IMLebanon

جلسة حوار ثانية اليوم لمعالجة التوتر المذهبي…

في موازاة برودة الطقس بفِعل العاصفة الثلجية التي تشغل اللبنانيين لأيام، وتستنفر المعنيين تأهباً لإمكان حصول أي طارىء، تعود الحرارة مجدداً الى الحركة السياسية في البلاد، حيث يحفل الاسبوع الاول من العام الجديد بروزنامة استحقاقات ومواعيد وإجراءات، فيبدأ لبنان من اليوم تطبيق آلية تنظيم عملية دخول السوريين إلى لبنان والإقامة فيه. أمّا العمل السياسي فيُدشّن بجلسة حوار هي الثانية بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» تنعقد مساء في عين التينة، وتليها جلسة نيابية الاربعاء لانتخاب رئيس جمهورية جديد، فجلسة لمجلس الوزراء الخميس. وفي الموازاة، تنشط التحضيرات للقاء رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

تنعقد مساء اليوم جلسة الحوار الثانية بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» في مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة، ويرجّح اعتماد الاجراءات نفسها التي اعتمدت في الجلسة الأولى، وسيبدأ البحث خلالها في جدول الاعمال، وينتظر أن يكون البند الاول موضوع معالجة التوتر الشيعي- السني حيث سيناقش المتحاورون الخطوات الواجب اتخاذها من اجل تخفيف هذا التوتر، ومنها الوضع الاعلامي.

وعشيّة الجلسة أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره «انّ هذا البند سيناقش في جدية وعمق، وهو يحتاج الى تعاون مشترك لَمستهُ لدى الطرفين المتحاورين في الجلسة الاولى من الحوار». وأضاف: «هذا الحوار هدفه وطني وليس حواراً سنياً ـ شيعياً فقط».

وسئل بري عن مخاوف البعض من أن يؤدي هذا الحوار الى تحالف رباعي جديد، فقال: «لا، لن يؤدي الى مثل هذا التحالف، وانّ البيان الذي أصدرناه بعد الجلسة الاولى كان واضحاً جداً ودقيقاً جداً في هذا المجال، وقد اختيرت عباراته وكلماته بعناية، بحيث انّ أيّ اتفاق يتوصّل اليه الطرفان المتحاوران يأخذ في الاعتبار جميع الاطراف ومصلحة البلاد».

وعن الحوار بين رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، قال بري: «انّ هذا الحوار ارتداد طبيعي للحوار بين حزب الله وتيار «المستقبل»، ونحن شجّعناه ونشجعه».

كلمة لنصر الله الجمعة

وفي هذه الأجواء، يلقي الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله كلمة عبر الشاشة، الساعة الثانية والنصف من يوم الجمعة المقبل في مهرجان يُقام في ثانوية المهدي ـ الحدث بدعوة من جمعية الإمداد الخيرية الاسلامية في ذكرى ولادة النبي محمد التي تتزامن مع ذكرى انطلاقة عمل الجمعية وأسبوع كفالة اليتيم.

ومن المتوقع ان يتطرّق نصرالله، الذي كانت آخر إطلالة له في العاشر من محرم بعد انتهاء المسيرة العاشورائية في 4 تشرين الثاني الماضي، الى ملف الارهاب وموضوع الحوار بين المستقبل والحزب.

الجسر

وعشيّة جلسة الحوار، أوضح عضو وفد «المستقبل» النائب سمير الجسر لـ»الجمهورية» انها ستعقد السادسة مساء اليوم في عين التينة، ويشارك فيها الاشخاص أنفسهم الذين شاركوا في الجلسة التمهيدية، وهي ستكون بعيدة من الاعلام وعدسات المصورين. وقال: «نتمنى ان تكون هذه الجلسة بالروحية نفسها التي سادت الجلسة الاولى والتي كانت تَتسِم بكثير من الجدية والصراحة.

وكعادتنا، نحن سنتحدث خلالها بصراحة لأننا نعتقد انّ تخبئة الامور لا توصِل الى نتائج، فالمسايرات وعدم تسمية الاشياء بأسمائها لا توصِل الى نتيجة، ويجب تحديد المشكلة للتمكّن من تحديد العلاج.

