IMLebanon

ماذا يدور في فريق 14 آذار وعلى ضفافه؟ دخول سليمان على خطه زاد على المشهد تساؤلات عديدة !

لملم فريق 14 اذار نفسه ووحّد مشهده شكلا في مهرجان ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري لكنه ما ان انفضّ الجمع حتى ظهرت علامات التصدع والارباك الذي يعيشه منذ فترة غير قصيرة.

ومما لا شك فيه ان حضور الرئيس سعد الحريري شخصيا يساهم مساهمة اساسية في عكس هذا المشهد الجامع لفريق المذكور لكنه لم يبدّد الهواجس المتبادلة بين صفوف هذا الفريق لا بل داخل الحزب او التيار الواحد.

وبالاضافة الى حضور الحريري المباشر فان مشاركة وفد قيادي بارز من «التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير جبران باسيل قد خطف الاضواء.

ويقول مصدر مطلع ان هناك عناصر وعوامل عديدة تثير التباينات والخلافات بين مسيحيي 14 آذار ولعلّ ابرزها شعور بعضهم بأن الرئيس الحريري يعامل الدكتور سمير جعجع معاملة خاصة ومميزة ويضعه في المقدمة. هذا عدا عن «تنصيبه» مرشح الفريق المذكور الاوحد لرئاسة الجمهورية.

ويكفي هذا الاصرار على استخدام ورقة ترشيحه دون غيرها ليثير مرشحين اخرين يعتبرون انفسهم اوفر حظا في «مفاوضات التوافق» وفي مقدمهم الرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب.

وبالاضافة الى ذلك يضيف المصدر فان هؤلاء يأخذون على الحريري انه يعامل جعجع كالإبن المدلّل، وان كان يكبره بسنوات وسنوات فهو الذي عبّد له الطريق الى السعودية وهو الذي يوفر له قنوات الدعم والتمويل بيد سخية لا تظهر للاخرين.

لكن اوساط «المستقبل» لا تقبل هذا التوصيف مؤكدة ان علاقة التحالف مع الاخرين في اطار 14 اذار هي على مستوى واحد بغض النظر عن الاحجام والاوزان وترى ان ليست هناك ازمة في العلاقة مع اي طرف بل ان الودّ والاحترام متبادلان مع الجميع.

اما اوساط «القوات» فتنفي بدورها ان يكون الدكتور جعجع قد احتكر الترشيح للرئاسة مشيرة الى ان هذا الترشيح كان موضع تأييد من كل 14 آذار وبشكل معلن وصريح، ثم ان اللعب على هذا الوتر غير مفيد لأحد.

ومع ذلك فان مثل هذه التوضيحات المعلنة او غير المعلنة لا تبدّد هذا «الشعور بالغبن» لدى البعض في الفريق المذكور الامر الذي ادّى ويؤدي الى زيادة اسباب الاهتزازات داخل «ابناء الارز» التسمية المحببة لدى البعض منهم خصوصا «اعضاء الشرف» في الامانة العامة.

وما زاد الطين بلّه برأي المصدر المطلع انفراد جعجع بالحوار مع العماد عون في شؤون الدولة والشراكة السياسية والاستحقاق الرئاسي. الامر الذي اعتبره البعض تجاوزا لرأي المسيحيين الاخرين في 14 اذار. ومن الطبيعي ان يكون ابرز المنزعجين الرئيس الجميل والوزير حرب.

ويضيف المصدر ان دخول الرئيس سليمان على خط 14 آذار مؤخراً وتحركه الناشط في اكثر من اتجاه، اضافا على المشهد العام لهذا الفريق تساؤلات عديدة، لا سيما بعد الاجتماع الوزاري الذي جمع وزراءه ووزراء الكتائب والوزير «البونوس» من عند الحريري ميشال فرعون.

ويقول احد النواب المسيحيين من اخصام سليمان ان هذا الاجتماع ليس بريئاً ولا يرتبط بالموقف المعلن منه، فبمجرد الوصول الى هذا العدد، اي ثمانية وزراء، يعني ان الرسالة المراد ارسالها للآخرين هي ان هناك ثلثاً كاملاً من اعضاء الحكومة يدور في فلك ثالث خارج اطار 14 و8 آذار.

ويرى النائب ان هذه الرسالة غير موفقة، فوزراء الكتائب هم من 14 آذار وكذلك الوزير فرعون الذي جرت اعارته من كتلة المستقبل.

ويتساءل المصدر النيابي كيف يمكن تفسير انزعاج الرئيس سلام وحضور فرعون هذا اللقاء؟ وهل يمكن ان يتم هذا الحضور من دون رضى الحريري؟

وفي المحصلة فإن حركة سليمان الناشطة تساهم بشكل او بآخر في ارباك المشهد داخل 14 آذار على حد قول المصدر، ولا تحرج الفريق الآخر اي 8 آذار لأن حسابات هذا الفريق ناجزة ومعروفة، فرئيس الجمهورية السابق وفريق عمله الوزاري محسوبان من فترة غير قصيرة على الفريق الآخر.

ومهما قيل من هذا الطرف او ذاك فإن سليمان ينشط لتأكيد حضور «قوة ثالثة». فهل ينجح في هذه المهمة خارج الحكم بعد ان عجز عن تحقيقها اثناء رئاسته للجمهورية؟