IMLebanon

الحوار اليوم: لا رئاسة… قانون الإيجارات والتشريع… وإلى المطامر دُر

لم يُسيَّل أيٌّ من المواقف والمبادرات خطواتٍ عملية بعد، وبدا أنّ الانتظار على جبهة الاستحقاق الرئاسي ما زال سيّد الموقف، في الوقت الذي نأى الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله بنفسه عن هذا الاستحقاق وعمّا حوله، مُترفّعاً عن ما سمّاه حملات التشويه، التي أكّد أنّه لن يردّ عليها إلّا بالإنجازات. في هذه الأجواء، ينعقد الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية في جولة جديدة في عين التينة اليوم، ولن يحضره الرئيس سعد الحريري الذي اتصَل برئيس مجلس النواب نبيه بري وأبلغ إليه أنّ رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة هو مَن سيَحضر، علماً أنّ هناك لقاءً متوقّعاً بينه وبين بري سيُعقد في أيّ وقت. ويُنتظر أن يغيب الاستحقاق الرئاسي عن هذا الحوار مرّةً جديدة ليحلّ مكانه ملفّ النفايات العائد بقوّة بعد فشل كلّ محاولات التصدير ـ وما أدراك ما هو التصدير ـ حيث يتوقّع أن يكون عنوان البحث في هذا الملف «إلى المطامر دُر». كذلك سيَبحث المتحاورون في ملف قانون الإيجارات وموضوع التشريع النيابي، خصوصاً أنّ المجلس النيابي يستعدّ للدخول في عَقده التشريعي الأوّل، ابتداءً من أوّل ثلثاء بعد 15 آذار المقبل.

ظلّت مواقف الحريري في مهرجان ذكرى 14 شباط في «البيال» وما تلاها من لقاءات سياسية على مستويات عدة، محور الاهتمام والمتابعة لدى كل الاوساط السياسية.

إلّا أنّ المراقبين لم يرصدوا أيّ حراك جدّي يوحي بأنّ جلسة الانتخاب الرئاسي ذات الرقم 36 المقررة في الثاني من آذار، ستنتهي بانتخاب رئيس، على رغم الدعوات التي اطلقَها البعض للنزول الى المجلس لانتخاب أحد المرشحين الثلاثة المتنافسين: رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية وعضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هنري حلو.

برّي

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس رداً على سؤال حول مدى إمكانية انعقاد جلسة يتنافس فيها المرشحون الثلاثة لانتخاب أحدِهم في ضوء كلام الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بهذا المعنى: «أنا أيضاً قلت الكلام نفسَه في الآونة الاخيرة، وهذا الكلام طبيعي قوله».

وأبدى بري ارتياحَه الى عودة الحريري، واعتبَر أنّ من شأنها ان تساعد في تحريك العجلة السياسية والعمل على معالجة القضايا المطروحة.

لكنّ مصادر نيابية استبعدَت حصول انتخاب رئيس في جلسة مكتملة النصاب ما لم يحصل توافق على هذا الرئيس. وقالت المصادر لـ»الجمهورية»: «إنّ لبنان تعوّدَ ان لا ينتخب رئيسَه إلّا بناءً على التوافق الداخلي والخارجي منذ ما قبل استقلاله عام 1943 وحتى اليوم».

الحريري

وفي الوقت الفاصل عن جلسة انتخاب الرئيس العتيد، كثّف الحريري حركته السياسية والديبلوماسية، وقال ردّاً على سؤال عمّا إذا كان يتّهم «حزب الله» بتعطيل الانتخابات الرئاسية: «علينا أن لا نقول إنّ الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية، فالحزب في رأيي يَستمهل ويأخذ وقتَه».

وأضاف: «في لبنان لدينا نظام ديموقراطي ولعبة ديموقراطية، وهناك ثلاثة مرشّحين، وعلينا النزول جميعاً الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، فليربَح من يربح من هؤلاء ونحن سنهنّئه أياً كان». وأكّد انّ مِن حق رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «ان يرشّح مَن يشاء لرئاسة الجمهورية، ونحن أحرار مِن جهتنا بترشيح من نشاء».