وإن شاء الله نحدد ما نجده من مشكلات، وهم كذلك. وسنسعى بموضوعية لإيجاد العلاج لها». ولفت الى انّ «المتحاورين سيبدأون اليوم مناقشة البند الاول والاساس في جدول الاعمال، وهو الاحتقان المذهبي الذي خلق التشنّج السياسي ومتفرعاته».

وعن أفق هذا الحوار وعدد الجلسات التي يتطلبها، قال الجسر: «بمقدار ما نطرح من مشكلات ومدى ارتباطها بالحلول التي ستطرح وسُبل الوصول اليها، ولا اعتقد انّ هذا الامر يحدد زمنياً، لكن الجميع لديهم النية في التسريع اذا استطعنا الوصول الى شيء».

حوري لـ«الجمهورية»

واكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري «اننا مُلزمون بالتفاؤل لأنّ البديل من الحوار هو بديل سيئ». وقال لـ»الجمهورية»: «نأمل في ان يخفف هذا الحوار الإحتقان، ويفتح ثغرة في الموضوع الرئاسي».

ترو

وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب علاء الدين ترو لـ»الجمهورية»: «كنّا وما نزال من أكثر الداعين الى الحوار والمشجعين له، وكنّا دائماً ندعو الى طاولة حوار، وإن لم يكن الى حوارات ثنائية، وهذا ما حصل. الحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» هو حوار جيّد ونشجّعه ونبني عليه كثيراً من أجل تخفيف حدة الاحتقان وإمكانية الوصول الى قواسم مشتركة في بعض الملفات التي تعني لبنان واللبنانيين. وكذلك شجّعنا الحوار بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية».

وعن استبعاد رئيس «اللقاء» النائب وليد جنبلاط عن الحوارات، أجاب ترو: «نحن لم نكن أصلاً من الراغبين في الوجود على طاولة الحوار سواء مع «المستقبل» وحزب الله أو مع «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، ولم يستبعدنا أحد، لكننا أردنا ان يكون هذا الحوار ثنائياً لكي تجلس الأطراف التي لها وجهات نظر مختلفة بعضها مع بعض وتبحث في هذه الاختلافات.

وفي نهاية كل جلسة، يأتي جميع مَن يشارك في الحوار الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لوضعه في اجواء النقاش والمواضيع التي بُحثت، لأننا نريد أن نكون على صِلة بنتائج الحوار وقريبين من مواضيع البحث بُغية تأدية دور خفيّ في تقريب وجهات النظر ومعالجة المشكلات التي تطرأ من جرّاء الحوار».

«حزب الله»

واعتبر نائب الامين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم انّ الحوار «هو نتيجة لفشل الخيارات الأخرى التي اعتمدها البعض». ولفت الى «انّ انطلاق الحوار بين الحزب و»المستقبل» كان نقطة ايجابية، وسنسعى الى ان يكون كل الحوار ايجابياً».

واذ أكّد «اننا نسير على الخط الصحيح»، تحدث عن «إشارات إقليمية سهّلت انعقاد الحوار». وقال: «انّ عام 2014 «هو عام اهتراء الدولة، إلّا أن البديل عن النظام السياسي في لبنان هو الفوضى، خصوصاً اننا لا نستطيع ان نتّفق على رئيس جمهورية او على قانون انتخابي».

ترحيب إيراني

وجددت ايران ترحيبها بالحوار، وقال سفيرها في لبنان محمد فتحعلي: «انّ مسألة الحوار بين حزب الله وتيار «المستقبل» هي ايضاً من القضايا الداخلية في لبنان، وإنّ ايران ترحّب بهذا الحوار وتأمل في أن يتوصّل الجانبان الى نتائج مثمرة وإيجابية لحلّ بعض المشكلات في لبنان».

