IMLebanon

أرض لبنان تستعد لاحتضان العائدين الى المجد

بعد إنتظار طويل ممزوج بالحرقة واللوعة دام نحو 3 سنوات يعود الشهداء العسكريون الذين خطفهم «داعش» الجمعة 8 المقبل الى مسقط رأسهم ليواروا في الثرى، وسط حداد رسمي على أرواحهم وتنكيس الاعلام على الادارات والمؤسسات العامة والبلديات وعلى كل السفارات اللبنانية في الخارج.

نتائج الـ»DNA»

فقد أبلغ قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في وزارة الدفاع اهالي العسكريين، في حضور مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر والطبيب المختص الذي أشرف على فحوص الحمض النووي «DNA»، النتائج الرسمية للفحوص التي تثبت ان الجثامين تعود الى ابنائهم.

عند الصرّاف

ثم انتقل الاهالي الى مكتب وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف الذي قدم لهم التعازي بإستشهاد أبنائهم، معبرا «عن فخره وإعتزازه بهولاء الأبطال الذين رسموا بدمائهم طريق النصر، وبإسمهم أعلن قائد الجيش معركة فجر الجرود التي تكللت بالنصر».

متابعة القضية

وأبلغهم «ان قضية أبنائهم وطنية وأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة وقائد الجيش مصرون على متابعتها حتى النهاية»، مشددا «على وجوب إبعادها عن التسييس».

لقاء الحريري

ومن اليرزة توجه أهالي الشهداء الى ساحة رياض الصلح ومن ثم الى السراي للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اكد اصرار الدولة على القيام بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة والنكراء بكل المقاييس واحالتهم على القضاء لينالوا عقابهم.

تحقيق قضائي

وقال: نحن نشعر بمعاناتكم ومدى الظلم اللاحق بكم، كلنا تأثرنا بجريمة الخطف وبذلنا كل ما بوسعنا لتحرير العسكريين المخطوفين، وقد نجحنا في تحرير من كان منهم لدى النصرة، ولكن لم يكن باستطاعتنا تحرير المختطفين لدى تنظيم داعش الارهابي الذي ارتكب هذه الجريمة. «داعش» هذا التنظيم الارهابي هو عدو لبنان وكان السبب الاساسي في هذه الجريمة ودخل الى لبنان لاشعال الفتنة بين اللبنانيين واحداث التفرقة بينهم.

نحن حرصاء على ان تعرفوا الحقيقة حول كل ما حصل وهذا حقكم وهناك تحقيق قضائي بدأ وسيستكمل بكشف الحقيقة وملاحقة الجناة والمتورطين ومحاكمتهم وسيدفعون ثمن ارتكاباتهم.

معرفة الحقيقة

وخاطب الاهالي بالقول: انا اشعر بمعاناتكم واتحسس مدى الظلم الذي لحق بكم، انا مثلكم مصاب بجريمة اغتيال والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واريد ان اعرف الحقيقة في جريمة الاغتيال ومثابر منذ 12عاما للوصول اليها ولكن بطريقة احافظ فيها على البلد.

حزن كبير

وبعد اللقاء الذي حضره الامين العام لمجلس الدفاع الاعلى اللواء الركن سعد الله حمد والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، تحدث باسم الوفد حسين يوسف فقال: في قلوبنا حزن كبير وهناك دموع في العيون منذ ثلاث سنوات ولكن في الوقت ذاته هناك فخر وعزة وكرامة . وبعد ان تأكدنا اليوم من كل نتائج الفحوص التي اجريت، أصبحنا نطلق على العسكريين المخطوفين العسكريين الشهداء، ومن هذا المنبر نقول انه لن نسمح لأحد ان يلعب بقضيتنا اكثر مما تم اللعب بها، وما يعزينا ان ابناءنا رفعوا رؤوسنا وتحملوا كل المآسي والوجع والالم والضغط والارهاب الذي مورس عليهم واختاروا ان يموتوا بكراماتهم وشرفهم وفي ملابسهم العسكرية. ونحن لم نتخلَ عن ملفهم وخيمة رياض الصلح للمطالبة بإعادتهم انتهى دورها، ولكن خيام اهالي العسكريين في بيوتهم وساحات قراهم ستبقى موجودة وسنستمر بمتابعة ملفهم حتى اللحظة الاخيرة. وكل من تواطأ بملف العسكريين وكان له علاقة بمقتلهم سيطالهم القانون، والمطلب الاول لنا هو محاسبة عمر وبلال ميقاتي اللذين لهما علاقة مباشرة باستشهاد العسكريين وهذا المطلب طرحناه مع وزير العدل اولا، والذي تفاعل كثيرا معه. كذلك اعلناه ايضا من القصر الجمهوري وتم التفاعل معه واليوم عند قائد الجيش والان مع الرئيس الحريري المجروح مثلنا منذ 12 سنة وهو يطالب بحق قضية والده. وقضية العسكريين اصبحت اليوم امانة في عنقه وهذا حمل كبير عليه وهو وعدنا بمتابعة هذا الموضوع حتى النهاية، ولن نقبل الا ان يتكرم الشهيد بقتل من قتله. لن نتنازل عن هذا الحق وفي البلد هناك قوانين ولو لم يكن عندنا قانون اعدام ولكن القوانين الشرعية والانسانية تطبق على انسان اذا كان انسانا، ولكن الانسان المجرم والدموي والذي يقطع رؤوسا ويذبح فلتسمح لنا منظمات العفو والهيئات الانسانية الذين يدافعون عن حقوق الانسان. نحن نتكلم بحقوق الانسان عندما يكون الانسان انسانا، هؤلاء ليسوا بشرا وحتى ليسوا حيوانات. الانسان الذي يتعاطى مع انسان اخر بالدم هذا ليس انسانا بشريا. ونحن نتمنى استصدار حكم اعدام بحق كل مجرم وضع يده على عسكري، نحن كنا نخاف من انشقاق العسكريين وقد صدرت شائعات كثيرة في هذا الصدد، والحمد الله اولادنا اكدوا استمرارهم بالمحافظة على الكرامة وعلى شرف البذلة التي يرتدونها.

