IMLebanon

الجيش يباغت الارهابيين خلف خطوطهم وقهوجي : سنلاحقهم وسنهزمهم

الجيش يباغت الارهابيين خلف خطوطهم وقهوجي : سنلاحقهم وسنهزمهم

«امراء الطوائف» يعرقلون حل المطامر وسلام يتراجع عن الاستقالة والاعتكاف

بادر الجيش اللبناني الى الهجوم في حربه ضد الارهاب، ونفذ عملية نوعية ومباغتة وخاطفة خلف خطوط المجموعات الارهابية في منطقة جرود رأس بعلبك، ونجح في ضرب الارهابيين في معاقلهم ودمر لهم موقعاً متقدماً كان يمارس الاعتداءات اليومية على مواقع الجيش اللبناني.

العملية النوعية حظيت باهتمام اللبنانيين الذين اشادوا بجيشهم والقوى العسكرية والامنية في حماية لبنان فيما كان السفراء العرب والاجانب يتابعون باهتمام ما يقوم به الجيش اللبناني بامكانيات بسيطة، اذا ما قورنت بامكانيات الدول التي تخوض حرباً ضد الارهاب، وصرفت مليارات الدولارات على التجهيزات ولم تفعل شيئاً.

وفيما كان الجيش اللبناني يخطف العقول والقلوب والضمائر في عرسال، وكان امراء الطوائف وعبر ممثليهم في اللجنة الوزارية لمعالجة النفايات يختلفون على «الحصص والسرقات» التي تمنع الحل وسط مماحكات بدأت منذ 15 تموز الماضي واقفال مطمر الناعمة حيث النفايات تكدست في الشوارع ووصل حجمها الى مليون طن في الشوارع.

مشهدان امام اللبنانيين امس، مشهد يرفع الرأس كرامة وعنفواناً وبطولة ووفاء وشرفاً وتضحية في عرسال، ومشهد مخزٍ في السراي الحكومي بين وزراء لجنة متابعة النفايات الذين لم يتمكنوا من ايجاد الحلول بسبب عدم القدرة على «تنظيم السرقة» حتى الآن، خصوصاً وان ملف النفايات يشكل «ملعقة ذهب» في فم «امراء الطوائف» الذين ما زالوا عند المربع الاول وسط «كمائن متبادلة» «تنكيت» و«كب افلام» عن مطامر في هذه المنطقة او تلك تبين انها «مزايدات اعلامية» فيما الرئيس سلام يتفرج حتى ان التهديد بالاستقالة تراجع عنه تحت ضغط السياسيين، لكنه سها عن بال سلام ان النفايات مكدسة في الشوارع وبدأت «تفتك» بصحة المواطنين كما انها شوهت صورة البلد في ظل ما تتناقله وسائل الاعلام العالمية عن هذه النفايات.

عملية الجيش اللبناني

في عملية نوعيّة وخاطفة خلف خطوط المجموعات الإرهابية في منطقة جرود رأس بعلبك، نفّذت وحدة من قوات النخبة في الجيش اللبناني عند الساعة 3.30 من فجر امس، إغارة ضدّ مجموعة إرهابية كبيرة تنتمي إلى تنظيم «داعش»، متمركزة على مسافة 3 كلم من مراكز الجيش الأمامية وعلى ممرّ حيويّ مقابل لهذه المراكز، حيث اشتبكت مع المجموعة واقتحمت تحصيناتها، موقعةً في صفوف الإرهابيين 5 قتلى وعشرات الجرحى بالإضافة إلى تدمير منشآت المركز المعادي والآليات الموجودة والمجهز بعضها برشاشات ثقيلة، فيما لاذ من تبقّى منهم بالفرار. وقد حاول الإرهابيون استقدام تعزيزات إلى المنطقة، فتصدّت لهم طائرات الجيش ومدفعيته الثقيلة، موقعةً في صفوفهم المزيد من الخسائر بالأشخاص والعتاد.

استشهد للجيش في هذه العملية جندي واحد وأصيب أربعة عسكريين بجروح غير خطرة، وتستمرّ قوى الجيش بقصف تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم الخلفية بالأسلحة الثقيلة.

وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تابع العملية من وزارة الدفاع مع كبار الضباط «ان ما قام به العسكريون اليوم هو رسالة للقاصي والداني بأن الجيش يمتلك الإرادة والقرار في هزيمة هذا العدو، وسنهزمه وسنمنعه من تحقيق أهدافه بتخريب بلدنا وإقامة إماراته ومشاريعه واشاعة الفوضى والفتنة فيه».

واكد قهوجي: «عيوننا يقظة اكثر من اي وقت مضى. قلناها ونكررها اليوم، جيشنا قوي اكثر من اي وقت مضى، وأثبت انه من اكثر الجيوش تماسكا وجدارة في قتال الإرهابيين، وهو يمتلك زمام المبادرة»، مضيفا: «لن نسمح للارهاب بنسف بيتنا الداخلي او بتهديد وحدة لبنان وأمنه واستقراره».

وعن العملية التي نفذتها الوحدات العسكرية أمس قال قهوجي: «ان الجيش يمتلك المبادرة، وسيضرب الإرهابيين بكل قوته وبحسب توقيته. نحن لن نتركهم يأتون إلينا، بل سنلاحقهم وسنضربهم اينما تواجدوا، هذا هو قرارنا الذي اتخذناه ولا رجعة عنه».

وجدد قهوجي التأكيد ان «الجيش لن يترك كرة النار الاقليمية تتدحرج الى لبنان، وسيواجه اي محاولة تهدف الى احياء مشاريع الفوضى والتفرقة والتقسيم، او الاطاحة بصيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية».

مصادر عسكرية

وقالت مصادر عسكرية ان قيام وحدات الجيش اللبناني بمهاجمة الموقع الذي تتمركز فيه مجموعات لتنظيم «داعش» الارهابي جاء بناء على معلومات تمكن الجيش من رصدها تشير الى ان «داعش» يحضّر للقيام بهجوم باتجاه مواقع الجيش المقابلة وفي ضوء ذلك قرر الجيش القيام بعملية عسكرية امنية مفاجئة ضد الارهابيين حيث كانوا يتجمعون في الموقع المستهدف، وبالتالي تمكن الوحدة المهاجمة من ايقاع كل عناصر الموقع بين قتيل وجريح.

واوضحت ان الموقع المستهدف يبعد ثلاثة كيلومترات عن اخرموقع للجيش، وذلك بعد اتمام المهمة عادت وحدات الجيش الى مواقها لان البقاء في الموقع المستهدف يتطلب تطهير كل المنطقة المحيطة بما في ذلك العديد من التلال.

موضوع النفايات : لا حلول

اما على صعيد النفايات، فان الحلول ما زالت بعيدة، ونقاشات اللجنة الوزارية برئاسة سلام لمعالجة الملف لم تدخل في العمق، وسط سلسلة من الاقتراحات وتحديد اماكن جديدة ووهمية، وكل طرف سياسي يلقي المسؤولية على الطرف الآخر. وامراء الطوائف، لن يوافقوا على الحل بعد بسبب خلافات على المحاصصة و«النسب» كما ان النقاشات ليست «علمية» وما زالت تدور حول، هل مكب برج حمود للطمر او للجمع او الفرز؟ اين الاراضي التي قدمتها بلدية الشويفات، وتبين ان هذا الكلام غير دقيق، فيما اشارت مصادر متابعة ان الارض التي قدمتها بلدية الشويفات ليست للطمر ايضاً بل للفرز وبناء معمل؟ وفيما يتم الحديث عن فتح مطمر الناعمة لاسبوع فان وزيري التقدمي يؤكدان انه لن يفتح حتى ولساعة واحدة، والمطمر لم يعد قادراً على الاستيعاب، فيما خلاف الحريري – جنبلاط ادى الى تطيير مطمر كسارة – كجك، في الجية، لان جنبلاط يرفض ان يتم التلزيم لرجل الاعمال المحسوب على الحريري جهاد العرب، فيما قال اهالي عكار للحريري، انهم لن يوافقوا على رمي النفايات في سرار الا للمناطق السنية، ويجب اقامة مطمر في الضاحية الجنوبية، فيما الحديث عن مطمر في السلسلة الشرقية فتبين انه مستحيل لدقة الظروف، وعلم ان النقاشات تطرقت الى موضوع الترحيل مجدداً. واقتراح آخر بان تقوم كل طائفة او كل منطقة بتحمل نفاياتها، وعلى كل منطقة ايجاد مكان للطمر.