وكان الحريري توّج حركته امس بترؤس اجتماع لكتلة «المستقبل»التي اعتبَرت انّ عودته الى لبنان تساهم في استعادة وحدة 14 آذار، وفي استعادة أولوية قضية إنهاء الشغور الرئاسي. وجدّدت تمسّكها بالدعوة التي أطلقها بوجوب مشاركة جميع النواب في جلسات مجلس النواب «من أجل ممارسة الحق والواجب الدستوري والطبيعي لنوّاب الأمّة في انتخاب رئيس الجمهورية».

وأكّدت «ضرورة التزام الجميع بالقواعد الديموقراطية البرلمانية المستندة الى الدستور اللبناني، وبنتائج الانتخابات، ورفض منطق التعيين والتعطيل المستند والمستقوي بالسلاح غير الشرعي».

وإذ أقرّت بـ«أنّ هناك بعض الاختلافات والفروق في الرأي حول بعض القضايا والمسائل»، شدّدت على انّ عودة الحريري «أطلقت حيوية ودينامية جديدة ونشِطة في التقدّم على مسارات توحيد الرؤى وتمتين وحدة قوى 14 آذار».

نصرالله

وكان السيّد نصرالله وجّه التعزية والمواساة لكلّ محبّي وعائلة الرئيس رفيق الحريري في الذكرى السنوية لاستشهاده. وأعلن في خطابه خلال الذكرى السنوية التي أقامها الحزب للقادة الشهداء أنّه «لن يُسمح للجماعات الإرهابية ولا للولايات المتحدة وخلفَها السعودية وتركيا بالسيطرة على سوريا، كما أنه لن يُسمح لإسرائيل بأن تحقّق أحلامها وأهدافها».

ولفت الى انّ اسرائيل تَعتبر «وجود الجماعات الارهابية في سوريا أفضل من بقاء النظام السوري القائم حالياً، لأنّ هذا النظام يشكّل خطراً على مصالحها وبقائها في المنطقة».

وأوضَح أنّ «الرهان على الجماعات الارهابية بات غيرَ مضمون النتائج بالنسبة الى تركيا والسعودية، لذلك بدأوا بالحديث عن دخول بَرّي تحت عنوان «ائتلاف دولي» فهُم يعتقدون انّ هذا هو الخيار الذي يَجعلهم أقوياء في المفاوضات والبحث عن مكان بَعد كلّ هذه الخيبات».

ورأى أنّ «السعوديين والأتراك يريدون إيجاد موطئ قدم لهم في سوريا، ولذلك هم جاهزون لأخذ المنطقة الى حرب إقليمية لتحقيق مصالحهم ولا يريدون أخذ سوريا إلى تسوية».

وشدّد على «أنه لن يُسمح لكلّ الطواغيت من اميركا والسعودية وتركيا وغيرهم السيطرة على سوريا، كما لن يُسمح لإسرائيل بتحقيق أحلامها، وقال: «نحن من موقع الشراكة بالدم مع سوريا، نفتخر بأننا ساهمنا بمقدار جهدِنا وطاقتنا بمواجهة هذه المشاريع الخطيرة لمنع تحقيقها».

واعتبر «أنّ شهداء المقاومة في سوريا هم كشهداء المقاومة في عدوان تمّوز الذي سقوا مشروع «الشرق الأوسط الجديد» لأن الاهداف والغايات نفسها، مجدّداً الوعد:»حيث يجب أن نكون سنكون».

وتحدّثَ عن سعي إسرائيل المستمر لتشويه صورة المقاومة للقضاء عليها، وقال: «الحرب النفسية للعدوّ لن تنفعَ معنا، ونحن لن نستسلم ولن نضعف، وسنواصل جهدنا في عملية التجهيز والتطوير على كافة المستويات».

وطمأنَ الى أنّ « في لبنان مقاومة قوية وقادرة وتملك قدرات دفاعية جديدة وقادرة أن تلحق الهزيمة بإسرائيل في أيّ حرب قادمة». كما اعتبر «أنّ الاسرائيلي يحسب ألفَ حساب قبل ان يفكّر في أيّ حرب مقبلة ضد لبنان».

