IMLebanon

تمثال لترامب في القدس وإسرائيل تتكل على عبّاس والملك عبدالله والسيسي بإنهاء الإنتفاضة 

شارل أيوب
سقطت الجامعة العربية ومعظم الأنظمة العربية امام الشعور العربي الوطني والقومي الذي اشتعل نتيجة قرار الرئيس الأميركي ترامب اعتبار مدينة القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لإسرائيل.
وكم كان هزيلا بيان وزراء الخارجية العرب وضعيفا وصغيراً امام القرار الظالم والمستبدّ الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب في ان الولايات المتحدة اعترفت بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل وبأنها ستنقل السفارة الأميركية الى القدس رغما عن القرارات الدولية وضربا للشرعية الدولية، رغم ان واشنطن وافقت على كل القرارات في شأن القدس والضفة الغربية وحدود الـ 67، ثم يأتي الان الرئيس الأميركي ترامب ويتجاهل كل هذه القرارات الدولية ويعتبر القدس عاصمة إسرائيل.
الجامعة العربية كانت هزيلة جدا عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكانوا يحاولون إرضاء شعور الشارع العربي وفي ذات الوقت عدم المسّ بالولايات المتحدة والرئيس الأميركي ترامب بأي كلمة، بل عبارات لفظية مكتوبة عبر بيان، عن ان القرار أضرّ بتسوية السلام في الشرق الأوسط وانه يجب اخذ تدابير ديبلوماسية واقتصادية وغيرها، دون ذكر ما هي التدابير وكيفية اتخاذها، بل انتهى امس السبت مؤتمر وزراء الخارجية العرب الى فشل ذريع ومعيب في حق الشعوب العربية التي انتفضت في كل انحاء العالم العربي وفي حق جميع المسلمين والمسيحيين، على كافة الكرة الأرضية.
يمكن الإعلان ان الجامعة العربية انتهت، وان مؤتمر وزراء الخارجية العرب مُخجل جدا، وكل الكلمات التي ألقيت في المؤتمر كانت كاذبة وفقط تحت ضغط الشارع العربي، لكنه لم يتم اتخاذ أي توصية في شأن الردّ على قرار الرئيس الأميركي ترامب من قبل 22 دولة عربية.
معنى ذلك ان أنظمة عربية ستسقط امام شارعها وحتى ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قد تسقط امام الانتفاضة ضد جيش الاحتلال وضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن اعتماد القدس عاصمة إسرائيل، لان الرئيس محمود عباس ما زال يتحدث عن كيفية السلام ولا يتحدث بكلمة عن اتفاق أوسلو الذي أوصل الفلسطينيين الى هذه المصيبة الكبرى، إضافة الى المصائب التاريخية التي اصابت الشعب الفلسطيني.
كما ان أنظمة عربية أخرى معرّضة للسقوط نتيجة ثورة الشارع العربي وعدم قيام هذه الأنظمة العربية باتخاذ أي خطوة ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب ولو شكليا، سواء عبر استدعاء سفيرها لدى واشنطن ام غيرها.
في هذا الوقت تستمر الانتفاضة الفلسطينية على مدى الضفة الغربية وغزة وحتى داخل الخط الأخضر، ومع ان الاعلام الإسرائيلي لا يسمح ولا ينشر شيئاً عن المظاهرات الفلسطينية داخل إسرائيل 48 أي فلسطين التي تم اغتصابها سنة 1948 وتم اعلان دولة إسرائيل على أراضيها، فان الفلسطينيين داخل الخط الأخضر تظاهروا بعشرات الالاف في المدن العربية وفي تل ابيب لكن الاعلام الإسرائيلي حجب كل المعلومات ومنع حتى كافة المحطات الدولية الاوروبية والأميركية من نشر أي صور او خبر عن هذه المظاهرات.
اما في الضفة الغربية فسارت مظاهرة قوية من رام الله باتجاه مركز القيادة العسكرية الإسرائيلية التي تحكم وتحتل الضفة الغربية. واصطدم المتظاهرون مع الجنود الإسرائيليين، وسقط من الشبان الفلسطينيين 36 جريحاً منهم بالرصاص الحي، ومنهم بالرصاص المطاطي، كما أصيب اكثر من 51 شاباً فلسطينياً وصبية فلسطينية بالاختناق نتيجة القنابل الغازية التي تحمل مواد كيماوية مسممة للتنفس، وفي ذات الوقت مسيلة للدموع في شكل لا يعود المتظاهر يستطيع رؤية ما امامه. ورغم ذلك، ظهر الناطق باسم البيت الأبيض واعلن ان المتظاهرين، وفق ما قاله «في إسرائيل بينما هي فلسطين المحتلة لا يحق لهم التظاهر لانه من المعروف تاريخيا ان اليهود هم الذين يملكون القدس وهي عاصمتهم الحقيقية والتاريخية».

