IMLebanon

اللواء: «ما بعد بومبيو»: ترقُب خطير وحزب الله يردّ غداً على «الإساءة»

وفد نيابي إلى واشنطن للحوار حول العقوبات.. والحريري في باريس.. وعون إلى موسكو غداً
بعد الفعل، يأتي ردّ الفعل: الفعل ما ظهر وما بطن من مواقف صدرت على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تجاه «حزب الله»، ونعت دوره بأبشع العبارات، والتي شكلت تطوراً، فتح الباب أمام تغيرات، بصرف النظر عن تحوّل الموقف إلى اعتداءات او عدوان إسرائيلي في دول الجوار، سواء لبنان أو غزة أو سوريا.
اليوم يحتفل لبنان بعيد البشارة، بشارة السيّدة العذراء، يوم الوحدة الوطنية اللبنانية، التي سيؤكد عليها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في كلمة له عبر التلفزيون في معرض التطرُّق لزيارة بومبيو.
محطة OTV، كشفت استناداً إلى معلوماتها، ما يُمكن ان يطرحه في كلمته، من وصف ما صدر عن بومبيو بالإساءة، وتمثلت بمحاولة تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، حيث بدا ان في كلامه مشروع حرب أهلية جديدة، لم يستجب له أحد. ومن المرجح أيضاً وفقاً لمعلومات OTV ان يثني الأمين العام لحزب الله على الموقف اللبناني الرسمي الموحّد الذي يُشكّل عامل قوة، مثمناً بشكل خاص كلام وزير الخارجية في حضرة الضيف الأميركي، ومجددا توجيه التحية إلى الرئيس عون.
وغادر إلى باريس الرئيس سعد الحريري، يرافقه الوزير السابق غطاس خوري، في زيارة وصفت بالخاصة، وبانتظار عودته، يتقرر ما إذا كانت ستعقد جلسة لمجلس الوزراء.
وغداً، في سلسلة التحركات اللبنانية الخارجية، يتوجه الرئيس ميشال عون إلى موسكو في زيارة تستمر يومين.
مفاعيل زيارة بومبيو
وسواء كانت مفاعيل زيارة الوزير بومبيو إلى بيروت انتهت مع لحظة مغادرته العاصمة اللبنانية، بعد ان أدّت اغراضها في إظهار الدعم الأميركي لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في معركة الانتخابية، بحسب ما يقول حلفاء «حزب الله» في لبنان، أو انه لا يجوز تجاهل التحذيرات الأميركية التي حملتها الزيارة المثيرة للجدل، لأن فيه مغامرة لا يُمكن التكهن بنتائجها، بحسب ما يرى خصوم الحزب، فإنه في كل الأحوال لا بدّ من انتظار ما ستحمله الأيام وربما الأسابيع المقبلة من تطورات لاستكشاف الأهداف الحقيقية من الزيارة ومن المواقف النارية التي أطلقها بومبيو في بيروت ضد «حزب الله» وإيران، انطلاقاً من قناعة راسخة لدى عدد غير قليل من اللبنانيين، بأنه من السذاجة اعتبار الزيارة استعراضية سياسية، بل كانت عبارة عن هجوم محضر مسبقاً ضد الحزب وإيران، ولا بدّ لهذا الهجوم من ان تكون له تداعيات ستظهر وقائعها تباعاً.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن أولى هذه التداعيات، ستكون عبر إطلالة نصر الله عصر غد الثلاثاء، عبر شاشة قناة «المنار»، والتي سيخصصها للرد على هجوم بومبيو بهجوم مضاد حرص الحزب على ان يؤجله إلى ما بعد انتهاء الزيارة تفادياً لاحراج لبنان الرسمي الذي تعامل مع مفاعيل الهجوم الديبلوماسي الأميركي بكثير من المواقف الشجاعة، بحسب أوساط الحزب، من خلال التركيز على لبنانية الحزب، وانه من نسيج المجتمع اللبناني المقاوم لإسرائيل التي ما تزال تحتل أراضي لبنانية.
لكن الحزب، وان بدا انه غير قلق من الزيارة ومن مفاعيلها، بعد ان أدّت غرضها في إظهار الدعم الأميركي لإسرائيل، وانها كانت عبارة عن تبادل مصالح انتخابية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو، الا ان خشيته كانت من نتائج التحريض الأميركي لفريق من اللبنانيين ضد فريق آخر، وهنا وجه الخطورة للمواقف الأميركية التي يرى الحزب انها تُهدّد الأمن اللبناني ومشروع فتنة، ويجب ان تكون مواجهتها بالتشديد على الوحدة الداخلية اللبنانية، على الرغم من الانقسام الذي ظهر لدى الرأي العام اللبناني، من مواقف بومبيو بين مؤيد ومعارض ومتحفظ أو لا مبالٍ.
