IMLebanon

اللواء: حكومة «التقاط الأنفاس»: توازنات في التأليف والتعطيل ممنوع!

عون يتعهد بثقة كتلة باسيل.. وترحيب أممي وعربي.. وسعر الدولار يتهاوى

هذا هو لبنان، تنام على أمر، وتصحو على آخر، لكن في موضوع الحكومة، وكما ذكرت «اللواء» في عددها أمس، حدث ان ولدت حكومة العهد الرابعة، وهو على مشارف السنة السادسة والاخيرة، بعد سنة وشهر (13 شهرا) على استقالة حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها حسان دياب.

ومع هذه المحصلة، يسدل الستار عن مرحلة، ويفسح في المجال أمام مرحلة جديدة، حاول كل من رئيسي الجمهورية ميشال عون ونجيب ميقاتي رسم معالمها، في ما خصَّ إدارة الشأن العام، وما يرتبط من نتائج.

وبانتظار بعد غد الاثنين موعد الاجتماع الأوّل للحكومة لالتقاط الصورة التذكارية ولتأليف لجنة صياغة البيان الوزاري، تحدثت معلومات عن بيان «ببنود محددة» وبعيداً عن الجنوح الانشائي أو «الفضفضة».

ووسط ترحيب من الأطراف المعنية اوروبياً ودولياً، لا سيما الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي رأى في تأليف الحكومة «خطوة لا غنى عنها»، مذكراً القيادات المعنية بوجوب الوفاء بالالتزامات الضرورية لاجراء الإصلاحات التي تسمح للمجتمع الدولي بتقديم المساعدات. لفتت الأوساط المعنية إلى ظروف ولادة الحكومة: الوضع المالي والاقتصادي الصعب، الهريان في الإدارة، الاحباط العام، الفوضى في المدن، والاقضية والمحافظات، والاشكالات اليومية، بما فيها اللجوء إلى الرصاص والعنف من أجل البنزين والمازوت والغاز، ولقمة الخبز.

وإذا كان الرئيس نبيه برّي، لدى مغادرته قصر بعبدا، دعا إلى العمل فإن الرئيس ميقاتي، وهو يتحدث من «القلب» عن وضع صعب، لكن معالجته غير مستحيلة» متحدثاً عن فريق عمل لمنع الاحباط.. رافضا الكلام عن «ثلث المعطل».. فلا نريد لأحد ان يعطل، ومن يريد التعطيل فليخرج من الحكومة، ويتحمل مسؤولية عمله، ويستبعد الرئيس ميقاتي ان تمنح كتلة لبنان القوي «الثقة للحكومة».

اما الرئيس عون، الذي يعتقد ان ولادة الحكومة، ضخت دماً جديداً في السنة الأخيرة من عهده، أوضح ان كلامه عن جهنم أسيء فهمه.. مؤكداً «سنخرج من الهوة الكبيرة ونحل المشاكل». مشيرا إلى ان الثقة تمنح لبرنامج الحكومة.. معتبرا ان أولوية المعالجة ستتناول البنزين والمازوت والخبز.

لا خاسر في الحكومة

وبعيداً عمّا قاله الرئيس عون من اننا «أخذ ما يجب اخذه»، نافيا الحصول على ثلث معطّل.. والمهم يكمن في التوافق في العمل الذي سيكون السبب الأوّل للنجاح.. وإعلان الرئيس ميقاتي للعمل معاً.. فإن نظرة على توزع الوزراء توصل إلى نتائج عملية، واقعية وسياسية، لم تستبعد ايا من الكتل التي أعلنت مشاركتها في الحكومة، أو سمت الرئيس ميقاتي.

1- دستورياً: جاءت الحكومة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، عملاً بالبند «أ» من الدستور، الذي ينص: تمثل الطوائف بصورة عادلة في تشكيل الحكومة.

2 – تمثل المسيحيون بتسمية من الرئيس عون، وتكتل لبنان القوي وتيار المردة والطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي تمثل بنائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وأدى امتناع «القوات اللبنانية» والكتائب عن المشاركة إلى حصر التمثيل المسيحي بشكل أساسي بفريق العهد.

