IMLebanon

اللواء: فريق العهد لعبث دستوري آخر: تشريع مهام حكومة تصريف الأعمال!

 

استياء فرنسي من باسيل وحزب الله.. وقطوع السبت موضع متابعة بانتظار اليوم

المرحلة الثالثة، أو ما قبل الأخيرة من اجراء التخفيف التدريجي لقيود الاغلاق (وفقاً للبيانات الرسمية) تنطلق اليوم 8 آذار، وتشمل دوائر في وزارة التربية، التي علقت التدريس، وربما الخدمات ومصلحة تسجيل السيّارات، وعدد من المهن الحرة، من بينها صالونات الحلاقة وسواها، في وقت تنهمك فيه الدوائر الرسمية المعنية، بتأليف الحكومة، باصدار بيانات «الإرشاد والتوجيه» في ما خص المصادر والزوار، والاوساط، أو تنظيم الحملات السياسية، وحتى الشخصية، التي تستهدف الرئيس المكلف سعد الحريري، والذي اتهمه التيار الوطني الحر بأنه يتمادى «بالاستهتار بمصير النّاس والبلاد، ويحمّله مسؤولية تعميق الازمة»، غامزاً من قناة جولاته الخارجية.

 

ولم يقف الأمر، عند حدّ تعميق الهوة بين بعبدا وفريقها وبيت الوسط، غمز التيار العوني من قناة حاكم مصرف لبنان، ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال، في محاولة لإحداث شرخ بين الوزارة والمصرف، وربما يكون وراء الأزمة ما وراءها، لجهة الغمز من قناة رئيس المجلس النيابي، وهو الجهة التي سمت وزير المالية!

 

وغداً، يعود الرئيس المكلف من دولة الإمارات إلى بيروت وان تأخر فإلى بعد غد الأربعاء.

 

على ان اللافت، في هذه الأجواء، تراجع الحركة العلنية، أو الملموسة، لرؤية مسار يسمح بتوقعات حول انفراجات، مع العلم ان صرخة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، حول الاعتكاف، إذا كان هو المخرج الملائم للحث على تأليف الحكومة، أو إعادة وصل ما انقطع بين بعبدا وبيت الوسط، في وقت تمضي الأسعار إلى الارتفاع الخيالي، وكأنها باتت أشبه ببورصة، تتغير بين اللحظة واللحظة أو الدقيقة والدقيقة، تبعاً لارتفاع سعر صرف الدولار، في السوق السوداء، والتي اقتربت من 12.000 ليرة لكل دولار..

 

ويرتقب ان تفرض حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة نفسها على التجاذبات والخلافات السياسية المتواصلة حول عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعدما بلغ التدهور المالي وتراجع سعر العملة الوطنية مستوى متدنيا لم يبلغه بتاريخ لبنان من قبل. وبينما لوحظ تمدد الاحتجاجات الى مناطق لم تبلغها من قبل، جنوبا وبقاعا وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، سجلت يوم السبت الماضي حركة استنفار واسعة للتيار الوطني الحر بموجب تعميم تبلغه عناصره،وفيه دعوة للاستعداد لمواجهة حركة الاحتجاجات، وكان مقررا تنظيم تجمع واسع للتيار في جونية والانطلاق منه لمواجهة التحركات الشعبية، لتحقيق هدفين اساسيين، الاول اثبات القوة الشعبية الواسعة للتيار واجهاض التحركات الاحتجاجية الداعية لاسقاط رئيس الجمهورية ومحاولة الالتفاف على الهالة والتاييد الشعبي الواسع للبطريرك الماروني بشارة الراعي واستنزاف دعوته لحياد لبنان ومبادرته لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية.

 

الا انه تم صرف النظر عن هذا التجمع لاحقا بعدما تخلف كثيرون من مناصري التيار عن التجاوب مع هذه الدعوة لعدم قناعتهم بجدواها من جهة، والخشية من حصول صدامات غير محمودة مع المتظاهرين، يكون مسرحها الشارع المسيحي المحتقن والمستاء من سياسات العهد والتيار العوني.