الانتفاضة في القدس  والضفة الغربية وغزة

ازاء تصريح الناطق باسم البيت الأبيض لم تصدر ردود فعل من الدول العربية ومن وزارات الخارجية العربية أي رد فعل عن ذلك، فلا لبنان استدعى السفيرة الأميركية ليحتج، ولا الأردن ولا مصر ولا المغرب ولا الخليج العربي، باستثناء العراق والجزائر وموريتانيا وتونس، الذين استدعوا السفير الأميركي لدى عواصمهم وقدموا له مذكرات احتجاج من حكوماتهم ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
اما في الشارع العربي فاستمرت المظاهرات في مصر وفي الأردن وفي العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي تونس والجزائر وعدة دول عربية، لكن الأنظمة العربية سكتت عن قرار الرئيس الأميركي ترامب وأصبحت معزولة عن شعبها وعن شعوره الوطني والقومي، حتى باتت هذه الأنظمة متآمرة مع إسرائيل ومع اميركا على الشعب الفلسطيني.
اما الغريب في الامر، فان الرئيس محمود عباس وكذلك صائب عريقات مسؤول العلاقات الخارجية والتفاوض وكذلك السيد نبيل شعث لم يقوموا بأي تحرك ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، ولم يقولوا ان اتفاق أوسلو أصاب الفلسطينيين بمصيبة كبرى لا يمكن حلها قبل 25 سنة، ما لم تقم السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو الغاء نهائيا، وكما ارتكب الرئيس الراحل ياسر عرفات خطأ وكذلك أبو مازن الذي ادار محادثات أوسلو مع صائب عريقات ونبيل شعث وغيرهم، وقاموا بالاعتراف بإسرائيل كدولة كاملة السيادة على فلسطين سنة 48 مقابل وعد إسرائيلي بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية منزوعة السلاح وان يبقى الجيش الإسرائيلي على نهر الأردن يمنع التواصل بين الضفة الغربية والأردن والدول العريبة الا عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية وهي التي تسمح بالدخول والخروج الى ما قالت عنه إسرائيل سلطة فلسطينية، واعتقدت منظمة التحرير ان إسرائيل تتحدث عن دولة فلسطينية.
ومنذ عام 1994 عقدت منظمة التحرير اتفاق أوسلو وعلى رأسها حركة فتح مع إسرائيل وهو اتفاق جرى تحت الطاولة وبرعاية أميركية ومفاوضات مباشرة إسرائيلية – فلسطينية، أدت الى اهدار حق الشعب الفلسطيني، والسؤال، ماذا ينتظر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كي يتخذ قراراً مع منظمة التحرير بإلغاء اتفاق أوسلو، وكيف يقبل الرئيس الفلسطيني بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط الشهداء وخاصة طفلين بين الشهداء، فيما تستمر المخابرات الفلسطينية تجتمع مع المخابرات الإسرائيلية وتقوم بالتنسيق الأمني المشترك رغم كل العدوان الإسرائيلي وكل الظلم الأميركي ضد الشعوب العربية والانحياز الى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
