IMLebanon

الجيش يباغت «داعش».. ويأسر خلية «الأرانب»

مؤتمر «المستقبل» ينطلق اليوم: حماوة انتخابية ونقلة نوعية في الحياة الحزبية 

الجيش يباغت «داعش».. ويأسر خلية «الأرانب»

بمزيد من الإصرار والعزيمة على تحصين الساحة الوطنية وتعزيز مفهوم «الدولة القوية» القادرة على ضبط الحدود وحماية جميع أبنائها، يثبّت الجيش أقدامه عميقاً في تراب الوطن ليقف سداً شرعياً منيعاً يذود عن حدوده في وجه المدّ الإرهابي الوافد من سوريا بعدما حوّلها التخاذل الدولي حيال مظلومية شعبها والتآمر الإقليمي مع دموية نظامها مرتعاً خصباً لكل أنواع «الدواعش» من مختلف الفصائل الفتنوية العابرة للقارات والحدود. ولأنّ الضربات الاستباقية تبقى السبيل الشرعي الأنجع لتحصين الاستقرار الداخلي من جنوح الإرهاب وجنون مخططاته الإجرامية، نجح الجيش اللبناني أمس في تنفيذ عملية نوعية خاطفة باغت فيها إحدى خلايا «داعش» المتمركزة في «وادي الأرانب» في المنطقة الجردية المحاذية لعرسال حيث اشتبك مع عناصرها وأسر 11 منهم على رأسهم «الأمير الداعشي» أحمد يوسف أمون الذي أشرف على تنفيذ عمليات إرهابية عدة في الداخل اللبناني.

في التفاصيل، وبعد فترة من المراقبة والرصد والتخطيط على مدى عشرات الأيام، نفذت قوة خاصة من مخابرات الجيش فجر أمس بمؤازرة من الوحدات العسكرية الحدودية عملية استباقية نوعية هاجمت فيها مركزاً لتنظيم «داعش» الإرهابي في أحد مخيمات «وادي الأرانب» في الجرود وتمكنت بعد اشتباك دام نحو ساعة بمختلف أنواع الأسلحة من اقتحام المركز وأسر من بقي فيه

من الإرهابيين بعدما فرّ بعضهم تحت وطأة الهجوم العسكري اللبناني الذي تميّز بالحرفية العالية في التخطيط والدقة المتناهية في التنفيذ بحيث انتهى من دون تسجيل أي إصابات في صفوف الجيش ولا في صفوف المدنيين من النازحين.

وإذ أوضحت المؤسسة العسكرية أنّ العملية أفضت إلى مصادرة كمية من الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة، أشارت في بيانها إلى أنّ الموقوف أمون الذي أصيب بجروح بليغة خلال العملية هو «أمير داعش» في المنطقة ويُعتبر من أخطر الإرهابيين لتورطه في أوقات سابقة بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في مناطق لبنانية عدة منها الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى اشتراكه في جميع الاعتداءات على مراكز الجيش خلال أحداث عرسال، وقتل مواطنين وعسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي بتهمة التواصل مع الأجهزة الأمنية، كاشفةً في الوقت عينه أنه كان يخطط في الآونة الأخيرة لإرسال سيارات مفخخة إلى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات إرهابية. في حين عُلم أنّ أمون كان وراء إطلاق صواريخ ضد الجيش في محلة وادي عطا، وكان مسؤولاً عن تجهيز عبوات ناسفة وإعداد انتحاريين وإرسالهم لتفجير أنفسهم في الداخل اللبناني من بينهم انتحاريي بلدة القاع، فضلاً عن إشرافه على تنفيذ عمليات اغتيال طالت مواطنين من أبناء عرسال لتعاونهم مع المؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية من بينهم قتيبة الحجيري.

وعلى الأثر توالت المواقف الرسمية والوطنية المهنئة بالإنجاز النوعي الذي سجلته المؤسسة العسكرية في مواجهة الإرهاب، أبرزها من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي واكب العملية واطلع على تفاصيلها منوهاً بأنّ «مثل هذه العمليات النوعية تعزز الاستقرار وتضع حداً للمخططات الإرهابية وتكشف القائمين بها». كما تلقى قائد الجيش العماد جان قهوجي اتصالين هاتفيين من كل رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام مشيداً بعملية «وادي الأرانب»، ومن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي اطلع من قهوجي على تفاصيل العملية ضدّ الإرهاب وهنأه على نجاحها.

مؤتمر «المستقبل»

واليوم، ينطلق المؤتمر العام الثاني لـ«تيار المستقبل» في مجمع البيال بكلمة افتتاحية للحريري في حضور أكثر من ألف ضيف من الأحزاب المحلية والدولية ونحو أربعمائة مراقب سيشهدون على «العرس الديموقراطي» الذي يخوضه «المستقبل» لتحقيق «نقلة نوعية» على صعيد الحياة الحزبية اللبنانية كما وصفها نائب رئيس التيار والأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط لـ«المستقبل» (ص 3)، في وقت سجلت عشية انطلاق المؤتمر، حماوة انتخابية لافتة وحملات تنافس ديموقراطي بين المرشحين الذين بلغ عددهم المئة، سواءً من خلال التواصل المباشر مع الناخبين أو عبر تنظيم حملات دعائية للترشيحات على مختلف وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي.