IMLebanon

إهتمام أميركي مثير قبل وصول هولاند

إهتمام أميركي مثير قبل وصول هولاند

وسلام يؤكّد على الإجماع العربي ورفض التوطين

مبادرة كتائبية قريبة.. وجمال عيتاني مرشحاً لرئاسة بلدية بيروت

يعود الاهتمام إلى الشؤون الداخلية، بعد الانشغال الرسمي بقمة اسطنبول الإسلامية.

ولا يقتصر الاهتمام اللبناني على الاعداد لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً، وبلورة مشروع تفاهم على حل ينهي أزمة جهاز أمن الدولة في جلسة مجلس الوزراء المتفق على انعقادها بعد ظهر الاثنين المقبل، والتي تتزامن مع جلسة تحمل الرقم 38 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تمنى الرئيس تمام سلام لو كان منتخباً ليلقي كلمة لبنان وهو المسيحي الماروني، امام مؤتمر القمة الإسلامية الذي ينهي أعماله اليوم في اسطنبول.

وفي ضوء أجندة الأيام المقبلة، ترتدي جلسة الحوار التي تعقد في عين التينة الأربعاء المقبل والمؤجلة من 30 آذار الماضي بسبب وفاة والدة الرئيس تمام سلام، وتحمل الرقم التسلسلي 17 أهمية استثنائية، نظراً لما ستسفر عنه زيارة الرئيس هولاند من نتائج، واتضاح مسار المناخ الرئاسي في ضوء عداد نصاب جلسة الاثنين، بعدما ترددت معلومات قوية من ان تيّار «المردة» يدرس المشاركة اما بنائبين من كتلته المؤلفة من أربعة نواب، أو بنزول رئيس الكتلة المرشح سليمان فرنجية إلى المجلس، إذا ما كانت الاتصالات قد وصلت إلى مرحلة عقد اجتماع مع الرئيس سعد الحريري، سواء في «بيت الوسط» أو ساحة النجمة.

وعشية الجلسة، كشف مصدر كتائبي رفيع لـ«اللواء» ان حزب الله يدرس إطلاق مبادرة وصفت «بالقوية» تتعلق بالاستحقاق الرئاسي خصوصاً والوضع السياسي عموماً بهدف الخروج من المأزق الراهن.

لكن المصدر لم يشأ التأكيد عمّا إذا كانت المبادرة ستعلن قبل جلسة الحوار أو بعدها، علماً ان الحوار سيتطرق في هذه الجلسة إلى قانون الانتخابات وإلى الجدل الحاصل حول عقد جلسات تشريع للمجلس النيابي، تحت عنوان «تشريع الضرورة».

حركة أميركية

في هذا الوقت، كان من المثير للاهتمام الحركة الأميركية النشطة في بيروت والتي تتركز بصورة أساسية على دور الأجهزة الأمنية اللبنانية في مكافحة الإرهاب، وما يمكن القيام به لدعم هذه الأجهزة ولا سيما الجيش اللبناني، سواء بأجهزة المراقبة، أو كشف المتفجرات، أو الأسلحة اللازمة.

فمن جهته، أجرى المبعوث الأميركي الخاص بقضية الرهائن جيم اوبراين الذي وصل ليل أمس الأوّل وغادر ليل أمس، بعد لقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق، ومن جهة ثانية كانت السفارة الأميركية في بيروت تنظم مؤتمراً بعنوان «اختراق التطرف» تركز على كيفية استخدام «داعش» والتنظيمات المتطرفة الأخرى لأجهزة الانترنت والتواصل الاجتماعي، حيث شارك، وفقاً لما كشفه المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ناثان تك ان أكثر من مائة خبير لبناني واميركي يشاركون في هذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام.

والاهم في الحركة الأميركية هو مواصلة القائم باعمال السفارة الاميركية في بيروت السفير ريتشارد جونز الذي كانت له محطة في «بيت الوسط» أمس، والتقى الرئيس الحريري، بعدما كان زار النائبين ميشال عون ووليد جنبلاط، على ان يواصل لقاءاته في الأيام المقبلة حيث تركزت إتصالاته على موضوعين:

1- الإنتخابات البلدية، حيث أبلغ السفير الذين التقاهم أن بلاده تنظر بعين الارتياح إلى التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات البلدية.

2- استطلاع ما يمكن للإدارة الأميركية أن تقدمه من مساعدة لإنهاء الشغور الرئاسي.

ولم يتردد جونز من الإعلان بعد لقاء الرئيس الحريري أن ما لمسه في اتصالاته أن الانتخابات الرئاسية ما تزال في طريق مسدود.

زيارة هولاند

وربط سفير أوروبي آثر عدم الكشف عن إسمه، تحرك جونز بزيارة الرئيس هولاند، واصفاً هذا التحرّك بأنه محاولة «للقوطبة» على أي دور لفرنسا لإنهاء الشغور الرئاسي.

وعشية وصول هولاند إلى بيروت اتخذت قوى الأمن تدابير سير استثنائية قضت بمنع وقوف السيّارات على الطرقات والتقاطعات المؤدية من مطار رفيق الحريري الدولي وحتى ساحة رياض الصلح، إعتباراً من مساء اليوم الجمعة.

