IMLebanon

تحضيرات هادئة لمجلس وزراء نفطي غداً.. والنأي و1701 تحت السيطرة

تحضيرات هادئة لمجلس وزراء نفطي غداً.. والنأي و1701 تحت السيطرة
الراعي في السراي اليوم.. وفرنجية لا يستبعد التحالف مع «المستقبل» في الإنتخابات

انشغلت الأوساط السياسية والدبلوماسية في بيروت أمس بمسألتين:
1- المسألة الأولى، تتعلق «بالبحصة» التي سيبقها الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية الخميس في 21 الجاري، واعتبار «القوات اللبنانية» انها غير معنية بها.
2- والمسألة الثانية: تفاعلات قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والعزم على نقل السفارة الأميركية إليها.. والذي سيكون للبنان موقف، وصف بأنه استثنائي على لسان الرئيس ميشال عون في قمّة اسطنبول التي دعا إليها منظمة التعاون الإسلامي الرئيس رجب طيب أردوغان.
في هذا الوقت، وعشية مجلس الوزراء غداً، يستقبل الرئيس الحريري في السراي الكبير البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي.
بق البحصة
وفيما استبعدت مصادر سياسية، ان يكون حزبا «القوات اللبنانية» والكتائب، هما المعنيين «ببق البحصة الكبرى»، التي توعد بها الرئيس الحريري في مقابلته مع برنامج «كلام الناس» التي أعلنت إدارة المؤسسة اللبنانية للارسال L.B.C انها ستكون يوم الخميس المقبل في 21 كانون الحالي، للذين طعنوه في الظهر، شكلت زيارة رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية للرئيس الحريري، حدثاً سياسياً، خاصة وان اللقاء بين الرجلين هو الأوّل لهما منذ 9 أشهر، كما انه شكل مناسبة لاعلان فرنجية انه «لن يكون بعيداً عن تيّار المستقبل» في الانتخابات النيابية المقبلة، وان الاتفاق بينهما كان تاماً على غالبية الأمور التي طرحت في اللقاء والذي تخللته مأدبة غداء في «بيت الوسط».
وأكّد فرنجية أيضاً ان أبوابه مفتوحة لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل وللجميع، كما أكّد انه «ليس في جو تحالف مع «القوات اللبنانية»، لكن هناك جو تفاهم».
ورأى ان زيارة الأمين العام «لعصائب أهل الحق» في العراق قيس الخزعلي للجنوب لا تشكّل خرقاً للنأي بالنفس، لأن النأي بالنفس لا يكون تجاه إسرائيل، وإنما قد تكون خرقاً للقرار 1701، لكنه لاحظ ان خروق إسرائيل لا أحد ينتبه لها، مشيراً: كان هناك أمر ملفت للنظر ان البعض قام قيامته في حين كانوا هم أنفسهم حلفاء لإسرائيل في الماضي.
ونفى فرنجية ان يكون قد سأل الرئيس الحريري عن «بق البحصة». وقال: لا انا سألته، ولا هو تحدث عن الموضوع.
وكان نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسّان حاصباني رجح ان لا تكون «القوات» هي المعنية «ببق البحصة». فيما قالت أوساط معراب ان القوات لم تستهدف رئيس الحكومة ولا مرّة، صحيح حصل تباين في مرحلة الاستقالة بسبب كلام يخون «القوات» لم يوضع له حد اخرجنا عن صمتنا، لكن العلاقة جيدة وقنوات التواصل مفتوحة، أضف انه حينما سئل عن العلاقة مع «القوات» قال الحريري انها جيدة.
مجلس الوزراء
وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن أيا من الوزراء غير راغب في أن تكون جلسة مجلس الوزراء غير هادئة. ولفت وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري أن ما من شيء يدعو إلى قيام تشنج أو خلاف داخل المجلس حتى بالنسبة إلى ملف النفط الذي كان حاضرا في مجلس النواب. وتوقع إلا تحصل عرقلة بشأنه، مؤكدا أن التوافق هو سمة العمل الحكومي.