الإستحقاق الرئاسي

وعلى مسافة ايام من جلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد المقرّرة بعد غد، وفي ظل استمرار غياب أيّ مؤشّر على إمكان نجاح النواب في انتخابه، رفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة «من أجل العائلة الوطنية اللبنانية لكي تحافظ على وحدتها، ومن أجل أن يرسل الله لها رئيساً للجمهورية يضمن الوحدة الوطنية، ويعزّز العيش معاً، مسيحيين ومسلمين، بالمساواة والتعاون، ويعيد للدستور هيبته، وللميثاق الوطني انتعاشه، وللمؤسسات الدستورية حيويتها، ولأعمالها وصلاحيّاتها شرعيتها».

ملف العسكريين

وفي ملف العسكريين المخطوفين أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق انّ هناك تقدُّماً في هذه القضية «ولكن لن أعلن عنه اليوم، في انتظار التصوّر النهائي حوله». وقال: «من الواضح أنّ المفاوضات الجارية حاليّاً باتت متقدمة ولم تتراجع ولم تعد مفاوضات باردة». وآمل في «أن تُحلّ هذه القضية مع بداية هذه السنة الجديدة إن شاء الله».

آلية تسليم الاسلحة

وعلى خط هِبة الثلاثة مليارات دولار السعودية لتسليح الجيش اللبناني، بحث وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في الرياض مع وليّ العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز في موضوع تسليم اسلحة فرنسية للبنان.

كذلك التقى كلّاً من نظيره السعودي الامير محمد بن نايف ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل ووزير الحرس الوطني الامير متعب بن عبدالله ومساعد وزير الدفاع. وتمحورت المحادثات كذلك، بحسب مصدر ديبلوماسي، حول الاوضاع الاقليمية ومحاربة الإرهاب والأزمة السورية والعلاقات الثنائية في مجال الدفاع.

من جهتها، قالت مصادر في وزارة الدفاع الفرنسية: «انّ السعودية تشكّل 40 في المئة من طلبات الاسلحة الفرنسية في العام 2014 (اربعة مليارات يورو)، كما انّ عقود الاسلحة تشكّل 60 في المئة من العقود الضخمة التي وقّعتها فرنسا مع المملكة».

الجدير ذكره انّ التوقيع بالأحرف الاولى على تسليم الاسلحة الفرنسية للبنان في إطار الهبة السعودية تمّ منتصف الشهر الماضي في بيروت.

وسيستغرق تسليم الأسلحة ثلاث سنوات، وبينها سبع طائرات مروحية من نوع «غازيل» مزوّدة بصواريخ مضادة للعربات وسبع أخرى من طراز «بوما» مخصصة لنقل الجنود.

وبالاضافة الى المروحيات، يتضمن العقد عربات مصفحة ومدفعية ثقيلة وزوارق للدوريات ووسائل للاتصالات والمراقبة، بينها طائرات مسيّرة من اجل تحسين قدرات الاستخبارات لدى الجيش اللبناني.

مصدر عسكري

أمنياً، اكد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «المعركة التي تدور حالياً في بلدة فليطا السورية بين جبهة «النصرة» من جهة، والجيش السوري و«حزب الله» من جهة أخرى، لن تؤثّر على جبهة عرسال لأسباب عدّة، أبرزها أنّ الإشتباكات ليست جديدة إذ إنّ الحرب تدور في القلمون منذ مدّة، كذلك فإنّ فليطا بعيدة جغرافياً من مراكز انتشار الجيش اللبناني في عرسال الذي اتخذ الإجراءات المُحكمة لمنع أيّ محاولة اختراق قد يُقدم

عليها المسلحون، كما أنّ دخول المسلحين في حرب داخلية يخفّف الضغط عن جبهة عرسال بعض الشيء ويحرف اهتمامهم الى الداخل السوري».

الى ذلك، أكّد المصدر العسكري أنّ «الجيش منع الأمين العام للجنة الحوار الإسلامي المسيحي الأب أنطوان ضو من زيارة المسلحين للتفاوض في قضية العسكريين المخطوفين خوفاً على وضعه، لأنهم قد يُقدمون على اختطافه، خصوصاً أنه ينتمي الى الدين المسيحي، وهذا ما يزيد وضع المخطوفين تعقيداً ويدخل كعامل مسبّب للفتنة بعدما نجح الجيش والقوى السياسية في احتواء كل فتيل فتنة بعد تصفية أحد العسكريين المخطوفين».

