IMLebanon

اتفاق إستراتيجي بين دولة الإمارات ومؤسسة الإنتربول

 

طغى مشهد الانتخابات البلدية والاختيارية، التي تنطلق أولى جولاتها هذا الاحد في بيروت والبقاع وبعلبك ـ الهرمل، على ما عداه من اهتمامات وعناوين، وغابت مظاهر التحركات السياسية المتصلة بالشأن الرئاسي، كذلك غاب «لقاء الاربعاء النيابي»، بينما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الدفاع الوطني، الداخلية والبلديات، الاعلام والاتصالات، الى جلسة مشتركة العاشرة والنصف قبل ظهر الاثنين المقبل لمواصلة مناقشة اقتراحات ومشاريع قوانين انتخابية. كذلك ذكّر بالدعوة الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الساعة الثانية عشرة ظهر الثلثاء المقبل. امّا مجلس الوزراء فيجتمع بعد ظهر اليوم في جلسة عادية يغيب عنها مجدداً ملف المديرية العامة لأمن الدولة. وفي غضون ذلك شهدت ابو ظبي أمس توقيع اتفاق تعاون استراتيجي بين مؤسسة الانتربول ودولة الامارات العربية المتحدة وذلك في مجالات دعم الانتربول وإطلاق سلسلة مشاريع أمنية عالمية متطوّرة تهدف الى تعزيز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة.

فقد استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أمس رئيس مؤسسة الانتربول نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية السابق الياس المر، وذلك في حضور سفير دولة الإمارات في لبنان حمد سعيد الشامسي.

وتخلل اللقاء عرض سبل تعزيز التعاون وتطويره بين الجهات المعنية في الدولة ومؤسسة الإنتربول في شأن قضايا مكافحة الجريمة بأنواعها كافة.

وأشاد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بتوقيع الاتفاق بين وزارة الداخلية ومؤسسة الانتربول الدولية في شأن استضافة الإمارات لمقرّ المركز العالمي لـ«مؤسسة الانتربول» في أبو ظبي، مؤكداً حرص دولة الامارات على تعزيز التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الجرائم كافة.

وكانت مؤسسة الانتربول ودولة الامارات العربية المتحدة وقّعتا اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي بينهما في مجالات دعم الانتربول وإطلاق سلسلة مشاريع أمنية عالمية متطوّرة تهدف الى تعزيز مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة.

وقد حضر الاحتفال بالتوقيع في مقرّ وزارة الداخلية في أبو ظبي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورئيس مؤسسة الانتربول نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والداخلية السابق الياس المر، وعدد من الضباط الإماراتيين الكبار ومسؤولون من مؤسسة الانتربول.       

ويتضمّن الاتفاق، إنشاء مقرّ رئيسي لـ«مؤسسة الانتربول» في مدينة أبو ظبي، وإطلاق المشاريع التالية على المستوى العالمي:

تأمين المجتمعات ضدّ التهديد الإرهابي.

الحدّ من الجرائم المتصلة بالمركبات.

حماية المجتمعات الضعيفة.

حماية التراث الثقافي.

الجريمة الإلكترونية: تبادل المعلومات ومنصّة تحليلية في الوقت الحقيقي.

إستهداف تجارة المخدرات غير المشروعة.

منع الإتجار بالسلع والمنتجات الطبّية غير المشروعة.

مساهمة عامة للانتربول.

وسيُقام احتفال خاص في موعد لاحق لتدشين المقر والإعلان عن المشاريع، كذلك سيتمّ تنظيم مؤتمر وورشة عمل دولية في دولة الإمارات في هذه المناسبة التي تُعتبر حدثاً دولياً مميّزاً على مستوى الأمن العالمي. وتهدف البرامج الى مواجهة التحدّيات الأمنية المتزايدة على المستوى العالمي بتقنيات مبتكرة واستراتيجيات حديثة.

الحريري

داخلياً، لم يسجل امس اي حدث سياسي بارز في ظل انشغال الجميع بالتحضير للإنتخابات البلدية، وقد كرر الرئيس سعد الحريري دعوته إلى الاقتراع بكثافة لمصلحة «لائحة البيارتة»، «كون هذه اللائحة القائمة على المناصفة، والتي تجسد العيش المشترك بين كل مكونات العاصمة، تشكل قدوة لكل لبنان». وقال لوفود بيروتية: «سندافع بكل ما أوتينا من قوة عن مبدأ الإنماء في بيروت، وسنحاسب كل من يسيء للعاصمة ولن نتساهل معه».

وكان الحريري رأى خلال لقائه وفداً من جمعية تجار بيروت وممثلين عن جمعيات التجار من مختلف المناطق «انّ تردي الوضع الاقتصادي سببه غياب أي أفق للحلول السياسية»، وأعرب عن اعتقاده انه «لحظة انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة سيشهد البلد تحسناً ملموساً وستنشأ أجواء جديدة مؤاتية لتنشيط كل القطاعات التجارية والاقتصادية».