وكشف خوري لـ«اللواء» انه سيوقع نهاية الأسبوع الجاري مع شركة ماكينزي المتخصصة بتقديم الاستشارات في ما خص الدراسة المتصلة بالورقة الاقتصادية التي أقرها مجلس الوزراء في وقت سابق.
من جهته، أكد وزير الزراعة غازي زعيتر لـ«اللواء» أن الجو داخل المجلس إيجابي. ورأى أن الرئيس الحريري وضع زيارة الأمين العام «لعصائب أهل الحق» قيس الخزعلي في حجمها. مشيراً إلى الآن زيارة الخزعلي قديمة ومن لديه من الوزراء ملاحظات حولها سنستمع اليها.
وبحسب المعلومات، فإن أوساطاً سياسية لا تستبعد ان تطرح بعض المكونات الحكومية تساؤلات حول حقيقة التزام «حزب الله» بالتسوية الجديدة، لناحية احترام القرارات الدولية وسياسة النأي بالنفس، متوقفة بشكل خاص عند زيارة الخزعلي لبوابة فاطمة على الحدود الجنوبية.
وقالت ان وزراء حزب «القوات اللبنانية» سبق واعلنوا انهم سيثيرون انتهاك الخزعلي للقرار 1701، وضرورة التأكيد على أهمية بيان مجموعة الدعم الدولية ووجوب التزام الجميع بمقرراتها.
الا ان المصادر رجحت ان يبقى إيقاع النقاش مضبوطاً حيال هذه المسألة، نتيجة حرص الرئيسين عون والحريري على عدم هزّ التفاهم الحكومي الذي كرسه قرار الالتزام بمبدأ النأي بالنفس.
ولاحظت المصادر ان كتلة «المستقبل» النيابية، تجنبت الإشارة إلى «حزب الله» بالاسم في خلال التأكيد على خطورة زيارة الخزعلي لمنطقة عمل قوات الأمم المتحدة في الجنوب، وأكدت ان قرار الحكومة كان مفتاحاً في توفير كل هذا الدعم، الأمر الذي يزيد من أهمية احترام المكونات السياسية كافة لهذا الالتزام وعدم انجرارها وراء مواقف تتعارض ومصالح لبنان العليا.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية عربية «للواء» ان تكون اعمال مؤتمر القمة الاستثنائية لمنظمة الدول الاسلامية التي تعقد اليوم في اسطنبول مختلفة عن المؤتمرات التي تعقد عادة، واشارت الى انه قد تصدر عن القمة نتائج استثنائية وقوية وان يتم اتخاذ قرارات مختلفة ذات صدى عال عن تلك التي كانت تتخذ في المؤتمرات والقمم العربية والاسلامية، ولن تقتصر النتائج فقط على الادانة والشجب، إلا أن المصادر رفضت الافصاح عما يمكن ان يتخذ من قرارات، لكنها اشادت المصادر بموقف لبنان الرسمي في ما يتعلق بموضوع القدس. واشارت الى ان الامور باتت اليوم مختلفة عن السابق بحيث لم يعد قادة الدول العربية والاسلامية باستطاعتهم التغاضي عن اي امر سلبي يتعلق بالاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا ان شعوبهم سبقتهم بالتعبير عن سخطهم وشجبهم ورفضهم لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالاعتراف بمدينة القدس كعاصمة لاسرائيل، وهي مدينة تعتبر رمزا للوحدة الاسلامية -المسيحية ، ورفضت المصادر رفضا قاطعا قرار ترامب الذي لاقى رفضا دوليا كبيرا خصوصا من قبل الاتحاد الاوروبي وبشكل كبير وواضح من قبل فرنسا، لذلك تتوقع هذه المصادر ان يتراجع الرئيس الاميركي عن قراره تحت الضغط العالمي الذي سيحشره.
