IMLebanon

نصرالله : اولويتنا فلسطين ووحدة كل الفصائل واعلان انتفاضة ثالثة 

أقام حزب الله مسيرة اشترك فيها اكثر من نصف مليون من جمهور المقاومة احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، والقى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خطابا دعا فيه الى الرد على الرئيس الاميركي دونالد ترامب بانتفاضة ثالثة وبناء استراتيجية موحدة في المواجهة الكبرى ومواصلة الحضور والتظاهر لانه شكل من اشكال المواجهة وقال «نجدد وقوفنا الى جانب القدس حتى «النصر او الشهادة» وقال «نحن في لبنان نفتخر باجتماعنا الوطني حول القدس ونجدد العهد والميثاق ان نبقى اوفياء لفلسطين والقدس والمقدسات». ودعا الامة الى مواجهة العدوان الاميركي والمسؤولية لا تقع على الفلسطينيين وحدهم، واكد «ان رأس اولويات اهتمام محور المقاومة اليوم هو القدس والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها وادعو الى التئام محور المقاومة بكامله بعد السنوات العجاف لوضع استراتيجية موحدة وجدد ثقته ويقينه ان قرار ترامب سيكون بداية النهاية لاسرائيل.

نصرالله : للقدس رايحين شهداء بالملايين
قرار ترامب بداية النهاية لإسرائيل… والمقاومة ما دخلت ميداناً إلا وخرجت مُنتصرة

نظم حزب الله تظاهرة جماهيرية ضخمة تضامنا مع القدس وفلسطين والمقدسات ورفضاً للقرار الأميركي الغاشم باعتبار القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، وذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت. انطلقت المسيرة من أمام مجمع سيد الشهداء (ع) وحتى مستديرة الكفاءات، وفي ختامها، كانت كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دعا الدول والحكومات العربية والاسلامية لتحصين الموقف الرافض للقرار الاميركي، ونبّه من العمل على الدول بشكل منفرد للاعتراف بالقرار.
وقال: آن الأوان ليعرف الجميع ان اميركا ليست راعية للسلام، فهي راعية الارهاب والاحتلال والتدمير والفتن وصانعة داعش والجماعات التكفيرية، ويجب ان يكون موقف الامة الوحيد تلخصه كلمتان الموت لاميركا.
ودعا السيد نصرالله الى اعلان انتفاضة ثالثة على الارض الفلسطينية وعلى كل العالم العربي والاسلامي ان يساندهم، ومحور المقاومة سيكون رأس اولوياته ومن جملته حزب الله القدس وفلسطين والشعب الفلسطيني بكل فصائله ومقاومته.
وشدد السيد نصرالله على «ان موقف الشعب الفلسطيني هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية الآنية والمقبلة».
ودعا الى ضرورة العودة الى عزل هذا الكيان الصهيوني بالكامل عبر الضغط الشعبي والمجالس النيابية والحكومات ومواقع التواصل والتظاهرات والضغط على الحكومات لقطع علاقات بعض الدول العربية والاسلامية مع اسرائيل.
وتوجه الى الشعب الفلسطيني قائلا : «يا شعب فلسطين يجب ان تثقوا بوعد الله ان من ينصر الله ينصره ونحن بتحملنا المسؤولية وعدم تراجعنا الله ينصرنا ثقوا بربكم وبحركات المقاومة ومحور المقاومة الذي ما دخل ميدانا الا وخرج منه منتصرا والذي ادخل الامة في عهد الانتصارات، واضاف ارادوا لهذا القرار ان يكون بداية النهاية للقضية الفلسطينية وانا ادعو لنجعل هذا القرار بداية النهاية لاسرائيل.
وقال: يجب ان نحوّل الهزيمة الديبلوماسية للانظمة العربية الى انتصار للشعب الفلسطيني وان نردّد للقدس رايحين شهداء بالملايين.

بداية وجه السيد نصرالله تحية التقدير والتعظيم والإكبار للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، في غزة والضفة والقدس والـ48، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، على وقفته التاريخية وحركته السريعة منذ الساعات الأولى لصدور قرار العدوان الأمريكي الذي أعلنه ترامب باعتباره واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. هذا الشعب الصامد المضحي صاحب التضحيات الجسام الذي يواجه اليوم بصدره، بالحجارة، بالقبضة العزلاء وبالسكين، هذا العدوان ليدافع عن القدس ومقدسات الأمة كلها، مقدسات كل المسلمين في العالم ومقدسات كل المسيحيين في العالم.
