IMLebanon

اللواء: «الثنائي» يسارع لرفض أزعور: فرنجية أو استمرار الشغور

 

احتفالات لبنانية بفوز أردوغان.. وإضراب الإدارة لأسبوعين رداً على تنصُّل الحكومة

 

على بُعد أيام قليلة من نهاية شهر أيار، حدث استقطاب سياسي ونيابي حاسم، عشية شهر الاستحقاق المرتقب:

1 – البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يزور الفاتيكان اليوم لعقد محادثات هناك حول الرئاسة، تسبق زيارته الى فرنسا، حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والتباحث بما يمكن تقديمه من تسهيلات لانجاز الاستحقاق الرئاسي.

2 – رفض حزب الله، صراحة، ما يحكى عن توافق مسيحي او بين المعارضة بما في ذلك القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على اسم المرشح للرئاسة من قبل هؤلاء الوزير السابق جهاد ازعور لمواجهة النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من «الثنائي الشيعي»، وقوى 8 آذار. واعتبار هذا الترشح، على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان «المرشح الذي يجري التداول في اسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه واسقاطه». داعياً الى تفاهم وطني، والتوقف عن هدر الوقت، لا البحث عن مرشح بدل ضائع.. واصفاًَ الموقف «بالوقاحة» لجهة «رفض وصول مرشح للممانعة، والرضى بوصول ممثل الخضوع والاذعان والاستسلام». على حدّ تعبيره..

ولم يشذّ عن هذا الموقف النائب علي حسن خليل (عن حركة «امل») ان الاتفاق لاسقاط فرنجية هو نكد سياسي لا يبني وطناً.

وفي وقت غرق فيه المعنيون في مستنقع احصاء الاصوات وتوزيعها، ازاء اصرار النائب باسيل، ليس فقط الى عدم التوافق على مرشح مع حزب الله، بل السعي الى اسقاط مرشح الحزب فرنجية سارع «الثنائي» الى رفض ازعور، لا لشخصه، بل بسبب «السعي لاستخدامه كورقة لحرق فرنجية واسقاطه» على حدّ تعبير مصادر قيادية في الثنائي لـ «اللواء» بالتزامن مع مخاوف من البطريرك الراعي لهذا الترشيح، ووضعه على الطاولة في الفاتيكان وباريس.

إذاً، المشهد الرئاسي على حاله من الفرز والتباعد فـ«الثنائي» لم يخفِ توجهه: فرنجية او استمرار الشغور الرئاسي.. في وقت نظمت فيه مسيرات احتفالية في بيروت وطرابلس لمناسبة اعادة انتخاب رجب طيب اردوغان رئيساً لولاية جديدة لتركيا.

بالتزامن، اجرى الرئيس نجيب ميقاتي، اتصالاً هاتفياً بالرئيس اردوغان، وهنأه بفوزه في الانتخابات الرئاسية.

كما هنأه الرئيس سعد الحريري، متمنياً له النجاح والتوفيق في ولاية جديدة مليئة بالتحديات الكبيرة.

إذاً، ما زالت الضبابية تغشى على دقة المعلومات التي اعلنت من اكثر من طرف حول توافق قوى المعارضة الثلاث ونواب مستقلين وتغييريين والتيار الوطني الحر على ترشيح الوزير الاسبق جهاد ازعور، نتيجة امرين: الاول ما تسرّب من اعلان ازعور انه لن يكون مرشح تحدٍ بوجه ثنائي امل وحزب الله، والثاني كلام هذه الاطراف عن ان شيئاً لم يُحسم بشكل نهائي بعد حول ترشيح ازعور وان البحث ما زال يتناول اموراً أخرى بينها تفاصيل خوض المعركة وبرنامج المرشح ازعور، عدا عن تسريب معلومات عن «نوايا مبيتة» لدى النائب جبران باسيل تجعله يُحجم عن الاعلان عن الاتفاق حول ازعور. وهو ما اشارت اليه بعض المصادر النيابية المعارضة بالقول «ان المسألة باتت مسألة ازمة ثقة بباسيل، وبخاصة بينه وبين القوات اللبنانية، نتيجة المخاوف من ان تكون موافقة باسيل على ازعور غير النهائية مناورة بهدف الوصول الى اهداف اخرى». وقد عزز هذه المخاوف الكلام عن رغبة باسيل بعدم «كسر الجرة» مع الثنائي الشيعي وبخاصة مع حزب الله في الملف الرئاسي على الاقل.