3 – إعطاء الحكومة كلهم من الجدد، وان كانت المرجعيات التي سمتهم أو زكتهم سياسية فاقعة، على نحو مباشر.. وهم من غير المعروفين في الوسط السياسي أو الحفل العام، وبعضهم كان يعيش في الخارج.

4 – غلب التوافق على عملية الانقاء، لدرجة ان موقع «الانتشار» ذكر ليلاً ان وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، زكاه الرئيس عون، من ضمن لائحة مرشحين، لاعتبارات بعضها عائلي وبعضها يتعلق بموقعه الاقتصادي وخبراته.

5 – على خلاف الحكومة السابقة، التي تمثلت الحكومة فيها بأربع نساء، تمثلت الحكومة المالة بامرأة واحدة، استندت إليها وزارة الدولة للتنمية الإدارية.

6 – جاءت حصة الرئيس عون المباشر على النحو التالي: وزارات الدفاع والخارجية والعدل والطاقة والشؤون الاجتماعية، ويمكن احتساب وزارة الصناعة التي يتولاها حزب الطاشناق من حصته، وكذلك وزارة المهجرين التي عين فيها وزير محسوب على الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يرأسه الأمير طلال أرسلان.

7 – وجاءت حصة الرئيس ميقاتي على النحو التالي: الداخلية، الاقتصاد، الصحة، البيئة، ومن ضمن الوزراء وزيران محسوبان على الرئيس سعد الحريري الذي أعلن دعمه القوي للحكومة الميقاتية.

8 – وحصل تيّار المردة على الاتصالات، ويقال ان وزير الإعلام الجديد جورج قرداحي محسوبا عليه. اما حصة الثنائي الشيعي، فكانت: المالية، والثقافة والزراعة والاشغال العامة والعمل.

9 – ونجح النائب السابق وليد جنبلاط من الاحتفاظ بمطلبه بوزارة التربية والتعليم العالي. إلى جانب ممثّل النائب أرسلان.

10 – اما وزير الشباب والرياضة جورج كلاس فهو من الحصة الكاثولكية، ويتقاطع انتمائه بين التيار الوطني الحر، وفريق وازن في 8 آذار.. ويكاد ان يكون الوزير الملك.

11 – اما الثلث المعطل، فهو في التحالفات، وليس في الحسابات العددية فقط.. وان كان هذا الخيار ليس في حسابات أحد في هذه المرحلة.

12 – الأهم في النتائج الانهيار المريع لسعر صرف الدولار، أما تراجع إلى ما دون الـ1600 ألف ليرة لبنانية.. فتوقف الصرافون عن شراء الدولار في السوق السوداء، ليعود ويرتفع إلى سعر لم يتجاوز الـ16000 ليرة لبنانية.

لماذا ولدت الحكومة

والسؤال: ما هي العوامل التي حسمت ولادة الحكومة، سبق ووضعها فريق العهد:

تكشف مصادر سياسية النقاب عن سلسلة تحركات داخلية وخارجية، اعقبت امعان رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل، بعرقلة إصدار مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة،كما كان متفقا عليه،الاربعاء الماضي،بطرح مطالب جديدة، بعدما وضعت اللمسات الاخيرة على التشكيلة الوزارية،ما شكل مفاجأة مستغربة، كادت تطيح بعملية التشكيل كليا.

وحددت المصادر هذه العوامل الضاغطة التي سرعت بولادة الحكومةالجديدة بالاتي:

١-اتساع وتيرة النقمة الشعبية، وتدهور الاوضاع على نحو غير مسبوق،  بعد تسارع حوادث التفلت الامني والفوضى على محطات المحروقات،والنقص الفادح بمادة المازوت وتاثيره على وتيرة العمل في كافة القطاعات الحيويه بالبلاد.

٢-استياء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من المماطلة غير المبررة، وابلاغ من يعنيهم الامر، اصراره  على تشكيل الحكومة بسرعة،وبانه اذا كان الهدف حمله على الاعتذار، فلن يعتذر، بل سيعتكف بمنزله،مهما طال الوقت، اذا بقيت اساليب التعطيل على وتيرتها، وليتحمل من يعرقل التشكيل مسؤولية التدهور الحاصل.