وقدر عالياً جميع المواقف التي صدرت رافضة لهذا العدوان الأميركي السافر والبغيض على القدس وعلى القضية الفلسطينية وعلى كرامة هذه الأمة، كما قدر السيد نصرالله المواقف التاريخية لكل المرجعيات الدينية الإسلامية، السنيّة والشيعيّة.
اضاف: أنا أخاطبكم أنتم الذين تتظاهرون اليوم في ضاحية الوفاء والإباء، وأخاطب كل الذين تظاهروا وكل الشعوب العربية والإسلامية، وكل الجاليات العربية والإسلامية في العالم، وأقول لهم: إن تظاهراتكم اليوم هي على درجة عالية من الأهمية في سياق المواجهة القائمة مع هذا العدوان، اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين وفي الساحات وفي التظاهرات وفي الاعتصامات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وبكل أشكال التعبير، لأن الرهان كان أنكم نسيتم وأنكم تخلّيتم وأنكم تعبتم حتى عن أضعف الايمان، واكد ان هذا الاحتضان الشعبي الذي يعبّر عنه بالتظاهرات وغيرها يشكل دعماً معنوياً كبيراً جداً للمقاومين والمنتفضين، حتى الذين يقاتلون في الساحات. نحن كنا في حرب تموز عشنا هذه التجربة، إخواننا في غزة في الحروب المتعددة عاشوا هذه التجربة، إن كل تظاهرة أو اعتصام أو احتشاد قلّ عدده أو كبر كان يحصل في أي مكان من العالم كان يزيدنا قوة وعزماً وتصميماً، ويشعرنا أننا لسنا وحدنا.
وتابع: اليوم الشعب الفلسطيني الموجود في الصفوف الأمامية هو بحاجة إلى هذا الحضور الجماهيري والشعبي في كل الساحات. إن التظاهرات اليوم تشكّل البيئة الحاضنة لكل حركة المقاومة والمواجهة التي ستتصاعد في مواجهة هذا العدوان، لذلك لكل الذين تظاهروا وحضروا وقاموا بهذا الواجب كل الشكر، والدعوة إلى مواصلة الحضور وإلى مواصلة المواجهة وإلى مواصلة التحدي، وهذا شكل من أشكال المواجهة.
وقال:  قد نشهد بعض الخروقات كما حصل مع الوفد البحريني الذي ذهب إلى فلسطين المحتلة، هذا الوفد لا يمثل شعب البحرين ولا علماء البحرين ولا إرادة البحرين، هذا الوفد يمثّل السلطة الغاشمة في البحرين، هي التي أرسلته، وفي هذا التوقيت، وحملته ما سمي برسالة الملك حول السلام والتسامح والعيش المشترك وما شاكل، مع من؟ مع المحتلين، مع المغتصبين للمقدسات، مع الذين يهوّدون القدس، مع الذين يسحقون عظام أطفال الفلسطينيين في فلسطين.
اضاف: هناك شعبان خرجا وواجها الرصاص وتحت النار: الشعب الفلسطيني والشعب اليمني الذي خرج في صنعاء وفي صعدة بمئات الآلاف وصنعاء وصعدة تقصفان في كل يوم وفي كل ليل من قبل سلاح الجو التابع للعدوان السعودي الأميركي على هذا البلد وعلى هذا الشعب، وهذا يؤكد أصالة الشعب اليمني ومظلوميته وحقيقة موقفه تجاه القضايا الأساسية لهذه الأمة.
وفي لبنان، اكد السيد نصرالله اننا نفتخر بإجماعنا الوطني، تعرفون أن اللبنانيين صعب جداً أن يجمعوا على شيء، نفتخر بإجماعنا الوطني، حول القدس وحول فلسطين وحول الموقف من قرار ترامب المدان والمستنكر من قبل جميع اللبنانيين قاطبة، والمواقف التي أعلنت من قبل فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب والكتل النيابية والنواب في اجتماع المجلس النيابي الاستثنائي ودولة رئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية والمكوّنات الشعبية في لبنان، وصولاً إلى الخطاب المميز لوزير الخارجية اللبناني في اجتماع الدول العربية في القاهرة، كان هناك خطابان مميزان، لبنان والعراق، ومن هذه التظاهرة على الأرض اللبنانية وفي ضاحية بيروت الجنوبية، نجدّد باسمكم لشعبنا في فلسطين الآن وفي نهاية الكلمة بعد قليل نجدد العهد والميثاق أن نبقى في لبنان مع فلسطين وشعبها، ومع القدس وأهلها ومع المقدسات الإسلامية والمسيحية مهما كانت التضحيات.