توحيد كل اللبنانيين

أضاف: أتمنى ان يوحد ملف العسكريين كل اللبنانيين كما التفوا على الجيش اللبناني في المرحلة الاخيرة.

مراسم التشييع

وتكريما لأرواح الشهداء أعلنت قيادة الجيش انها ستقيم في العاشرة من قبل ظهر غد الجمعة في باحة وزارة الدفاع، في اليرزة احتفالات رسميا لتشييع الشهداء في حضور رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الدفاع وقائد الجيش وأركان القيادة واهالي الشهداء وشخصيات رسمية وروحية وإجتماعية على ان يتم بعد ذلك. نقل الجثامين في مواكب ستمر في ساحة رياض الصلح، حيث خيم الاهالي قبل توجهها الى قراها.

المسار القضائي

في غضون ذلك سلكت قضية قتل العسكريين المسار القضائي، وبدأت الترتيبات الاولى لمحاسبة المتورطين والمحرضين في ما يتعلق بالهجوم على الجيش اللبناني في عرسال في آب 2014 وحصول عمليات خطف واسر ثم قتل، فانطلاقاً مما تقدم به وزير العدل سليم جريصاتي بتكليف رئاسي، الى النيابة العامة طالبا إجراء التعقبات بشأن جرائم قتل عسكريين في عرسال من قبل تنظيمي داعش وجبهة النصرة الارهابيين، على أن تشمل هذه التعقبات جميع الجرائم المتفرعة وجميع الاشخاص الذين شاركوا أو تدخلوا أو حرّضوا على ارتكابها، طلب المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر تكليف مخابرات الجيش اجراء التحقيق بشأن اقدام تنظيمات ارهابية على خطف، اسر وقتل عناصر من الجيش اللبناني على ان يشمل التحقيق كل من اقدم وشارك وتدخل وحرض على هذه الافعال الجرمية. كذلك التحقيق بالافعال الجرمية المتفرعة والمرافقة لجرائم الخطف، الاسر والقتل والتوسع في التحقيق لجهة الافعال الجرمية المذكورة في قرار قاضي التحقيق العسكري رقم 92/2016 تاريخ 17-5-2016 في حال توفر معطيات جديدة غير المذكورة في القرار المشار اليه آنفا.

مذكرة رسمية بإقفال الادارات حدادا على أرواح الشهداء

اصدر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مذكرة رسمية، قضت باقفال الادارات والمؤسسات العامة والبلديات يوم الجمعة المقبل في 8 ايلول الجاري، حدادا على ارواح شهداء الجيش اللبناني.

نص المذكرة وجاء في المذكرة:

يعلن الحداد الوطني على ارواح شهداء الجيش الابرار الذين سقطوا في معركة الكرامة – فجر الجرود، وكذلك على أرواح العسكريين الشهداء الذين استشهدوا في وقت سابق واعلن رسميا على استشهادهم: لذلك:

– يعلن يوم الجمعة الواقع فيه 8 ايلول 2017 يوم حداد وطني.

– تقفل جميع الادارات والمؤسسات العامة والبلديات يوم الجمعة الواقع فيه 8 ايلول 2017.

– تنكس الاعلام على جميع الادارات والمؤسسات العامة والبلديات وعلى جميع السفارات اللبنانية في الخارج.

– تعدل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع هذه الوقائع الاليمة.

– يقف اللبنانيون لمدة خمس دقائق عند الساعة (العاشرة) صباحا حيثما وجدوا تعبيرا لبنانيا وطنيا شاملا، ودعما لجيشنا الباسل في معاركه الوطنية ضد الارهاب والارهابيين وتضامنا مع عائلات الشهداء والجرحى».

جريصاتي: ملف أحداث عرسال بات في عهدة القضاء

أعلن وزير العدل سليم جريصاتي أن ملف أحداث عرسال «بات في عهدة القضاء بعيدا من السياسة، حيث ستحيله النيابة العامة التمييزية الى مفوضية الحكومة لدى المحكمة العسكرية لمباشرة التحقيقات اللازمة مع مختلف الأطراف الذين ساهموا في تلك الأحداث بطريقة أو بأخرى، من أجل ملاحقة ومعاقبة كل متورط مدنيا كان او عسكريا مهما تطلب ذلك من وقت».

ووعد جريصاتي في حديث إذاعي «الأهالي بأن يكون القضاء على مستوى هذا التحدي، جازما بأن لا تسييس على الإطلاق في هذه القضية» مؤكدا «ان القضاء العسكري يملك أدلة ثابتة وقاطعة، وان نجل ابو طاقية موجود أمام القضاء الذي يملك هامشا واسعا جدا من التحري والتحقيق للوصول الى الحقيقة».

أما عن ملف ترحيل المطلوبين من مخيم عين الحلوة، فنفى جريصاتي «وجود اي صفقة طالما هناك تعاون من قبل السلطات الفلسطينية المختصة، إنما المطلوبون سيلاحقون أينما وجدوا».