IMLebanon

اللواء: مجلس وزراء «ساخن» يسبق وصول بومبيو الجُمعة إلى بيروت

تفاهم رئاسي على ملف النزوح في بروكسل.. وجبل المتورِّطين في ملف المخدرات يكبر
اليوم 14 آذار، تاريخ ارتبط ببروز ظاهرة سياسية، تجاوزت الطوائف، إلى طرح برنامج سياسي، سيادي – انقاذي، واليوم بعد 14 عاماً، تغيرت معطيات التحالفات، والشراكة في السلطة، فضلاً عن تبدُّل في الأجندة، فالمناسبة تتخذ طابعاً رمزياً، وطنياً، في حين ان الهموم الوطنية، ترتدي طابعاً آخر، بعد التسوية السياسية، التي أعادت تركيب السلطات، من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية إلى انتخاب مجلس نيابي جديد، فحكومة جديدة، يلقي باسمها الرئيس سعد الحريري في بروكسيل كلمة اتفق على خطوطها العريضة، وتتعلق بالتقديمات التي يتعين على مؤتمر الدول المانحة الثالث، الذي يعقد في بلجيكا في ما خص النازحين السوريين، والدول المضيفة، ومن بينها لبنان.
وقبيل سفره ليل أمس لتمثيل لبنان في المؤتمر، اجتمع الرئيس الحريري مع وزير الخارجية جبران باسيل، الذي اعتذر عن المشاركة.
وذكرت «O.T.V» ان البحث تناول مسار مكافحة الفساد، والشؤون الاقتصادية والتعيينات والكهرباء، إضافة إلى ملف النزوح الذي يحمله الرئيس الحريري إلى مؤتمر بروكسيل، والكلام للمحطة الناطقة بلسان التيار الوطني الحر.
وفي 14 آذار 2019، تحتل مسألة الفساد، ومعالجة ديون البلد، ومنعه من الإنهيار المالي والاقتصادي، أولوية للحكومة ورئيسها، الذي اجتمع أمس الأوّل مع وزير المال علي حسن خليل للبحث في منطلقات تؤدي إلى خفض لا يقل عن 1٪ من الموازنة للعام الجاري.
وتتجه الأنظار إلى مجلس الوزراء، الذي يعقد الأسبوع المقبل، بجدول أعمال ونقاش سياسي «ساخن» في نقطتين، الأولى تتعلق بنتائج مؤتمر «بروكسل»، وعدم مشاركة الوزير صالح الغريب فيه، والثاني زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والموقف الذي سيسمعه من المسؤولين اللبنانيين في ما يخصّ الموقف من حزب الله، وترسيم المنطقة الاقتصادية في البحر والبر، بمحاذاة الحدود الجنوبية.
وبالانتظار، بقيت ملفات الفساد، التي تكشف تباعاً في الواجهة، فبعد الشهادات المزوّرة، وما تبعها من إجراءات، بدأت تتكشف خيوط جديدة في ملف المخدرات، في ضوء التحقيقات الجارية، حيث يتبيَّن ان الحلقة الجهنمية تشمل مدنيين، وموظفين عدليين، ويقال قضاة، وأمنيين، فضلاً عن سماسرة وشبكات، توسعت إلى المدارس والجامعات، لترويجها بين التلامذة والطلاب.
الحريري في بروكسل
وكان الرئيس الحريري وصل مساء أمس إلى العاصمة البلجيكية لترؤس الوفد اللبناني إلى مؤتمر بروكسل-3، بعدما كان عقد لقاء بعيداً عن الإعلام مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، إلى مائدة غداء في «بيت الوسط».
وأشارت معلومات إلى ان لقاء الحريري- باسيل الذي كان اعتذر عن مرافقة رئيس الحكومة لارتباطه باحتفال «التيار الوطني الحر» اليوم بذكرى 14 آذار، بحث في تسريع عمل الحكومة في الكهرباء والتعيينات والنزوح والاقتصاد ومكافحة الفساد.