وفي هذا السياق، شددت مصادر وزارية في الحزب على ان الاستقرار السياسي الداخلي خط أحمر عند جميع القوى السياسية، ولو اختلفت مقاربتها، فيما اشارت مصادر رسمية واكبت الزيارة إلى ان مفاعيلها اللبنانية لن تكون مؤثرة، بل لها مفاعيل خارجية عبر الرسائل التي أراد بومبيو إيصالها إلى حليفه الإسرائيلي، موضحة بأن الموقف اللبناني مما أثاره الوزير الأميركي حول حزب الله كان منسقاً سلفاً ومتفقاً عليه بين الرؤساء ووزير الخارجية، اما مواقف بقية الأطراف التي التقاها بومبيو فلا تعبر عن الموقف الرسمي بل عن الموقف السياسي المعروف لهذا الفريق أو ذاك.
وكانت السفارة الأميركية في بيروت، قد أعلنت عبر حسابها على «تويتر» بأن بومبيو غادر بيروت السبت ونشرت له صورة وهو يلوح بيده مودعاً قبل دخوله الطائرة، وهو خصص اليوم الثاني من زيارته للقيام بجولة سياحية في مدينة جبيل، ومن ثم زيارة لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الذي يعرفه شخصياً منذ سنوات عديدة، كما زار قائد الجيش العماد جوزاف عون، مؤكداً له استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، الشريك الاستراتيجي في محاربة الإرهاب.
عون في موسكو
ولا تستبعد المصادر المطلعة، ان تكون زيارة الرئيس ميشال عون التي يبدأها اليوم إلى موسكو، من نتائج  تداعيات الهجوم الأميركي المستجد في المنطقة، على الرغم من تأكيد مصادر رسمية بأن ليس هناك من رابط بين الزيارتين، لأن زيارة موسكو كانت مقررة قبل مجيء بومبيو، إلا انها اشارت إلى ان الانسجام بين الموقفين اللبناني والروسي، سواء من إسرائيل أو من «حزب الله» وإيران، وصولاً إلى الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين السوريين لا يعني ان هناك اصطفافاً في محور ضد محور آخر في المنطقة، وان لبنان لا يريد عن توثيق علاقاته بموسكو سوى تعزيز هذه العلاقة للمصلحة اللبنانية وللافادة من النفوذ الروسي في المنطقة لمساعدته في إنهاء وجود النازحين على أرضه عبر المبادرة الروسية ومن خلال علاقته بالنظام السوري، فضلاً عن ان الزيارة مفيدة للبنان اقتصادياً، عبر مشاركة الشركات الروسية في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية.
وفي هذا السياق، كشف الرئيس نبيه برّي عن دور أميركي جديد في ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة برعاية الأمم المتحدة، معتبراً هذا الدور أحد المفاعيل الإيجابية لزيارة بومبيو، وملخصه سقوط «مشروع خط هدف» الحدودي الذي رفضه لبنان لأنه يحرمه مساحات واسعة من البلوك النفطي رقم 9 لمصلحة الكيان الإسرائيلي.
يُشار إلى ان وفداً نيابياً سيتوجه اليوم إلى واشنطن مؤلفاً من النائبين ياسين جابر وابراهيم كنعان ومستشار برّي علي حمدان، لاجراء حوار مع الإدارة الأميركية في خصوص موضوع العقوبات الأميركية، بالتزامن مع الاجتماعات السنوية التي يعقدها الصندوق والبنك الدوليان ووزارة الخزانة الأميركية.
أجندة الأسبوع
اما أجندة الأسبوع الطالع، بعيداً عن صراعات المنطقة، فستبدأ غداً الثلاثاء، باستئناف اللجنة الوزارية عملها لدراسة خطة الكهرباء في السراي الحكومي، تمهيداً لعرضها مجدداً على مجلس الوزراء الخميس المقبل، حيث ستكون أمامه ملفات اقتصادية حيوية أخرى، وبين موعدي الثلاثاء والخميس، ستكون هناك جلسة يوم الأربعاء للمجلس النيابي مخصصة للاسئلة والأجوبة، في سياق عمل المجلس لمراقبة أداء الحكومة الجديدة.
