IMLebanon

مانشيت:«الستاتيكو» يترسّخ مع اقتراب الإنتخابات.. ونصرالله: قرار ترامب بداية نهاية اسرائيل

تزاحمت الأحداث المحلية والاقليمية والدولية دفعة واحدة في الساعات الماضية، بدءاً بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة لقاعدة حميميم الروسية في سوريا ولقائه خلالها الرئيس السوري بشار الاسد وقراره بسحب جزء كبير من القوات الروسية من سوريا، مروراً بمطالبة زعيم «التيار الصدري» العراقي السيّد مقتدى الصدر عناصر «سرايا السلام» التابعة له بتسليم أسلحتهم إلى الحكومة العراقية وإغلاق مقارّهم «إلّا المركزي منها»، وصولاً الى استمرار الغليان في العالم والمواجهات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، رفضاً للقرار الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي اعتبره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «خطأ كبيراً يجب تصحيحه بالعدول عنه»، في وقت قال الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله إنّ هذا القرار الاميركي «سيكون بداية النهاية لإسرائيل»، داعياً الى انتفاضة فلسطينية ثالثة في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
مضى الوضع الداخلي أمس الى «ستاتيكو» سيترسّخ أكثر فأكثر مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، إذ انّ أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري انتهت الى تجديد لسيبة السلطة القائمة، بحيث انها ستبقى حتى الانتخابات النيابية التي يبدو أنها ستُجرى وفق تحالف كبير.

الحريري: سأبقّ البحصة

وفي هذه الاثناء قال الحريري: «انّ الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة إلينا كما هي بالنسبة الى البلد ككل». وأضاف: «لقد كنت واضحاً في كل مواقفي السياسية، وقلت إنّ هناك رَبط نزاع بيننا وبين «حزب الله»، فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية، ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معه على مواقفه الإقليمية والدولية.

لذلك، فإنّ كل قرار نتخذه هو لمصلحة البلد والناس ولكي لا يدفع الشعب اللبناني ثمن التصادم السياسي والذي لا جدوى منه، في ظل ما يجري حولنا من حروب وحرائق».

وقال: «لقد مررنا في أزمة صعبة، هناك من أراد أن يستغلّ علاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية للإساءة إلي شخصياً. هناك أحزاب سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر، وأنا سأتعامل مع هذه الحالات، كل حالة على حِدة، ولكني بالطبع لا أحقد على أحد، لأنني مقتنع بأنّ الوطن بحاجة لكل أبنائه لكي ينهض ويتطور.

على كل حال سأسمّي الأشياء بأسمائها في برنامج «كلام الناس» مع مرسال غانم وسأبقّ البحصة، وهي بحصة كبيرة بالطبع. جميعكم تعرفون من حاول طعننا في الظهر، وهم وحين كانوا يرددون مواقف تَحدٍ لـ«حزب الله» وسياسة إيران ظاهرياً، وجدنا في النهاية أنّ كل ما أرادوه هو الطعن بسعد الحريري.

فهم كانوا يَتهجّمون مرّة على «الحزب» وعشرين مرة على سعد الحريري، وكانوا يدّعون أنهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، كلّ ذلك كان بمثابة أكبر عملية احتيال علينا جميعاً».

الحكومة والنأي

وعلى وَقع ارتدادات زيارة الامين العام لـ«عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي للجنوب وخرق مبدأ النأي بالنفس، وأصداء أعمال الشغب والاعتداء على القوى الأمنية والممتلكات العامة التي رافقت تظاهرة الأحد عند السفارة الأميركية في عوكر، تستعد الحكومة لانطلاقة عملها مجدداً، و«أمامها عمل كبير» كما أعلن الحريري، معتبراً «انّ ظهور عناصر مسلحة أمر مُسيء للدولة ويجب على القوى الامنية ان تتصرف بشكل حازم في هذا الموضوع، وعلى اي شخص يرفع سلاحه ان يدفع الثمن فنحن لسنا في «جمهورية الموز»، نحن دولة ومن يخرق فيها القانون يدفع ثمن ذلك، وهذا موضوع حاسم بالنسبة إلي».

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ بيان «النأي بالنفس» الذي أقرّه مجلس الوزراء الثلثاء الماضي «يُلزم كل القوى السياسية التي وافقت عليه بالاجماع ولم يعترض احد لكي نقول انّ من اعترض يمكن ان لا يلتزم.

وما دام الجميع وافقوا، فمعناه انهم يتحمّلون مسؤولية معنوية للالتزام بمضمونه. وبالتالي، بعد إنجاز هذا التفاهم السياسي ستعاود الحكومة جلساتها هذا الأسبوع لتقارب ملفّات أساسية كالنفط والكهرباء وموازنة 2018 والانماء في المناطق وملف الانتخابات النيابية.

