IMLebanon

«المصارف العربية»: النبض الاقتصادي في قلب بيروت

عون عازم على استنهاض «الدولة القوية».. ورسائل «أسدية» تهدّده بملاقاة «مصير مرتكبي الـ1559» 

«المصارف العربية»: النبض الاقتصادي في قلب بيروت

على طريقه نحو الخروج من دائرة العزلة التي أطبق الشغور إحكامها على المصالح الوطنية الحيوية، يتلقف لبنان الأيادي العربية الممدودة لانتشاله من مستنقع البؤس والخراب الذي حاولت أيدي السوء إغراقه بها وطمس معالم هويته العروبية المتأصلة في النصوص والنفوس. فمع توالي الزيارات والرسائل العربية المحتضنة للعهد الجديد والداعمة لآماله الشاخصة نحو استنهاض الدولة وإنعاش دورة حياتها المؤسساتية والاقتصادية والإنمائية والخدماتية والمعيشية، تتعزز الثقة الوطنية بالقدرة على نفض الغبار الأسود الذي أثقل كاهل اللبنانيين طيلة مرحلة الفراغ الغابرة، سيما وأنّ الاحتضان العربي لنهضة الدولة اللبنانية آخذ بالاتساع على خارطة المصالح الوطنية الحيوية بمختلف أبعادها السيادية والسياسية وصولاً إلى إعادة النبض الاقتصادي إلى قلب بيروت من خلال الحضور العربي الحاشد في مؤتمر اتحاد المصارف العربية الذي استضافته العاصمة أمس، في ظاهرة «تؤكد الثقة بلبنان» كما لفت رئيس الجمهورية ميشال عون، و»تعزز ثقة المستهلك والمستثمر بالبلد بعد انتخاب العماد عون رئيساً وتكليف الرئيس سعد الحريري رئاسة مجلس الوزراء» كما عبّر حاكم المصرف المركزي رياض سلامه في افتتاح المؤتمر.

المؤتمر الذي عُقد تحت شعار «اللوبي العربي الدولي لتعاون مصرفي أفضل» (ص 7)، حثّ خلاله سلامه الدولة على إقرار الموازنة العامة وتفعيل المؤسسات الدستورية والخطط الاقتصادية والمساعدات للتخفيف من أعباء الحرب السورية على لبنان، متوقعاً «نمواً يراوح بين 1,5 و2 في المئة مع نسب تضخم تقارب الصفر». في وقت دعا رئيس جمعية المصارف رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه، الى التفكير في تأسيس لوبي مصرفي عربي، بينما طالب رئيس اتحاد المصارف العربية محمد جراح الصباح هذه المصارف «بالتكاتف والتلاقي ووضع كل إمكاناتهم واستثماراتهم في مناطقنا العربية« بشكل يحترم «استقلالية كل طرف بعيداً عن أيديولوجيات الهيمنة والتبعية والانصهار والذوبان».

عون: الدولة ستعود قوية

تزامناً، برز أمس إطلاق رئيس الجمهورية سلسلة مواقف وطنية أمام زواره جزم فيها بأنّ «الدولة ستعود قوية ولبنان سينهض من جديد ليكون المركز الاقتصادي والمالي الأول في الشرق»، معلناً عزمه على تلبية الدعوات التي تلقاها من العديد من الدول العربية التي «يتعاطى معها لبنان من منظار الاحترام المتبادل وليس التبعية».

رسائل تهديد «أسدية»

في المقابل، خلّف النفَس العربي للرئيس عون حالة من الامتعاض والغضب في صفوف منظومة الممانعة إلى مستوى بلغ حد توجيه رسائل تهديد غير مباشرة بتصفيته أسوةً بالمصير الذي لاقاه معارضي الوصاية السورية على لبنان. إذ وبعدما سبق أن وجه تهديداً مباشراً لرئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل رداً على مطالبته في حديث صحافي بانسحاب كافة القوات والفصائل الأجنبية المقاتلة من الأراضي السورية و«ترك سوريا للسوريين»، عاد أحد أبرز المحللين الناطقين باسم نظام بشار الأسد عضو مجلس الشعب السابق أحمد شلاش إلى توجيه رسالة تهديد علنية إلى رئيس الجمهورية بملاقاة «مصير مرتكبي القرار 1559» وذلك في معرض تحذيره من مغبة «الاستدارة واللعب مع الأسود» بحسب تعبير شلاش قائلاً عبر صفحته على فيسبوك: «يبدو أن ميشال عون بدأ باستدارة جديدة لا نعرف وجهتها ولا نريد له أن يُقدم عليها. لا تنسى يا فخامة الرئيس عون بأن سوريا عرين الأسود تحمي الحلفاء وتدمر الأعداء ولليوم ما زلنا نعتبرك من الحلفاء. اللعب مع الأسود خطير وانظر إلى مصير مرتكبي القرار 1559 وخذ العبر وقد أعذر من أنذر».

وكان شلاش نفسه قد توجّه بتاريخ الحادي والعشرين من الشهر الجاري برسالة تهديدية أخرى إلى اللبنانيين شدد فيها على وجوب أن يتذكروا أركان وصاية النظام السوري «علي دوبا وعلي مملوك ورستم غزالي وجامع وجامع»، ليختم بالقول: «إن عدتم عدنا وفهمكن كفاية».