ومن المقرّر ان يلقي الرئيس الحريري كلمة لبنان امام مؤتمر بروكسل، من ضمن السقف السياسي الذي تفاهم عليه مع الرئيس ميشال عون أمس الأوّل، لجهة التأكيد على ان الحل الدائم لمشكلة النزوح السوري يكون بعودة هؤلاء النازحين إلى وطنهم، بحسب ما أوضح مستشار الحريري للشؤون الاقتصادية نديم المنلا، الذي كشف أيضاً ان الحريري سيطالب المجتمع الدولي التعاطي بإيجابية مع المبادرة السورية لتأمين عودة آمنة وكريمة للنازحين، ويحثه أيضاً على تقديم مساعدات مالية للمجتمعات الضيفة للنازحين.
ونفى المنلا وجود وعود مالية في هذا الصدد، لكنه لفت إلى ان لبنان بحاجة إلى مليارين ونصف المليار دولار لمواجهة أعباء النازحين على أرضه، وان المساعدات التي تلقاها في السنة الماضية كانت بحدود مليار ونصف مليار، وهو لا يتوقع ان يكون حجم المساعدات لهذا العام أكثر من هذا المبلغ، على الرغم النقص الواضح بالتمويل.
تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى ان وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، الموجود في بروكسل مع وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، باشر أمس لقاءاته في العاصمة البلجيكية، عبر اجتماع عقده مع المفوض الأوروبي لشؤون الجوار يوهانس هان في حضور المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في المفوضية مايكل ميلر وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن، وتركز البحث في برنامج وزارة التربية لتأمين التعليم لجميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية من لبنانيين ونازحين، وتم التطرق إلى تفاصيل الملف وتطور عدد التلامذة النازحين في المدارس الرسمية والاكلاف المترتبة على ذلك.
اما الوزير قيومجيان فشارك في حلقة حوارية حول الحماية في البرلمان الأوروبي مطالباً المجتمع الدولي بتسهيل عودة النازحين واستمرار مساعدتهم في سوريا ولبنان، ودعا الى «الضغط على النظام السوري لتأمين إجراءات الحماية والاطمئنان لهم».
وفي سياق متصل، كشفت معلومات ان وزير شؤون النازحين صالح الغريب ينوي إثارة موضوع تغيبه عن الوفد اللبناني إلى مؤتمر بروكسل، في أوّل جلسة يعقدها مجلس الوزراء، على الرغم من ان الرئيس الحريري حاول أمس الأوّل نزع فتيل أي مواجهة في شأن طبيعة الوفد، حيث طلب عدم تسييس الملف، مؤكدا انه هو من يمثل الحكومة اللبنانية، لكن الغريب قد يحاول الالتفاف على الموضوع من خلال طرح الخطة التي وضعها لعودة النازحين، والتي تقوم على مجموعة خطوات لتحفيز هذه العودة، قد تثير إشكالية جديدة، خاصة وان إحدى هذه الخطوات تلحظ إعادة تطبيع العلاقة مع النظام السوري.
وكان رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان غرد أمس على «تويتر» منتقداً تصريح الحريري بعد لقائه الرئيس عون في بعبدا، واصفا «تبريره حول موضوع بيان الغريب بأنه عذر اقبح من ذنب».
مصالحة الحريري – ريفي
إلى ذلك، تركت المصالحة التي تمت ليل أمس الأوّل بين الرئيس الحريري والوزير السابق اللواء اشرف ريفي، ارتياحاً كبيراً في الوسط الإسلامي، ولا سيما في أوساط «بيت الوسط» التي اشادت بالدور الذي لعبه الرئيس فؤاد السنيورة، في التمهيد لهذه المصالحة وفي رعايتها في دارته، على الرغم من كونها خطوة مرحلية لم تؤسس بعد لاتفاق سياسي بين الرجلين، بحسب ما أوضحت مصادر سياسية في تيّار المستقبل لـ«اللواء» الا انه من شأنها ان تعيد رص الصف الإسلامي من جديد، من خلال وضع الخلافات جانباً، والانطلاق لاحقاً نحو مرحلة جديدة، يؤمل ان تكون واعدة، كون الاثنين من بيت سياسي واحد.
وكشفت لـ«اللواء» ان الاتصالات التي تولاها الرئيس السنيورة ومعه الوزير السابق رشيد درباس، ظلت قائمة، حتى قبل انعقاد لقاء المصالحة بساعتين فقط، حتى لا تتسرب أية معلومات عنها إلى جهات أخرى قد تعمل على الدخول على الخط والخربطة..