وحول امكانية اندلاع حرب عربية -اسرائيلية على خلفية القرار تندلع شرارتها الاولى من لبنان استبعدت هذه المصادر ذلك بناءً على تقارير سفراء عدد من الدول الكبرى التي تعتبر ان الاستقرار في لبنان هو خط احمر لا يمكن المساس به. مشيرة الى ان لا مصلحة لاحد بافتعال حروب في ظل الاوضاع الصعبة والدقيقة، ولفتت الى ان ما يثار عن ان هناك استعدادات على الحدود الجنوبية يبقى في اطار التكهنات وليس المعلومات.
145 بنداً بلا نفط
وبحسب ما أكّد وزير المال علي حسن خليل من مجلس النواب بأن الملف النفطي ليس مطروحا على طاول مجلس الورزاء غدا، فقد غاب هذا الملف بالفعل عن جدول أعمال الجلسة الذي وزّع بعد ظهر أمس على الوزراء، كما غاب ايضا ملف بواخر الكهرباء الذي انتقده رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط نظرا «تكاليفه الجانبية»، ودعا في تغريدة له عبر «تويتر» إلى الكف عن اللغط بما وصفه «البوارج العثمانية»، ناصحاً بدرس عرض الصندوق الكويتي للتنمية لتمويل معامل طاقة جديدة.
إلا ان البارز في جدول الأعمال الذي يتضمن 145 بندا، كان بند تعيين محافظين للجبل والبقاع وهما المنصبان اللذان سبق ان رشح إليهما كل من القاضي محمّد مكاوي للجبل ورولان شرتوني للبقاع، بالإضافة إلى عرض وزارة البيئة خارطة طريق لمكافحة تلوث بحيرة القرعون ونهر الليطاني، وطلب وزارة الاتصالات تمديد عقدي إدارة شبكتي الهاتف الخليوي مع الشركتين المشغلتين وعرض وزارة الداخلية النظام الداخلي لهيئة الاشراف على الانتخابات، وكذلك عرض مجلس الإنماء والاعمار للخيارات المتاحة لمعالجة مشكلة مطمري الوستابرافا وبرج حمود، والذي حددها المجلس بثلاثة خيارات، وهي: توسيع المطمرين، وإنشاء معمل تسبيخ في موقع الكوستا برافا أو تطوير معمل فرز النفايات في العمروسية والكرنتينا.
ومن بين البنود المطروحة: طلب وزارة الداخلية تطويع عشرة آلاف عنصر من الذكور لصالح المديرية العامة لقوى الأمن بمعدل الفي عنصر سنويا اعتبارا من السنة المقبلة، ومشروع قانون يرمي إلى منح الأب إجازة ابوة.
وجددت مصادر وزارية التأكيد على استعداد الرئيس الحريري للدعوة لعقد جلسات متتالية لمجلس الوزراء في وقت قريب من أجل إقرار مشروع قانون موازنة 2018 في أقرب وقت ممكن واحالته إلى المجلس النيابي لدراسته واقراره وفق المواعيد الدستورية، وكشفت المصادر ان الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الحريري ووزير المال في بيت الوسط مساء أمس في حضور حاكم مصرف لبنان تركز حول هذا الموضوع، مع العلم ان وزارة المال أصبحت في جهوزية تامة لعرض مشروع القانون، حتى ان المصادر لم تستبعد عقد جلسات الوزراء المخصصة لبحث مشروع القانون قبل نهاية السنة الحالية، واعتبرت ان الأمر عائد للرئيس الحريري وجدول مواعيده، ولفتت إلى ان لإقرار مشروع القانون انعكاسات إيجابية على الأوضاع المالية والاقتصادية وعلى مسار عمل مؤسسات الدولة.
إلى ذلك توقعت مصادر مطلعة أن تكون مشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قمة اسطنبول هادفة لجهة ما سيعلنه من مواقف تتعلق بقضية القدس وعروبتها مكررا ما كان أعلنه حول دور لبنان في إطفاء الحرائق وأهمية الحوار.