وتابع: من عجيب التقديرات أن يخرج هذا العدوان الأميركي الترامبي على مقدسات المسلمين والمسيحيين في القدس بين ذكريين غاليتين عزيزتين على المسلمين والمسيحيين، بين المولد النبوي الشريف ذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكرى ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، ونشهد اليوم انتفاضة حقيقية في الروح وفي الفكر، في الموقف، في الإرادة، في الميدان، في الشارع، فيها مسلمون ومسيحيون يتضامنون بقوة للدفاع عن مقدساتهم.
وقال السيد نصرالله، لقد بدأت سريعاً نتائج قرار ترامب ومخاطره تظهر، ففي اليوم الثاني تماماً اجتمعت حكومة العدو وأعلنت عزمها على بناء 14000 وحدة سكنية في القدس، وعلى البدء بتغيير الأسماء العربية للشوارع فيها والباقي يلحق، كل المخاطر التي تحدثت عنها قبل أيام، هذا يفترض تحمل مسؤولية. إن هذا القرار الأميركي يجب أن نعرف أنه جاء في سياق، ليس معزولاً ولا مفصولاً، له ما قبله وله ما بعده. عندما نرجع إلى ما قبله سنفهم جيداً ماذا جرى في منطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية، عندما كنا نتحدث عن المشروع الأميركي الصهيوني الذي تساعد عليه بعض الدول الإقليمية في تدمير دولنا وحكومتنا وجيوشنا وشعوبنا، بالـ 2011 قلنا لكم واليوم نذكّر، قلنا لكم إن أميركا التي تدعم الجماعات الإرهابية التكفيرية، وفي مقدمها داعش، هدفها الحقيقي هو تدمير مجتمعنا ومجتمعاتنا والهدف تصفية القضية الفلسطينية حتى يأتي اليوم الذي ينسى فيه الناس فلسطين، فتأتي أميركا وتفرض الحل والتسوية التي تريدها هي وتنسجم مع مصلحها ومصالح الصهاينة.
اضاف السيد نصرالله: هذا الذي نشهده اليوم ولكن ستخيب آمالهم وخابت آمالهم. إذاً هذا فيما قبل، وفيما بعد، هذه الخطوة لها ما بعدها بالنسبة للقدس، سيقول الأميركيون لكل الحكومات العربية والفلسطينيين، القدس خلاص خارج البحث، تعالوا لنكمل التسوية، التسوية في المشروع الأميركي الإسرائيلي المدعوم من بعض الدول العربية على ما يبدو هدفه تصفية القضية الفلسطينية، والمخاطر الآتية على الشعب الفلسطيني، على بقية الأرض الفلسطينية، على السيادة الفلسطينية، على اللاجئين الفلسطينيين، إذاً له ما بعده، هو في سياق، لا نقف عند اللحظة، لا نقف عند هذه المحطة، وإن كانت محطة هامة وخطيرة والتوقف عندها هو من أجل مواجهتها وليس من أجل الجمود عندها، ودعا الأمة جمعاء الى مواجهة هذا المشروع الأميركي العدواني الخطير، المسؤولية لا تقع فقط على الشعب الفلسطيني، وإنما على الجميع. نعم بالدرجة الأولى تقع المسؤولية على الفلسطينيين، لأنهم هم الخط الأول، لأن صمودهم هو الأساس، لأن مقاومتهم وانتفاضتهم هي العامل الأكثر حسماً.
وتوجه إلى الفلسطينيين قائلاً: إذا رفضتم أنتم كفلسطينيين، وأقصد الجميع، الفصائل الفلسطينية، القوى الفلسطينية، السلطة الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، إذا رفضتم الخضوع للإملاءات الأميركية وبعض العربية، إذا لم توقّعوا على أي مشروع من هذا النوع، إذا أصرّيتم على القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ورفضتم أبو ديس وأم ديس وكل عائلة أبو ديس وكل من يقف وراء ديس، إذا رفضتم ذلك، لا يستطيع لا ترامب ولا 1000 ترامب ولا كل العالم ولو أجمعت كل دول العالم أن تنتزع منكم مقدساتكم وقدسكم وأرضكم. أنتم الأساس في أي موقف، إذا وقفتم فالعالم سيقف إلى جانبكم، أو بعضه في الحد الأدنى، أما إذا تخلّيتم فسيقال لكل من يريد أن يقف من أجل القدس، هل تريد أن تكون فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين؟ هل تريد أن تكون ملكياً أكثر من الملك؟ اليوم موقفكم يا شعب فلسطين العزيز والمقاوم والصابر والعظيم والمضحي هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية الآتية والمقبلة، وعليكم الرهان، وكلنا معنيون أن نكون معكم وإلى جانبكم.