وفي المعلومات، ان كل هذه الاقتراحات طرحت في اجتماع اللجنة الوزارية امس في السراي الحكومي دون اي نتيجة على ان تستأنف اللجنة الوزارية اجتماعاتها بعد درس كل فريق سياسي اقتراحات جديدة، اما الحديث عن حلول فهو لتهدئة الناس والتشويش على تحضير «الحراك المدني» لتظاهرة شعبية حاشدة غداً احتجاجاً على الفشل في حل النفايات.

في مجال آخر، يبدو ان القوى السياسية استفادت من تراجع الرئيس سلام عن تهديداته بالاستقالة والاعتكاف وهو سيتسلح بالصبر، بعد ان تبلغ سلام تمنيات عربية ودولية بالتخلي عن هذه الفكرة كي لا يدخل لبنان في الفراع الشامل، ما سيخلق مشاكل كبيرة، في البلد قد تهدد الاستقرار، فيما الجميع باتوا في اجواء الموقف الاميركي الداعم للبنان واستقراره، حتى ان المسؤولين الاميركيين نقلوا امتعاضهم من الاجراء السعودي بوقف الهبة العسكرية للجيش اللبناني.

بري: رئيساً للاتحاد البرلماني العربي

على صعيد آخر، تسلم الرئيس نبيه بري رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، وهو تلقى في هذا الصدد رسالة من سلفه رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، ونقل الزوار عن بري قوله «انه سيقوم بتحرك انطلاقاً من واجباته ومسؤولياته وموقعه في اطار العمل البرلماني وتعزيز التضامن العربي بما يخدم المصالح العربية ونقل الزوار عن الرئيس بري مرة اخرى، انه يعتقد ان السعودية ستعدل موقفها ولن تترك لبنان».

واكد انه يعوّل كثيراً على الحوار الثنائي والوطني رغم كل ما يواجه هذين الحوارين من مطبات ومواقف وفي موضوع الرئاسة كرر بري امام زواره ما قاله في بروكسل بان «ثمرة الرئاسة ناضجة» وانه ما زال على تفاؤله، كما اشار الى انه يعمل دائما على تفعيل الحكومة والمجلس النيابي، وفي موضوع النفايات قال: «اللجنة الوزارية المكلفة تعمل على ايجاد حل، واذا فشلوا سيكون لي كلام آخر».

«تصريحات الجبير

والتدخل بشؤون المحاكم اللبنانية»

حديث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال اجتماع الدورة الـ 138 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض ما زال يثير اعتراضات وتساؤلات لجهة حديثه عن اطلاق الوزير السابق ميشال سماحة من قبل محكمة عسكرية، واعتبار ذلك ليس مؤشراً ايجابياً على استقلال الجيش عن نفوذ حزب الله. ولذلك تم اتخاذ القرار بوقف الهبة الى الجيش اللبناني وتحويلها الى الجيش السعودي، كما اتهم الجبير حزب الله بانه يحكم لبنان، ويسيطر على القرار وهو ميليشيا مصنفة ارهابية، وضرورة اخذ اجراءات بغية التصدي لحزب الله، ومنعه من الاستفادة من قدرات دول الخليج.

وردت مصادر عليمة على كلام الجبير، واعتبرت كلامه بمثابة تدخل سافر في الشأن الداخلي اللبناني، حيث تطرق لمسائل في صميم اختصاص المحاكم والسلطات اللبنانية، وهذه التصريحات هي اساءة للقضاء والجيش في لبنان، كما انها اهانة للكرامة الوطنية للشعب اللبناني.

وسألت المصادر، اين هم المسؤولون اللبنانيون والقوى السياسية اللبنانية من هذه التصريحات، ولماذا لا نسمع اصواتهم المعترضة عليها، وماذا سيكون الواقع لو ان هذه التصريحات ادلى بها مسؤول سوري او ايراني، وهل كان لبنان سيشهد هذا الصمت الرهيب.