 

وفي حين روجت مصادر قريبة من رئيس التيار العوني اتهامه لمؤيدي الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط الوقوف وراء تحريك الشارع في مناطق نفوذهم لممارسة اقوى الضغوط على رئيس الجمهورية ميشال عون للتنازل في الخلاف الحاصل حول عملية تشكيل الحكومة الجديدة، الا ان تعدد التحركات الشعبية وتنوعها وشمولها لشرائح واسعة وغير حزبية، يتعارض مع هذه الادعاءات ويؤكد على ان حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد الغلاء والانهيار المالي والاقتصادي، كما ضد الطاقم السياسي كله.

 

وإزاء ما يجري، قالت مصادر قريبة من دوائر القرار الرئاسي في باريس، ان هناك استياء واسعاً من أداء الطبقة السياسية.

 

وقالت المصادر ان النائب جبران باسيل يعطل الحكومة، وان جهات لبنانية تتناوب على تعطيل الحكومة بما فيها حزب الله.

 

وعلى الصعيد الروسي، أبلغ مساعد وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف النائب أمل أبو زيد تمسك بلاده بدعم تكليف الرئيس المكلف، وبحكومة مهمة، وفقاً للمبادرة الأوروبية.

 

وتحدثت المصادر عن حوافز، تتمثل بتوفير أموال لدعم الاقتصاد اللبناني لمنع الانهيار.. إذا ما تشكّلت الحكومة في وقت سريع..

 

الشارع: ضرب على غير هدى

 

وعليه، بقي الشارع، يضرب على غير هدى، قطع عشوائي بالاطارات المشتعلة، هنا وهناك، الأمر الذي يؤدي إلى صدامات أهلية، أو حتى الهجوم على المحلات وتكسيرها، إذا ما تعذر الحصول على سلعة أو سلع مدعومة أو غير مدعومة.

 

والسؤال: ما حقيقة ما يجري؟

 

1- العونيون يعتبرون ان الهدف منه الضغط لمنع التدقيق الجنائي!

 

2- المناوئون لحزب الله، يعتبرون ان الهدف منه إضعاف دعوة بكركي للحياد، أو تفعيل الدعوة لمؤتمر دولي يرسم خارطة إنقاذ للبلد..

 

3- تيّار المستقبل يعتبره تحركاً مشروعاً للمطالبة بحكومة مهمة، تحاكي المبادرة الفرنسية، الطريق الوحيد للانقاذ، وإدخال دولارات جديدة إلى البلد، بعد برنامج الإصلاح..

 

4- الثنائي الشيعي، يرى ان الأمر لم يفلت من يده، لكنه ليس قادراً بعد على لجم قاعدته الشعبية، على الرغم مما يقدم من مساعدات واعانات، عبر المساعدات المباشرة، أو بطاقات التموين، بأسعار دون الأسعار المعتمدة في الأسواق غير الخاضعة للرقابة أو الضوابط.

 

ووفقاً لمصادر سياسية، فإن كل هذه التحليلات، تقفز عن الأسباب الحقيقية لحراك الشارع، والمتمثلة بالانهيارات المالية، والارتفاعات المخيفة في الأسعار، وغير المسبوقة في الأزمات الداخلية لأي بلد.

 

وفي السياق، أشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى أن تلويح الرئيس دياب بالاعتكاف ليس له إلا التفسير القائل أن الرئيس دياب ليس في وارد تحميل حكومته أو حتى هو شخصيا مسؤولية أي توجه أو إجراء في ملفات كبرى يفترض أن يؤول بتها إلى الحكومة الجديدة .

 

وأوضحت المصادر أن تصريف الأعمال يتم لكن ليس بالشكل الكبير والتكليف الحاصل يجب أن ينتهي إلى تأليف حكومة جديدة معربة عن اعتقادها أنه حتى قيام جلسات لحكومة تصريف الأعمال لن يحصل فهذه الحكومة لن تحل مكان الحكومة التي لا بد من أن تشكل لإدارة أزمات معيشة كبرى.

 

ورأت المصادر ان هناك عتبا في مكان ما يسجل على حكومة تصريف الاعمال وحتى في اداء الوزراء الذين ليس هناك من عوائق تحول دون انجازهم المهمات المطلوبة.

 

ولاحظت أنه مهما تأخر التأليف فإن لا قرار بأن يتبدل التوجه في ما خص وظائف حكومة تصريف الأعمال المتعارف عليها دستوريا لا بل إتمام هذا التصريف ضمن الحدود لا أكثر ولا أقل.