بعد مظاهرة رام الله واشتباكهم مع الحواجز الاسرائيلية في مقر الحاكم العسكري انتشرت من جديد مظاهرة كبرى في القدس باتجاه المسجد الأقصى واقام المسيحيون في بيت لحم شجرة الميلاد واضاؤوها الا ان جيش الاحتلال منع تجمع المسيحيين حول كنيسة مهد السيد المسيح حيث وُلد ومنعوا أي تجمع واستعملوا الهراوات ليفرّقوا الفلسطينيين المسيحيين كذلك السياح الأجانب الذين جاؤوا لزيارة كنيسة الميلاد.
اما في المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس المحتلة، فتظاهر آلاف الفلسطينيين من الطائفة الاسلامية الذين يريدون الصلاة داخل المسجد الأقصى والاجتماع في باحة المسجد لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعتهم من ذلك وواجهتهم بعنف كبير واطلقت قنابل مسيلة للدموع كذلك اطلقت الرصاص المطاطي فسقط نتيجة ذلك 28 جريحا بالرصاص المطاطي وكذلك حوالى 70 فلسطينياً من شاب وصبية نتيجة قنابل الغاز المسمومة ولم يعد يجوز تسميتها قنابل مسيلة للدموع لان المتظاهرين يصابون بالاغماء والشعور بحالة اختناق في التنفس ويغيبون عن الوعي. وكان عددهم قد ارتفع الى 71 مصابا.
كما سارت مظاهرات في شوارع القدس لكن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات كبيرة واغلق طرقات القدس امام المظاهرات وقام بقمعها والأسلوب هو ذاته اطلق القنابل من الغاز المسموم حيث يسبب الاختناق التنفسي وعدم الرؤيا لمدة ساعة تقريبا من الذين يصل الدخان الى وجوههم. كذلك اطلقوا الرصاص المطاطي وقاموا بتفريق كل المظاهرات في القدس، وقطعوا القدس الى اكثر من 9 اقسام، خاصة الطريق من المسجد الأقصى الى جبل الزيتون الى كنيسة القيامة حيث قبر السيد المسيح، كذلك اقاموا الاسلاك الشائكة حول جبل الزيتون، حيث صام السيد المسيح ومنعوا المتظاهرين من الدخول الى جبل الزيتون.
وفي نتيجة المواجهات سقط اكثر من 140 جريحا نتيجة العنف الذي استعمله جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين المقدسيين أي سكان القدس المحتلة.
اما في مدينة الناصرة وقلقيلية والخليل وبيت لحم وجنين فقد حصلت مظاهرات كبيرة انما كانت تصطدم بتعزيزات كبيرة من الجيش الإسرائيلي الذي حشد حوالى 60 الف جندي في كامل الضفة الغربية، اضافة الى 25 الف شرطي إسرائيلي وحوالى 3 الاف من رجال الاستخبارات العسكرية وجهاز شاباك للامن الداخلي لتطويق الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي التي ارتفع مستواها.

مواجهة فرنسية أميركية

هذا ورفع الصوت عاليا الرئيس الفرنسي ماكرون قائلا ان القدس الشرقية ستبقى عاصمة لفلسطين حيث سيتم انشاء وقيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 تعيش جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل سنة 48. وانتقد بشدة قرار الرئيس الأميركي ترامب معتبرا انه أضرّ بالسلام العالمي وأشعل الشرق الأوسط والعالم العربي ببركان من النار، كذلك اساء الى شعور اكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم.
فيما ردت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن دون ذكر الرئيس الفرنسي بأن الإدارة الأميركية ليست بحاجة الى من يدافع عن الإرهاب ويدافع عن سلطة فلسطينية تترك الإرهاب ينتشر من غزة الى الضفة الغربية.

غزة وانتفاضتها

اما في غزة، فقد استمرت الانتفاضة وفجر امس قامت الطائرات الاسرائيلية بالاغارة على مركز لحماس فأصابت المركز بالصواريخ وكذلك اصابت ابنية يسكنها مدنيون. فاستشهد 4 مواطنين فلسطينيون من عائلتين إضافة الى استشهاد طفلين عمرهما 3 سنوات و5 سنوات. وهاجم الشبان الفلسطينيون السياج الذي يحاصر قطاع غزة، وما ان اقتربوا من الاسلاك الشائكة حتى بدأ جنود الاحتلال باطلاق النار نحوهم بالعيارات المطاطية، ورغم ذلك اصر الشبان الفلسطينيون والصبايا الفلسطينيات على إزاحة الشريط الشائك الحديدي، عندها استعمل الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي لكنه لم يسقط شهداء نتيجة اطلاق هذه النار، لان الشبان ارتموا ارضا وحموا انفسهم مع الصبايا الفلسطينيات من اصابتهم بالرصاص الحي.
وطوال نهار امس كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّق على علو منخفض وهي من طراز اف – 16 واف – 15 بسرعة بالغة وعلى علو منخفض فوق منازل وبلدات ومدن الضفة الغربية الفلسطينية، إضافة الى تحليقها فوق قطاع غزة وبسرعة كبيرة فوق كامل قطاع غزة ومبانيها، لاشعار الفلسطينيين بالخوف والرعب كون الطائرات الإسرائيلية كانت تطير في شكل مرعب على مستوى منخفض وبسرعة قوية، وهذا ما يؤدّي الى احداث ضجة واصوات عنيفة للغاية، خاصة وانها تؤذي الأطفال الصغار أذية كبيرة، نظرا لامكانية إصابة السمع لدى الأطفال، نتيجة هذه الأصوات الصادرة عن الطائرات في تحليقها المنخفض على علو 50 متراً فوق المنازل الفلسطينية.
كما قامت البوارج الإسرائيلية بمنع الصيادين في قطاع غزة من الإبحار قبالة شاطئ غزة لصيد الأسماك. واذاعت بالميكروفونات نداءات بعدم الخروج الى الصيد لان ذلك ممنوع وحتى اشعار آخر. ولدى محاولة بعض الصيادين التقديم لبضعة امتار بقواربهم الصغيرة لاصطياد السمك اطلقت البوارج الحربية العسكرية الاسرائيلية النارية على مسافات قريبة من القوارب الفلسطينية، وذلك بعنف كبير، مما أدى بالصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة الى العودة الى الميناء وعدم الخروج الى الصيد.
والمعلوم ان غزة لا يصلها كميات غذاء كافية بسبب الحصار الإسرائيلي عليها، وبسبب أيضا اغلاق مصر للبوابات ما بين قطاع غزة وسيناء. ولذلك فان اصطياد السمك هو حاجة ضرورة للغذاء لشعب قطاع غزة لكن إسرائيل منعتهم من ذلك.