لكن مصادر مطلعة عن قرب على اجواء قيادة التيار وتفاصيل المفاوضات التي يجريها مع قوى المعارضة والمستقلين والتغييريين، حسمت الموقف وقالت لـ «اللواء»: كل الكلام عن ترشيح احد نواب التيار غير صحيح وهذا الامر حسمه التيار من سنة وإلّا لكان المرشح هو جبران باسيل لا احد غيره، لكن باسيل اعلن شخصيا عدم ترشحه آخذاً بعين الاعتبار الاصطفافات السياسية القائمة ووجود تيارات مختلفة داخل البرلمان تمنع وجود اكثريات، وهو الامر الذي حتّم خوض الحوار مع كل الاطياف السياسية في محاولة للتوصل الى توافق على مرشح او اثنين.

اضافت المصادر: بالنسبة للحوارات التي جرت بين التيار والمعارضة والتغييريين، فقد توصلت الى قرار شبه نهائي حول ترشيح جهاد ازعور، لكن لا زالت الامور بإنتظار امرين اثنين لبت الامر نهائياً: الاول كيف سيكون الاخراج السياسي الرسمي للإعلان عن المرشح ازعور، والثاني هو تحديد موعد اللقاء المشترك الجامع لكل اطياف المعارضة مع التيار والمستقلين والتغييريين، وهو ما يمكن ان يتقرر اليوم او غداً. إذ ان مفاوضات التيار كانت تتم مع كل طرف بشكل منفرد، مع القوات والكتائب والمستقلين والتغييريين، والتيار لا يريد ان يتم تصوير الامر على انه اتفاقات ثنائية بينه وبين هذا الطرف او ذاك، ، لذلك لا بد من عقد اجتماع لكل هذه الاطراف للتوصل الى قرار نهائي حول آلية العمل في المرحلة المقبلة في حال تمت الدعوة لجلسة انتخابية وهل يكتمل النصاب فيها او لا، وكيفية إخراج مسألة ترشيح ازعور ووفق اي منطلقات.

وحول ما تم تسريبه لموقع «السياسة» نقلا عن «أوساط ديبلوماسية خليجية في بيروت»، حول الترحيب بالتوافق على ازعور. قالت المصادر: إن الدول الخليجية ترحب بالتوافق بين اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهي ستتعامل بإيجابية مع أي شخصية تحظى بدعم البرلمان اللبناني للوصول إلى قصر بعبدا. فالقرار الرئاسي هو ملك اللبنانيين وحدهم، وكل ما يتوافق عليه اللبنانيون، سيكون محط ترحيب من جانب العواصم الخليجية التي لن تقصر في دعم الشعب اللبناني لإخراجه من أزماته. وكذلك ستقف إلى جانب المؤسسات الدستورية للقيام بدورها على أكمل وجه، من أجل مصلحة لبنان وشعبه !

لكن عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب الياس حنكش قال: أصبح هناك تقاطع على اسم جهاد ازعور ولكن الامور لم تحسم بعد. والتواصل في بداياته ولكن هناك جو ايجابي، وهناك سلة من الاسماء من خطنا السياسي واسم جهاد ازعور تقاطعت عليه الموافقات، فلنمضي بالمرحلة الأولى وهي التقاطع على اسماء المرشحين من ثم نتوجّه للمرحلة الثانية، فالوضع دقيق جداً.

