IMLebanon

مطر لقانون انتخاب يجد الجميع أنفسهم فيه

بعد انقطاع منذ عام 2014، بسبب الشغور السياسي، عاد قداس مار مارون ليجمع من جديد أركان الدولة اللبنانية في الكنيسة التي تحمل اسمه في محلة الجميزة في بيروت، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو ما أشار اليه رئيس أساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر في عظته مخاطباً رئيس الجمهورية: «ملأتم بحضوركم كرسياً شغر بالأمس في مناسبة عيدين مماثلين ومتتاليين».

احتفلت الطائفة المارونية أمس، بعيد مؤسسها القديس مارون، في احتفال مركزي حضره عون وزوجته، رئيس الحكومة سعد الحريري، ممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب ميشال موسى، الرئيس أمين الجميل، الرئيس ميشال سليمان، زوجتا الرئيسين السابقين بشير الجميل والياس الهراوي، الرؤساء حسين الحسيني، فؤاد السنيورة وتمام سلام، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، عميد السلك الديبلوماسي السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشا وأفراد السلك من سفراء عرب وأجانب وكبار موظفي الدولة.

وبعد الإنجيل، ألقى مطر عظة قال فيها: «إن فرحة العيد في ذكرى مار مارون هي لهذا العام فرحة مضاعفة تملأ قلوبنا عزة وافتخاراً. هي أولاً فرحة جماعة روحية حملت اسمه في التاريخ، وهي بخاصة فرحة بحضوركم يا فخامة الرئيس مع السيدة الأولى عقيلتكم وإلى جانبكم مشكورين بوافر الامتنان والشكر، دولة الرئيس بري، ودولة الرئيس الحريري. وقد شرفتمونا بالمشاركة فملأتم بحضوركم كرسياً شغر بالأمس في مناسبة عيدين مماثلين ومتتاليين، بعد أن ملأتم لبنان الوطن والدولة والشعب، بانتخابكم رئيساً للجمهورية، رجاء وطيداً بقيادة سفينته، مع معاونيكم المخلصين، إلى وضع تغييري جديد وسلام زاهر أكيد».

وتابع مخاطباً: «إننا نصلي لكي يكون عهدكم الميمون الذي بدأت تباشيره الحلوة تلوح في الأرجاء، في خدمة لبنان. ونعرب عن الاعتقاد الذي نلمسه عند المواطنين، بأن التوافق العريض الذي حملكم في المجلس النيابي، وفي أفئدة الشعب وانتظاراته إلى سدة الرئاسة، لم يكن وليد صدفة، ولا خلاصة تحالفات ظرفية عابرة، بل كان تجديداً حقيقياً من اللبنانيين لميثاق عيشهم الواحد الذي من شأنه أن يقوي وحدة الوطن ويصونها، ويدعم المشاركة الحقة في صنع المصير والحفاظ معاً على أسمى القيم الروحية والوطنية التي يجسدها لبنان».

وزاد: «لم تأتوا إلى هذا الموقع إلا لخدمة لبنان، وما نذرتم العمر والحياة إلا للحفاظ عليه. وقد أوضحتم بأبهى صورة في خطاب قسمكم الدستوري أن لبنان الذي تقصدونه هو لبنان القوي الموحد لكل أبنائه، لبنان الحرية والكرامة، والسيادة والاستقلال، والاستقرار والازدهار، لبنان الميثاق والرسالة، أي لبنان الذي يؤمن به جميع اللبنانيين». أما من جهة اللبنانيين، فإنهم يشعرون اليوم أنهم معكم أمام فرصة تاريخية جديدة، تأتي بعد فرصتين سابقتين لإقامة دولتهم في العصر الحديث، هما على التوالي فرصة إعلان لبنان الكبير في العام 1920 وفرصة تحقيق الاستقلال الوطني الناجز في العام 1943».

أضاف: «إن رأينا اليوم في إطلالة هذا العهد الجديد الفرصة الثالثة والأهم لإرساء الدولة في بلادنا وعلى أسس راسخة تضمن لها الحياة والاستمرار، فلأن تطبيق الاتفاقات المعقودة أصبح بين أيدي اللبنانيين أنفسهم وعلى مسؤوليتهم وحدهم، ولأن الشراكة الوطنية التي كان أصابها وهن أصبحت اليوم قادرة على الفعل، ولأن المصالحات التي جرت في مجتمعنا لاقت ارتياحاً كبيراً، ولأن الحوارات من أجل السلم الأهلي تستكمل بكل جدية وإخلاص. وهذا ما جدد فيهم العزم على التوافق والرضا، وما رسخ عندهم القناعة بأن الدولة هي وحدها السقف الواقي لكل الوطن ولكل المواطنين».

