IMLebanon

هل انفجار صيدا بأحد كوادر «حماس» رسالة إسرائيليّة؟

حصل تفجير في صيدا من خلال وضع قنبلة تنفجر عن بُعد ووزنها نصف كلغ وملأى بكريات حديدية قاتلة، وقد تم وضعها في سيارة احد كوادر حماس وهو محمد حمدان الملقب بأبو حمزة، وهو يسكن في الطابق السابع في بناية في حي البستان في صيدا، ولدى نزوله الى مرآب السيارات قام بتشغيل مفتاح السيارة عن بُعد لفتح بابها، فانفجرت العبوة الناسفة الموضوعة تحت سيارة سائق السيارة، وعادة يقود السيارة محمد حمدان، فأصيب بشظايا في رجليه، لكنه نجا من الموت. وعندئذ ركضت زوجته باتجاه المرآب، كما ركض 3 رجال كانوا موجودين قرب مدخل المبنى، فوجدوا السيد محمد حمدان مصابا بجروح في رجليه وهو على الارض.
وبدأت زوجته بالصراخ فيما كانت سيارته تحترق نتيجة القنبلة النارية، وهي من نوع حارق جدا مع متفجرات تحملها، اضافة الى كريات النار.
ولم ينتظر السكان مجيء رجال الصليب الاحمر اللبناني ولا مجيء الهلال الاحمر الفلسطيني، فقاموا بنقله فورا الى مستشفى صيدا حيث اجريت الجراحة له في رجليه وهو في حالة جيدة. ومحمد حمدان هو من مواليد 84 غير معروف في صيدا، حتى ان كوادر عليا في حركة حماس في صيدا ذكرت ان محمد حمدان ليس عضوا في حركة حماس، وذلك في اول تصريح ادلت به لدى وقوع الحادث. وكانت لا تكذب بل كانت تقول الامور بعفوية، لان محمد حمدان لم يكن معروفا، ذلك انه احد كوادر حماس المكلفين التعبئة البشرية، وفق بيان حركة حماس، انما في الواقع قد يكون يؤدي دورا هاما ضمن حركة حماس المجاهدة والمقاومة لاسرائيل.
تفجير سيارة محمد حمدان جاء بعد اعلان ان محور المقاومة الفلسطينية قد اجتمع مجددا، كذلك فان حركة حماس بعد مشاكلها مع دولة قطر ومشاكلها مع مصر والسعودية، بدأت بزيارات الى لبنان. لكن محمد حمدان مضى على وجوده في لبنان فترة كبيرة، ويقال ان له علاقات ومحادثات مع ايران. ويبدو ان الموساد الاسرائيلي قد اعتلم نشاط عضو حركة حماس محمد حمدان، وقرر البدء بتصفية كوادر المقاومة الفلسطينية كادر تلو كادر، والعملية بدأت مع المجاهد محمد حمدان عضو حركة حماس.
هل يمكن الجزم أن المجاهد محمد حمدان عضو حركة حماس هو مستهدف من قبل الموساد الاسرائيلي، ام ان منظمة تكفيرية فلسطينية في مخيم عين الحلوة استهدفته؟ من الواضح انه من خلال البحث الفني والتقني في كيفية وضع القنبلة تحت سيارة مقعد سائق السيارة اضافة الى نوع القنبلة الحارقة والمتفجرة والملأى بالكريات من الحديد، اضافة الى ان تفجيرها يتم عن بُعد، يدل على ان الموساد الاسرائيلي هو وراء العملية.