تجدر الإشارة إلى أنه سيكون في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى المطار ظهر غد السبت نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وسيتوجه الرئيس هولاند مباشرة إلى وسط العاصمة، حيث يجول في بعض شوارعها وأسواقها، ثم يجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في المجلس النيابي، وينتقل بعد ذلك إلى السراي الكبير للقاء الرئيس سلام، ويبدأ مساءً استقبالاته في قصر الصنوبر باجتماع مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبعد ذلك مع القيادات السياسية من كافة الاتجاهات، ويشارك هؤلاء جميعاً في حفل استقبال يقام للمناسبة.

وفهم أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد سيمثّل «حزب الله» في هذا الحفل.

سلام في اسطنبول

واليوم يعود إلى بيروت الرئيس تمام سلام بعدما مثّل لبنان في القمة 13 لمنظمة التعاون الاسلامي التي تنهي أعمالها اليوم في اسطنبول، وعقد سلسلة من اللقاءات، كان أبرزها اللقاء الخاطف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي اقتصر على المصافحة وتبادل عبارات الود، بسبب عودة الملك إلى الرياض، إثر انتهاء الجلسة الافتتاحية للقمة.

ووصف وزير مرافق للرئيس سلام هذه المصافحة بأنها «كانت جيّدة».

وأفادت مندوبة «اللواء» إلى اسطنبول لينا الحصري زيلع أن الرئيس سلام سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الذي تسلّمت بلاده رئاسة المؤتمر من مصر التي مثّلها وزير الخارجية سامح شكري وغادر المؤتمر بعد إلقاء كلمته، مما أثار تساؤلات حول استمرار التوتر في العلاقات بين القاهرة وأنقرة على خلفية مسألة الإخوان المسلمين.

ولاقت كلمة سلام إرتياحاً في أروقة مركز المؤتمرات حيث انعقدت القمة، إذ أكد أن لبنان «يرفض محاولة لفرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة»، معلناً تضامن لبنان الكامل مع الأشقاء العرب والوقوف الدائم إلى جانب الإجماع العربي، مشيراً إلى تدخلات خارجية تؤجج الصراعات في المنطقة العربية، من دون أن يُشير بالإسم إلى إيران، مؤكداً أن لبنان يرفض بأي شكل من الأشكال توطين النازحين السوريين على أراضيه، مرحّباً بأي جهد لإنهاء أزمة الحرب السورية.

حركة بكركي

وفي سياق متصل، لفت الانتباه تحرك بكركي على خط ترطيب العلاقات اللبنانية – الخليجية، حيث اعرب البطريرك الراعي خلال اجتماعه مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذين لبوا دعوته إلى بكركي عن أسفه لغيمة الصيف التي مرّت وعكرت الأجواء مع بعض البلدان الخليجية، فيما لفت السفير الكويتي عبد العال القناعي باسم السفراء إلى ان مواقف دول الخليج اتسمت بالدعم للبنان، وأن هذه الدول كانت ولا تزال تحتضن اللبنانيين وتقدم لهم أفضل التسهيلات، معلناً انه لم يتم ترحيل أي لبناني من دول الخليج اعتباطياً، وأن جميع الحالات جاءت وفق أمور قانونية ودستورية، جازماً بأن لا أزمة دبلوماسية مع لبنان، فكل السفراء موجودون على رأس سفاراتهم.

لكن السفير القناعي قال رداً على سؤال: «طالما هناك هجوم من حزب الله وغيره على دول الخليج فالخلاف قائم، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت لينتظم عمل الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

الانتخابات البلدية

وفيما جدد الرئيس سعد الحريري تأكيده من بيت «الوسط» وأمام وفد شعبي من المنية، ان الانتخابات البلدية ستجري في موعدها، داعياً الجميع إلى الاستعداد للمشاركة فيها، علمت «اللواء» ان الاتصالات بالنسبة إلى انتخابات بلدية بيروت أدت إلى ترشيح المهندس جمال عيتاني لخلافة المهندس بلال حمد لرئاسة البلدية. والمهندس عيتاني يشغل حالياً منصب مدير لشركة سوليدير وهو كان رئيساً سابقاً لمجلس الإنماء والإعمار.

 وانعقد في طرابلس مساء أمس اجتماع في منزل النائب أحمد كرامي حضره الرئيس نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر ومحمّد كباره، وغاب عنه النائب محمّد الصفدي لوجوده خارج لبنان، وخصص للتداول في العناوين العريضة للانتخابات البلدية في طرابلس، ولكن من دون الدخول بالتفاصيل بانتظار مشاركة الصفدي الذي مثله في الاجتماع شقيقه أحمد.

ولوحظ ان الوزير السابق فيصل كرامي لم يُشارك في الاجتماع، واستعيض عن ذلك باتصال جرى بين الرئيس ميقاتي وكرامي.

وأكدت مصادر مطلعة ان التوافق في انتخابات طرابلس يسير بخطى ثابتة، وإن كانت القوى السياسية المعنية لم تدخل بعد في التفاصيل.