ولاحظت المصادر ان أهمية الخطوة تكمن في انها أعادت رص الصف الإسلامي من جديد، ووضعت حداً للخلافات، لكنها لا تحمل أكثر من هذه الأبعاد، طالما ان كل طرف بقي على موقفه السياسي وعلى وجهة نظره من التطورات التي أبعدتها عن بعضها، مشيرة إلى ان استحقاق الانتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، حتم حصول نوع من تقاطع الرؤى بين الطرفين، من ان استمرار التباعد لم يعد مجدياً، ولم يعد يجوز بالتالي استمرار شرذمة الصف الواحد، في حين ان المدينة تحتاج إلى وحدة الصف وإلى تمرير الاستحقاق الانتخابي بسلاسة وهدوء ووحدة أبناء المدينة، خاصة وأن الجميع يُدرك خطورة المخططات التي تحاك لطرابلس، والتي لن تؤدي سوى إلى المزيد من الشرذمة والانقسامات.
وعليه، يمكن القول ان المصالحة أعادت خلط الأوراق في انتخابات طرابلس الفرعية، بعد إعلان ريفي عزمه العزوف عن ترشيح نفسه للانتخابات و»نيته التعاون والتنسيق مع الرئيس الحريري ومع الرئيس السنيورة في كل الامور الوطنية»، فيما اعلن سامر طارق كبارة ترشحه رسميا في مؤتمر صحافي، عقده عندالسادسة من مساء امس، ضد الذين همشوا طرابلس وحولوها إلى مدينة محرومة.
وقد رفض ريفي في اتصال مع اللواء» الافصاح عما سيقوله في مؤتمره الصحافي المقرر عصر اليوم في مكتبه في طرابلس، «حتى لا يتم استهلاكه مسبقا»، لكنه قال لموقع تيار المستقبل» انه يرى في اللقاء «أملاً وتفاؤلاً كبيرين». وقال: كان لقاؤنا ودياً في جو من الصراحة والمودة، واتفقنا على فتح صفحة جديدة نحتاجها لمواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالبلد».
ودعا ريفي الجميع «لأن نكون يداً واحدة للدفاع عن لبنان والدستور والمؤسسات ولإنقاذ الوضع الاقتصادي، شاكراً الرئيس السنيورة والوزير رشيد درباس على جهودهما فأهدافنا واحدة ونحن مستمرون بالنضال المشترك لتحقيقها».
بالمقابل، اكد عضو قيادة جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في طرابلس طه ناجي انه لم يبت بعد في امر ترشحه، «لأن التطور الذي حصل من خلال لقاء الحريري وريفي زاد من عوامل التريث عاملا اضافيا».
وقال ناجي لـ«اللواء»: ان العوامل المتعلقة بالانتخابات عرضة للتغير والتبدل لذلك نفضل الانتظار حتى تتبلور الصورة اكثر، ونحن على تواصل دائم مع الحلفاء وبخاصة مع النائب فيصل كرامي لمتابعة التطورات. ونحن بكل الاحوال لا نتصرف بردة الفعل، وكل تصرف او قرار سواء الترشح او العزوف سيكون فعلا وليس ردة فعل.
اما الرئيس نجيب ميقاتي فثمن من جهته المصالحة، مجدداً التأكيد على استمرار التفاهم مع الرئيس الحريري لمصلحة طرابلس، وقال انه منفتح على التعاون مع كل القيادات اللبنانية وفق الثوابت الوطنية الجامعة.
جلسة مساءلة
من جهة ثانية، أكّد الرئيس نبيه برّي امام نواب «لقاء الأربعاء» ان الأولوية والمعركة الأساسية اليوم هي لإقرار الموازنة، في مجلس الوزراء وإحالتها الى المجلس النيابي في اسرع وقت»، معتبرا «ان حسم هذا الإستحقاق هو اساس في الإصلاح المالي ومحاربة الهدر».
ونقل النواب عن الرئيس بري انه سيدعو الى جلسة اسئلة واجوبة، مشيرا الى وجود 17 سؤالا نيابيا موجها للحكومة حتى الآن.
وفي الحديث عن نتائج مباراة بعض الوظائف، شدد بري على ان «الكفاءة يجب ان تكون المعيار، والكفاءة فقط».