كما قال عضو كتلة «تجدد» النائب أديب عبد المسيح : أنّ الإتفاق مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مبدئي، بانتظار توافق الجميع عليه، واقتربنا من الوصول إلى 65 صوتاً، ومن دون هذا العدد لن ننزل إلى المجلس النيابي لإيصال مرشّحنا.

واضاف: أتصوّر أنّه ثمة اتفاقاً ضمنياً وغير منجز وشبه أخير بأنّنا لن نعلن عن اسم الشخصية التي سنتفق عليها لرئاسة الجمهورية إلا بعد أن يفتح رئيس مجلس النواب نبيه برّي المجلس ويحدّد جلسة لانتخاب رئيس.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الأجواء التفاؤلية عن قيام تفاهم بين المعارضة والتيار الوطني الحر بشأن مرشح رئاسة الجمهورية لا تزال سائدة بإقرار الطرفين إلا أن هناك أسئلة محقة وطبيعية من بعض الأفرقاء في المعرضة بشأن تأكيد خطوة باسيل.

ولفتت هذه المصادر إلى أن باسيل شخصيا هو المخول في إعلان القرار النهائي وما لم تصدر اية إشارة حول التوجه المعتمد فإن ذاك يعني أن هناك علامة استفهام أو انتظارا ما وهو ما قد يتضح قريبا.

ولفتت هذه المصادر أن الاشكالية الأخرى تتصل بالأصوات التي ينالها الوزير ازعور في ظل غياب أصوات الثنائي الشيعي وبعض أصوات نواب السنة وعدم الثمرة بالتالي على تأمين النصاب الدستوري لانتخابه شأنه شأن رئيس تيار المردة النائب فرنجية، مشيرة إلى أن الخشية قائمة من أن تكون التفاهم المنتظر بين المعارضة والتيار مجرد محطة غير قابلة للتحقيق.

وأوضح النائب في كتلة لبنان القوي سيمون ابي رميا ان النقاش لم يبدأ بعد في موضوع تبني ترشيح الوزير ازعور بالنسبة للتيار الوطني الحر.

الراعي بين الفاتيكان وباريس

وفي مجال سياسي آخر، أكد المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، ان البطريرك الماروني يتوجه صباح اليوم الاثنين الى الفاتيكان للقاء رئيس الحكومة الكاردينال بييترو بارولين، وينتقل مساء الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عند الرابعة من بعد ظهر يوم غدٍ الثلاثاء.

ويرافق الراعي الى الايليزيه، وفد يضم: المطارنة بولس مطر، بيتر كرم، مارون ناصر الجميل، المونسنيور امين شاهين، سفير لبنان في باريس رامي عدوان، وغياض.

كما ذكرت معلومات اخرى ان الراعي يحمل معه لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة من بينهم عضو تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان، ولهذا السبب أعلن باسيل موافقته «المبدئية» على أزعور من دون البت بها نهائياً.

وقد قال الراعي في عظة قداس الاحد امس : «نعاني اليوم في لبنان من اللاخلاقية ومن الفساد بنيتجة جهل كلام الله، ووضعه جانبا. كما نعاني من إنتفاء المحبة في القلوب. وهذا ما نشهده على مستوى الجماعة السياسية، فالمحبة بالنسبة لبعضهم لا تعني شيئا، بل ينتهكونها بالبغض والكيدية. ولكن نود أن نشكر الله على ما نسمع بشأن الوصول إلى بعض التوافق بين الكتل النيابية حول شخصية الرئيس المقبل، بحيث لا يشكل تحديا لأحد، ويكون في الوقت عينه متمتعا بشخصية تتجاوب وحاجات لبنان اليوم وتوحي بالثقة الداخلية والخارجية».