وعشية اجتماع لجنة الكهرباء، أكّد وزير الخارجية جبران باسيل، في خلال جولة له على القرى المسيحية في قضاء المنية- الضنية، على ان «انهاء أزمة الكهرباء تحتاج إلى قرار ولا تحتاج إلى الكثير، لأن الخطة موجودة وكل شيء جاهز، مشيراً إلى ان علينا ان نتحضر لايام صعبة، لأن الاقتصاد سينهار إذا لم نصلح ملف الكهرباء وننهي العجز. ولفت إلى وجوب إعادة النظر بالموازنة، منتقداً من يلوم الدولة، ومن ثم يقول ليس هناك حكومة، داعياً الحكومة إلى ان تأخذ قرارات حازمة في ملفات الكهرباء والنفايات ومناقصة النفط الثانية، مشيرا إلى ان هذه القرارات مطلوبة كل أسبوع لحماية الصناعة والانتاج وتشجيع الاقتصاد، لأنه بغير هذه الطريقة لا نستطيع ان نكمل.
وكان باسيل جال السبت في عدد من القرى والبلدات المسيحية في منطقة الشوف التي شهدت سقوط ضحايا أثناء احداث 16 آذار 1977 في أعقاب استشهاد كمال جنبلاط، وعصراً مثّل باسيل الرئيس عون في قدّاس «التوبة والغفران» الذي دعا إليه وزير شؤون المهجرين غسّان عطاالله، في كنيسة سيّدة التلة في دير القمر، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أكّد على أن المصالحة في الجبل تبقى اقوى وأهم وفوق كل اعتبار من أجل لبنان واحد موحد ومستقبل أفضل، في حين اعتبر باسيل ان الشهيد كمال جنبلاط هو شهيد كل اللبنانيين، وان الجريمة التي دفعت كانت بحق كل الوطن، مشيرا إلى ان العودة السياسية تحققت في الانتخابات الأخيرة، وان وحدة الجبل أساس لوحدة لبنان، لكن وحدتنا في الجبل لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين.. معتبرا ان لا مصالحة بلا معرفة الحقيقة، ولا ينبغي للمصالحة ان تهتز إذا اختلفنا في السياسة حول مواضيع مثل الفساد والكهرباء.
وأشار إلى انه بدأ بتفاهمات لتعزيز الوحدة الوطنية مع حزب الله وتيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، آملاً ان يقوم بذلك مع الحزب الاشتراكي.
الحريري
ومن جهته، اعرب الرئيس سعد الحريري عن اعتقاده بأننا نسير على الطريق الصحيح، وقال خلال تفقده ملتقى السراي الابداعي الذي انطلقت أعماله في الأسبوع الماضي، لمجموعة من الشباب في الجامعات اللبنانية، «ان اهتمام الحكومة هو اجراء الإصلاحات في مختلف القطاعات، الا ان تحقيق هذا الهدف في لبنان ليس سهلاً، باعتبار ان جميع الأطراف لا يملكون أجندة واحدة لتحقيق ذلك، مشيرا إلى ان «الكباش الحاصل اليوم هو بين من يريد التغيير الذي نريده نحن، ومن لا يريده»، لافتاً إلى وجود مقاومة للتغيير، ولكن بمشيئة الله ومع الشباب وافكار الشباب وتطلعاتهم نستطيع تحقيق التغيير.
وأعلن الحريري ان «مشروع سيدر سينطلق هذا العام، وستكون هناك مشاريع عديدة للشباب، سواء في البنى التحتية أو التكنولوجيا أو أي قطاع آخر، متوقعا ان يشهد هذا العام المزيد من الاستقرار في البلد وقدوم عدد أكبر من السياح، مبدياً تفاؤله في هذا الإطار.
مذكرة خليل
وبقيت المذكرة التي اصدرها وزير المال علي حسن خليل، بتعليق الانفاق وضبطه، والتي تضمنت إبلاغ جميع مراقبي عقد النفقات ضرورة وقف الحجز كلياً لمختلف أنواع الانفاق باستثناء الرواتب والأجور وتعويض النقل الموقت، اعتباراً من السبت ولحين إبلاغهم بتعليمات أخرى.
ووصفت المذكرة بأنها خطوة وقائية في ظل صرف الأموال، ومن قاعدة الاثني عشرية، وذلك اما لعدم وجود أموال كافية، أو تحسباً من تكرار الصرف كما حصل في عهد حكومات سابقة.