IMLebanon

لجنة الانتخاب: اختلاف جذري حول التسجيل المسبق

هل انكشف المشهد اللبناني على رياح التوتر الاقليمي مجددا ولامست انعكاساته ملفات الداخل الذاهبة في اتجاه المزيد من التعقيد والتأزم لاسيما على مستوى العلاقات بين القوى التي تشكل سيبة العهد؟ وهل تعرضت التسوية الرئاسية التي تستعد لاطفاء شمعتها الاولى لانتكاسة قد تضع مصيرها على المحك، بعدما بلغ منسوب التوتر بين الدول التي وفرت غطاءها الدولي والاقليمي ذروتها مهددا بانفجار واسع اذا لم تلجم مفاعيل التصعيد؟
تشدد مصادر سياسية مطّلعة لـ»المركزية» على وجوب التمييز بين المشهدين الاقليمي الساخن والداخلي المرتبك. وتقول ان الاقليمي يتطور تدريجا نحو التسخين في مواجهة ايران، وليس رد الرئيس حسن روحاني سوى الدليل الى الرسائل المتبادلة بين طهران من جهة والرياض وواشنطن من جهة اخرى. المنطقة دخلت في مرحلة تسخين متبادلة وهذا الوضع متجه تصاعديا، في ظل اصرار الادارة الاميركية على مواجهة النفوذ الايراني واصرار المملكة العربية السعودية على التصدي لهذا النفوذ ورسائل ايران في المقابل، مبدية استعدادها لتفجير المنطقة برمتها اذا حاول احد تجاوز دورها. لكن التصعيد الاقليمي لم يتجاوز حدود التسوية الداخلية في لبنان، فالبرنامج السياسي لم يتأثر، موازنة الـ 2017 انجزت والـ2018 في طور الانجاز حكوميا ثم برلمانيا، واللجان الانتخابية والكهربائية والخاصة بالنازحين تستكمل مهامها.
لجنة الانتخاب وطبخة البحص: في الاثناء، وبعد غياب نحو 40 يوما عن المشهد السياسي، رأس رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماعا للجنة الوزارية لتطبيق آلية قانون الانتخاب حضرها الوزراء: نهاد المشنوق، علي حسن خليل، جبران باسيل، محمد فنيش، علي قانصوه، طلال ارسلان، يوسف فينيانوس، بيار بو عاصي والامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل. وفيما اكتفى المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة بالاشارة الى الاجتماع والحضور من دون ذكر ما اذا كانت حُسمت الخلافات حول النقطتين المتبقيّتين من آلية تطبيق قانون الانتخاب (اعتماد البطاقة البيومترية للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي والتسجيل المُسبق للناخبين في مكان سكنهم بدل مكان الولادة)، اوضح المشنوق قبيل اجتماع اللجنة «ان «التسجيل المُسبق للناخبين خارج اماكن الإقتراع بات محتما»، لافتاً الى «ان الوقت مرّ ولم يعد بالإمكان التصويت وفقاً للبيومترية من دون التسجيل المُسبق»، فيما اكد زميله ارسلان بعد الاجتماع «ان الخلاف السياسي في اوجّه والقصة طبخة بحص»، في حين قال باسيل «حرية الناخب مستهدفة من خلال موضوع التسجيل المسبق».
بري والانتخابات: وبالتزامن مع الاجتماع الانتخابي، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري «أن الإنتخابات النيابية ستجري في موعدها، وهي حاصلة من دون أدنى شك». وقال «إن من يفكر غير ذلك، فليخيط بغير هالمسلة». واستعرض الرئيس بري مع النواب، في لقاء الاربعاء، تفاصيل قانون الإنتخاب لاسيما المادتين 84 و95 منه، مشيرا الى «ان في حال لم تتوفر البطاقة البيومترية فأن هناك نصا صريحا في القانون بإعتماد الهوية او جواز السفر». ولفت الى انه «أحال مشروع قانون البطاقة البيومترية فور وروده من الحكومة الى اللجان النيابية المختصة». في المقابل، شدد مرة اخرى «على وجوب ان تخضع كل التلزيمات لإدارة المناقصات وفق الاصول».
القائد وفوتيل: على صعيد آخر، تحمل الزيارة الثانية لقائد الجيش العماد جوزيف عون الى واشنطن ولقاؤه كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والامن القومي والجيش الاميركي وتكريمه كأول شخصية لبنانية في جامعة الدفاع الوطني والتي تعد احدى اهم الجامعات الاميركية، دلالات تبسط ايجابياتها على المسرحين العسكري والسياسي على حد سواء. ومن اولى بوادر الايجابيات، حسب ما قال مصدر ديبلوماسي أميركي لـ»المركزية»، الزيارة المرتقبة لرئيس لجنة التسلح في الكونغرس الاميركي مارك نورنتبري على رأس وفد، الى لبنان، اليوم، التي ستمتد حتى نهاية الشهر الجاري لاستطلاع استراتيجية التعاون واستكشاف الافاق والتحديات والوقوف على المستجدات الاقليمية ودينامية عمل التحالف الدولي ضد الارهاب والتهديدات الماثلة امام الجيش اللبناني. وكان العماد عون التقى قائد المنطقة المركزية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل الذي توجه اليه بالتهنئة على الانتصار الكبير الذي حققه الجيش في معركة «فجر الجرود»، ثم بحث الجانبان في العلاقات العسكرية الثنائية، وسبل تطوير التعاون ودعم الجيش اللبناني للقيام بمهمّاته الوطنية، وعرضا برنامج المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني، حيث أكّد فوتيل مواصلة تقديم المزيد من المساعدات في المرحلة المقبلة، منوهاً بقرار الجيش تعزيز انتشار القوى العسكرية في قطاع جنوب الليطاني.