٣- تحرك فرنسي مواكب لما يجري،وابلاغ بعبدا وباسيل تحديدا استياء فرنسي شديد اللهجة من التأخير الحاصل بتشكيل الحكومة الجديدة  والتشديد على تسريع التشكيل وابلاغ من يعنيهم الامر، بقرار فرنسي حازم بعدم التهاون مع من يعطل التشكيل والاتجاه جديا، هذه المرة بفرض سلسلة من العقوبات عليه.٤- قيام موفد من حزب الله بنقل رسالة من الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الى رئيس الجمهورية ميشال عون عبر باسيل،تشدد على ضرورة الاسراع بتجاوز الخلافات القائمة وتسريع تشكيل الحكومة العتيدة، لان الأوضاع المتردية لم تعد تحتمل مزيدا من المراوحة،ولا بد من قيام حكومة جديدة، تتولى معالجة الازمة الضاغطة.

واكدت المصادر  ان هذه التحركات المتسارعة شكلت عامل ضغط قوي على عون وباسيل، لم يعد بالامكان تجاوزه او تجاهله، ولذلك تسارعت الخطى، واعيدت قنوات الاتصالات الى وتيرتها السابقة وتم التفاهم على التشكيلة الوزارية المتكاملة خلال بضع ساعات والاعلان عن ولادة الحكومة الجديدة.

وكان من نتائج الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الإيراني والفرنسي ان لهم شكل ضغطاً اضافيا ساعد على الولادة.

الولادة

بعد قرابة السنة من الفراغ الحكومي (11 شهرا مع تكليف الرئيس سعد الحريري وشهر ونصف الشهر مع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي)، ابصرت الحكومة الجديدة النور بعد مماحكات ومحاصصات وشروط وشروط مضادة بين القوى السياسية على توزيع الحقائب وتسمية الوزراء، انتهت بتسوية على حكومة بلا ثلث معطل لأي طرف وبضمانة منحها الثقة من «تكتل لبنان القوي»، وتم اعلان مراسيمها بعد ظهر امس وهي من 24 وزيرا بينهم سيدة واحدة ومن شخصيات تكنوقراط اكاديميين من مستويات عالية لكن بنكهة سياسية طاغية، وامامها مهمتين اساسيتين حسبما قالت لـ«اللواء» مصادر سياسة قيادية على صلة بتشكيلها هما: تخفيف وجع الناس بمعالجة ازمات المحروقات والدواء والغلاء واجراء الانتخابات النيابية. وستعقد الحكومة الجلسة الاولى الاثنين المقبل عند الحادية عشرة من قبل الظهر في بعبدا لتشكيل لجنة البيان الوازري وبعد التقاط الصورة التذكارية.

وحدد الرئيس ميقاتي للحكومة اربع مهمات محدّدة ستقوم بها وهي: كيفية مواجهة كورونا، ومعالجة كل الانعكاسات المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت، وتنفيذ الإصلاحات العديدة، وإجراء الانتخابات النيابية.وقال لقناة الشرق مساء امس: نضع إعادة إعمار مرفأ بيروت ضمن أولوياتنا ولدينا 8 أشهر لتحقيق ما نستطيع من إنجازات وسنعمل على إعادة لبنان إلى المجتمع الدولي سنطلب الدعم من دول مجلس التعاون الخليجي وخطتنا الإنقاذية موجودة ومن يريد عرقلة الحكومة سنخرجه منها. ولن أطلب فترة سماح «100 يوم» وسنبدأ بالعمل فوراً والإتصالات الدولية بدأت.

وكانت اولى نتائج التشكيل هبوط سعر الدولار الى مادون 15 الف ليرة فورا بعدما تهافت المواطنون على بيع دولاراتهم خشية هبوطه اكثر، لكنه بعد ساعتين ارتفع الى 17 الف ليرة، ومبادرة الاتحاد الاوروبي الى الترحيب والتهنئة بتشكيلها، وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد: تشكيل الحكومة اللبنانية هو مفتاح معالجة الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان.

