IMLebanon

إستنفار وترقُّب

 

منذ العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، وتوعد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بالرد على هذا العدوان في لبنان، واعتبار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان ما حصل بمثابة إعلان حرب يتيح لنا اللجوء إلى حقنا بالدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة اراضينا تعيش الساحة اللبنانية حالاً من الاستنفار الدبلوماسي والترقب لما ستؤول إليه الأمور، وكانت ذروة هذا الاستنفار على الصعيد الداخلي، الاجتماع الطارئ لمجلس الدفاع الأعلى في بيت الدين، وناقش المجتمعون الوضع الناشئ عن العدوان الإسرائيلي وابعاده وتداعياته داخلياً ودولياً، واتخذ على ضوئه القرارات المناسبة والمنسجمة مع الوصف الذي اطلقه رئيس الجمهورية على هذا العدوان.

 

وإذا كانت مناقشات وقرارات مجلس الدفاع الأعلى تبقى سرية، فإن الأجواء العامة التي سيطرت على الساحة الداخلية، منذ حصول العدوان الإسرائيلي لا تترك مجالاً للشك بأهمية القرارات التي اتخذتها أعلى سلطة أمنية للدفاع عن لبنان وسيادته.

 

وقد ترافقت هذه الخطوة لمجلس الدفاع الأعلى مع عدّة خطوات أخرى دبلوماسية، منها التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ودعوته إلى إدانة العدوان ولجم إسرائيل منعاً لأي تدهور في الأوضاع الأمنية في الداخل أو على الحدود، ولهذه الغاية تشاور رئيس الحكومة سعد الحريري مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة، حول المستجدات بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، ثم أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كون روسيا تمسك بالعديد من أوراق المنطقة، وابلغه ان العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منطقة ضاحية بيروت الجنوبية عمل خطير واعتداء على السيادة اللبنانية وخرق لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أرسى الهدوء والاستقرار طوال السنوات الماضية، وحرص لبنان على الالتزام بكل مندرجاته.

 

وأوضح الحريري للوزير الروسي ان لبنان يعول على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر وعلى روسيا بحكم علاقاتها مع الأطراف المعنية ودورها المؤثر ان تضغط على إسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية التي اعتدت على منطقة مأهولة بالسكان المدنيين لتوجه بذلك ضربة لأسس حالة الاستقرار التي سادت الحدود منذ صدور القرار 1701 الأمر الذي يشي بأن إسرائيل تدفع في اتجاه التصعيد الخطير للأوضاع في المنطقة بما يتنافى مع الجهود الدولية ولا سيما الروسية لارساء الهدوء والاستقرار فيها.

 

غير ان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مضى قدماً في تجاهله مساعي الدولة اللبنانية مع المجتمع الدولي لتفادي التصعيد والانزلاق نحو الأسوأ ووجه رسالة عنيفة إلى حزب الله ولبنان وإيران طالبهم فيها بمراقبة افعالهم، وطالب الأمين العام لحزب الله بأن يهدأ «لانه يعلم جيداً ان إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها وترد اعدائها».

 

الأوساط الدبلوماسية رأت في هذه الرسالة التي وجهها نتنياهو إلى كل من حزب الله ولبنان وإيران بأن لها تفسيرا واحدا وهو ان إسرائيل ماضية في سياستها العدوانية ضد لبنان وحزب الله على وقع الكباش مع الجمهورية الإسلامية في إيران واذرعها في المنطقة الممتدة من العراق إلى لبنان، وعلى الدولة اللبنانية ان تتحمل كل مسؤولياتها. فهل معنى ذلك ان الوضع يتجه نحو مزيد من التصعيد؟ هذا هو السؤال الذي يقلق جميع المسؤولين اللبنانيين.