وقالت إن الرئيس عون سيحرص على إبلاغ الموقف اللبناني للمشاركين على أن يكون لمضمون كلمته وقعها.
وأكّد الرئيس عون في كلمة له امام وفد جمعية الطاقة الوطنية اللبنانية، ان «لبنان يتوجه اليوم للمشاركة في مؤتمر اسطنبول ولديه الإرادة في الدفاع عن القدس التي تحمل الإرث التاريخي المسيحي والإسلامي، وفيها الكثير من المعالم ذات الثقل العالمي»، مؤكدا تمسك لبنان بعروبة القدس وبكونها عاصمة دولة فلسطين.
ومن المقرّر ان يتوجه الرئيس عون صباح اليوم إلى اسطنبول يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل، لإلقاء كلمة لبنان في المؤتمر الذي يفتتح أعماله في الحادية عشرة قبل الظهر بتوقيت اسطنبول (العاشرة صباحا بتوقيت بيروت) على ان يعود مساء.
وكان القرار الأميركي بالنسبة إلى القدس، قد استحوذ على حيز من مداولات كتلة «المستقبل» النيابية التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس الحريري، وكررت رفضها للقرار الذي وصفته «بالاستفزازي» و«المعطل» لعملية السلام، وقالت ان القرار «يحتم على الدول العربية، كما الدول الإسلامية، العمل بإصرار وتعاون وتنسيق وبشكل عاجل، مستفيدين من الموقف الدولي الكبير الرافض للقرار الأميركي من أجل العمل على مواجهته وإفشاله.
واشادت الكتلة بموقف دول الاتحاد الأوروبي، وخصت بالتقدير موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي جاهر بإعلان رفضه لقرار الرئيس ترامب، وأكدت تمسكها بالإجماع العربي على مبادرة السلام الصادرة عن قمّة بيروت 2002 والقائمة على أساس حل الدولتين مع ضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
تجدر الإشارة إلى ان بكركي تستضيف غداً «قمة لرؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية» دعماً لعروبة القدس واستنكاراً للقرار الأميركي، وسيصدر عن هذه القمة موقف ديني موحد من هذا القرار، وسيطالب المجتمعون جامعة الدول العربية بعقد مؤتمر استثنائي طارئ لاتخاذ قرار حازم وصارم لإنقاذ القدس وفلسطين.
اللجان
وكما كان متوقعا رحلت جلسة اللجان النفطية بإقتراحاتها الأربعة المقدمة من «كتلة التنمية والتحرير» الى لجان فرعية ثلاث: الأولى برئاسة النائب جوزف معلوف المتعلقة بالنفط بالبر، والثانية برئاسة النائب ابراهيم كنعان تتعلق بالصندوق السيادي ومديرية الاصول والثالثة تتعلق بشركة النفط الوطنية وهي برئاسة النائب ياسين جابر(رئيس لجنة الطاقة النائب محمد قباني في اللجان الثلاث).
على ان تقوم هذه الفرعيات بتقديم الصيغة النهائبة للجان الأم الشهر المقبل، بشكل متواز مع تقديم مشروع حكومي خلال اسبوعين، وهو ما كان وراء طلب وزير الطاقة سيزار ابي خليل استمهال البت بالإقتراحات.
الا ان الجلسة كسابقتها، لم يغب عنها السجالات السياسية والتقتنية، قبل ان تفقد نصابها القانوني، وحصل تلاسن حول الصلاحيات بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب نواف الموسوي للمرة الثانية، كما حصل تلاسن بين النائب محمد قباني والنائب سيرج طور سركيسيان على خلفية عدم طلب الاذن بالكلام، وكانت الجلسة بدأت بالوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء فلسطين والنائب السابق جبران تويني وفرانسوا الحاج، فيما اكد النائب محمد قباني: « اننا كمجلس نيابي وكحكومة سنعمل بشكل متعاون.