ونقل النواب عن الرئيس بري ايضاً انزعاجه من قرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة تجديد عقود التوظيف مع الوزارات والمؤسسات العامة في وقت يقوم مجلس النواب ببحث هذا الملف عبر اللجان وخصوصا ما تم خلافا للقانون 46 /2017
ونقل النائب بلال عبدالله عن بري قوله انه لو كان الرئيس الحريري هنا لاتصلت به وابلغته انزعاجي من قرار مجلس الوزراء التمديد لبعض التوظيفات التي حصلت من خارج الاصول القانونية.
لكن وزير المال علي حسن خليل، أوضح لاحقاً انه حصل التباس لدى النواب، بما يتعلق بتجديد عقود الموظفين، مشيراً إلى «انه اجراء عادي يجري دورياً وفق الأصول، لافتاً إلى ان مكامن الضعف في الموازنة باتت واضحة، وان لديه تصوراً لكثير من الإصلاحات فيها».
يذكر أن قرار مجلس الوزراء الذي صدر في جلسة 21 شباط 2019 ينص على «الموافقة على سبيل التسوية على تمديد العمل بالملاكات المؤقتة وبتعيين الموظفين المؤقتين وباستخدام الأجراء والمتعاقدين والمتعاملين ومنع التعاقد واستخدام الأجراء الجدد الاّ في الحالات الضرورية التي يقررها مجلس الوزراء وذلك حتى تاريخ 31-12-2019».
زيارة بومبيو
إلى ذلك، كشف النائب علي بزي، بعد لقاء الأربعاء بأن الرئيس برّي حدّد موعداً لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للقائه، الا انه لم يكشف موعد اللقاء لاعتبارات أمنية يحرص الجانب الأميركي عى التشبث بها، لكن مصادر نيابية وجدت في الإعلان على الموعد تأكيداً على ان زيارة بومبيو ما زالت قائمة في الأسبوع المقبل، خلافاً لما تردّد عن احتمال تأجيلها.
تزامناً، أكدت مصادر سياسية بارزة لـ«اللواء» بأن «حزب الله» يطمئن إلى وحدة الموقف اللبناني، في مواجهة الضغوط الأميركية، وانه لن يعلق على أي كلام يصدر عن الوزير الأميركي، تاركاً للدولة اللبنانية بشخص رئيسها وضع النقاط على الحروف، وانه من غير المنتظر، وفقاً للحزب ان يسمع بومبيو في جولته المنتظرة كلاماً أقل وطأة مما سمعه موفده السفير ديفيد ساترفيلد من الرئيس برّي.
وكشفت المصادر ذاتها عن ان هناك توجهاً لبنانياً رسمياً يفيد انه إذا لم يلتزم الوزير بومبيو بأصول التخاطب المتبعة بين الدول وحاول التحريض على أي فريق لبناني (والمقصود هنا حزب الله)، فإنه سوف يسمع نبرة مختلفة لم تسمعها الإدارة الأميركية مسبقاً من لبنان، مشيرة إلى ان موقف لبنان الرسمي موحد لجهة رفض تدخل أي طرف أميركي أو غيره بالشؤون الداخلية اللبنانية، أو محاولة فرض املاءات وشروط.
وفي معلومات المصادر القريبة من «حزب الله»، فإن الزائر الأميركي سوف يضغط على لبنان لترسيم الحدود البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة بما يتوافق مع مطالب العدو الاسرائيلي، علما انه قد سبق للبنان ان ابلغ اكثر من موفد اميركي بموقف حاسم لجهة عدم الاستعداد للتفريط باي حبة تراب او نقطة ماء وهو الموقف ذاته الذي سيسمعه بومبيو مجددا وبنبرة اعلى هذه المرة.
ووفقا للمصادر، فان مبعوث بومبيو ساترفيلد قد تكفل مؤخرا في التمهيد لجدول اعمال رئيسه لجهة التشديد على رفض الادارة الاميركية اي تعاون عسكري او اقتصادي بين لبنان وروسيا فيما بدا انه تعليمات استباقية لزيارة الرئيس ميشال عون الى موسكو، وهو ما تعتبره الدولة اللبنانية تدخلا سافرا في الشأن اللبناني حيث ان لبنان حر في توقيع اتفاقيات اقتصادية وسياسية وعسكرية مع روسيا بما يناسب مصلحة لبنان.