ولفت مطر إلى أن «ساعة الحقيقة تدق في أسماعنا وفي حنايا الضمائر، فهذا الوطن العزيز الغالي، الذي يجسد مشروعاً إنسانياً لا مثيل له في المنطقة كما في العالم أجمع، لن يصل إلى مبتغاه ما لم يتم فيه بنيان دولة قادرة وعادلة تثبت قيم عيشه الواحد وتحميه، وترعى الشراكة الكاملة في حكمه، وتؤمن وسائل الحياة لأهله بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية». ورأى أن «هذا العمل الإنقاذي المنتظر منذ مئة عام، لم يعد يحتمل التأجيل ولا التسويف. لكننا والحمد لله نضع في قلوبنا رجاء جديداً بالنجاح لأن أهلنا ومسؤولينا على حد سواء وصلوا إلى هذه القناعة الحاسمة بأن تضامنهم الصادق وحوارهم البناء، ونواياهم الحسنة، وهذه الاندفاعة التفاؤلية التي يحيونها اليوم ستساعدهم على تخطي كل صعاب الماضي ومطباته. فيجب ألا نتراجع أمام أي مأزق وألا نوفر جهداً ولا إرادة للوصول في الأيام العشرة المقبلة إلى وضع قانون انتخابي يجد الجميع أنفسهم فيه ولو سهر المسؤولون أياماً وليالي من دون انقطاع، وصولاً إلى تأمين مصلحة لبنان».

واعتبر أن «الإيمان لن يدع اللبنانيين يخسرون بلادهم، فإن محبة بعضنا لبعض، والثقة التي يحملها بعضنا حيال بعض، لا بد من أن تقودنا إلى إنقاذ لبنان وإلى التمسك به وطناً واحداً لجميع أبنائه. فهذا الإنقاذ هو فعل إرادة جامعة ومجتمعة، قبل أن يكون عملاً سياسياً بحتاً. فالروح في لبنان هو المبتدأ، أما السياسة فهي على أهميتها بمثابة الخبر».

وبعد القداس والصلوات التي رفعت على نية لبنان والسلام، توجه عون والحريري ومطر إلى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التهاني بالعيد. واعتبر عون أن اليوم «ليس للكلام والتصاريح بل للصلاة».

جنبلاط يحذر من مذكرات إدارية وتصريحات «لا تبالي بالدستور»

لفت رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في تغريدة عبر «تويتر» إلى أن «بعض المذكرات الإدارية وبعض التصريحات أصبحت لا تبالي بالدستور فلا بد من الانتباه».

إلى ذلك، استذكر «الحزب التقدمي الاشتراكي»، في بيان، القيادي فيه أنور الفطايري في ذكراه «والمسيرة النضالية التي خاضها بكل محطاتها وعناوينها، وقد قضى شهيد تلك العناوين والثوابت، فعبد بدمائه طريق المصالحة في الجبل وخيار العيش الواحد».

وأضاف: «وإذا كان أنور حاضراً بقوة في تاريخ الحزب والوطن، فإن الحزب التقدمي يجدد استعادة ما قام به في سبيل حماية التنوع في الجبل وترسيخ العيش المشترك في كل قرية وبلدة، تنفيذاً لخيار ثابت لدى رئيس الحزب وليد جنبلاط لطي صفحة الحرب الأهلية بصورة نهائية وفتح صفحة جديدة من الشراكة الوطنية والعيش المشترك».

وأكد «في هذه المرحلة الحساسة بالذات التي تستعاد فيها بعض مناخات حقبة انطوت، تمسكه بنهج المصالحات كخيار إستراتيجي وضعت مداميكه الأساسية برعاية وليد جنبلاط والكاردينال نصرالله بطرس صفير من خلال الزيارة التاريخية للمختارة سنة 2001، ويعلن تصميمه على حماية كل إنجازات هذه المصالحات كما سواها مع كل مكونات الوطن، وثباته على قناعته بصيغة لبنان القائمة على التنوع والاعتراف بالآخر».

وشدد الحزب على «أن كل المحاولات الهادفة لدفعه للتخلي عن هذه القناعة لن تنجح أبداً»، مؤكداً «استمرار خياره الانفتاحي والحواري على كل المستويات».