IMLebanon

أوباما يُساجل ميركل.. والأسد يواصل المجازر

غارات النظام تحصد 16 مدنياً في حلب.. وفصائل المعارضة تمهل المجتمع الدولي 24 ساعة

أوباما يُساجل ميركل.. والأسد يواصل المجازر

فيما كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يدخل في سجال علني مع مضيفته المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بشأن «المناطق الآمنة« في سوريا قائلاً إنها غير عملية، مع تأكيد ميركل أن تلك المناطق لن تكون تقليدية بل من خلال الاتفاق عليها بين متحاوري جنيف، كان رئيس نظام دمشق بشار الأسد يرتكب مزيداً من المجازر وخصوصاً في حلب التي تدَق طبول الحرب بغطاء روسي لاقتحامها.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي مع ميركل «لا يتعلق الأمر الخاص بإقامة منطقة آمنة في أراض سورية باعتراض ايديولوجي من جهتي.. لا علاقة للأمر بعدم رغبتي في تقديم المساعدة وحماية عدد كبير من الأشخاص.. الأمر يتعلق بظروف عملية بشأن كيفية تحقيق ذلك«. وطرح أوباما عدداً من الأسئلة بخصوص مثل هذه المنطقة، ومن بين تلك الاسئلة سؤال عن البلد الذي يمكنه «وضع عدد كبير من القوات البرية داخل سوريا«.

وقال أوباما إنه سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح ما يطلق عليه «منطقة آمنة» في سوريا من دون التزام عسكري كبير. وأضاف: «الحقيقة انه حين أبحث هذا الامر مع وزارة الدفاع، وقد فعلنا ذلك مراراً لرؤية كيفية تطبيق ذلك بشكل ملموس، فمن الصعوبة بمكان للاسف القيام بذلك الا اذا تمت السيطرة على قسم كبير من البلاد».

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان الرئيس أوباما يعتزم الإعلان الاثنين عن إرسال ما يصل الى 250 عسكرياً إضافياً الى سوريا ليزيد بنسبة كبيرة عدد القوات الاميركية هناك للمساعدة في قتال تنظيم «داعش».

أما ميركل فقالت إنها لا تؤيد إقامة «مناطق آمنة» تقليدية في سوريا تحميها قوات أجنبية، لكنها تعتقد أن محادثات السلام في جنيف قد تتمخض عن الاتفاق على مناطق يمكن أن يشعر فيها السوريون الفارون من الحرب بأنهم في مأمن من القصف. وأضافت: «أعتقد أنه إذا لاحظتم ما قلته بالأمس في تركيا فهذا الأمر (المناطق الآمنة) يجب أن تتمخض عنها محادثات السلام في جنيف.. لا نتحدث عن مناطق آمنة تقليدية«. وتابعت «هل بإمكان أحد عندما يتحدث عن وقف إطلاق نار أن يحدد ـ في المحادثات بين شركاء التفاوض في جنيف ـ مناطق يمكن أن يشعر فيها الناس بأنهم في آمان. لا يتعلق الأمر ببعض النفوذ من الخارج بل يجب أن يكون من داخل المحادثات«.

ودعا اوباما الى «اعادة ارساء» وقف اطلاق النار في سوريا بين النظام والمعارضة المسلحة، موضحا انه تشاور اخيرا مع نظيره السوري فلاديمير بوتين في الملف السوري.

وقال «تحادثت مع الرئيس بوتين مطلع الاسبوع، في محاولة للتأكيد اننا سنكون قادرين على اعادة ارساء وقف اطلاق النار» في سوريا. واضاف اوباما «نحن جميعا قلقون حيال الازمة الانسانية المأسوية داخل سوريا».

وفي مواقف أخرى من الأزمة السورية أطلقها خلال مقابلة مع الـ»بي بي سي»، كرر أوباما أنه سيكون «من الخطأ» ارسال قوات برية الى سوريا. واضاف «لكني اعتقد حقا ان بوسعنا ممارسة ضغوط على المستوى الدولي على كل الاطراف الموجودة (في الساحة السورية) لكي تجلس حول الطاولة وتعمل على التفاوض من اجل مرحلة انتقالية»، ذاكرا روسيا وايران اللتين تقدمان الدعم للنظام السوري، والمعارضة السورية المعتدلة.

واعتبر أوباما ان «الحل العسكري وحده» لن يسمح بحل المشكلات على المدى البعيد في سوريا. وقال «في هذه الاثناء، سنواصل ضرب اهداف (تابعة لتنظيم) «داعش» في مواقع مثل الرقة» في سوريا، موضحا ان القوات الاميركية تعمل على «تطويق المناطق التي يتم ارسال مقاتلين اجانب منها الى اوروبا».

ميدانياً، واصلت طائرات الأسد صب حممها على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب. وتواصل التصعيد الميداني حاصدا 26 قتيلا في حلب، ما ينذر بالاطاحة الكاملة باتفاق وقف الاعمال الحربية الذي تم التوصل اليه قبل ثمانية اسابيع.

وقتل الاحد 26 مدنيا على الاقل في القصف المتبادل بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في مدينة حلب، التي تواصلت فيها اعمال العنف لليوم الثالث على التوالي.

ومنذ الجمعة لقي 63 مدنيا على الاقل مصرعهم في حلب التي تشهد مجددا بشكل واسع غارات جوية للنظام وقصفا مدفعيا متبادلا بين الطرفين ما اطاح عمليا باتفاق وقف الاعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في السابع والعشرين من شباط الماضي بمبادرة من روسيا والولايات المتحدة.

وادى القصف الذي استهدف المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في غرب حلب الاحد الى مقتل عشرة مدنيين بينهم امراة وطفلان، حسب المرصد السوري. وبالمقابل شن النظام غارات جوية عدة على شرق المدينة الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة ما ادى الى مقتل 16 مدنيا، حسب المرصد.

ومن بين القتلى الـ16 هناك 12 مدنيا قتلوا في قصف جوي استهدف سوقا للخضار في حي الصاخور، فيما قتل الاربعة الاخرون في احياء اخرى في شرق حلب تقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة.

وافاد مراسل «فرانس برس« ان «المستشفيات الميدانية في الاحياء الشرقية كانت تطلب التبرع بالدم جراء النقص وعدد الاصابات المرتفع في حي الصاخور».

وشاهد مصور للوكالة نفسها في حي الصاخور رجلا يعانق طفلا يبكي، وآخر يحمل طفلا مصابا في رأسه.

وفي الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، افاد المرصد السوري عن «مقتل ستة مدنيين بينهم طفلتان، جراء قذائف استهدفت احياء منيان وحلب الجديدة والموكامبو».

واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الانتهاكات في حلب من جانب قوات النظام والفصائل المقاتلة على حد سواء تعني ان الهدنة «انتهت».

واعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» التي تنضوي في اطارها عشرات الفصائل المقاتلة واهمها «جيش الاسلام» و»احرار الشام» و»فيلق الشام»، في بيان السبت «نمهل المجتمع الدولي مدة 24 ساعة للضغط على النظام وحلفائه نحو وقف هذه الهجمات الغاشمة ضد المدنيين، وإلا فإننا (…) سنكون في حل كامل لاتفاق الهدنة».

واصيب عشرة اشخاص بجروح اثر سقوط صاروخين اطلقا من منطقة في سوريا يسيطر عليها تنظيم «داعش» أمس على مدينة كيليس التركية (جنوب شرق)، حسب ما ذكرت وكالة انباء الاناضول الحكومية.