مخاتير الأشرفية

الى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ خرقاً كبيراً حصل ليلاً في معركة المخاتير في الأشرفية والصيفي والرميل، حيث اقترب الجميع من الاتفاق على لائحة إئتلافية تضم «القوات» والكتائب و«التيار الوطني الحرّ» و«الطاشناق» والوزير ميشال فرعون وعائلات المنطقة وفاعلياتها، بعد سلسلة اجتماعات مكثّفة.

ومن المقرّر أن يعلن اليوم الإتفاق إذا لم يحصل أي تطوّر سلبي، خصوصاً انه ما زال هناك بعض العقبات من ناحية توزيع المخاتير على القوى السياسية، واعتراض البعض على الحصّة المقررة له.

إطلالتان لنصرالله

وفي هذه الأجواء، من المقرر ان يطلّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عند الخامسة مساء الجمعة عبر تلفزيون «المنار»، خلال احتفال تقيمه «هيئة دعم المقاومة الإسلامية».

وعلمت «الجمهورية» انّ السيد نصرالله سيتناول في كلمته التطورات السياسية، وسيخصّص جزءاً كبيراً منها للحديث عن استحقاق الانتخابات البلدية وظروفها، وسيوجّه خلالها نداء الى المواطنين للمشاركة فيها بكثافة، وسيدعو الى التوافق والتفاهم. كذلك ستكون لنصرالله إطلالة ثانية الاسبوع المقبل حيث سيتحدث في مناسبة «يوم الجريح المقاوم» الذي تقيمه «مؤسسة الجرحى».

المشنوق

وتحضيراً للانتخابات البلدية، ترأس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس اجتماعين، الاول إداري للمحافظين والقائمقامين، والثاني استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي، واكد بعدهما أنّ الانتخابات البلدية والإختيارية الحالية «هي الأهم منذ عقود». وقال إنّ «الانتخابات البلدية التي نجريها تعتبر المتنفّس الوحيد المتاح في ظل التمديدات التي يعيشها لبنان، والاستثناء الوحيد المتاح لإعادة إحياء النظام الديموقراطي اللبناني».

وكشف أنّ «أكثر من 26 ألف موظف و20 ألف رجل أمن سيواكبون الانتخابات»، وطمأن الى أنّ «هناك قدرة أمنية على متابعة العملية الانتخابية البلدية والاختيارية في كل المناطق لانتخاب مجالس 1030 بلدية، عدا نحو 3000 مختار، والمجالس الإختيارية، وبالتالي سيعيش لبنان شهراً إنتخابياً بامتياز».

وعن «المناطق الساخنة»، قال المشنوق «إنّ الاجتماع الأمني ناقش طريقة إجراء الانتخابات في المناطق واتخذنا الاجراءات اللازمة»، مشيراً إلى «أنّ هناك قدرة أمنية على متابعة العملية الانتخابية البلدية في كل المناطق»، موضحاً «أنّ مراكز الاقتراع في عرسال ستكون في مهنية عرسال الفنية ومدرسة جواهر الآداب، وسيتولى الجيش مهمة توفير الحماية».

ولفت الى «أنّ هناك عدداً محدوداً جداً من القرى التي فيها مشاكل أمنية أو طائفية حادة لا نزال نناقش قرار احتمال تأجيل أو عدم تأجيل الانتخابات البلدية فيها».

وإذ اكد المشنوق أنه تلقى «الدعم التام والكامل من الرئيس نبيه بري لإجراء الانتخابات البلدية على رغم كل الحديث عن إلغائها وتأجيلها»، أوضح أنه «بعد أيام سيتوجه ثلث اللبنانيين تقريباً، في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، أي أكثر من مليون وثلاثة وسبعين ألفاً، إلى أقلام الاقتراع.

ولهم كل الحق والحرية في تقرير مصيرهم البلدي ومن الذين سيتولون إدارة شؤونهم اليومية وخدماتهم العامة، وسيتصرفون بأموالهم وبضرائبهم». وأمل في انتقال «العدوى الانتخابية» الى استحقاقات أخرى، قائلاً: «أتمنى أن يتاح لي كنائب أن أنتخب رئيس جمهوريتي في أقرب وقت ممكن».

المطارنة الموارنة

وفي المواقف من الانتخابات البلدية، أمل مجلس المطارنة الموارنة في «أن تبقى الإنتخابات البلدية على مستوى راق في التحضير لها وإطلاع المواطنين على البرامج الإنمائية لجذب أصوات الناخبين»، وكذلك أمل في «أن تأتي هذه الانتخابات بأشخاص وفرَق عمل تعمل بكل جدية على إنماء المناطق وصون البيئة والاهتمام بمشكلات الناس المتفاقمة».

باسيل

في سياق متصل، إعتبر رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار، «أنّ الانتخابات البلدية والإختيارية أتت لتكسر الجمود في الحياة العامة، ولتؤكّد أنّ الدولة اللبنانية تستطيع إجراء الإنتخابات، مسقطةً حجّة الأمن وعدم الجهوزية التي استخدمتها الأكثرية النيابية من أجل التمديد للمجلس النيابي».