اضاف: اقول وبالفم الملآن لقد تمت الحجة، الحجة الإلهية، الحجة العقلية، الحجة المنطقية، كل أنواع الحجج التي تخطر في بالكم، لقد تمّت الحجة اليوم بعد قرار ترامب وأداء الإدارة الأميركية الأخير، على كل أولئك الذين كانوا ما زالوا يراهنون على أميركا أو على موقف متوازن منها، لقد تمت الحجة على كل أولئك الذين يراهنون على تدخل أميركي لمصلحة الفلسطينيين أو الدول والشعوب العربية على حساب إسرائيل، لقد تمت الحجة على كل الذين سلكوا طريق المفاوضات العقيم، وآن الأوان ليعرف الجميع أن أميركا ليست راعية السلام في فلسطين والمنطقة، أميركا صانعة إسرائيل وداعمة إسرائيل، أميركا راعية الإرهاب والاحتلال والتهويد والتهجير والإحراق والتدمير والفتن، أميركا صانعة داعش والجماعات التكفيرية ويجب أن يكون موقف الأمة الوحيد أمام أميركا والذي تلخصه كلمتان: الموت لأميركا.
آن الأوان لأن يفهم الجميع أنه لا يجوز الثقة بأميركا أو الركون إليها، بل هي العدو الذي يجب أن يحذره الجميع ويقف في وجهه الجميع وتدينه كل المحافل.
وشدد السيد نصرالله على انه من أهم الردود على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتكريس إسرائيل في المنطقة، هو العودة إلى عزل هذا الكيان بالكامل، وذلك عبر الضغط الشعبي والجماهيري وأيضاً في المجالس النيابية وفي الحكومات والأحزاب ومواقع التواصل والتظاهرات وبكل الأشكال، على الحكومات والأنظمة في العالم العربي والإسلامي وأيضاً على بعض النخب المستسلمة والمطبّعة، أن يتم الضغط أولاً لقطع علاقات بعض الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، هذا يجب أن يكون هدفاً مركزياً في المرحلة الحالية، الضغط على الحكومات لتقطع العلاقات وتغلق السفارات الإسرائيلية وتنهي أي اتصال مع الإسرائيليين، لوقف كل أشكال الاتصال مع الصهاينة، عربي أو فلسطيني، لوقف ومنع أي شكل من أشكال التطبيع، وتفعيل عمل المقاطعة في كل البلدان العربية والإسلامية، وأنا أقول لأهل القدس وأقول لأهلنا في فلسطين: أي وفد يأتيكم مطبّعاً، مهما كان، مرتدياً عمامة أو حاملا هلالاً أو واضعاً على صدره صليباً أو شيخ عشيرة أو كبير أو صغير، كل من جاء إلى فلسطين مطبّعاً اطردوه، اضربوه بالنعال، ارجموه بالحجارة لأنه لا يمثّل شعبه، وعندما يعود يجب أن تحاسبه حكومته وإلا فليحاسبه شعبه.
المطلوب، يضيف السيد نصرالله، الضغط السياسي لعزل إسرائيل، لعزل هذا الكيان، وأهم خطوة هي المطلوبة من السلطة الفلسطينية بكل واقعية، حتى لو تكلمنا براغماتياً، حتى لو تكلمنا تكتيك مفاوضات، يا أخي حتى لو لا تريدون أن تخرجوا من المفاوضات، بالتكتيك قل لهم، جدياً قل لهم، نحن انتهينا من عملية التفاوض، انتهينا من عملية التسوية ما لم يرجع ترامب عن قراره هذا، عندما يرجع ترامب عن قراره تريد أن تعود للمفاوضات هذا شأنك، أضعف الإيمان، أضعف الإيمان هنا أن تعلن السلطة الفلسطينية وأن تعلن جامعة الدول العربية وأن تعلن قمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بعد يومين وقف عملية السلام، ليس أن المبادرة العربية للسلام ما زالت على الطاولة، أن يقولوا للأميركيين انتهينا، لا يوجد شيء على الطاولة، ارجعوا عن هذا القرار نعود ونتكلم على الطاولة، حتى سياسياً وتكتيكياً هذا منطق قوة ومنطق مؤثر ومنطق فاعل وإن كنا لا نؤمن نحن بمسار المفاوضات على الإطلاق.
واكد السيد نصرالله ان  أهم رد على قرار ترامب العدواني هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة، هذا هو الرد الكبير والحقيقي، وهي مسؤولية الفلسطينيين بالدرجة الأولى وعلى كل العالم العربي والإسلامي أن يقف إلى جانبهم وأن يساندهم.