وقال المصدر انّ «تسليح الجيش بواسطة الهبة السعودية سَلك مَساره الطبيعي والصحيح»، مشيراً الى انّ «المحادثات التي يجريها وزير الدفاع الفرنسي في الرياض، وتلك التي أجراها سفيرا فرنسا والسعودية باتريس باولي وعلي عواض عسيري مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الجمعة الفائت تتناول التفاصيل».

بين الإقتصاد والصحة

وقبل أيام على أولى جلسات مجلس الوزراء في السنة الجديدة، توسعت رقعة المواجهات الوزارية، خصوصاً بين وزيري الصحة وائل ابو فاعور والاقتصاد آلان حكيم الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم يَردّ فيه على الحملة التي استهدفت الوزارة والكشف عن قرارات جديدة لمواجهة بعض المخالفات المرتكبة في بعض المؤسسات والأساليب القانونية التي اتخذت بعيداً من «الهَوبرة الإعلامية» المعتمدة، كما قالت مصادر حكيم.

وسيردّ حكيم على مواقف ابو فاعور الأخيرة، مؤكداً أهمية التزام القوانين المرعيّة الإجراء والفصل بين السلطات والوزارات و»لتَقم كلّ وزارة بدورها بعيداً من مشاريع الهيمنة وتوزيع الدروس».

وسيكشف حجم المخالفات اليومية التي تتبلّغ بها الوزارة بالعشرات وطريقة معالجتها بتوجيه انذارات للمخالفين او بإحالتهم الى القضاء واتخاذ الاجراءات المناسبة في حقهم من دون التشهير بالمؤسسات.

خليل في المرفأ

وفي هذه الأجواء يستعد وزير المال علي حسن خليل لجولة في مرفأ بيروت، وتحديداً في «العنبر الرقم 6 « حيث تقع مكاتب الجمارك المكلفة الكشف على السيارات وسط معلومات توافرت لـ»الجمهورية» عن احتمال الكشف عن مخالفات مرتكبة في الوقت الذي سيعلن عن إجراءات جديدة ستُتخذ في المرفأ.

وتزامناً مع الموقف المرتقب لكلّ من حكيم وخليل، يستعد ابو فاعور للقيام «بجولة ميدانية الى مكان ما لم يعلن عنه رسمياً»، بدءاً من العاشرة والنصف قبل الظهر، ووجهت الدعوة الى الإعلاميين لمواكبته من دون الكشف عن المناطق والمؤسسات التي سيجول عليها.

شهيّب والمشنوق

وعلى جبهة المناقشات المرتقبة في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل للبحث في دفاتر شروط تلزيم النفايات الصلبة ومصير مطمر الناعمة، أكد وزير الزراعة أكرم شهيّب أمس انّ المطمر سيقفل في 17 من الجاري.

وقال في لقاء بلدي وحزبي «نحن في هذا الملف فريق واحد… وليد جنبلاط كلمته أقوى من الشعبوية والطموحات الشخصية، وليد جنبلاط يفتح مطامر ووليد جنبلاط يقفل مطامر. وليد جنبلاط وطلال ارسلان والاحزاب والبلديات والجمعيات الموجودة هنا، اعتقد اننا طلبنا ان تكون هناك كلمة واحدة وهدف واحد».

وتوجّه شهيّب الى زميله وزير البيئة محمد المشنوق قائلاً: «هناك حديث عن تمديد تقني، فليسمحوا لنا، نبّهنا في الوقت المناسب وأعطينا مهلة طويلة لإيجاد الحل ولكن لا حل حتى الآن، ليتحمّل كلّ مسؤوليته، صديقنا وزير البيئة قال إنّ المطمر مرفق عام، واقول للصديق إنّ المرفق العام اشبع والوجع محليّ، وللمرفق حرّاسه وقد أدّوا واجبهم كاملاً، فليسمح لنا وليبحث عن حلّ خارج هذا المرفق».