IMLebanon

عون لمحاربة الارهاب * كوسغروف: نتابع بإهتمام تداعيات النزوح

 

 

توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحاكم اوستراليا العام السير بيتر كوسغروف على ضرورة تفعيل العلاقات اللبنانية – الاوسترالية على مختلف الصعد، وتطوير آليات التعاون في ما بين البلدين في المجالات كافة، وفق دينامية متجددة لتعاون يخدم مصالحهما المشتركة.

استقبل عون وقرينته السيدة ناديا، قبل ظهر امس كوسغروف وقرينته اللذين وصلا الى القصر الجمهوري برفقة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي. بعدها عقد الرئيس والحاكم الضيف لقاء ثنائيا رحب في خلاله الرئيس عون بزيارة الضيف الاوسترالي وهي الاولى له كحاكم الى لبنان، لافتا الى عمق العلاقات التي تربط لبنان باوستراليا والتي ازدادت تجذرا بفعل الدور الذي يلعبه ابناء الجالية اللبنانية هناك وقد تبوأ بعضهم مناصب ومواقع قيادية امثال ماري بشير حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز لمدة طويلة وستيف براكس رئيس الحكومة السابق لولاية فكتوريا.

وثمن عون الدعم الذي تقدمه اوستراليا للبنان في المجال العسكري، لافتا الى ضرورة زيادة المساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني الذي يضطلع بمهام حماية لبنان ومحاربة الارهاب اكان ذلك في مجال التدريب والتجهيز او تبادل المعلومات. وشدد على اهمية تعزيز العلاقات اللبنانية- الاوسترالية في المجال الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري  وتشجيع التواصل بين المؤسسات الجامعية في البلدين.

وعرض رئيس الجمهورية للتحديات التي يواجهها لبنان في ظل استمرار الصراع مع اسرائيل التي لا تزال تحتل جزءا من مزارع شبعا وتواصل انتهاكها لسيادة لبنان ارضا وبحرا وجوا، وتلك المتمثلة بمواجهة الارهاب التكفيري بعدما تمكن من تحرير حدوده الشرقية اخيرا. كما تطرق لازمة النازحين السوريين، فعرض لموقف لبنان الداعي الى التركيز على معالجة لب الازمة وتداعياتها، مجددا التأكيد على انه بات لزاما على الامم المتحدة والمجتمع الدولي بذل كل الجهود الممكنة وتوفير الشروط لعودة آمنة لهم الى بلدهم لاسيما الى المناطق المستقرة التي يمكن الوصول اليها، او تلك المنخفضة التوتر من دون ان يتم ربط ذلك بالتوصل الى الحل السياسي (…).

بدوره، عبر حاكم اوستراليا عن سعادته لوجوده في لبنان شاكرا الرئيس عون على الحفاوة التي لقيها مركزا على عمق الصداقة اللبنانية الاوسترالية. وقال ان بلاده تتابع باهتمام ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط عموما وفي لبنان خصوصا وتعبر عن ارتياحها للانجاز الذي حققه الجيش اللبناني في تحرير ارض لبنان من التنظيمات الارهابية. وابدى الحاكم كوسغروف استعداد اوستراليا لدعم لبنان في مواجهة تداعيات النزوح السوري الى اراضيه، لافتا الى اعتمادات مالية خصصتها بلاده لهذه الغاية. وتمنى ان تزول قريبا اسباب التوتر في الشرق الاوسط.

وعلى صعيد التعاون الثنائي، شدد الحاكم الاوسترالي على الرغبة في تفعيل التعاون التجاري ومواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة معربا عن اهتمامه برغبة لبنان في ان يكون مركزا امميا لحوار الحضارات والاديان والاعراق، مشددا على استمرار دعم بلاده للجيش اللبناني ولدور المراقبين الاوستراليين في اطار مراقبي الهدنة.

وفي نهاية اللقاء الثنائي، انضم اعضاء الوفدين اللبناني والاوسترالي الى الرئيس عون والسير كوسغروف في محادثات موسعة تناولت مواضيع التعاون بين لبنان واوستراليا وضرورة التواصل الدائم بين البلدين وتعزيز التبادل التجاري وتنظيم رحلات جوية مباشرة.

المؤتمر الصحافي: وبعد انتهاء المحادثات، انتقل الرئيس عون والحاكم الاوسترالي الى صالون 22 تشرين الثاني حيث عقدا مؤتمرا صحافيا استهله عون بالاشارة الى ان « ما  يجمع بلدينا اكبر بكثير من مجرّد التمسك بقيم السلام والديموقراطية، بل يتعداه الى احترام التعددية وحق الاختلاف والتنوع، وصولا الى الدفاع عن كل ما يصون كرامة الانسان وحقوقه، خصوصا وأن المفكر اللبناني الوزير شارل مالك والدبلوماسي الاوسترالي وليام هودغسون William Hodgson شاركا في وضع نظام شرعة حقوق الانسان العالمية ومرتكزاتها، طالبا من ضيفه «دعم مطلب لبنان في ان يكون مركزا دوليا لحوار الاديان والحضارات والاعراق، وفي الدفاع عن حقوقنا المشروعة في المحافل الدولية، من دون ان نغفل ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار 1701 القاضي بانسحاب اسرائيل من كامل الاراضي التي ما زالت تحتلها».