وتوجه الى الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، فقال: اليوم محور المقاومة ودول محور المقاومة تخرج من محنة السنوات الماضية، وبالرغم من الجراح والآلام التي أصابتها، تخرج منتصرة، قوية، صلبة. هذا المحور يكاد أن ينهي معاركه في الإقليم ويلحق الهزيمة بكل الأدوات التكفيرية التي استخدمتها أميركا وإسرائيل لإسقاطه وسحقه. اليوم محور المقاومة سيعود ليكون أولوية اهتمامه ورأس أولوياته وليعطي كل وقته، ومن جملته حزب الله، للقدس وفلسطين وللشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، بكل كتائبها، بكل سراياها. ونحن نراهن على الجميع أن نقف إلى جانبكم وبكل الطاقات.
ودعا إلى التئام شمل المقاومين جميعاً، إلى لملمة الصفوف بعد السنوات العجاف، إلى تضميد الجراح بعد ما أصاب هذا الجسد الشريف من آلام ومن جراح خلال السنوات الماضية. أنا أدعو جميع فصائل المقاومة في المنطقة وكل الذين يؤمنون بالمقاومة في المنطقة للتواصل والتلاقي لوضع  استراتيجية موحدة للمواجهة، لنواجه جميعاً باستراتيجية واحدة وواضحة ومحددة ولوضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزع فيها الأدوار وتتكامل فيها الجهود في هذه المواجهة الكبرى، ونحن في حزب الله وفي المقاومة الإسلامية في لبنان سنقوم بمسؤولياتنا كاملة في هذا المجال.
وتوجه السيد نصرالله مجددا الى الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وقال: يجب أن تثقوا بربكم وبوعد الله تعالى لكم، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وإن ينصركم الله فلا غالب لكم، إن نَصَرْنا الله بحضورنا ووحدتنا وتلاقينا وتحملنا المسؤولية وملئنا للساحات والميادين وعدم تخلفنا وخوفنا وعدم تراجعنا، الله ينصرنا، ثقوا بربكم، ثقوا بأمتكم التي يراد لكم أن تيأسوا منها، ثقوا بحركات المقاومة وبمحور المقاومة الذي ما دخل ميداناً إلا وخرج منه منتصراً، محور المقاومة الذي نقل الأمة من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات.
اضاف: أرادوا لهذا القرار أن يكون بداية النهاية للقدس وللقضية الفلسطينية، تعالوا معاً لنجعل هذا القرار الأميركي الأحمق الغاشم بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب إلى الأبد وليكن شعارنا ومنهجنا وبرنامجنا: الموت لإسرائيل، وقال: هذا ما يجب، أن نحوّل التهديد إلى فرصة وأن نحوّل هذا الخطر إلى إنجاز، وهذه الهزيمة الديبلوماسية والسياسية للحكومات العربية أن نحولها إلى انتصار للأمة وللشعوب ولفلسطين وللمقدسات.
وقال : القدس العاصمة الأبدية، القدس التي لن نتخلى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفلسطيني ويجب نحن اللبنانيين أيضاً وكل شعوبنا العربية والإسلامية أن تردد مع الشعب الفلسطيني «للقدس رايحين شهداء بالملايين».
واكد السيد نصرالله ان الأجواء التي يراد لكم وللشعب الفلسطيني وللأمة أن تعيش اليأس أنا أقول لكم بكل ثقة، بكل يقين، لم أشاهد منامات ولا أنقل روايات، بالواحد زائد واحد يساوي اثنين، بالمعادلات، بالانتصارات، بقواعد الاشتباك، بالإمكانات التي تحضر، بمحور المقاومة الذي ينهض من جديد، بالتحولات الموجودة في العالم وبالثقة بوعد الله سبحانه وتعالى، قرار ترامب سيكون بداية النهاية لإسرائيل إن شاء الله.
وختم السيد نصرالله قائلاً:هذه هي وقفتنا، هذا هو موقفنا، هذا هو التزامنا وإلى الأبد. نحن في لبنان، بلد المقاومة، شعب المقاومة، بلد التضحيات، بلد الشهداء، بلد الكبار والعظماء وبلد الانتصارات، كنا مع فلسطين من قبل 1948، كان أجدادنا وآباؤنا، وبقينا مع فلسطين وسنبقى مع فلسطين حتى يصلي المسلمون في المسجد الأقصى والمسيحيون في كنيسة القيامة ونردد ونقول: لن نترك فلسطين ولن نترك القدس ولن نترك أقصانا لأنه اليوم يمثل العنوان الذي استشهد من أجله أبو عبد الله الحسين عليه السلام الذي كما بدأنا نختم ونقول له ما «تركتك يا حسين».