IMLebanon

الحريري ينوّه بـ«محبة وكاريزما» البابا: سيزور لبنان قريباً

شدّد على ضرورة تحييد البلد عن الخلاف الأميركي ــــــ الإيراني وأكد العمل «لتجنّب الأخطار»
الحريري ينوّه بـ«محبة وكاريزما» البابا: سيزور لبنان قريباً

 

تكريساً لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلى خطاه الوطنية في تعبيد السبل الآيلة نحو تعزيز أواصر العيش الإسلامي – المسيحي المشترك بوصفه خشبة الخلاص الوحدوية الوحيدة الضامنة لنهضة الشعوب والأمم، زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري حاضرة الفاتيكان أمس حيث استقبله البابا فرنسيس وعقد معه اجتماعاً دام نصف ساعة استعرضا خلاله مستجدات لبنان والمنطقة وانعكاسات الأزمة السورية، ليخرج الحريري بعد اللقاء معرباً عن غبطته لزيارة البابا ومنوهاً بـ«القوة الحقيقية» التي تكمن وراء رسالته المتمثلة بـ«المحبة والكاريزما التي تساعد

على دفع الناس للسير بخط السلام». وإذ نقل عن البابا تشديده على أهمية لبنان بالنسبة إليه باعتباره يجسد بعيشه المشترك «مثلاً ومثالاً وقدوة للمنطقة كلها»، كشف الحريري أنه تمنى عليه زيارة لبنان فأبدى البابا تجاوبه مع هذا التمني مؤكداً عزمه القيام بهذه الزيارة «قريباً».

الحريري الذي التقى كذلك أمين سر دولة الفاتيكان المونسنيور بيترو بارولين وتباحث معه على مدى ساعة في الأزمات التي تعصف بالمنطقة وتبادلا وجهات النظر في كيفية مساعدة لبنان للتخفيف من وطأة وجود النازحين السوريين، تحدث للصحافيين عن نتائج زيارته الفاتيكان فلفت الانتباه إلى أنّ «أحداً لا يمنع أياً من النازحين من العودة إلى سوريا لكن الأساس هو إيجاد الوسيلة المناسبة لعودتهم وإيجاد مناطق آمنة لهم»، مشدداً في المقابل على أنّ «إرغامهم على العودة أمر غير وارد وغير إنساني»، مع تأكيده في الوقت عينه ضرورة تطبيق قوانين العمل اللبنانية بشكل يحمي مصلحة المواطنين اللبنانيين ووظائفهم أمام كل عمالة أجنبية وليس بهدف أن يكون هذه التطبيق موجهاً ضد السوريين على وجه الخصوص. وإذ أعرب عن أمله في أن تتكرس رسالة المحبة والسلام في لبنان، أردف الحريري قائلاً: «لبنان الذي أريد ان أحافظ عليه هو الذي يمثله هذا التفاهم بين كل اللبنانيين لأنه هو الذي أنقذ البلد ويمكن أن يوصله إلى بر الأمان والسلام»، وأضاف: هذا واجبنا جميعاً وليس فقط واجب سعد الحريري، بل يجب على كل شخص وعلى كل فريق سياسي أن ينظر إلى لبنان كما كان يقول الرئيس الشهيد «ما حدا أكبر من بلده».

ومساءً، جدد رئيس الحكومة إثر زيارته البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في مقر إقامته في المعهد الحبري الماروني في روما التشديد على أهمية «وحدة واستقرار لبنان» مؤكداً رداً على سؤال ضرورة تحييد البلد عن تداعيات الخلاف الأميركي – الإيراني وقال: «لبنان بلد صغير جداً وأنا واجبي كرئيس حكومة أن أجنبه أي أخطار وسأعمل لتجنيبه أي أخطار»، مضيفاً: «الموقف الأميركي واضح وصريح في ما يخص إيران ولا علاقة أو مساهمة لنا فيه ويجب أن ننتظر ما الذي سيحصل في الأيام القادمة، لذلك أرى أن هذا الموضوع يستحق أن نجلس كحكومة وكدولة مع الأفرقاء السياسيين الآخرين للبحث في كيفية مقاربته».

وعن ملف النازحين، شدد على وجوب أن تتناول معالجته «مصلحة لبنان العليا والاقتصاد والأمن وفرص عمل اللبنانيين»، جازماً بأنّ الحكومة في ظل الجو التوافقي قادرة على أن تُعالج هذا الموضوع من خلال ورقة العمل المشتركة التي يجري إعدادها بين وزيري الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق. وأجاب رداً على سؤال: «هناك بعض التفاصيل يجب أن نصل إليها.. ولا تخافوا هذه الحكومة لن تنفجر لأننا جميعاً نعمل لمصلحة لبنان».