مؤتمر الدول الإسلامية في إسطنبول

وبدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ترأس تركيا حاليا رئاسة مجلس التعاون للدول الإسلامية في العالم وهي 57 دولة، دعا الرئيس اردوغان الى مؤتمر قمة لرؤساء الدول الإسلامية في إسطنبول لدراسة قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة إسرائيل. لكن الرئيس اردوغان لم يوجه الدعوة الى سوريا، وهي دولة عضو في مجلس التعاون الإسلامي. فيما اتصل بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون ودعاه الى المؤتمر، كذلك اتصل بكافة رؤساء الدول الإسلامية ودعاهم للاجتماع يوم الأربعاء في إسطنبول في اطار اجتماع القمة الإسلامية. وسيبحث مجلس التعاون الإسلامي قرار الرئيس الأميركي ترامب وامامه 3 خيارات:
1 – إقامة شكوى لدى مجلس الامن من 57 دولة إسلامية انما 56 دولة لان سوريا لم يتم دعوتها امام مجلس الامن الدولي ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب وانتزاع قرار من مجلس الامن لاسقاط القرار الأميركي في شأن القدس، واذا استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو وسقطت الشكوى الإسلامية فسيلجأ مجلس التعاون الإسلامي ويجتمع مع رؤساء الدول الإسلامية الى اللجوء الى الأمم المتحدة والتصويت في داخلها وهي تضم 189 دولة وكلها ضد القرار الأميركي باستثناء إسرائيل.
2 -الدعوة الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل من قبل الدول الإسلامية حتى تراجع الرئيس الأميركي ترامب والإدارة الأميركية عن قرارها في شأن اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
3 – قيام 3 رؤساء دول إسلامية من كبريات الدول الإسلامية بالسفر الى واشنطن ومقابلة الرئيس الأميركي ترامب، ومطالبته بتجميد قراره حتى حصول التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شأن اقامة دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، لكن هذا القرار على الأرجح لن يحصل لان السعودية ترفض ارسال وفد إسلامي الى واشنطن والقيام بهذا الطلب، والقرار السعودي هو إعطاء إسرائيل مدينة القدس المحتلة كي تكون عاصمتها، ومقابل ذلك تكون عاصمة السلطة الفلسطينية مدينة أبو ديس القريبة جدا من القدس المحتلة.
هنا تجدر الإشارة الى ان السعودية نشرت كل جيشها والشرطة السعودية والذي يقدّر عددهم بـ 120 الف عنصر في كل المدن السعودية ومنعوا المظاهرات كليا تحت طائلة السجن لمدة 25 سنة لكل متظاهر، ولم تقم في كامل المملكة العربية السعودية وهي الدولة الإسلامية التي تتواجد على ارضها قبلة المسلمين مدينة مكة المكرّمة، ولم تسمح بأي مظاهرة ولا هي قامت بإصدار بيان ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في تقديم هدية الى إسرائيل وهذه الهدية ان مدينة القدس المقدسة للمسلمين والمسيحيين تم تسليمها الى إسرائيل، في حين ان المملكة العربية السعودية وهي دولة دستورها الشريعة الإسلامية السنيّة، كان يجب ان تقف موقفا عربيا وخاصة إسلاميا، لانه وفق الدستور السعودي فان الملك هو الحاكم باسم الله على المواطنين المسلمين، وبالتالي رغم ان القدس ترمز الى الاسراء نحو قبة الصخرة لرسول الله ومنها المعراج الى السماء ورغم ان المسجد الأقصى يُعتبر احد اهم الرموز المقدسة لدى المسلمين، فان السعودية وهي الدولة الإسلامية الكبرى منعت التظاهر ولم تصدر بيانا عن الديوان الملكي ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، بل اكتفت بأن السعودية تأسف لقرار الرئيس الأميركي ترامب.
وماذا تعني كلمة تأسف، في ظل قرار تاريخي سلب المسلمين اهم مراكز دينية لهم سواء اسراء النبي محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – من السعودية الى قبة الصخرة في القدس ومنها عرّج الى السماء عبر مدينة القدس ومسجد جامع الصخرة. كما ان المسجد الأقصى الذي أقامه الخليفة عمر وهو احد اهم الخلفاء الراشدين من بعد رسول الله قام باعمار المسجد الأقصى في القدس المدينة المقدسة، واصبح المسجد الأقصى الان بعد اعتبار اميركا انها عاصمة إسرائيل تحت الاحتلال الإسرائيلي وسيطرت بلدية القدس على كامل القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة وقبر السيد المسيح وطريق الجلجلة للسيد المسيح، وكنيسة القيامة المسيحية حيث قام السيد المسيح من بين الأموات، إضافة الى اهم الاديرة المسيحية والاوقاف الإسلامية السنيّة في مدينة القدس المقدسة والمحتلة والتي الان أصبحت برأي الموقف الأميركي كاملة الاحتلال من قبل إسرائيل.

