IMLebanon

الحريري يعتذر للجنرال: لا أنتَ في القصر ولا أنا في السرايا

«اذا هوى هوى معه الاعتدال». كلام خاص جداً لمرجع كبير يعتبر ان الرئيس سعد الحريري «حتى لو اختلفنا معه حول كل شيء يبقى الضرورة الوطنية، الضرورة القصوى».

البديل داعي الاسلام الشهال ام سالم الرافعي ام احمد الاسير؟ السؤال لنائب طرابلسي، دون ان يحجب هذا ما يقال في اوساط المستقبل حيث الحيرة الكبرى حيال ما يجري، حتى الرئيس فؤاد السنيورة  الذي يعرف عنه انه الاكثر تماسكاً والاكثر براعة في اللعب ا للغوي والسياسي يبدو وكأنه يتخبط…

في الاوساط اياها: أين الحريري، داخلياً وخارجياً، سياسياً ومالياً وحتى عائلياً؟

ثمة سؤال آخر: لمن اراد الحريري ان يوصل رسالة ما حين طرح امام اعضاء كتلة المستقبل احتمال ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية؟ ولماذا لم يفعل ذلك حين دعا النائب سليمان فرنجية الى باريس وطرح امامه فكرة ترشيحه، الامر الذي فاجأ نواب ووزراء المستقبل بمن فيهم وزير العدل المستقيل (المستقيل حقاً؟) اشرف ريفي الذي لا ينبس ببنت شفة.

كل نواب المستقبل دأبوا على الترديد «القرار الاخير والكلام الاخير للشيخ سعد».، كيف تحول الرجل فجأة من ظاهرة توتاليتارية مستشرية في معظم الاحزاب والتيارات والحركات السياسية الى ظاهرة ديموقراطية، ويعنيها رأي احمد فتفت، وكاظم الخير، وخالد زهرمان، وعاصم عراجي وغيرهم وغيرهم؟

هذا حين كانت الاتصالات على اشدها بين جبران باسيل ونادر الحريري. ربما اراد الحريري القول: «اعتذر جنرال مجلس الحكماء في التيار وعلى رأسهم فؤاد السنيورة اعترضوا على رغبتي ايصالكم بسيارتي الخاصة الى قصر بعبدا».

لا داعي، اذاً، لكل تلك التصريحات اليومية المملة حول الاستمرار (لاحظوا كلمة الاستمرار) في دعم فرنجية، فيما المستشار غطاس خوري الذي قد يكون الوحيد الذي يفصح له الحريري عن كل همومه، وخفايا همومه، يريد كسر الحلقة المفرغة بأي ثمن لينتقل رئيس تيار المستقبل من بيت الوسط الى السرايا الحكومية…

جهات سياسية مؤثرة وفاعلة تقول لـ«الديار» ان بعض الساسة، كما بعض الوسطاء، لا يرون ما يجري حولهم، ولا ينظرون الى ما وراء الاشياء.

في نظر الجهات اياها ان الزلزال السوري احدث هزات ارتدادية قاتلة في لبنان نجحت قوى معينة في استيعابها بل والسيطرة عليها لوقف «المخطط الآخر» الذي كان يستهدف لبنان تحديداً.

تضيف «هناك الآن قوى داخلية وخارجية تعمل من اجل احداث تغييرات دراماتيكية، ان لم تكن تغييرات كارثية، في الخارطة الداخلية للبنان، واذ كانت اثارة النائب سامي الجميل لمسألة سلاح «حزب الله» من قبيل البروباغندا السياسية، بحثاً عن موقع او بحثاً عن موقف متميز، فان ما يقوله آخرون في الغرف المقفلة يتجاوز بكثير القنابل الصوتية».

وتشير الجهات اياها الى ان هناك قوى لبنانية لها نظرتها الخاصة للعلاقة مع اسرائيل، كما ان لها نظرتها الخاصة الى النظام البديل في سوريا، والتزاماته وعلاقاته وحتى بنيته الايديولوجية. هذا يعني ان الازمة ليست قطعاً ازمة رئاسة جمهورية، بالمعنى التقني للكلمة، ولا ازمة قانون انتخاب، بل ازمة الصورة التي يفترض ان يكون عليها لبنان».

