IMLebanon

ظريف وموفد من الأسد يهنئان عون ورسالة دعم خليجية للعهد والحريري

تميز الأسبوع الثاني من العهد الرئاسي الجديد في لبنان بدفق الاهتمام الخارجي بالمرحلة الجديدة، بموازاة تسارع الاتصالات من أجل تأليف الحكومة، والتي كان أبرز مظاهرها اللقاء بين رئيسي المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من أجل معالجة كثرة المطالبين بالحقائب الوزارية.

وزار بيروت مساء أمس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والتقى فور وصوله الرئيس ميشال عون، الذي كان استقبل ظهراً وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام موفداً من الرئيس بشار الأسد لتهنئته بانتخابه، والتقى الحريري سفراء وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان (5 دول لأن لا وجود لديبلوماسيين للبحرين) هنأوا كلاً من عون والرئيس المكلف، ونقلوا رسالة دعم لهما.

وقال ظريف في تصريح لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي إنه جاء للتهنئة بانتخاب عون رئيساً، معتبراً أن «الشعب اللبناني أثبت من التجربة التي مر بها من خلال اتحاده وتمسكه بالوحدة الوطنية، والانفتاح والانسجام والتحاور بين كل أطرافه، أن بإمكانه أن يرسم بإرادته الوطنية المستقيمة مستقبلاً مشرقاً وأفضل، ليس فقط لنفسه بل أيضاً لكل شعوب المنطقة».

وأوضح أن «وفداً سياسياً واقتصادياً رفيع المستوى» يرافقه «لكي نستطيع من خلال الاتصالات الاستثنائية والبناءة مع الجانب اللبناني رسم غد أفضل للتعاون المثمر والبناء على المستويين السياسي والاقتصادي مع لبنان».

وامتدح ظريف بعد لقائه عون «إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال إرادته الحرة والمستقلة، البعيدة من أي تدخل خارجي».

وعن الوضع القانوني للمواطن اللبناني نزار زكا الموقوف في طهران منذ سنة، قال: «ما جرى لنزار زكا لا يمثل مشكلة بين إيران ولبنان بل يمثل مشكلة بمخالفة للقوانين المرعية الإجراء في إيران من قبل مواطن أجنبي. المشكلة هي بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وكان الموفد السوري الوزير عزام نقل عن عون تأكيده «عمق العلاقات السورية- اللبنانية التي تربط الشعبين وعمق العلاقات الأخوية التي تربطه مع الرئيس الأسد».

أما وفد سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، فنقل إلى الحريري «وقوف دولنا قاطبة الى جانب لبنان في كل ما يؤدي إلى ازدهاره وتقدمه وأمنه واستقراره»، كما قال سفير الكويت عبد العال القناعي باسمهم. وقال الحريري خلال استقباله الوفد إن «رهاني شخصياً هو أن سُحُب الصيف التي عبرت سابقاً، ولت إلى غير رجعة في العلاقات الأخوية بيننا». وأشار إلى أن وصول عون إلى الرئاسة والحكومة العتيدة الجاري تشكيلها «يمثلان فرصة لتجديد تأكيد هوية لبنان العربية ولإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي».

وعلمت «الحياة» أن الديبلوماسيين الخليجيين أبدوا ارتياحهم الى تولي الحريري رئاسة الحكومة.

وعلى صعيد جهود تأليف الحكومة، كررت مصادر معنية أن الاتجاه الغالب هو أن تكون من 30 وزيراً من أجل إرضاء مطالب الكتل النيابية. ويتركز البحث على معالجة التمثيل المسيحي، إذ ترددت معلومات عن أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رفع سقف مطالبه خلال لقائه مع الحريري ليل أول من أمس. وأوضحت المصادر أن «القوات» تطالب بأكثر من 3 حقائب وبأن تتمثل بالعدد نفسه من الوزراء الذين سيكونون من حصة «تكتل التغيير والإصلاح» الذي يرأسه الآن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، على أن يكون من ضمن حصتها من يمثل المسيحيين المستقلين الذين وقفوا معها في دعمها العماد عون، ولا سيما الوزير ميشال فرعون. ونقلت المصادر أن «القوات» تعتبر أنها حُرمت سابقاً من المشاركة المقبولة في الحكومة وتريد أن تصحح ذلك الآن، كقوة وازنة التمثيل في الشارع المسيحي. وفيما لفتت المصادر المعنية إلى أن مطالب جعجع قد تضيّق على تمثيل «تيار المردة» برئاسة النائب سليمان فرنجية وحزب «الكتائب»، قالت مصادر أخرى إن هذا الأمر لا يستقيم لأن العلاقة الجيدة بين الحريري وفرنجية، بعد أن دعمه الأول للرئاسة، لا تتيح إدارة الظهر لتمثيله في الحكومة، خصوصاً أن عون لا يمانع، والرئيس بري يطرح الأمر كمطلب. والأمر ذاته بالنسبة إلى تمثيل «الكتائب». وتقول المصادر المواكبة للتأليف إنه في انتظار استكشاف ما اتفق عليه عون وجعجع لجهة الحصص الوزارية، فإن بري أكد أمام زواره أمس، أنه سيساعد على تسهيل مهمة الحريري ويدعم توجهه نحو إنجاز الحكومة قبل ذكرى الاستقلال في 22 الجاري. وهو يردد أن «المشكلة» ليست عندي».