تمثال لترامب وإسرائيل تتكل على الأردن والسلطة ومصر لانهاء الانتفاضة الفلسطينية

اذاعت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ان الحكومة الإسرائيلية بقرار من رئيس وزرائها نتنياهو أعطت تعليمات لرئيس بلدية القدس بإقامة تمثال كبير للرئيس الأميركي ترامب تقديرا ومكافأة له على قراره باعطاء إسرائيل كامل القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لها. وان التمثال سيتم اقامته مكان دير مار جرجس التاريخي والمسيحي وهو من احد اهم الرموز لدى المسيحيين. وقد تم بناؤه قبل 1790 في القدس المحتلة. وقد صادرته السلطات الإسرائيلية قبل 3 سنوات، والان ستقوم بهدمه لاقامة باحة توراتية بدل الدير ومعبدين إسرائيليين في ارض دير القديس مار جرجس وفي الوسط تمثال كبير للرئيس الأميركي ترامب، حيث سيتم الكتابة ان إسرائيل لن تنسى ابدا ايمان الرئيس الأميركي ترامب بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، وسيكون التمثال بارتفاع 15 متراً وعرض 4 امتار. فيما يقف الرئيس الأميركي في هذا التمثال وهو يحمل كتاب التوراة الإسرائيلي.
إضافة الى خبر إقامة تمثال للرئيس الأميركي ترامب، اضافت القناة الثانية الاسرائيلية ان وزير خارجية إسرائيل صرّح بأن إسرائيل اجرت اتصالاتها وحصلت على نتائج مرضية من قبل الرؤساء محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية والجمهورية العربية المصرية سيقومون بكامل الجهود لانهاء الانتفاضة الفلسطينية بأقصى سرعة. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك الملك الأردني والرئيس المصري طلبوا من الحكومة الإسرائيلية تخفيف تعزيزات الجيش الإسرائيلي وترك بعض الوقت كي تجري مظاهرات وفي خلال أسبوع تكون السلطة الفلسطينية مع الأردن ومصر قد استطاعوا انهاء الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية.
اما في قطاع غزة، فان القطاع يعيش حالة تأهّب كبيرة نتيجة إمكانية حصول حرب بين كتائب القسام التابعة لحركة حماس إضافة الى القوة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، حيث ان المناضلين في حماس وحركة الجهاد الإسلامي يستعدون لاطلاق الصواريخ نحو المستعمرات الاسرائيلية المقابلة لقطاع غزة.
وامس اطلقوا عند منتصف الليل 6 صواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية، واستطاعت القبة الصاروخية الإسرائيلية اعتراض 4 من الصواريخ فيما أصاب صاروخان اهدافهما دون ان تعلن إسرائيل الخسائر البشرية او المادية لها.
وعلى الأثر أرسلت إسرائيل 4 طائرات من طراز اف – 16 الأميركية الصنع وقامت بقصف نقطتين في قطاع غزة وسقط نتيجة ذلك 6 شهداء منهم طفلان، وعمر طفل 3 سنوات والثاني 5 سنوات.
واما الـ 4 شهداء الباقون فهم من افراد عائلتين يسكنان مبنى مدنياً على بعد 100 متر من مكتب لحركة حماس.
واذا حصلت حرب بين قطاع غزة وإسرائيل وقامت إسرائيل بشن حرب وحشية كما حصل منذ بضع سنوات، حيث سقط 2000 شهيد من قطاع غزة و10 آلاف جريح وتم هدم 4 الاف منزل في قطاع غزة عبر غارات الطيران الإسرائيلي الوحشية ضد شعب واهل قطاع غزة، ومعظمهم من المدنيين غير المقاتلين، واستشهدوا وهم في منازلهم. فان الضفة الغربية عندها ستنفجر انفجارا كبيرا ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي ولن يستطيع الرئيس محمود عباس ولا صائب عريقات ولا نبيل شعث ولا قائد المخابرات الفلسطينية من وضع حد للانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية، إضافة الى ذلك، فسينتفض الشارع العربي والإسلامي اذا حصلت الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة لان الجميع باتوا يعرفون أوضاع سكان اهل قطاع غزة، حيث يعيش مليونان ونصف مليون مواطن فلسطيني محاصرين من كل الجهات سواء من جهة مصر او من جهة إسرائيل في ظل مساحة جغرافية لا تتسـع لاكثر من نصف مليون مواطن.

ترامب ونتنياهو يحتفلان بالقرار

في هذا الوقت اتصل رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو بالرئيس الأميركي ترامب وذلك يوم امس الاحد بعد انتهاء العطلة الاسرائيلية حيث لا يقوم الاسرائيليون بأي حركة منذ الساعة السادسة يوم الجمعة حتى الساعة السادسة يوم السبت  واتصل يوم الاحد بالرئيس ترامب وقام بشكره وابلغه ان تمثالا للرئيس ترامب سيتم اقامته في القدس وانه ينتظر ان يأتي الرئيس الأميركي ترامب خلال سنة ليدشن التمثال كذلك ان يأتي أعضاء الكونغرس الأميركي معه الى القدس المحتلة ويحتفلون بالقدس عاصمة إسرائيل، وفي ذات الوقت مشاهدة تمثال الرئيس الأميركي ترامب الذي ارتكب جريمة كبرى في حق الشعب الفلسطيني عندما اعطى إسرائيل ارضا ليست له بل هي للشعب الفلسطيني وهي القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وأعطى ما لا يملكه لمن لا يستحق.