وضمت الحكومة الجديدة حسب مرسوم تشكيلها رقم كلّاً من:

1- محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء.

2- سعادة الشامي نائباً لرئيس مجلس الوزراء.

3- بسام مولوي وزيراً للداخلية والبلديات.

4- يوسف خليل وزيراً للمالية

5 – عبدالله أبو حبيب وزيراً للخارجية والمغتربين.

6- وليد فياض وزيراً للطاقة والمياه.

7- جوني قرم وزيراً للاتصالات.

8- عباس حلبي وزيراً للتربية والتعليم العالي.

9- هنري خوري وزيراً للعدل.

ad

10- موريس سليم وزيراً للدفاع الوطني.

11- على حمية وزيراً للأشعال العامة والنقل.

12- فراس الأبيض وزيراً للصحة العامة.

13- هيكتور حجار وزيراً للشؤون الاجتماعية.

14- ناصر ياسين وزيراً للبيئة.

15- مصطفى بيرم وزيراً للعمل.

16- أمين سلام وزيراً للاقتصاد والتجارة

17- وليد نصار وزيراً للسياحة.

18- عباس الحاج حسن وزيراً للزراعة.

19- محمد مرتضى وزيراً للثقافة.

20- جورج دباكيان وزيراً للصناعة

21- نجلا رياشي وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية.

22- جورج قرداحي وزيراً للإعلام.

23- عصام شرف الدين وزيراً للمهجرين.

24- جورج كلاس وزيراً للشباب والرياضة

واكد الرئيس ميقاتي «استمرار التواصل مع أعضاء النادي مستمر، وقد منحوني ثقتهم. وطالما أنني أعمل تحت سقف الدستور ووثيقة اتفاق الطائف، وأقوم بما يرضي ضميري، وهم متأكدون من ذلك، لا أعتقد أن لديهم أي مأخذ في هذا الموضوع. المهم بالنسبة لهم تشكيل حكومة، لأنهم يعون تماماً الى أين أودى بنا عدم تشكيل حكومة حتى الآن. لا يمكن حتى لجمعية أن تعمل من دون وجود مجلس إدارة، فكيف يمكن إدارة بلد بدون حكومة»؟

وعن  مصير الانتخابات النيابية وهل سيترشح للانتخابات النيابية؟ أجاب: الناس شبعوا كلاماً ووعوداً. أتعهد من هنا وبشكل حتمي بتنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري. أتعهد بالقيام بالانتخابات النيابية في موعدها، وكذلك الانتخابات البلدية والاختيارية في اليوم نفسه. أي يوم الأحد في الثامن من أيار 2022. أما بالنسبة الى ترشحي للانتخابات النيابية، فسأعلن عن ذلك في وقته.

سئل: هل لدى الحكومة خطة عملية لمواجهة الأوضاع الصعبة أم ستتكل فقط على المساعدات الخارجية؟

أجاب: طبعا هناك خطة ستنفذها الحكومة، وسيتم طرحها في أسرع وقت للقيام بإنقاذ البلد. أما في ما يتعلق برفع الدعم، فنحن اليوم وصلنا الى النهاية، «ومنشفين»، فمن أين سنأتي بالدولار لمواصلة الدعم؟ ليس لدينا رغبة في رفع الدعم، ولكن ليس هناك أموال للدعم. هذه ليست رغبتنا، ولكن لم يعد لدينا أي احتياطات او أموال للمساعدة، وتالياً علينا جميعا أن نتحمل. نحن اليوم في طائرة تقوم بهبوط اضطراري سريع، وما نطلبه من الركاب، أي من اللبنانيين، هو شد الأحزمة لنتمكن من الإقلاع سريعا. هناك شد أحزمة على الجميع «مني وجر»، لأننا في وضع صعب. على الناس أن يعرفوا أن الوقت الآن ليس للترفيه والازدهار، ولكن نأمل أن نغيّر قريباً مسار الطائرة.

