IMLebanon

هل قال الاميركيون واحد من اثنين قهوجي او سلامة؟

هل قال الاميركيون واحد من اثنين قهوجي او سلامة؟

بري «متشائل» حول اقرار قانون الانتخاب

كيري يتدخل في انتخابات زحلة والطفيلي يواجه «حزب الله» في بريتال

من يتسنى لهم لقاء القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز يقولون ان الرجل يبدو احياناً وكأنه على وشك ان يتفوه بهذه العبارة «لقد ضقنا ذرعاً بكم…»

ومع ذلك، فهو يقول مازحاً ان لبنان قد يكون بحاجة الى الأزمات ليبقى مثلما هي حال من اصيب بأزمة قلبية، وبحاجة الى الصدمات الكهربائية. هذا لا يعني ان بعض الصدمات الكهربائية لا تكون قاتلة…

الوفود التي تذهب الى واشنطن أو التي تأتي من واشنطن الى بيروت تسمع أو تقول أن ثمة مؤسستين في لبنان لولاهما لما بقي هذا البلد، المصرف المركزي وحيث الحاكم رياض سلامة الذي لا يقرأ ما في النصوص بل وما في رأس واضعي هذه النصوص، والمؤسسة العسكرية، وحيث القائد جان قهوجي الذي لا تفوته الاجابة الدقيقة عن كل سؤال حول ما في الارض وما تحت الأرض.

الاهتمام الأميركي بلبنان حمل سفيراً أوروبياً على القول لأحد المراجع «يجب عليكما ان تشكرا ابا بكر البغدادي وأبا محمد الجولاني اللذين لو لم يفعلا ما فعلاه في 2 آب 2014، ولو لم ينتشر مقاتلوهما على الارض اللبنانية لما كان ذلك التركيز الاميركي على استقرار لبنان، وأمنه، ووجوده، على ذلك المستوى من الرصد والمتابعة».

بعض القادة العسكريين الاميركيين الذين يأتون بمهمات محددة يتكلمون عن لبنان كما لو أنه الدولة الكبرى التي تقف في خندق واحد مع الولايات المتحدة، ففي كل البلدان التي تواجد فيها تنظيم الدولة الاسلامية كان يتمدد في كل الاتجاهات، ويدق ابواب المدن بل ويحتلها، هذا لم يحدث في لبنان بالرغم من ضآلة امكاناته…

أحد أولئك الضباط لاحظ كيف ان الجيش اللبناني أرغــم مقاتلي «داعش» على البقاء في الجرود، لا بل انه قلّص رقعة انتشارهم، وبعدما حصلت أجهزة الاستـخبارات الاميركية على وثائق دامغة بأن قيادة التنظيم وضعت نصب عينيها الوصول الى شاطئ المتوسط بالتزامن مع اقامة ولاية في الشمال اللبناني تابعة لدولة الخلافة.

ولم ينسَ الضابط الأميركي الاشارة الى ان الجيش اللبناني لا يواجه تنظيم «داعش» وحده، بل وكذلك «جبهة النصرة» التي لا تقل شراسة، في حال من الأحوال، لا سيما في الأداء الميداني، عن تنظيم الدولة الاسلامية.

غير أن الاميركيين يقولون انهم قدموا للجيش العراقي مساعدات هائلة، وبالرغم من ذلك، سقطت المدينة الثانية هناك (الموصل) خلال دقائق، وليس خلال أيام، فيما المساعدات الى الجيش اللبناني تبقى في حدود ضيقة، وبالرغم من ذلك لم يتمكن التنظيم من احتلال قرية لبنانية واحدة.

ولا يفوت الاميركيين القول ان الجيش اللبناني الذي عليه ان يتواجد حول المخيمات الفلسطينية، وبكل تنظيماتها واحتمالاتها، يواجه العبء الذي لا تستطيع دول كبرى تحمله حين تنتشر في ارجاء البلد مخيمات النازحين السوريين الذين يربو عددهم عن ثلث عدد سكان لبنان، والذي لا بد أن الكثيرين منهم حملوا أفكارهم او بنادقهم من داخل الحرب التي تعصف ببلادهم.

هل يقصد الأميركيون القول «امامكم واحد من اثنين، الجنرال او الحاكم». مرجع حساس قال لـ«الديار» ان الاميركيين لم يتحدثوا يوماً لا مع العماد قهوجي ولا مع الحاكم سلامة عن الموضوع، لكن كل كلامهم يوحي بأن ادارة فاعلة للأزمة تحتاج الى هذا الطراز من الرجال…

ما يقوله الاميركيون لا يبقى داخل الجدران، الديبلوماسية الاميركية «شغالة» وعلى مدار الساعة، وهي تبعث باشارات كثيرة، ومن قبيل «الشراكة الاستراتيجية».

وكان ديبلوماسي لبناني بارز قد سمع من مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنتا باور كلاماً يستشف منه انه لولا وجود «داعش» لكان لبنان قد سقط مــن اللائحة الاميركية، اللائحة الذهبية بطبــيعة الحــال…

حتى اشعار آخر، رئاسة الجمهورية متروكة للأمزجة(والمصالح) المحلية والاقليمية. وبعدما نقل ما نقل عن الرئيس سعد الحريري، كانت هناك دردشة مع احد الوزراء الذي قصد بيت الوسط.

الوزير الذي أقرّ بأن خياري العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية قد استنفدا بصورة شبه كاملة، فيما لا مجال البتة لتعويم الرئيس أمين الجمـيّل والدكتور سمير جعجع ومشاركتهما في السباق الى قصر بعبدا، سئل هل الحريري في سؤاله الأخير حول ما اذا كان مطلوباً منه ان يرشح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحاول ان يطلق بالون اختبار.