وختم الراعي: «إننا نأمل ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت كي تنتظم المؤسسات الدستورية وتعود الى العمل بشكل طبيعي وسليم وفعال، وبذلك تتوقف الفوضى الحاصلة على عدة مستويات وتتوقف القرارات والمراسيم العشوائية التي تستغيب رئيس الجمهورية وصلاحياته وبالتالي فهي تبقى عرضة للشك والاعتراض.

وفي الحركة الرئاسية، إستقبل الرئيس نبيه بري الوزير السابق غازي العريضي، حيث جرى عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، في زيارة قد تصب في خانة التنسيق الرئاسي بين المختارة وعين التينة على ما تردد.

وفي السياق كان لافتاً ما قاله عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي ابو الحسن: «وليد جنبلاط لم يترك يد نبيه بري، وعلاقتهما تاريخية»، في معرض الرد على تحاليل تحدثت ان استقالة جنبلاط من رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي تهدف الى تحرره من الالتزام بموقف يخدم توجه الثنائي، عندما يحين موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

رعد: مناورة

في المواقف، إعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «أن المرشح الذي يتداول بإسمه هو مرشح مناورة مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه، داعياً الفريق الآخر الى التوقف عن هدر الوقت واطالة زمن الاستحقاق».

وأسف رعد «لوجود أصوات ترتفع لترشح مثل هؤلاء ليصلوا الى قصر بعبدا ، مشيرًا إلى أن حزبه يريد تفاهمًا وطنيًا وشراكة حقيقية تحفظ البلد لا مرشحي بدل ضائع».

وقال رعد: أن التعليمات الخارجية كانت توجه البعض في لبنان الذين يملكون الوقاحة اللازمة للتصريح علناً برفضهم وصول مرشح للمانعة، في مقابل رضاهم بوصول ممثل الخضوع والاذعان والاستسلام.

وأضاف النائب رعد: من لا يريد ممثلًا للممانعة هو نفسه يقول لنا «لنا جمهوريتنا ولكم جمهوريتكم» ويريد تقسيم البلد.

الشامي مع الاستقالة

مالياً، كشف نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي انه «مؤمن بقرينة البراءة، ولكن نظراً لحساسية الموضع والاتهامات الجدية تمنيت ان يستقيل الحاكم المركزي، ولكن غالبية الوزراء، ومن ضمنهم وزراء «الثنائي الشيعي» كانوا يسألون عن تداعيات الاستقالة مع الدول الخارجية.

واعتبر ان النائب الأول وسيم منصوري لديه الكفاءة لادارة المصرف، معتبراً ان صندوق النقد والبنك الدولي لا يفهمان طريقة عمل منصة صيرفة، ويقولان ان ليس فيها الشفافية المطلوبة وغير معروف كيف تعمل.. معتبراً انه ما لم يكن للقضاء الفرنسي ادلة لما كان ليصدر مذكرة توقيف بحق سلامة.

قضائياً، رأى محامي سلامة بيار اوليفيه ان القضاة الفرنسين لم يحترموا القانون، والمذكرة الصادرة عن الانتربول يجب إبطالها.. وكشف انه سبق وألقى مذكرات بقضايا اخرى.. ودعا لاحترام اتفاقية الامم المتحدة. معتبرا ان حجز جوازي سفر الحاكم يدل على ان لبنان دولة سيادية، والحاكم يمثل امام القضاء اللبناني.

إضراب لأسبوعين

معيشياً، ومع ارتفاع المخاوف من عدم تقاضي موظفي القطاع العام رواتبهم عن حزيران المقبل بعد ما اعلنه وزير المال في هذا الشأن امس، يباشر موظفو القطاع العام «الاضراب العام والشامل في جميع الإدارات لمدة اسبوعين ابتداءً من الاثنين 29/05/2023 لغاية الجمعة 09/06/2023 ضمنا، على أن تبق الاجتماعات مفتوحة مواكبة لأي جديد وتحدّد التحركات المناسبة في حينه».