرقاء كافة، فإن الأنظار ترقب مآل الحوار بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»… وفي هذا، فقد نقلت «المركزية» عن «مصادر مراقبة» ان هذا الحوار «وضع على نار هادئة في انتظار وضوح الرؤية الاقليمية وجلاء بعض الملابسات التي من شأنها ان تنعكس مباشرة على بعض عناوين البحث…» معللة هذا التوجه بسبب «حساسية الموضوع ودقته وجدية الرغبة في طي صفحة النزاعات وفتح أخرى جديدة والابتعاد عن المعالجات الهامشية، إذ يحرص الطرفان («القوات» و«التيار») على عدم الاقدام على أي دعسة ناقصة بعدما بلغت المناقشات مرحلة متقدمة توجب التأني قبل الاقدام…». وفي هذا أمل عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب ان «يتوج الحوار بين «القوات» و«التيار» بلقاء بين سمير جعجع وميشال عون…» مشيراً الى «ان كل الأجواء تدل الى ايجابية الحوار…» نافياً «ان يكون ملف الرئاسة سبب تجميد الحوار…» ولافتاً الى «ان الرأي العام يضغط لنصل الى نتيجة، ونحن لا نستطيع المماطلة في حوار من دون تبيان بعض النتائج الايجابية، التي يجب ان تظهر قبل عيد الفصح، وإلا يجب ان نعلن عن فشل الحوار وأسباب فشله…»؟! وفي الاطار عينه أعلن عضو «التغيير والاصلاح» النائب فريد الخازن «ان لا معطيات جديدة في ما يتعلق بالحوار المنتظر» بين عون وجعجع… لافتاً الى «ان التمهيد للقاء ليس واضحاً بعد… ولحظة حصوله مرهونة بقرارهما…».

نواب زحلة: لانتشار الجيش على الحدود

في الاطار الأمني، وبعد سلسلة العمليات التي نفذتها وحدات الجيش اللبناني في جرود القاع وراس بعلبك وعرسال، فقد حيّت كتلة «نواب زحلة» جهود وتضحيات ضباط وأفراد الجيش الذين خاضوا معركة السيطرة على مرتفعي «صدر الجرش» و«حرف الجرش» في جرود عرسال في وجه «الجماعات الارهابية». وطالبت الكتلة في اجتماعها الدوري أمس، «بقرار تاريخي وحازم يقضي بنشر الجيش على طول الحدود اللبنانية السورية…» وتوقفت عند «الخطة الأمنية في البقاع» ورأت فيها «بداية جيدة يجب ان تستكمل…». من جانبه حيا النائب علي عسيران الجيش في تصديه للجماعات التكفيرية، وقال: «ان أفضل الدفاع يبقى الهجوم، وان كل لبناني يدعم توجه القيادة العسكرية والجيش في محاولاته لصد التهديدات ومن أين أتت…».