IMLebanon

تسليح الجيش بين الوعود السعوديّة والعروض الإيرانيّة

تسليح الجيش بين الوعود السعوديّة والعروض الإيرانيّة

تراجع «فيتو» 14 آذار عن السلاح الإيراني يترافق مع الصعوبات الماليّة السعوديّة

يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اول زيارة له خارج لبنان على رأس وفد رسمي الى الرياض (يليها الاربعاء زيارة لقطر) بما يفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية – السعودية، تترافق حسب معلومات أولية مع احتمال وساطة يقوم بها الرئيس عون بين الرياض وطهران، مدعوماً بالوفاق الذي تتوج بتأليف حكومة الرئيس الحريري.

وتأتي الزيارة الرئاسية في وقت يتطلع اللبنانيون من خلالها الى نتائج مهمة منها امكان تحريك هبة الـ3 مليار دولار لتسليح الجيش وامكانية عودة السياح الخليجيين الى لبنان مع عودة استثمارات سعودية محتملة من شأنها تحريك عجلة الاقتصاد اللبناني.

زيارة الرئيس عون تبدأ اليوم الى الرياض، وسط ما يشبه تسابقاً في الرهانات السياسة المحلية على العلاقة بين لبنان وكل من طهران والرياض، لا سيما لجهة تسليح الجيش اللبناني، خصوصاً بعد تصريح رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع امس الاول بقبول اي مصدر لتسليح الجيش، بما في ذلك ايران، وهو ما وصف بانه اول تصريح من نوعه يخرق جدار الممانعة لدى فريق 14 آذار الذي سبق ان اعترض بـ «فيتو» على عرض سبق ان قدمته طهران لتسليح الجيش اللبناني، وذلك اثر زيارة قام بها وزير الدفاع سمير مقبل لطهران عام 2014، وكانت حجة 14 آذار في حينه ان هناك عقوبات دولية على ايران تمنع لبنان من التعاون معها، وسط اعتراضات اميركية واوروبية على اي خطوة من شأنها تعزيز القدرة الدفاعية للجيش اللبناني، وتلا ذلك الوعد السعودي بتقديم 3 مليارات دولار لتسليح الجيش بشراء معدات عسكرية من فرنسا، سبقها مليار دولار اعلن عنها رئيس الوزراء سعد الحريري يستخدم نصفها للجيش ونصفها الاخر لقوى الامن الداخلي. الا ان المبلغ منذ ذلك الحين لم ير النور، وقد غابت هبة الـ3 مليارات دولار التي يطمح البعض الى احيائها من خلال زيارة الرئيس عون اليوم الى الرياض، ولكن في ظروف مالية سعودية شديدة الصعوبة تتوجت امس الاول بتصريح وزير المال السعودي محمد الجدعان الذي حذر من كارثة اقتصادية في المملكة اذا لم تعالج الامور بما يؤدي الى تجنبها، الامر الذي اعطى علامات سلبية لامكان احياء الهبة السعودية التي تعترضها ايضاً صعوبات اضافية منها، ان اي عملية تسليح للجيش عبر هذه الهبة، ستكون من خلال شراء معدات فرنسية تصطدم بـ «فيتو» اميركي واسرائيلي – اوروبي  سبق لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان اشار اليه بان ناطقاً باسم الحكومة الاسرائيلية اعلن بشكل رسمي ان اسرائيل اعترضت على قول جيفري فيلتمن عن امكان تزويد الجيش اللبناني بما يحتاجه من سلاح دفاعي.

وامام هذه الاعتراضات تميل الكفة تجاه طهران التي اذا كانت قوى دولية قد اعترضت عليها في السابق، فان رفع الحظر الدولي عن التعامل معها حتى من قبل مجلس الامن والولايات المتحدة واوروبا، بات يسهل امكانات التوافق المحلي بشأن العلاقة اللبنانية – الايرانية، لا سيما ان التجهيز العسكري من خلال ايران لن يكون عبر شراء اسلحة من الغرب تواجهها الاعتراضات الاميركية والاسرائيلية والاوروبية، وانما هو عبارة عن تسليم مباشر للسلاح الى الجيش بما يحتاجه من معدات اساسية يصفها العميد المتقاعد امين حطيط لـ«الديار» بانها منظومة للدفاع الجوي، ورادارات كشف بعيدة المدى، ومنظومة للقيادة والسيطرة، ومنصات صواريخ للطائرات. فيما العميد الركن هشام جابر يقول لـ«الديار» ان الطائرات التي تناسب لبنان ليست من النوع الذي يمكن ان تسقطه اسرائيل بل «هليوكوبتر» مثل الـAPATCHI  أو ما يعادلها من نوع طائرات الـ «Allfgator» الروسية النموذجية.

علما انه سبق للبنان في اواخر 2008 ان حصل على هبة روسية قوامها 10 طائرات ميغ – 28 روسية لم يقبلها لبنان في حينه بسبب الرفض الاميركي وتواطؤ بعض القيادات اللبنانية حسبما اظهرته يومها «وكالة ويكيليكس».

 ولي ولي العهد السعودي: لا توجد اي فرصة للتفاوض مع ايران

وعشية زيارة الرئيس عون الى السعودية قال ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في حوار مع مجلة «فورين افيرز» الاميركية، انه «لا توجد اي فرصة للتفاوض مع السلطة في ايران في ظل اصرارها على تصدير ايديولوجيتها الاقصائية، والانخراط في الارهاب، وانتهاك سيادة الدول الاخرى».

كما اعتبر ولي ولي العهد ان المملكة ستكون خاسرة اذا اقدمت على التعاون دون ان تقوم طهران بتغيير نهجها.

وحول محاربة داعش، اكد الامير على مواجهة التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة، وان هزيمة هذه التنظيمات ممكنة في نهاية المطاف، في ظل وجود دول قوية في المنطقة مثل السعودية ومصر والاردن وتركيا.