 

عبث دستوري جديد

 

واقترحت وزيرة المهجرين في حكومة تصريف الأعمال غادة شريم، التي التقت الرئيس دياب، إرسال اقتراح قانون لتوسيع صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، وتحديد ما يتعين عليها القيام به من عدمه، لتتمكن من القيام بدورها، راهنة ذلك بموافقة الرئيس دياب ومن دون معرفة رأي الكتل النيابية الأخرى، حيث لاحظ النائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبد الله ان لا ضرورة لذلك..

 

وكان النائب السابق وليد جنبلاط، جدّد أمس انه «في غياب حكومة جديدة، لا بدّ من تفعيل حكومة تصريف الاعمال».

 

بخاري في معراب

 

في سياق دبلوماسي متصل، واصل سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري زياراته للقيادات اللبنانية، فالتقى في معراب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء أمس الأوّل، على مأدبة عشاء، تركز البحث خلاله في كيفية الخروج من الأزمة، وارتباطها بما يجري في الشرق الأوسط.

 

إلى ذلك، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية معلومات عما وصفته بأنه «خطط حكومية سرية « لإجراء تخفيضات كبيرة في المساعدات الخارجية لكثير من دول العالم، بما فيها سوريا ولبنان والصومال والسودان سيبدأ تنفيذها في غضون أسابيع. وتم الكشف عن خطط التخفيضات التي تصل إلى نسبة 88 في المئة في «لبنان الذي لا يزال يترنح جراء انفجار ميناء بيروت العام الماضي» بحسب معلومات حصل عليها موقع الاستقصاء «أوبن ديموكراسي».وفي ظل معلومات دبلوماسية عن وجود مؤشرات عن تخلٍ أوروبي تدريجي عن مساعدة لبنان في ضوء التعثر الحاصل على صعيد تأليف الحكومة.

 

قطوع السبت

 

ومهما يكن من أمر، فإن جهات عدّة دخلت إلى المسرح، تارة عن طريق الشائعات، كمثل الدعوة للذهاب إلى بعبدا، عبر شبان كانوا يتجولون في الشوارع، قيل انهم انطلقوا من محلة المشرفية، وتبين ان لا حقيقة لهذا الأمر.. وليلاً تواترت معلومات عن ان هناك توجهاً لتصعيد ملحوظ في الشارع اعتباراً من صباح اليوم حيث ترددت معلومات امنية عن دعوات عبر مواقع التواصل لقطع الطرقات في كل لبنان، وسط مخاوف مما يمكن ان يؤدي اليه قطع اوصال البلد، لا سيما الخط الساحل الجنوبي والشمالي، من توتر امني.

 

وإزاء جنون سعر صرف الدولار واستمراره مرتفعاً، بعد أن تخطى منذ أيام عتبة الـ10 آلاف لليرة اللبنانية، ليصل صباح أمس الى 10700. وعلى وقع هذا القفزة الجنونية للدولار، نزل المحتجون، ظهراً، الى الشارع لاستكمال احتجاجهم على الوضع المعيشي المتردي والإقتصادي المتأزم. وقد تخللت الإنتفاضة الشعبية قطع الطرقات المؤدية الى ساحة الشهداء بالإطارات المشتعلة، وطريق الناعمة باتجاه بيروت، وقطع جزئي لاوتوستراد الجية مفرق برجا بالاتجاهين، وقطع السير على تقاطع بشارة الخوري، فضلاً عن جسر الرينغ.

 

وفي البقاع، قطعت طرق مفرق قب الياس، سعدنايل، تعلبايا، مستديرة زحلة ، ساحة شتورا، مفرق المرج.

 

وفي الشمال: المحمرة، مستديرة العبدة، وادي الجاموس، ضهر العين، شكا الغربي.

 

وفي صيدا، قام عدد من الشبان بإشعال الاطارات المطاطية عند دوار ايليا في صيدا، وذلك استكمالا لاحتجاجات الامس بسبب تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار.

 

-وفي في قضاء راشيا، قطع عدد من المحتجين الطريق الرئيسية في بلدة الرفيد، ونددوا باستمرار المماطلة في تشكيل الحكومة، ودعوا الى «لجم الانهيار ومعاقبة المحتكرين والمهربين، الذين يتلاعبون بسعر الصرف من صرافين وتجار وسياسيين».

 

395588 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي، عن تسجيل 2377 إصابة جديدة بفايروس كورونا و33 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 395588 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.