وما دامت الحكومة ستعاود اجتماعاتها فمِن الطبيعي ان تعاود لجنة قانون الانتخاب اجتماعاتها لوَضع صيَغ تطبيقه. واكدت المصادر «انّ التباعد السياسي بين بعض التيارات السياسية لن يؤثر في سير عمل الحكومة، فعندما كانت الحكومة تنتج كانت هذه الاختلافات موجودة بين بعض القوى السياسية ولم تؤثر في إنتاجية الحكومة التي نجحت في معالجة ملفات كبيرة وأساسية».

وأكدت المصادر «انّ التعديل الوزاري لم يعد مطروحاً لأنه لم تعد هناك مسافة زمنية طويلة تفصل عن الانتخابات النيابية، فأيّ وزير سيأتي ويمسك بملف في ثلاثة أشهر ويبدأ بتنفيذه؟ فالتعرّف الى الملف يَستلزم 6 أشهر». ولفتت الى انّ القوى السياسية «ما تزال مُصرّة اكثر من اي وقت على إنجاز الانتخابات في مواعيدها».

قانصو

وقال الوزير علي قانصو لـ«الجمهورية»: «تبيّن انّ زيارة الخزعلي حصلت قبل بيان الحكومة، وقد تمّ تضخيمها بمقدار كبير جداً، فلا يتذرعَنّ أحد ببعض حوادث تَمّت خارج الموضوع». وشدّد على انّ التظاهر «حق كَفله الدستور في اي بقعة من بقاع لبنان لكن تحت سقف القوانين دائماً، فلا يجوز الخروج عن القوانين في أي تظاهرة او تجمّع او اعتصام».

وأكد انّ «ما جرى مع قوى الامن والتعديات على ممتلكات، خصوصاً منازل المدنيين، ما كان يجب ان يحصل»، آملاً في ان تتجَنّب أيّ تظاهرة مُقبلة أيّ إخلال بالأمن وأي تَطاول على الاجهزة الامنية والعسكرية، فهي في النهاية تسهر على استقرارنا وأمننا، والمشكلة هي بيننا وبين العدو الاسرائيلي والادارة الاميركية وليس بيننا وبين القوى الامنية والعسكرية».

نصرالله

في غضون ذلك، إعتبر السيد نصرالله انّ «أهم رَد على قرار ترامب هو إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة». ودعا في ختام مسيرة تضامنية مع القدس في الضاحية الجنوبية لبيروت «جميع فصائل المقاومة في المنطقة وكل الذين يؤمنون بالمقاومة إلى التواصل والتلاقي لوَضع استراتيجية موحدة لمواجهة العدوان، ووضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزّع فيها الأدوار وتتكامل الجهود في هذه المواجهة الكبرى».

وقال: «من أهم الردود على قرار ترامب هو العودة الى عزل الكيان الصهيوني بالكامل والضغط الشعبي والجماهيري والسياسي وقطع العلاقات العربية مع اسرائيل».

ورَدّ على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، قائلاً: «لن أردّ عليه. والمسار يجب أن يبقى للقدس، العاصمة الأبدية التي لن نتخلى عنها. ونردّد جميعاً للقدس رايحين شهداء بالملايين».

الملف الإنتخابي

إنتخابياً، كَرّر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تأكيد الجهوزية الكاملة لإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، وأطلق شعار «2018 لبنان ينتخب» الذي سيرافق الانتخابات النيابية المقبلة في كافة مراحلها.

وقد ترأس المشنوق الاجتماع الدوري لكبار الموظفين المعنيين بالتحضيرات للانتخابات، وجرت مناقشة مختلف القضايا اللوجستية والادارية والتقنية والقانونية المتعلقة بالعملية الانتخابية في لبنان وفي دول الانتشار.

ووافق المجتمعون على اعتماد العازل الانتخابي الجديد الذي صُمّم وفق المعايير الدولية الحديثة التي تعزّز سرية الاقتراع يوم الانتخاب، كما انّ هذا العازل يتميّز بمواصفات عملانية تسهل تركيبه وكلفته مُتدنية، وسيأخذ «برنامج الامم المتحدة الانمائي» على عاتقه تَحمّل تكاليف تأمين آلاف العوازل الضرورية لإجراء العملية الانتخابية.

من جهة أخرى، ينعقد مجلس الوزراء بعد غد في السراي الحكومي بجدول أعمال حافل يَتصَدّره ملف النفط. وعلمت «الجمهورية» انّ جلسات المجلس الخاصة بموازنة 2018 لن تكون بعيدة، وسينعقد اليوم اجتماع تحضيري لها ولملفات مالية أخرى بين الحريري ووزير المال علي حسن خليل.