«التكتل»

في هذا الوقت، سأل تكتّل «الإصلاح والتغيير» بعد اجتماعه الاسبوعي أمس: «هل مِن تهميش أبلغُ مِن التهميش الذي يعيشه المكوّن المسيحي بعدما قال كلمته؟» وسأل: «عن أيّ ديموقراطية تتكلمون؟ هل أنتم حقاً جادّون في مطالبتكم باحترام الديموقراطية واتّهامنا بتعطيلها؟». وأعلنَ «رفض أيّ وصاية وخصوصاً تلك المتأتية من مخالفة اتفاق الطائف»، مؤكّداً «أنّ المسيحيين شركاء كاملون في السلطة».

روسيا

وحضر الاستحقاق الرئاسي في المواقف الديبلوماسية، حيث دعت روسيا إلى انتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن. وقال سفيرها ألكسندر زاسبكين من «بيت الوسط»: «نشجّع الجهات المعنية والأحزاب والفئات السياسية اللبنانية على ذلك، ولكنّ هناك حدوداً معينة نتصرّف مِن ضمنها لأنّ انتخاب الرئيس شأنٌ داخليّ لبناني، وتَقييمنا للوضع الآن أنّ هذا الموضوع يمكن أن يكون قراراً لبنانياً بغَضّ النظر عمّا يَحصل في المنطقة أو بغَض النظر عن نفوذ الأطراف الإقليمية والدولية، ونتمنّى أن يتم ذلك».

مصر

من جهته، شدّد السفير المصري محمد بدر الدين زايد على ضرورة وضع حدّ للشغور الرئاسي، مبدياً ارتياحه الى «الموقف الواضح والقوي الذي عبّر عنه الرئيس الحريري في هذا الشأن»، وقال: «نحن نؤمن بأنّ من الضروري في هذه المرحلة الاقليمية الدقيقة ان يُصار الى الانتهاء من هذه المسألة ليتمكّن لبنان من النهوض مجدداً» .

الأمم المتحدة

بدورها، أعلنَت الامم المتحدة دعمها «كلّ المبادرات الآيلة الى انتخاب رئيس للجمهورية». وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ بعد لقائها وزير المال علي حسن خليل إنّ «لبنان بحاجة الى مساءلة مستمرة على صعيد العملية السياسية والتوصّل الى اتّخاذ قرارات تصبّ في مصلحة لبنان والمواطنين اللبنانيين واللاجئين في البلاد، وما يمكن أن نقوم به أكثر بالتعاون لمساعدة لبنان على مواجهة التحدّيات الكبيرة في هذه الأوقات الحرجة».

جديد ملفّ سماحة

وقبل 24 ساعة على جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد غداً الخميس علمت «الجمهورية»، أنّ وزير العدل اللواء أشرف ريفي سيشارك في هذه الجلسة بعد وضع ملف إحالة الوزير السابق ميشال سماحة إلى المجلس العدلي على جدول الأعمال، وسيكون له موقف تِبعاً لمجريات المناقشات داخل الجلسة، على أن تكون الخيارات مفتوحة على كلّ الاحتمالات، علماً أنّ محكمة التمييز العسكرية تعقد تزامناً مع مجلس الوزراء جلسة للنظر في قضية سماحة.

ملفّ النفايات

وفي ملفّ النفايات تفاعل أمس ما نقلته وكالة «تاس» الروسية، وهي جهة إعلامية موثوقة، عن تزوير وثيقة رسمية تفيد أنّ روسيا الاتحادية وافقَت على استيراد نفايات لبنان، ما أحدثَ إرباكاً في التعاطي بملف النفايات، وفرضَ العودة الى لغة البحث عن مطامر في لبنان، بعدما أصيبَ الترحيل بانتكاسة.

زاسيبكين

وقال السفير الروسي الكسندر زاسبكين لـ«الجمهورية»: «بالنسبة الى الموقف الروسي نحن بالتأكيد نريد مساعدة لبنان في حل أزمة النفايات لكنّ الامور المتعلقة بالشركات والوثائق والمستندات يجب ان تكون تحت سقف القانون.