اثر ذلك اعلن ممثل حركة حماس في لبنان ان اسرائيل ارادت اغتيال احد كوادرها وان الرسالة وصلت، وان حركة حماس تعرف كيف تردّ.
ان الحرب لم تنته ولم تتوقف يوما بين حركة وحماس والعدو الاسرائيلي، وهو اذ يستهدف كوادرها لانه قبل ثلاثة ايام قام احد مجاهدي حركة حماس في الضفة الغربية قرب مدينة نابلس بقتل احد الحاخامات الاسرائيليين المتطرفين ورماه بالرصاص في سيارته وقتله، ومضى على العملية 4 ايام دون ان يستطيع جيش الاحتلال الاسرائيلي التوصل الى معرفة منفذ عملية اغتيال الحاخام الاسرائيلي قرب نابلس.
وقد تكون عملية اغتيال الكادر محمد حمدان، وهو على ما يبدو عضو سري في الحركة غير معروف في صيدا وحتى غير معروف من قبل كوادر حماس، ويقوم بنشاط سري كامل ولذلك قام الموساد الاسرائيلي باستهدافه لبدء عمليات تصفية الكوادر المقاومة الفلسطينية التي اصبحت على بداية وضع خطة تحرك ضد العدو الاسرائيلي مجتمعة، سواء حركة فتح ام حركة حماس ام الجبهة الشعبية الديموقراطية والجبهة الشعبية وبقية التنظيمات الفلسطينية المقاتلة.
حادث صيدا وتفجير سيارة محمد حمدان هز المدينة وخلق جواً من عدم الاستقرار في العاصمة الجنوبية صيدا، وتذكر اهالي صيدا اعمال اغتيالات كثيرة حصلت في صيدا من قبل الموساد الاسرائيلي، بخاصة الاخوان مجذوب اللذان اعترفت اسرائيل بقتلهما، وتم اعتقال القاتل المنفذ من قبل الموساد الاسرائيلي، حيث وضعت عبوات متفجرة في ابواب سيارتهما وتم اغتيالهما. كذلك عاشت مدينة صيدا امس حالة عدم استقرار وقام الجيش اللبناني بالاحاطة بمركز الانفجار ومنع احداً من الاقتراب منه، وقام خبراء متفجرات بفحص المتفجرة واثارها على تفجير السيارة. وانه من المؤكد لو صعد محمد حمدان الى سيارته وادار المحرك او اقترب من الباب وفتح باب السيارة دون ان يفتح عن بعد سيارته بالمفتاح الاوتوماتيكي لكان استشهد على الفور.
وهذا احد اساليب الموساد الاسرائيلي من حيث وضع قنابل تنفجر عن بُعد وتكون صغيرة الحجم وذات قوة كبيرة ومحشوة بالمتفجرات مع مواد محرقة جداً وكريات حديد تقتل كل من يقود السيارة او يكون معه داخلها.
واذا كان الفلسطينيون قد بدأوا بالتحقيق في شأن هذا الموضوع، فانهم اعلنوا ان محاولة اغتيال محمد حمدان احد كوادر حماس هو في عهدة الاجهزة الامنية اللبنانية، وهم يثقون بالاجهزة اللبنانية وعملها واكتشاف خلايا الموساد. وقد استطاعت الاجهزة الامنية تفكيك العشرات من خلايا الموساد الاسرائيلي والعملاء الاسرائيليين في السابق على مدى سنوات في المرحلة الاخيرة في لبنان.