وهي تضيف «ان الوضع لا يحتاج الى مؤتمر تأسيسي. لو طبق دستورالجمهورية الثانية، لا سيما المادة 95 من الدستور التي تقضي بتشكيل هيئة وطنية لإلغاء الطائفية لتشكلت حالة جديدة في لبنان وتمكنت من تفادي التصدع الراهن الذي لا يمكن معالجته فقط بملء الشغور في قصر بعبدا وانما بارساء مفاهيم فلسفية، وبنيوية، لتعزيز علاقات الثقة بين اللبنانيين».

والجهات المذكورة تعتبر ان جلسات طاولة الحوار هي فقط لخفض التوتر، لكن الحل الحقيقي يكون بمؤتمر لبناني يكون بعيداً عن منطق اللوياجيرغا، والعلاقات القبلية بين الطوائف، على ان تدخل الاستراتيجية الدفاعية في اساس اعادة بناء الجمهورية لمواجهة الاحتمالات الاسرائيلية والسورية على السواء.

ـ في قلب العصفورية ـ

تلاحظ ايضاً ان الرئيس نبيه بري يبدو شديد التفاؤل حين يحذر من «العصفورية» اذ «اننا في قلب العصفورية حيث النشاط السياسي يقتصر على التراشق بالتهم حول تعطيل الانتخابات الرئاسية، فيما الجمهورية هي المعطلة لاسباب تجعل من الشغور الرئاسي مسألة تلقائية».

مراجع سياسية وتقرّ بأن الازمة اللبنانية باتت جزءاً من كوكتيل الازمات في المنطقة، وان هذه الازمات باتت من التشابك بحيث يستحيل فصل اي منها عن الاخرى. اما التشديد على انتخاب رئيس الجمهورية فليس لانه سيهبط من السماء ومعه الحلول السحرية لكل الازمات، وانما لانه يحافظ على الاقل، على شكل الدولة.

ـ لا تدعوا لبنان ينفجر ـ

وفي رأي هذه المراجع، فان استمرار التدهورالسياسي والاقتصادي، وحتى الاجتماعي، لا بد ان يفضي الى الهاوية. انتخاب رئيس للجمهورية يمكن ان يساعد على اعادة العمل للمؤسسات وانتظامها بالحد الادنى على الاقل.

ما يصل الى لبنان من دول صديقة لم يعد يقتصر على النصائح والتحذيرات. الامر تجاوز ذلك الى قرع ناقوس الخطر: لا تدعوا لبنان ينفجر!!

في كل الاحوال، وحتى في الوسط الجنبلاطي سؤال ما اذا كانت «زلة لسان» السنيورة منشأها داخلي او خارجي، وأي رسالة يراد ايصالها الى بري؟

هل يفترض برئيس المجلس النيابي ان يبتعد عن «حزب الله» حتى في المسائل ذات الحساسية السياسية والاستراتيجية الكبرى، وهو الذي له رأيه الخاص في شخصية الرئيس العتيد والذي يتقاطع مع رأي الحريري؟

ـ من وراء القنبلة؟ ـ

من وراء قنبلة السنيورة في وجه بري؟ للعلم فقط، التحليلات لم تنقطع. مقربون من رئيس المجلس يقولون انه ليس بالشخصية التي تتزحزح لا بزلات اللسان، وسواء كانت فرويدية ام مبرمجة، ولا بالتهديدات، ولا بالايحاءات التي تصل الى عين التينة بين الحين والآخر.

لا بل ان الاسئلة تذهب الى ابعد من ذلك. هل ما زال فؤاد السنيورة رجل سعد الحريري، كما كان رجل ابيه الراحل رفيق الحريري، ام انه رجل جهة اخرى وهي التي تتولى ادارة الخيوط؟

حتى الآن، لا يزال الحريري على رأس اللعبة، ولا يزال يصر على علاقات وثيقة مع بري. ما صدر عن السنيورة (والاعتذار اخذ شكل التأكيد) لا بد ان تكشف خلفياته الايام المقبلة. ربما كان المقصود: اياك ان تلعب باتفاق الطائف والا فان رئاسة المجلس ستذهب الى آخر. اليوم محمد رعد من اجل «الزكزكة» فقط، غداً… عقاب صقر.