وأشار الى «أنّ التيار الوطني الحر اختار تحالفاته السياسية من زاوية التنمية والمصلحة العامة والوئام الأهلي كشرط من شروط النجاح، إنْ في الانتخابات أو في العمل البلدي».

موضحاً أنّ «مبدأ التفاهم مع «القوات اللبنانية» قائم ومن دون ان يكون على حساب الحلفاء الآخرين، أو أن يكون محاولة إلغاء لأيّ كان، ونحن نسعى لتوسيعه كي يشمل كل المكونات الأخرى.

هذا المبدأ قائم ونسير به حيث يمكن، أمّا حيث لا يمكن، سنترك الأمر محلياً للقواعد الشعبية، فإمّا أن نقف على الحياد، أو نترك التنافس محلياً من دون أن يكون له أي طابع تنافسي سياسي. ليس هناك قاعدة واحدة ولا معيار واحد في البلديات، فالأمر متروك لكل بلدة على حدة لمعالجتها».

وقال باسيل: «دخلنا الى لائحة «البيارتة» مثلما دخلنا الى الحكومة. دخلنا في أماكن لدينا فيها قدرة على المراقبة، وبالتالي إحداث تغيير معين. وسنرى أنه مع دخولنا في بلدية بيروت، سيخرج الصوت من داخلها على أيّ خطأ ممكن أن يحصل، تماماً كما نفعل في الحكومة».

الكتائب

واعتبر حزب الكتائب «أنّ قطار الانتخابات التي تبدأ محطته الأولى الأحد المقبل يفضح استحقاقين: الأول هو الفراغ الرئاسي الذي يدخل اعتباراً من هذا الشهر عامه الثالث من دون ان يرفّ جفن لمَن يعطّل الاستحقاق ويضع كل المؤسسات في حالة الشلل الكامل ويطاول اللبنانيين في حياتهم وعيشهم اليومي. والثاني يتمثل بالانتخابات النيابية الممدة للمرة الثانية مع ما يعني ذلك من مصادرة مكشوفة لإرادة الناخبين».

الراعي

وفي المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: «كلّنا يعاني أزمة فقدان المشاعر الإنسانية في معظم القلوب، ونراها ظاهرة في الحقد والبغض والضغينة، في الحسد والنميمة، في استغلال الوظيفة والجشع، في التزوير والرشوة، في إهمال الواجب، وبخاصّة واجب تأمين الخير العام من قبل الذين يتعاطون الشأن السياسي والعام في الدولة ومؤسساتها الدستورية العامّة».

وشدد الراعي على «انّ الوطن بحاجة إلى منقذين يتميّزون بالتجرّد من المصالح الشخصيّة وبالتفاني في سبيل الخير العام، من أجل بداية مسيرة جديدة للنهوض بمجتمعنا ووطننا».

الإنترنت غير الشرعي

وفي جديد قضية الإنترنت غير الشرعي، بدأ القضاء الدخول في تفاصيل الملفات التي أحيلت الى قضاة التحقيق في بيروت وجبل لبنان من خلال الاستماع الى عدد من الموقوفين من موظفين ومسؤولي شركات كانوا قد تورّطوا في استجرار الإنترنت من الخارج بطريقة غير شرعية.

وفي الوقت الذي واصل قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي تحقيقاته في ملف «الغوغل كاش»، استمع أمس الى توفيق حيسو الموقوف من بين مجموعة من ثلاثة موقوفين من شركته وموظفين في هذا الملف، وأصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه وأمهله لتقديم دفوع شكلية.

كذلك استمع الى روبير صعب وأصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقه. وفي الملف عينه، تعثرت انطلاقة قاضي التحقيق في جبل لبنان رامي عبدالله ولم يتمكن من الإستماع الى افادة المدير العام لهيئة «اوجيرو» عبد المنعم يوسف لوجوده خارج لبنان بإذن خاص من وزير الإتصالات بطرس حرب لدواع وُصفت بأنها «إدارية وصحية» قد تستغرق اياماً عدة من دون سقف محدد من اليوم، فأُعيد تبليغ مكتبه بضرورة المثول امام قاضي التحقيق في 11 ايار الجاري.

وعشيّة اجتماع لجنة الإعلام والإتصالات النيابية التي ستواصل البحث في هذا الملف، عاد وزير الاتصالات الى بيروت في الساعات الماضية، ما أعاد البحث في ملف الإذن الخاص الذي طلبه المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود لملاحقة عدد من موظفي مؤسسة «اوجيرو».

وقالت مصادر قضائية لـ«الجمهورية» انه وفي ضوء موقف حرب ومدى تجاوبه مع إعطاء الإذن أو عدمه، سيبنى على الشيء مقتضاه لمعرفة الخطوات اللاحقة التي يمكن للنيابة العامة التمييزية ان تتخذها، وسيتحدد مسار هذه القضية خلال الساعات المقبلة.