وافاد مراسلنا في صيدا محمود زيات ان«انفجار صيدا»… لاقى اهتماما انيا واسعا، حيث تحركت وحدات الجيش اللبناني واتخذت اجراءات امنية واسعة، فيما نشطت الاجهزة العسكرية والامنية والقضائية، لكشف ملابسات الانفجار. وافادت مصادر عليمة، ان الاجهزة الامنية اللبنانية استمعت الى افادة القيادي في «حماس» المستهدف محمد حمدان، في الغرفة التي يخضع فيها للعلاج في «مركز لبيب الطبي» في صيدا، فيما حضر فريق من خبراء المتفجرات في الجيش اللبناني الى مكان الانفجار، وعملوا على معاينة المكان وحطام السيارة، واجروا كشفا كاملا على المكان.
واشار قيادي فلسطيني لـ«الديار»: ان محاولة اغتيال قيادي من «حماس» في مرحلة اشتعال الداخل الفلسطيني دفاعا عن فلسطينية القدس، تحمل العديد من الدلالات الامنية، ولعل اولها ان حرب الاغتيالات الاسرائىلية قد تكون بدأت ضد فصائل المقاومة، لنقل المعركة الى خارج فلسطين المحتلة.

تفاصيل الانفجار

وفي التفاصيل التي روتها مصادر امنية عن الانفجار، ووفق شهود، انه حصل بينما كان محمد عمر حمدان ( 34 عاما) يفتح باب سيارته المركونة في مرآب مبنى سكني، وهي من نوع BMW رصاصية اللون للدخول اليها، بوقوع الانفجار الذي تسبب باصابته بجروح بليغة في انجاء جسمه وفي ساقيه. وقد حضرت سيارات الاسعاف، ونقلت احداها حمدان الى «مركز لبيب الطبي» في صيدا حيث خضع لعمليات جراحية في ساقيه، وذكرت مصادر طبية ان حالة حمدان مستقرة.
وحضرت سيارات الدفاع المدني وعملت على اهماد الحريق الذي اندلع من السيارة. وعلى الفور، حضرت الى المكان قوة من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، ونفذت طوقا امنيا، تمهيدا للمباشرة في التحقيقات لكشف المزيد من الملابسات.
وفي وقت لاحق، تحدثت اوساط امنية عن ان زنة العبوة، قدرها الخبير العسكري الذي عاين المكان بـ 400 غرام من المتفجرات، وتفقد مكان الانفجار مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني العميد فوزي حمادة ورئيس مكتب المخابرات في صيدا العميد ممدوح صعب، فيما حضر فريق من خبراء المتفجرات في الجيش اللبناني، وقاموا بجمع الادلة والعينات من المكان، وعاينوا السيارة المستهدفة، ويجري التدقيق في ما اذا كان الانفجار تزامن مع تحليق لطائرة اسرائيلية فوق صيدا.

قيادة الجيش

هذا وأعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه في بيان لها انه: حوالى الساعة 12.00، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة نوع BMW  فضية اللون في محلة البستان الكبير- صيدا، ما أدّى إلى إصابة صاحبها الفلسطيني محمد حمدان. وقد فرضت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار لتحديد حجمه وطبيعته.
وبعد كشف الخبير العسكري على موقع الإنفجار الذي حصل في محلة البستان الكبير – صيدا، تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة زنتها حوالى 500 غرام من المواد المتفجرة، وبداخلها كمية من الكرات الحديدية».

«حماس»

وفي حين ذكرت اوساط امنية، ان حمدان هو احد كوادر «كتائب عز الدين القسام» التي تعتبر الجناح العسكري للحركة، راجت شائعات عن ان المستهدف هو شقيق مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «حماس» اسامة حمدان، لكن ممثل الحركة في لبنان علي بركة تريث في الاعلان ان حمدان هو كادر في الحركة، لكنه قال «قد يكون المستهدف من كوادر الحركة. وفي وقت لاحق، اصدرت «حماس» بيانا اعلنت فيه ان حمدان هو كادر تنظيمي من كوادر الحركة في مدينة صيدا، ولفتت الى انه اصيب في فمه، وادى الى تدمير السيارة والحاق الضرر بالمبنى، وقالت ان المؤشرات الاولية تميل الى وجود اصابع اسرائيلية خلف هذا العمل الاجرامي.
وقد زار ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة «مركز لبيب الطبي» في صيدا، حيث يخضع محمد حمدان المسؤول في حركة حماس الذي تعرضت سيارته لانفجار عبوة ناسفة اصابته بجروح بليغة لعملية في ساقه.
واستنكر بركة استهداف احد كوادر حماس التنظيمية، وقال ان هذا التفجير لا يستهدف حركة حماس، وانما يستهدف الوجود الفلسطيني وامن لبنان ويشكل اعتداء على السيادة اللبنانية… اضاف: نحن حريصون على السلم الاهلي والاستقرار والعلاقات اللبنانية الفلسطينية وهذه الرسالة تحمل بصمات العدو الصهيوني الذي يريد ان ينقل الكاميرا من الداخل الى الخارج بسبب اندلاع الانتفاضة في فلسطين، العدو عودنا  دائما ان ينقل المعركة الى ساحات اخرى، كما حصل عندما اغتال محمود المبحوح في الامارات العربية المتحدة في 19 كانون الاول 2010  وعز الدين الشيخ خليل في دمشق بتاريخ 26 ايلول 2004،، نحن نؤكد ان معركتنا ستبقى داخل فلسطين.
واشار الى ان حركة «حماس» تتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية للوصول الى كشف كل الخيوط التي تتعلق بالجريمة والمحاولة الفاشلة لاغتيال الاخ حمدان. ولفت الى ان المستهدف محمد حمدان يعمل في المجال التنظيمي داخل حركة «حماس»، وهو احد كوادرها في مدينة صيدا.