اوساط سياسي وترى انه اذا كان ما صدر عن السنيورة مقصوداً، وهو مقصود فعلاً، فان الرجل لا يعرف ان يقرأ على الارض، وربما ما تحت الارض، جيداً، الا اذا كان «مرغماً» على قول ما قاله.

النتيجة ان الازمة الداخلية الى تصاعد. الحريري يعتذر من الجنرال: لا أنت في القصر ولا أنا في السرايا. من الخاسر هنا؟

ـ باسيل: رئيس ميثاقي ـ

وفي حين يجري الحديث عن مرشح من خارج المربع الذهبي، لوحظ قول الوزير جبران باسيل اثر اجتماع تكتل التغيير والاصلاح «لسنا متمسكين بشخص العماد عون وانما بمبدأ يحفظ البلد. وعندما يختار الشعب شخصاً آخر فنحن معه».

واشار الى «ان هناك من يمنع التوافق ويقود البلد الى الخراب». مضيفاً بأنه «يحق لنا ان نتهم من يمنع الحلول الميثاقية بإيصال البلد الى مكان بشع»، ومشدداً على «اننا لن نقبل الا برئيس ميثاقي».

وحول التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تردد انه قد يتخذ موقفاً شخصياً حاسماً من المسألة قبل انتهاء خدمته في 30 ايلول المقبل، بدا ان التيار الوطني الحر يزمع اتخاذ خطوات تصعيدية.

باسيل قال: «موقفنا المبدئي قائم وثابت، ونحن مع تعيين قائد جديد للجيش، وهذه المرة سقطت الذريعة التي استعملوها ضدنا بأن احد اقرباء العماد عون (صهره العميد شامل روكز) مرشح»، مؤكداً «اننا سنتخذ موقفاً في حال التمديد لقائد الجيش».

واذ تبدو الازمة الداخلية من دون افق، عاد وزير الداخـلية نهاد المشنوق ليؤكد ان انتخاب الرئيس سيتم قبل نهاية العام، موضحاً «ان التشاور الذي يحصل داخل تيار المستقبل هو تشاور حول الخيارات السياسية التي يجب ان يتبعها التيار لاننا تيار قرار سياسي لا تيار انـتظار سياسي».

واستدراكاً لقنبلة السنيورة الاخيرة، وصف المشنوق بري بـ«صمام امان وطني مهما كانت مواقفه».

ـ البطاقة الحمراء ـ

وجاء كلام وزير الداخلية في حين ترى اوساط سياسية ان تسريب ما جرى في كتلة المستقبل ما قبل الاخيرة انما جاءت للتمويه، وعلى اساس ان خيارات التيار تمدد داخلياً لا بإيحاء خارجي ولا بأمر خارجي.

وكانت الاوساط اياها قد لاحظت ان الحريري كان ماضياً في اتجاه عون قبل ان تصل البطاقة الحمراء من الخارج، فكان لا بد من ذلك السيناريو الذي اعتبرت الاوساط انه من إعداد… هواة.

عون اخذ علماً بالخط الاحمر لا بالسجادة الحمراء.

هل يفجر الحكومة؟ وماذا يقول حليفه «حزب الله» الذي يدرك ان هناك جهات تسعى لإشاعة الفوضى في لبنان وإدخاله في المجهول.

ـ بوتين ـ اردوغان ـ

الايقاع الدرامي للأزمة اللبنانية لا يمنع من التصويب على بطرسبرغ حيث لقاء القمة بين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان.

الاتفاقات ضخمة بحسب تـعبير الرئيس الروســي، حتى ان تعليقات غربية مساء امس قالت ان الذي كان ينقص الاثنين اعلان الاتحاد الفديرالي بين روســـيا وتركيا.

ماذا عن سوريا في قمة بطرسبرغ؟ الروس واثقون من ان «استدارة» اردوغان آتية لا ريب فيها، وبالصورة التي تخدم مسار التسوية هناك، لكن المسألة تحتاج الى بعض الوقت والى بعض الترتيبات.

ارودغان يتابع كل خطوة (عســـكرية) كردية في سوريا. الذي يخشى من المفهوم الاميركي للتسوية التي تلحظ كردستان السورية يراهن على المفهوم الروسي للتسوية…