أضاف: «وشددنا على اهمية توحيد الجهود الدولية من اجل مكافحة الارهاب الذي بات خطرا شاملا يستوجب معالجات تتخطى النطاق الوطني. كما ركزنا على اهمية التوصل الى حلول سياسية للأزمة السورية وضرورة الاسراع في ايجاد حل لازمة النازحين (…). وانطلاقا من عمق الروابط المتعددة التي تجمعنا، توافقنا على ضرورة تفعيل علاقاتنا الثنائية على مختلف الصعد، وتطوير آليات التعاون في ما بيننا في المجالات كافة، وفق دينامية متجددة لتعاون يخدم مصالحنا المشتركة.

ورد الحاكم كوسغروف بكلمة شكر فيها للرئيس عون حفاوة استقباله، وقال:” كما عبّرت عن أمتنان أوستراليا للدور المهم الذي لعبه المهاجرون اللبنانيون في تنمية أمتنا. واليوم، تشمل العلاقة اللبنانية-الأوسترالية: التعاون في مجال الدفاع والأمن؛ المساعدات الانسانية للبنانيين والسوريين المحتاجين، واضافةً الى الروابط الثقافية والأكاديمية والتجارية. كذلك تناقشتُ مع فخامة الرئيس، بقاء أوستراليا ملتزمةً إزاء علاقة تعاون وثيق مع لبنان، وسوف تواصل النظر في سُبُل توطيد هذه العلاقة، بما في ذلك من خلال بناء روابط تجارية واستثمارية (…).

صور تذكارية: وبعد المؤتمر الصحافي المشترك، انتقل الرئيس عون و السير كوسغروف الى صالون السفراء حيث انضمت اليهما السيدتان عون وكوسغروف وتم التقاط الصور التذكارية.

سجل الشرف: بعد ذلك، وقع الحاكم الاوسترالي سجل الشرف في البهو الداخلي، ودون كلمة أكد فيها ان «بين اوستراليا ولبنان تاريخ مشترك وعلاقات متينة. واتطلع لمواصلة العمل من اجل توطيد اواصر الصداقة بين بلدينا لتبلغ مزيدا من التقدم».

مأدبة غداء: وعند الاولى ظهرا، اقام الرئيس عون مأدبة غداء على شرف الحاكم الضيف. وكانت كلمتان لعون وكوسغروف فاكدا «استمرار العلاقات العميقة بين شعبينا».

لقاء السيدتين عون وكوسغروف: وكانت اللبنانية الاولى والسيدة كوسغروف عقدتا لقاء   حضرته قرينة الوزير رفول نيللي رفول ومديرة مكتب السيدة عون ميشال فنيانوس، فيما حضر عن الجانب الاوسترالي مساعدتا السيدة كوسغروف الآنستان لينيت مايس وجاكلين كومينز ومستشارة العمليات والبرامج لوريتا وبستر والسكرتيرة الثانية في السفارة الاوسترالية انطونيا دا رين.

ورحبت السيدة عون في خلال اللقاء بالضيفة الاوسترالية في لبنان متمنية لها اقامة طيبة في ربوعه. وكان تأكيد على اهمية العلاقات التاريخية التي تربط لبنان باوستراليا كما كان بحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

في عين التينة: ومن بعبدا توجه حاكم اوستراليا الى عين التينة حيث استقبله رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعرض معه تطوير العلاقات الودية والتعاون البرلماني في ظل الجسر الانساني بين البلدين عبر مئات الالاف من ابناء الجالية اللبنانية في استراليا. كما جرى البحث في تطوير العلاقات والتعاون البرلماني عبر الاتصالات والزيارات المباشرة او عبر لجان الصداقة. وشدد بري على الخروقات الاسرائلية اليومية للقرار 1701، وطلب ايضاً ان تساعد اوستراليا في الحل السياسي في سوريا. كذلك تطرق البحث الى الازمات العربية وفي المنطقة وتضعيات قضية النازحين السوريين في لبنان.

وكان قد اقيم لحاكم اوستراليا استقبال رسمي، وعزفت موسيقى قوى الامن الداخلي النشيدين الوطنيين اللبناني والاوسترالي واستعرض الحاكم الضيف والرئيس بري ثلةً من شرطة مجلس النواب.

لقاء الحريري: وفي برنامج الزيارة للحاكم كوسغروف ايضا لقاء مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزيارة الى مدافن الكومنولث وساحة الشهداء لوضع اكليلين من الزهر، واخرى الى مكاتب المنظمة الدولية للهجرة ومبنى «اليونيسف».

كما يقيم السفير الاوسترالي في لبنان غلين مايلز حفل استقبال مساء غد الثلاثاء على شرف الحاكم وقرينته. قبل ان يغادر كوسغروف لبنان صباح الاربعاء.