الموضوع ليس سياسياً، بل هو موضوع يتعلّق بالشرعية الروسية والشرعية الدولية والمعاهدات المختصة. نحن في روسيا لدينا جهة مسؤولة هي «وكالة الخدمة الفيدرالية لمراقبة البيئة» وهي المعنية مباشرةً بهذه الملفات إنّما ليس لديّ لا معلومات ولا تفاصيل حول هذا الأمر.

والسفارة الروسية ليس لها علاقة بالموضوع ولا بالوثائق المزوّرة، لأنّ لدينا في روسيا وزارة مختصّة ولا أستطيع ان اضيف شيئاً ولن اشاركَ في ترويج هذا الأمر أو توسيع دائرة النقاش حوله أو تأكيده أو نفيه».

وأضاف زاسبكين: «في روسيا معايير خاصة لِما يمكن أن تستورده من النفايات أو ترفضه، ولأي منطقة ممكن ولأيّ منطقة غير ممكن. أنا اطلعت على النظام الإداري الخاص بنا، هناك بنود عدة يجب احترام الاصول القانونية فيها، فالأمر ليس سهلاً للحصول على الموافقة. هناك خبَراء يدرسون هذا الأمر لجهة المصانع للمعالجة وفقَ المعايير المطلوبة وشركات النقل وكلّ المعطيات».

مصادر خاصة

في الموازاة، شكّكت مصادر مواكبة لملف الترحيل بالتزوير، وقالت لـ«الجمهورية»:» إنّ الخبر نشرته جهة واحدة هي وكالة «تاس» الروسية التي نَقلت عن المسؤول الاعلامي في وزارة البيئة انّ الوثيقة التي جاءَتهم من السفارة اللبنانية في موسكو مزوّرة.

إذا أردنا التدقيق بهذا الخبر، أوّلاً، سفارة لبنان في موسكو لا علاقة لها بالموضوع ولم يرسل لها أحد وثيقة، ولم يَطلب منها أحد تقديمَ وثيقة، وبالتالي ما هي الوثيقة التي يتحدّثون عنها؟

وزارة الخارجية في لبنان لم تدخل في موضوع الترحيل، وبالتالي من أدخَل سفارة لبنان في موسكو بهذا الملف؟. فالخبَر من أساسه يشوبه الغموض. ما هي هذه الوثيقة؟ وعمَّ تتحدّث؟ وما هو فحواها؟ ولم يَقل أحد إنّ الوثيقة التي أرسِلت الى وزير البيئة محمد المشنوق مزوّرة.

ثانياً، من يتحدّث عن التزوير إنّما يهدف الى استعمال هذا التزوير، فكيف تزوّر ورقة من وزارة البيئة الروسية إذا كان ليس لها وجهة استعمال؟ وهذه علامة استفهام ثانية كبيرة؟ فالخبر يكتنفه الغموض».

واعتبرَت المصادر أنّ الخبر الذي نشرَته وكالة «تاس» هو خبر مقلِق، لأنّ الوكالة تابعة لجهة رسمية. وأبدت اعتقادها «بأن لا تزوير حصَل لأنّ الورقة الموقّعة من وزير البيئة في روسيا تسلّمَها وزير البيئة في لبنان محمد المشنوق وكانت موقّعة وتحوّلت نسخة منها الى مجلس الإنماء والإعمار الذي رفضَ توقيعَها إلّا عند استلام النسخة الأصلية، الأمر الذي لم يحصل حتى الساعة، ما يَدفعنا الى التفكير بوجود مشكلة، وبالتالي فإننا نعتبر أنّ هذا الأمر ربّما يعود الى حسابات روسية داخلية، وقد خضَع الملف لترتيبات روسية داخلية مختلفة لأنّ الرسالة مرتبطة بشركة روسية ربّما يكون من بينها تغيير شركة «شينوك» التي أوكِلت إليها مهمّة ترحيل النفايات».

ورأت المصادر «أنّ قرار الترحيل تعرّضَ لهزّة لكنّه لم يقع، وبالتالي فإنّ الأمور ستتّضح في الساعات المقبلة، فإمّا يعالَج سريعاً بين الجهات المختصة في لبنان وروسيا وإمّا العودة إلى لغة المطامر».