حزب الله يدين

وقد دان «حزب الله» «التفجير الارهابي، معتبراً أن «التفجير يأتي لبث الفتنة في مدينة صيدا واحداث فوضى بين فصائل المقاومة الفلسطينية، والجوار من القوى اللبنانية ولصرف النظر عن انتفاضة القدس الباسلة التي تؤرق الكيان الغاصب».
وفي بيان له، لفت «حزب الله» إلى أن «هذا التفجير من حيث توقيته ومكانه يحمل دلالات واضحة لاصابع العدو الاسرائيلي وعملائه لاثارة البلبة ونشر الذعر على بوابة صيدا عاصمة الجنوب والمقاومة»، مشيراً إلى أن «هذا الانفجار يضعنا كلبنانيين وفلسطينيين امام توحيد الصف وتجاوز الخلافات ، ويدعونا للالتفاف حول الأجهزة الأمنية اللبنانية المولجة بحماية أمن المواطنين، وكشف الفاعلين».
وأكد أن «التفجير الارهابي الصهيوني بفعلته هذه يريد حرف البوصلة عن القضية المركزية فلسطين وعاصمته القدس ولاجهاض غضب الانتفاضة المتوقدة مؤكدين على خيار المقاومة في تحرير الارض وتحرير الاسرى والمقدسات».

مواقف منددة

كما استنكرت النائبة بهية الحريري، وقالت في تصريح: «ان هذا التفجير الذي هز صيدا هو استهداف لأمن المدينة، وهو يظهر ان هناك من يريد النيل مما حققته المدينة ومنطقتها ومخيماتها باتجاه تثبيت الاستقرار فيها بالتعاون بين كل مكوناتها ومع الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية ومع الأخوة الفلسطينيين».
واتهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود اسرائيل بالوقوف وراء التفجير، وقال ان اسرائيل هي المتهم الاول وهي العدو الرئيسي ليس فقط للفلسطينيين، بل لكل من يعمل على الساحات من احل قضية الشعب الفلسطيني.
كما اتهم نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود اسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال التي استهدفت القيادي في حركة «حماس». واعتبر «تيار الفجر» ان التفجير يأتي بعد عملية نابلس الجهادية في فلسطين، والتي استهدفت احدى الشخصيات الصهيونية الممعنة في عنصريتها، وقال ان البصمات الصهيونية تبدو واضحة.
ودان الدكتور عبد الرحمن البزري التفجير الارهابي، معتبرا انها رسالة ليست موجهة فقط الى امن مدينة صيدا او المقاومة الفلسطينية، وانما الى الامن الوطني اللبناني، مشددا على ان هذا التفجير في توقيته ومكانه يحمل دلالات واضحة على ان العدو الاسرائيلي وعملاءه هم من يقفون خلفه.