وعن رأيه في موقف الدولة السورية بالتعاون مع لبنان في مجال إمداده بالطاقة الكهربائية؟ قال ميقاتي: نحن نتعامل مع أي كان، باستثناء إسرائيل طبعاً. هذه الحكومة هي لمصلحة لبنان. أتعامل مع أي طرف يمد يد الخير للبنان من أجل لبنان والمصلحة اللبنانية.

وتوالت مواقف الترحيب بتشكيل الحكومة، فغرّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر حسابه على تويتر كاتبا: اخيرا، وبعد ١٢ شهرا من الفراغ، بات لبلدنا حكومة. كل الدعم لدولة الرئيس ميقاتي في المهمة الحيوية لوقف الانهيار واطلاق الاصلاحات.

وغرد الرئيس تمام سلام عبر «تويتر»: أتوجه بالتهنئة للرئيس نجيب ميقاتي على تأليفه للحكومة الجديدة متمنيًا له النجاح في المهمة الوطنية الانقاذية مع فريق عمله.

وقال رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي عبر «تويتر»: «نتمنى للحكومة الجديدة التوفيق في المهام الملقاة عليها والتخفيف من المعاناة الكبرى التي تضغط على كل اللبنانيين. سنتعاطى مع هذه الحكومة بشكل ايجابي ومعيارنا في التأييد او المعارضة لأي قرار تتخذه هو مدى انسجام هذا القرار مع مصالح الشعب اللبناني».

بدوره غرّد رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عبر «تويتر»، قائلاً: سنة تأخير للأسف كانت وفّرت على اللبنانيين كتير من الألم. منتأمل نكون تعلّمنا احترام الدستور، وانو ما بيجوز الرهان على كسر حدا. منتمنى من الحكومة الجديدة ما تتأخّر بالإصلاح، تأخّرنا كفاية… لظهرت الحقيقة اليوم».

من بودابست، هنّأ البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي باسم الكنيسة وباسمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، والوزراء المعيّنين، قائلًا: مع التحيات القلبية بنجاح حكومة الإنقاذ هذه في مهماتها: اجراء الاصلاحات، والنهوض الاقتصادي والمالي والمعيشي، وقيام دولة لبنان بجميع مؤسساتها، وخير جميع اللبنانيين».

بالمقابل، قال رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل: تشكلت الحكومة بضوء أخضر إيراني وتكريساً لسيطرة حزب الله على القرار اللبناني. هذه ليست لحظة سياسية بل استمرارية لعمل المنظومة ولنهج المحاصصة اللذين أوصلا البلد إلى ما وصل اليه. المسبّبات نفسها ستؤدي إلى النتيجة نفسها، اللحظة السياسية هي بيد اللبنانيين في أيار.

وغرد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني عبر حسابه على «تويتر»: الكل متفائل ما عدا الشعب. شكلت او لم تشكّل، ثقة الناس مفقودة بسبب طريقة تشكيل الحكومة.

مضيفا: «بهكذا اتى الجواب»،بالإشارة إلى نتيجة استطلاع على حسابه سأل فيه: هل تعتقدون ان الحكومة التي يتم تشكيلها قادرة على حل المشاكل الخالية اذا شكلت؟ وكان الجواب: ٩٦٪ لا و ٤٪ نعم.

وامل رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير بأن تبدأ الحكومة اولى الخطوات في رحلة انقاذ الوطن من ازمته الحالية المستمرة منذ عامين. وقال: لطالما طالبنا بالاسراع بتشكيل حكومة لكي تواكب الجهود المبذولة من اجل وضع خارطة طريق واقعية ومنطقية وقابلة للتنفيذ للخروج من الازمات التي نعاني منها نتيجة غياب القرارات السليمة وعدم اجراء الاصلاحات المطلوبة من الشعب اللبناني من المجتمع الدولي .