ان يصبح صاحب الغبطة والنيافة صاحب الفخـامة ايضاً، وعلى اساس ان مثل هذه الخطوة التي لا تتوقف عند ولاية السنوات الست تضع حداً لـ«حفل الجنون» الذي يعيشه قادة الموارنة مع نهـاية كل ولاية. وكان تعليق الوزير «اذا ما فعلنا ذلك، فقد يطالب داعي الاسلام الشهال برئاسة الحكومة».

لكنه ما لبث ان استدرك، متمنياً لو يحصل ذلك، معــدداً مزايا الراعي، ودور البطريركية في «صناعة» لبنان.

وكان وزير سابق قد اثار هذه المسألة مع احـد الكــرادلة في الفاتيكان، الكاردينال فوجىء بالطرح لان المقام البطريركي ينبغي ان يكون على مسافة من الكرنفـال السياسي في لبنان، حتى اذا ما انغمس في العملية السياسية «خربت البطريركية وخربت الجمهورية».

آنذاك، لم يكن من الممكن مقاربة ذلك الترشيح، وحتى الان، يبقى اي كلام من هذا القبيل نوع من الفانتازيا السياسية، وحين تسأل «الديار» احد المطارنة رأيه في ترشيح البطريركي كان جوابه «المقام البطريرك شيء ورئاسة الجمهورية شيء آخر ولن ازيد».

الموقع الرئاسي في خطر

هذا لا يمنع من قول اكثر من جهة سياسية ان الموقع الرئاسي في خطر، كما ان المسيحيين، وان كان قادتهم في «عالم آخر» يشعرون،امام الاهوال التي تشهدها المنطقة، انهم في خطر.

واذ يبدو ان اتفاق اولئك القادة على شخصية محددة اكثر من مستحيل، مع اعتبار التعقيدات الاقليمية التي لا مجال لاغفالها، يسقط اي تابو حيال ترشح البطريرك وبعدما كان بطريرك سابق قد هز رأسه بالموافقة على قول مرجعية سياسية زارته في بكركي واقترحت تحويل لبنان من جمهورية الى امارة تحول دون الهزات السياسية كل ست سنوات.

المطران اياه قال ايضا «ان غبطته يومئ بيده للتوجيه الى طريق الصواب، لكنه قد يضرب بيده الطاولة ذات يوم». قد لا يأتي ذلك اليوم لان رئاسة الجمهورية عالقة في مكان آخر.

على كل حال، هي الان على الرف شهر ايار لقانون الانتخاب وللانتخابات البلدية. زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري يستخدمون التعبير الشهير للكاتب الفلسطيني اميل حبيب في وصف رؤيته لمسار القانون. بري «متشائل» اي في نقطة (ضائعة) بين التشاؤم والتفاؤل.

اهون الشرين

حتى الان، الخيار الاكثر واقعية هو السلة المتكاملة. واحد قادة 8 آذار حين يستيقظ، ولو لبرهة، من الموت السريري ينصح قياديا صديقا له في 14 آذار، وايضا استيقظ لهنيهة، بـ«اهون الشرين» لان البديل عن السلة قد يكون المؤتمر التأسيسي وبالتساوي مع السبيل الذي ستسلكه التسوية في سوريا..

استطراداً، قانون الانتخاب اذا ما ظل يراوح مكانه فقد يقود الى الجمهورية الثالثة…

اما البلديات فالعيون الان على يوم الاحد. كل جهود اركان لائحة «البيارتة» يبذلون الجهود لحث الناخبين على التوجه الى صناديق الاقتراع ومع ذلك قال قيادي في تيار المستقبل انه عندما سمع الدعاية التي اطلقتها اللائحة وبثتها وسائل الاعلام، رأى انها تدعو الناخبين الى النوم الهانئ يوم الانتخاب.

تماثيل الشمع

اذا بقيت «البيارتة» على تماسكها فهي ستفاجأ بأن لائحة «بيروت مدينتي» على كل شفة ولسان، بأشخاصها، وبشعاراتها، وبحيوية تحركاتها، واحد اعضاء هذه اللائحة قال لـ «الديار» ان الناس ملت تمـاثيل الشمع في بيروت مع ان الاحزاب او بعضها سـمّى مرشحين من «النوع الجيد». والمشكلة هي في هيكلية اللائحة وما اذا كان بالامكان الانسجام بين اعضائها، وبالتالي الخروج من واقع المجلس البلدي المعلب…

ولعل البعض في زحلة يستذكرون قول سعيد عقل «سنزحلن لبنان ونلبنن العالم» والبعض من اعداء لائحة الاحزاب يقولون ان جون كيري يتدخل لمصلحة رئىس اللائحة اسعد زغيب بسبب علاقاته الاميركية الواسعة، لكن معركة عروس البقاع بين ثلاث لوائح ستكون اكثر من مثيرة.

هناك معركة لا تقل اثارة في «جمهورية بريتال» الشيخ صبحي الطفيلي اول امين عام لـ« حزب الله» قرر مواجهة لائحة الحزب هناك. واذ يخشى من اي حادث امني في بلدة «يشبه رجالها الثيران» بحسب تعبير احد ابنائها، فإن الجيش اتخذ اجراءات احترازية بالغة الدقة كما ان تعليمات الحزب هي الانضباط الى ابعد الحدود وضبط الاعصاب الى ابعد الحدود…

بالنسبة الى طرابلس، ثمة نصيحة اسديت الى الحريري «اذهب الى طرابلس بعد انتخاب بيروت وابق هناك حتى لا تخسرها وتخسر نفسك».