وأكد أن «أن القطاع المصرفي سيكون الداعم الاول للحكومة وعملية اعادة احياء الاقتصاد، اذا ما استطاعت ان تؤمن الحد الادنى من الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي في البلاد واقرت الاصلاحات التي طال انتظارها للافراج عن مساعدات المجتمع الدولي وبدء مسيرة اعادة بناء الوطن».

خارجياً، رحبت مصر بتشكيل الحكومة معتبرة انها «خطوة مهمة على صعيد إعلاء المصلحة العليا وتحقيق تطلعات الشعب». وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية: لا بد من إفساح المجال أمام الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق أهدافها وإخراج لبنان من أزمته وفقا لصلاحياتها الدستورية.

كما رحبت خارجية قطر بتشكيل الحكومة مبدية استعدادها للوقوف الى جانب شعب لبنان بما يعزز أمن واستقرار البلاد.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية خطوة مهمة جداً.

وأمل أن يكون رئيس الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي قادراً على تجميع الفرقاء اللبنانيين حتى يتمكن الشعب اللبناني من تجاوز الأزمة الكارثية التي يعيشها.

كما رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد حالة الانسداد السياسي التي امتدت ما يزيد عن ثلاثة عشر شهراً. وقالت الجامعة إن آمال اللبنانيين معقودة علي تشكيل تلك الحكومة والخطوات الإصلاحية التي ستتخذها ضمن صلاحياتها الدستورية، بما يسهم في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها الشعب.

وأشار إلى أن الجامعة العربية «مستمرة في مواكبة ودعم لبنان في جميع استحقاقاته للخروج من الوضع الصعب الحالي إلى وضع أكثر استقراراً يستعيد فيه لبنان عافيته وتوازنه».

رحبت نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، منسقة الشؤون الإنسانية، نجاة رشدي، في تصريح لها على مواقع التواصل الاجتماعي بتشكيل الحكومة الجديدة، متمنية لها «كل النجاح والتوفيق في مهامها الرئيسية، في سبيل إعادة البناء بشكل أفضل، من خلال تبني إصلاحات عاجلة». وأملت في أن «يكون الناس في صلب أولويات هذه الحكومة بما يساعد على التخفيف من معاناتهم ووضع حد للاحتياجات الإنسانية، وتزويدهم بالخدمات الأساسية، والالتزام بإنجاز تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار مرفأ بيروت المفجع. وهذا كفيل بأن يبشر بحقبة جديدة من الإنصاف والعدالة، حيث تحفظ كرامة الناس ويعاد بناء آمالهم في مستقبل أفضل قبل كل شيء».

أوضحت الخارجية الروسية أن خطوة تشكيل الحكومة اللبنانية مهمة في سبيل استقرار ‏الوضع السياسي داخل لبنان وتهيئة الظروف اللازمة لإخراجه من أزماته ‏واستئناف مؤسسات السلطة التنفيذية عملها بشكل فعال يعد من أهم ‏العوامل المطلوبة لتحقيق هذا الهدف. وجددت موقف روسيا الثابت والمبدئي الداعم لسيادة لبنان.

كما رحب وزير الخارجية البريطانية بتشكيل الحكومة، مؤكدا دعم المملكة المتحدة للبنان «لكن لابد من رؤية تحرك ملموس».

داخلياً، لفت رئيس الحكومة الأسبق ​فؤاد السنيورة​، إلى أن «​التشكيلة الحكومية​ الحالية ليست ما يحتاجه لبنان، لكنها أفضل الممكن»، وأن «عرقلة تشكيل الحكومة من رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ سابقاً كانت تأتي بإيعاز من ​حزب الله​«.

وأشار السنيورة في تصريح تلفزيوني، الى أن «حزب الله غيّر موقفه حالياً، وسمح التشكيل بناء على إتفاق الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ والايراني​ابراهيم رئيسي​، والضوء​ الأخضر لتشكيل حكومة أتى من إيران فلم يعرقلها حزب الله، وأنا أشك بأنّ حزب الله يريد إخراج لبنان من أزماته».

611912 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 815 إصابة بفايروس بكورونا و12 حالة وفاة،  في ساعات الـ24 الماضية، ليرتفع إلى 611912 حالة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020..